بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة.

          297- قوله صلعم : (إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ...) الحديثَ(1). [خ¦7518]
          ظاهر الحديث يدلُّ على أنَّ أفضل(2) نعيم الآخرة دوام رضا المولى سبحانه عن عبيدِهِ(3) المؤمنين، أهلِ دارِ كرامته. والكلام عليه مِن وجوه:
          منها: إثبات كلام الله سبحانه(4) لأهل الجنَّة، يُؤخذ ذلك مِن قوله: (إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ) فدلَّ بقوله سبحانه أنَّه(5) ╡ المخاطِب لهم، ثمَّ بقرينة أخرى وهي جواب أهل الجنَّةِ بقولهم: (لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ)، وبقولهم أيضاً: (وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ)؟ وبقولهم: (وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ(6) أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ)، وبقوله سبحانه: (أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)، وبقولهم: (يَا رَبَّنَا وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ)؟ وبقوله سبحانه: (أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا). فهذه كلُّها دلائلُ على أنَّه ╡ هو المتكلِّم معهم بِذاته الجليلة.
          وفيه دليل على ما تقدَّم أوَّل الكتاب مِن مذهب أهل السنَّة في كتابه العزيز لأنَّ(7) كلامه القديم الأزليَّ ميسَّرٌ بلغة العرب، وأنَّ النظر في الكيفية / في ذلك ممنوع، ولا نقول بالحلول(8) في المُحدَث التي هي الحروف والأصوات، ولا نقول إنَّه دلَّ(9) عليه وَليس بموجود، بلْ الإيمان بأنَّه(10) منزَّل حقٌّ ميسَّر باللُّغة العربية صِدْقٌ. يشهدُ لذلك هنا خطاب مولانا جلَّ جلاله لأهل الجنَّة، وكيف يسَّر لهم سماع(11) كلامه القديم الأزلي بلغة العرب، لأنَّ الألفاظ الَّتي في الحديث هي على مقتضى اللُّغة العربية(12).
          وكذلك جاء أنَّ كلام أهل الجنَّةِ بلغة العرب، فيَسَّرَ لهم ╡ سمْعَ كلامه القديم القائم بذاته الجليلة لأنَّ الصِّفة الجليلة(13) لا تفارق الموصوف، فأسمعَهُم إياه بالنَّوع الذي هو لغتهم ليفهموا عنه سبحانه مَا أراده لهم بفضله، ولا يمكن لأحدٍ أن يتعرَّض للكيفيَّةِ، فَكما لا يمكن هنا ذلك فكذلك(14) الحكم في كتابه العزيز، لأنَّ هذا كلامه الجليل، فالحُجَّة لأهل السُّنَّة والحمد لله قائمة.
          وفيه دليل على إضافة المنزل لساكنه، وإن لم يكن الأصل له. يُؤخذ ذلك مِن قوله سبحانه: (يَا أَهْلَ الجَنَّةِ)، والجنَّة(15) له ╡ في الحقيقة.
          وهنا بحث وهو أن يُقال: لِمَ ذكرَ جلَّ جلاله لهم دوام رضاه بعد استقرارهم في الجنَّة، ولم يكن ذلك عند أوَّل دخولهم؟
          فالجواب _والله الموفق_ أنَّه جلَّ جلاله لو أخبرهم برضاه أوَّلاً قبل سكناهم والتمتُّع بما هنالك(16) لكان ذلك إخباراً على ما تقرَّر(17) عندهم مِن علم اليقين، وعين اليقين أبلغ. فلمَّا أنْ جعل لهم عين اليقين بما رأوا فيها / ممَّا لا يقدر أحد منَّا يذكره(18) بعقلٍ ولا نقلٍ ولا فهمٍ ولا دليلٍ _أعني حقيقة تلك الأعيان_ أخبرهم بذلك، وكفى على ذلك دليلاً قوله ╡ : {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة:17] وقول مولانا سبحانه لمَّا وصف فرش الجنَّة قال: {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن:54] لأنَّه(19) ليسَ في هذه الدار ما يشبهُ الوجوه.
          ولَمَّا كانت العادة عند أهل هذه الدار(20) أنَّ بين بطائن الفرش ووجوهها بوناً عظيماً عبَّر لهم أنَّ البطائن هناك مِن إستبرق، إذ هو أعظم الملبوسات في هذه الدار، ولو كان عندنا شيء أرفع منه لشَبَّهه به، فدلَّ بذلك على عظيم قَدر الوجوه وحقيقة ذواتها، لأنَّا(21) لا نعرف كيف صفتها، فلمَّا عرفوا ما هناك عياناً حينئذٍ أخبرهم بما منَّ عليهم بفضله مِن رضاه عليهم، ليقدروا للنَّعمة بعض قَدْرها، لأنَّ حقيقة قَدْرها لا يمكن معرفته، لأنَّ ما لا آخِرَ(22) له كيف يُعرف له قدر؟ هذا مِن وجه واحد، وهو طريق التَّحديد، لأنَّا لا نعرف قدر الأشياء إلَّا إذا كانت محدودة.
          وأمَّا مِن جهة أخرى وَهي(23) حقيقةُ رضاه فلا نقدر على معرفته ولا تشبيهه، غير أنَّ بالأثر الدالِّ عليه نعرف أنَّه ╡ (24) عظيم في ذاته الجليلة بلا تكييف، فجعل حسن الدار التي هي مِن أثر قدرته سبحانه وتعالى دالَّاً(25) على عظمة فضله وجلاله، جعلنا الله بحرمته(26) مِن أهله في الدارين بلا محنة، لا ربَّ سواه.
          ويترتَّب على هذا مِن الحكمة ألَّا(27) يخاطب أحد بشيءٍ حتى يكون عنده ثمَّ(28) يستدلُّ عليه أو على بعضه، ولذلك قال عليٌّ ◙ (29): / «خاطِبُوا النَّاس على قَدْر عُقُولِهِم، أتحبُّون أن يكذَّبَ اللهُ ورسولُهُ؟» أي: على قَدْر ما يَفهمون. ولذلك(30) ينبغي أن يكون الشخص في نفسه لا يأخذ مِن الأمور إلَّا قَدْر ما يحمله(31) عقلُهُ.
          وفيه دليل على أنَّه ليس في الآخرة دار إلَّا الجنَّة أو النَّار. يُؤخذ ذلك مِن قولهم: (وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ)، وقد جاء هذا عنه صلعم بقوله: «ليسَ بَعْدَ الدُّنيا من دارٍ إلا الجنَّة أو النَّار» أو كما قال ◙ (32).
          وفيه دليل على أنَّ مَن لم يعرف(33) حقيقة ما خُوطب به فإنَّه يسأل بأدبٍ، يُؤخذ ذلك مِن قولهم: (وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ(34) مِنْ ذَلِكَ)؟ فلمَّا لم يعلموا في تلك الدَّار أفضل ممَّا فيهم(35) استفهموا عَن هذا الشيء الذي لا يعلمونه.
          وفيه دليل على أنَّ لفظَ الآية هو الدالُّ(36) على عدم انقطاع الشيء. يُؤخذ ذلك مِن قوله ╡ : (لَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا). فلو لم يكن هذا دليلاً على عدم الانقطاع ما كانوا يخبرون أنَّه(37) أفضلُ ممَّا هُمْ فيه.
          وفيه دليل على أنَّ طبعَ البشريةِ إنَّما تَنْظُرُ لوقتها. يُؤخذ ذلك مِن فرح أهل الجنَّة بما هُم فيه، ونسوا ما كابدوا مِن أهوال القيامة قبل ذلك.
          وفيه دليل على أنَّ الخير كلَّه إنَّما هو في رضا المولى سبحانه وتعالى، وأنَّ ما دونه مِن النَّعيم(38) على اختلاف أنواعه في كِلَا الدَّارين إنَّما هو مِن أثر ذلك الخير، وَهو النعيم الحقيقي.
          وفيه دليل لأهل الطريق(39)، لأنَّهم لم(40) يعملوا على نعيم الجِنَان، وإنَّما عملوا على طلب رِضى الرَّحمن، / ومما يدلُّ على ذلك مِن كلامهم: وَهَل نَعِيمٌ في الخُلْد أَشْهَى مِن الرِّضَا والقُرْبِ؟!
          ومِن أجل التَّحقيق بهذه المراجعة العجيبة طاشت(41) قلوب المحبِّين وتعاموا عن نعيم الدارين، فضلاً عن نعيم هذه الدار، وللجهل به عَمِيت بصائرُ أهل الدُّنيا حتَّى تَفَانوا عليها، ولم يحصلوا منها على طائل(42) وحصلوا عَلى صفقة خاسرة خَسِروا الدُّنيا والآخرة. ولتصديقِ أهل التوفيق بهذه(43) الأخبار الجليلةِ وَجدوا الحلاوة في(44) نَفْس الطَّاعة لأنها البساط إلى هذا الحال الجليل، وتنسَّموا تلك الرَّوائح العَطِرة بقلوبٍ زكيَّةٍ ونفوسٍ أبيَّةٍ(45).
          وفيه دليل على رِضا أهل الجنَّة كلٌّ منهم بحالهِ مع اختلاف منازلهم. يُؤخذ ذلك مِن كون جوابهم الكلِّ على حدٍّ واحد بقولهم: (وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ).
          تنبيه: وعند بَسْطِ جناح الرَّحمة وإظهار خِلَع القُرب والانبساطِ تساوى الرفيع في النعيم والدَّنيء. يُؤخذ ذلك مِن قوله سبحانه: (يَا أَهْلَ الجَنَّةِ) عموماً للرفيع المنزلة وغيره عَلى حدٍّ سواء.
          فأجْهِدْ نفسك لعلَّ أن يكون لك في القوم نسبةٌ ما، لعلَّك تدخلُ في ضمنِ الخطاب الجليل، لأنَّ سماعَ(46) خطاب المولى الجليل بهذا الخير العميم أعلى النعم(47).
          إشارة وتنبيه: يحقُّ أن يُسمَّى كلُّ مَا جاءت به الرُّسل صلوات الله عليهم خيراً، لأنَّها أسبابٌ إلى البلوغ إلى هذا الخير / العظيم، وكلُّ مَا لا يُوصل إلى الشيء(48) إلَّا به فهو منه كقول العلماء: «مَا لا يُتَوصَّلُ إلى الواجبِ إلَّا به فَهُو واجِبٌ».
          إلهي، دَعوتُك وأنتَ الكريم، كما مننتَ علينا بالأسباب المبلِّغةِ إلى هذا الخير العميم، وعرَّفتنا بدايتَه ونهايَتَه(49)، ورزقتنا التَّصديقَ بفضلك(50) بما به أخبرتنا، أنْ تُتِمَّ(51) بفضلك مَا به مِن التَّصديق رزقتنا، بأن تُعِيننا عَلى ما فيه رضاك ودوامه في الدَّارين علينا بلا محنة.
          وأتوسَّلُ إليك بجاهِ مَنْ على رسُلكِ اصطفيتَه، والمقامَ المحمود وعدتَه، أن تُنعم علينا بما فيه رغبناك، وأن تنعم علينا بالشكر لِمَا به مِن نعمائك خوَّلتنا، وأن تجعلها رحمةً لنا ولوالدينا ولمعلِّمينا ولمن تعلَّم منَّا(52)، وَلمن استمع لِمَا به فتحتَ علينا، ولمن اقتناه ابتغاءَ مرضاتك، وتصديقاً لِمَا به عن الصادق الكريم أخبرتنا، وتُعرِّفنا جميعاً في الدارين بركته، وأن تحشرنا بحرمتك في زمرة عبادك المتَّقِين، مع الَّذين أنعمت عليهم مِن النبيين والصدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
          وتجعل كلَّما فُتح به(53) في هذا الكتاب وفي أصله، عَلَى عبدك الفقير المضطر إلى نوالك وغفرانك وجودك وإحسانك، يا عليُّ يا عظيم، يا أرحمَ الراحمين، خالصاً لوجهك الكريم، مقبولاً بفضلك العميم، قبولاً لا يعقبه خزي ولا تبديل، وتجعل ذلك سُنَّة فيمن قرأه أو سمعه أو عَمِل به أو اقتناه إنَّك وليٌّ حميد.
          وصَلَّى / الله على سيِّدنا محمَّد، النّبيِّ الكريم، وعلى آلهِ وسلَّم وشرَّف وكرَّم.
          ورحم الله مَن سمعه أو قرأه فأمَّنَ، وأخلص في التأمين، آمين آمين آمين. يا ربَّ العالمين. وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم(54).
          تمَّ جميع(55) الديوان المسمى بـ«بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وعليها» «شرح مختصر البخاري» المسمَّى: «مجمع النهاية في بدء الخير وغاية(56)» ظهر الثالث عشر من شهر ربيع الأول مِن شهور سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة مِن الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والحمد لله أولاً وآخراً(57). /


[1] في (ب): ((عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ☺، قَالَ: قَالَ رسول الله صلعم : إِنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا)).
[2] في (م): ((فضل)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[3] في (ج) و(ت): ((عباده)).
[4] زاد في (ج): ((بذاته الجليلة)).
[5] في (ج): ((أن الله)).
[6] في (م): ((تعطه))، وفي (ت): ((يعطى)، والمثبت من النسخ الأخرى.
[7] في (ج) و(ب): ((أنه)). في (ت): ((لأنه)).
[8] في (م): ((بالخلود))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[9] في (ج): ((دال)). و في (ب): ((فلا نقول إنه دال)).
[10] في (ب): ((أنه)).
[11] في (ب): ((سمع)).
[12] قوله: ((لأنَّ الألفاظ الَّتي في الحديث هي على مقتضى اللَّغة العربية)) ليس في (ت).
[13] قوله :((لأنَّ الصفة الجليلة)) ليس في (م)، والمثبت من النسخ الأخرى.
[14] في (ج): ((كذلك))، في (ت) غير واضحة.
[15] قوله: ((والجنة)) ليس في (ج)، والمثبت من (ب) و(ت).
[16] في (ب): ((هناك)).
[17] في (ب): ((عمَّا تقدم)).
[18] في (ج) و(ت): ((منا يدركه))، والمثبت من (ب).
[19] في (ت): ((ولأنه)).
[20] قوله: ((عند أهل هذه الدار)) ليس في (ب).
[21] قوله: ((لأنا)) ليس في (ج) و(ت).
[22] في (ج): ((أجر))، والمثبت من (ب) و(ت).
[23] في (ت): ((وهو)).
[24] في (ت): ((نعرف ╡ أنَّه)). و قوله بعدها: ((عظيم)) ليس في (ب).
[25] في (ت) و(ب): ((قدرته سبحانه دال)).
[26] في (ب): ((بفضله وحرمته)).
[27] في (ب): ((أنه لا)).
[28] في (ج): ((حتى عنده ثم))، والمثبت من (ت) و(ب).
[29] في النسخ: ((قال صلعم))، والمثبت هو الصواب وهو موافق للمطبوع.
[30] في (ب): ((وكذلك)).
[31] في (ب): ((يحمل)).
[32] قوله: ((أو كما قال ◙)) ليس في (ت).
[33] في (ت): ((لم يعلم)).
[34] قوله: ((أفضل)) ليس في (ت).
[35] في (ت) و(ب): ((مما هم فيه)).
[36] في (ت): ((دال)).
[37] في (ج): ((أنهم))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[38] في (ت) و(ب): ((نعيم)).
[39] زاد في (ب): ((العارفين)).
[40] زاد في (ت): ((يعلموا)).
[41] قوله: ((طاشت)) ليس في (ج)، والمثبت من النسخ الأخرى.
[42] في (ت) و(ب): ((منها بطائل)).
[43] في (ت) و(ب): ((لهذه)).
[44] زاد في (ب): ((الذي هو)). و قوله بعدها: ((لأنها البساط)) ليس في (ب).
[45] قوله: ((وفيه دليل على إضافة المنزل لساكنه، وإن لم يكن الأصل له.... هذا الحال الجليل، وتنسَّموا تلك الروائح العطرة بقلوب زكية ونفوس أبية)) ليس في (م)، والمثبت من النسخ الأخرى.
[46] في (ج): ((تسمع)). في (ت) و(ب): ((سمع)).
[47] في (ج): ((العميم الذي هو أعلى النعيم)). في (ت): ((الخير العميم أعلى النعيم))، وفي (ب): ((الخير العظيم أعلى النعيم)).
[48] في (ب): ((إلى الخير)).
[49] في (ت) و(ب): ((ببدايته ونهايته)).
[50] في (م): ((بفضله))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[51] في (ج): ((تعم)).
[52] قوله: ((ولمن تعلم منا)) ليس في (ب).
[53] قوله: ((به)) ليس في (ج).
[54] كذا في (م)، وفي باقي النسخ: ((على محمد وآله ووالى ورفع)). وزاد في (ب): ((اللهم أنت مننت علي بهذا الشرح وأخبرتني في النوم أنك أخبرت به آدم ◙ قبل موته، فاجعله لي نورا في الدنيا والآخرة، واجعله لي حجة ولا تجعله حجة علي، واجعل لي نوره تاماً إلى يوم القيامة، واجعله نوراً تاماً لمن قرأه أو سمعه أو تملكه إلى يوم القيامة، ولي مثلهم ومن كذب به فلا تملكه إياه واحرمه بركته، ومن ملك ولم يعمل به ولا يبغضه فاجعله حجة واجعله لنا دليلاً، وإماماً للحقِّ وقائداً إليه، ومؤنساً لنا في قبورنا ومنوراً لقلوبنا، وأرنا فضله في الدنيا والآخرة، واجعلنا ممن رحمته به ولا تجعلنا ممن حرمته به، وأعد علينا بركته في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله عليى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
وهذا الدعاء الآخر هو بأمر مولانا للعبد الفقير بعدما فرغ من الكتاب، وأمره أن يختم به الكتاب بعد ما وعد به بفضله من الخير الجزيل عليه، وعلى من قرأه أو عمل به أو ببعضه أو تملكه حسب ما هو مذكور في المرائي التي رأيتها في خبر هذا الشرح، وقد جعلت لذلك كتاباً خاصاً، جعلها الله تعالى نعمة تامة بمنه وكرمه وصلى لله على سيدنا محمد وعلى آل وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، دائماً إلى يوم الدين)).
[55] قوله: ((جميع)) ليس في (ب).
[56] في (ب): ((بجمع النهاية في بدء الخير والغاية)).
[57] قوله: ((ظهر الثالث عشر من شهر ربيع الأول مِن شهور سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة مِن الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والحمد لله أولاً وآخراً)) ليس في (ب). وبدله فيها: ((مما عني بجمعه الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله بن سعيد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي رضي الله عنا به آمين يا رب العالمين آمين آمين. ثم قال:
~جزى الله خيراً من تأمل صنعتي وقابل ما فيها من السهو بالعفو
وأصلح ما أخطأت فيها بفضله وفطنته واستغفر الله من سهوي
تم الكتاب تتابعت غرر السرور لصاحبه وعفى الكريم بفضله وبجوده عن كاتبه،
وكان الفراغ من نسخ هذا الكتاب المبارك في صبيحة الجمعة المبارك لعشر خلون من شهر صفر من شهور سنة اثنين وعشرين ومائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، على يد كاتبه العبد الفقير عبد الوهاب بن عبد المجيد بن محمد مجير الملوي الشافعي. غفر الله له ولوالديه ولمن دعا لهم آمين آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم)).
وقوله: ((تمَّ جميع الديوان المسمى بـ «بهجة النفوس... أفضل الصلاة والسلام والحمد لله أولاً وآخراً» ليس في (ج) و(ت). وبدله في (ج): ((كمل الجزء الرابع بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وبتمامه تم جميع الديوان المسمى «بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وعليها» « شرح مختصر البخاري» المسمَّى: «مجمع النهاية في بدء الخير وغاية» مما عني بجمعه الشيخ أبو محمد بن سعد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي ☺ ورضي عنا به. لا رب سواه.
وكان الفراغ من نسخه نهار الجمعة المبارك في آخر العشر الأول من ربيع الثاني الذي هو من شهور سنة اثني عشر ومائة وألف من الهجرة المحمدية على يد العبد الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير، الراجي عفو ربه المعين، محمد أمين بن يوسف بن جمال الدين، خادماً لطريقة بني سعد الدين الشافعي مذهباً الدمشقي مولداً غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. آمين. آمين. آمين.
وإن تجد عيباً فَسُدَّ الخللا جلَّ من لا فيه عيبٌ وَعَلا)).
وجاء في (ت): ((اللهم أنت مننت عليَّ بهذا الشَّرح العظيم، وأخبرتني في النَّوم أنَّك أخبرت به آدم ◙ قبل موته، فاجعله لي نوراً في الدُّنيا الآخرة، واجعله لي حجَّة ولا تجعله حجة عليَّ، واجعل لي نوره تامَّاً إلى يوم القيامة، واجعله لمن سمعه أو قرأه أو تملكه نوراً تامَّاً إلى يوم القيامة ولي مثلهم، ومن كذب به فلا تملكه إياه واحرمه بركته، ومن تملكه ولم يعمل به ولا ببعضه فاجعله عليه حجة واجعله لنا دليلاً وإماماً للحقِّ وقائداً إليه ومؤنساً لنا في قبورنا ومنوراً لقلوبنا وأرنا فضله في الدُّنيا والآخرة، واجعلنا ممَّن رحمته به ولا تجعلنا ممَّن حرمته به، وأعد علينا بركته في الدُّنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الرَّاحمين. وصلَّى الله على سيدنا محمَّد وآله وسلم تسليماً.
وهذا الدُّعاء الآخر هو بأمر مولانا سبحانه في النَّوم [قوله: ((سبحانه في النوم)) ليس في (ب)] للعبد الفقير بعد ما فرغ من الكتاب، وأمره أن يختم به الكتاب مع ما وعد به بفضله من الخير الجزيل عليه وعلى من قرأه وعمل به أو ببعضه أو تملكه، وقد جعلت لذلك كتاباً خاصَّاً به جعلهما الله نعمة تامة بمنِّه. وقد منَّ الله تعالى عليَّ بكتابة هذا الشَّرح والمختصر والمرائي أعانني على تحصيلهم؟؟؟ وتصديقاً حسبما هو مذكور في المرائي التي رأيتها في خبر هذا الشَّرح بما نص فيهم، فأسألك اللهم بجاهك وجاه نبيك المصطفى أن تعينني على العمل بما فيهم، وأن ترزقني أهلية وفهماً لتلقي نفحات معانيه، فجزى الله سيدنا ونبينا محمَّداً عنَّا خيراً أفضل ما جزى نبياً عن أمته وجزاه عنِّي من معلم خيراً. وصلَّى الله على سيدنا محمَّد السيد الكامل الفاتح الخاتم محمد المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم.
كمل جميع الديوان المسمَّى «بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وعليها» «شرح مختصر البخاري» المسمَّى: «مجمع النهاية في بدء الخير وغاية» مما عني بجمعه الشيخ أبو محمد عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي ☺ ورضي عنا به وأمتع المسلمين ببركته وبمنه لا رب سواه.
وكان الفراغ من تعليقه يوم الثلاثاء باكراً لنهار السابع من شهر؟؟؟ سنة سبع وثمانين وسبعمائة ورحم الله من دعا لكاتبه بالرحمة والغفران إنَّه الكريم الحنَّان المنَّان على بركاته محمد بن علي الشهير بالعجمي القُونوي غفر الله له ولمن دعا له بالرحمة والمغفرة وسائر المسلمين وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.