بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا السادسة والستون

          الرؤيا السادسة والستون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه جمع من الصحابة ♥، فينظر في حديث (أول زمرة تلج الجنة)(1) فيعجبه، ويقول هذه معانٍ ما سبقك بها أحد.
          ثم ينظر في حديث / (كنا إذا صلينا مع النبيّ صلعم قلنا: السلام على الله قبل عباده)(2) فيعجبه، ويقول فيه مثل مقالته في الذي قبل، ثم يخرج ◙ ، ومن كان معه من الصحابة وعبد الله وأهله، ويمشي بهم في أرض بيضاء في غاية الحسن، ثم يخرج منها إلى أرض خضراء في غاية الحسن، فيقول عنهما: هذه طريق الإيمان وطريق القوم، ولم يبق من يمشي فيهما إلا القليل. ثم يخرج إلى أرض حمراء في غاية الحسن، ثم يخرج إلى أرض في غاية الحسن والاتساع، فقد غشيها نور عظيم، ثم يدخل في بساتين في غاية الحسن والكثرة وفيها نحو ألفي سرير، كل سرير في غاية الحسن، على كل سرير حورية في غاية الحسن، كلهن يأتين إلى عبد الله، ويسلمن عليه، ويقلن: نحن لك، ونحن هنا ننتظرك حتى يجمع، إن شاء الله، بيننا.
          ثم إنه صلعم يريه زائداً على تلك الأسرة والحور أنواعاً من الخيرات، لا يقدر أحد على وصفها، ويقول: هذا كله ثواب حديث (أول زمرة تلج الجنة) فيقول عبد الله: هل بقي غيره؟ فيقول ◙ : لا علم لي بذلك.
          ثم إنه ◙ ، يريه بساتين غير تلك في غاية الحسن، وفيها ألف سرير، كل سرير في غاية الحسن، على كل سرير حورية في غاية الحسن، فالكل منهن يأتين ويسلمن على عبد الله، ويقلن مثل مقالة من كان قبلهن.
          ثم إنه ◙ يريه من أنواع الخير ما لا يقدر أحد أن يصفها، ويقول: جميع ذلك كله ثواب حديث (كنا إذا صلّينا مع النبيّ صلعم قلنا: السلام على الله قبل عباده).


[1] رقمه 172.
[2] رقمه 254.