بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الثالثة والخمسون

          الرؤيا الثالثة والخمسون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه جمع من الصحابة ♥، ثم يأتي جمع من الأنبياء، صلوات الله عليهم، وهم ركبان على خيل خضر وكُحلٍ في غاية الكبر والحسن، ويسوقون معها نحو المائتين من الخيل مثل تلك برسم ابن أبي جمرة.
          ثم إن سيّدنا صلعم ينظر في حديث (ليس من بلد إلّا سيطؤه الدجال)(1) وحديث (ينزل الدجال ببعض السباخ)(2) فيعجبه ما قيل فيهما، ويقول: ما سبقك بهذا أحد. ثم يقول لعبد الله: انظر، فيريه جملة دور في غاية الحسن والجمال، وأما عددها فلا يقدر أحد يحصره، فيريه جملة بساتين في غاية الحسن والسعة، وأما عددها فلا يؤخذ بتقدير، ثم يريه جملة غرف في غاية الجمال، مبنية بناء لا يشبه حسنَها شيء، بعضها فوق بعض، ثم يريه جملة مساجد وجملة مدارس، الكل في غاية الحسن، وأنواعاً من الخير ليس لها شبه في الدنيا، ولا بماذا تمثل، ويقول ◙ : جميع ذلك كله ثواب هذين الحديثين. فيقول عبد الله: ولِمَ أريتني ثواب هذين الحديثين مجموعَين؟ فيقول ◙ : لتقارب / معانيهما، لأن ما قَرُب من الشيء أُعطِي حكمه.
          ثم ينظر ◙ في حديث (حفر الخندق)(3) وفي حديث (السرية التي قدم عليها الأنصاري، وأمرهم بجمع الحطب ووقد النار)(4) فيعجبه. ثم يقول لعبد الله: انظر، فيريه ◙ من الخيرات والنعم ما يقرب مما رآه في الحديثين المتقدمين آنفاً، ويقول صلعم : هذا كله ثواب هذين الحديثين.
          ثم ينظر ◙ في (حديث الاستخارة)(5) ويعجبه، ويقول ◙ : إن الثواب الذي أريتك قبلُ في هذا الحديث لقليل في حقه.
          ثم يخرج ◙ لصلاة الصبح، ويخرج معه عبد الله، فيصلون الصبح في المسجد، ويرجع ◙ ، ومعه عبد الله، فإذا قعد في البيت يقول ◙ لعبد الله: لتعلم أن هذه الليلة كانت من الليالي التي قُبِلَ فيها الدعاء، واجعلوا بالكم من هذه الليالي، فإن الدعاء فيها مستجاب.


[1] رقمه 86.
[2] رقمه 85.
[3] رقمه 133.
[4] رقمه 199.
[5] رقمه 62.