بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

          41- (عَن أَبِي هُرَيرَةَ ☺(1) عَنِ النَّبِيِّ صلعم (2) قالَ: سَبْعَةٌ يُظلِّهُمُ اللهُ(3)...) الحديثُ. [خ¦660]
          ظاهرُ الحديثِ: أنَّ السبعةَ المذكورينَ يُظلِّهم اللهُ يومَ القيامةِ يومَ لا ظلَّ إلا ظِلُّه، والكلامُ عليهِ مِن وجوهٍ:
          منها: ما معنى (يُظِلُّهُم)؟ ومنها: هل لا تكون هذه الخصوصية بهذا الظلِّ إلا لهؤلاءِ المذكورينَ لا غيرُ؟ أو لهم نظائر؟.
          فالجوابُ(4) عن الأولِ: يكونُ(5) معنى (يُظِلُّهُمْ بِظِلِّهِ) أي: إنه جلَّ جلاله يُعافيهم مِن هولِ ذلكَ اليومِ العظيمِ وحرِّهِ بظلِّه المديدِ والرحمة(6) الواسعةِ، والكيفيةُ لا مجالَ للعقلِ في ذلك(7)، لأنَّ الآخرةَ(8) يُصدَّقُ(9) بها ولا يُتعرَّضُ إلى كيفيَّتِها(10)، وأما(11) هل هوَ لهؤلاءِ أو أكثرُ(12) فقدْ جاءتْ أحاديثُ أُخرَ(13) ذُكِرَ فيها آخرين، وأخبرَ صلعم أنهم مثلُ هؤلاءِ في الظلِّ.
          وهنا بحثٌ: لِمَ جاءَ(14) الإخبارُ عنهم في أحاديثَ مُفترقة(15)؟ فتفريقُ الأخبارِ لحِكَمةٍ منها(16):
          قد تكونُ(17) الأخبارُ بقدرِ ما يحتاجُه الوقتُ ليكونَ لأهلِ الوقتِ الاهتمامُ(18) بهِ، كما جاءتْ(19) عادتُه صلعم أنَّه حينَ سألَه بعضُ الصحابةِ ♥(20) : ما خيرُ الأعمالِ؟ فقالَ للواحدِ بخلافِ ما قالَ لغيرهِ(21)، ويكونُ(22) الجمعُ بينهما بأن يقولَ(23): أخبرَ لكلِّ شخصٍ ما(24) هو الأفضلُ في حقِّه؛ لأنه صلعم مثلُ الطبيبِ الذي يَصِفُ لكلِّ شخصٍ مِنَ الدواءِ ما هوَ الأصلحُ لهُ، فطِبُّه أيُّ طبٍّ ودواؤُه أيُّ دواءٍ! كما قالَ لعبدِ اللهِ بن عمرَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ لَو كَانَ يَقُومُ الليلَ»، فرجعَ عبدُ اللهِ لا يَنفَكُّ مُلازمًا قيامَ(25) الليلِ.
          وقد يكونُ صلعم / لم يَعلمْ في الوقتِ إلا بالذي أَخبَرَ به في الحديثِ الواحدِ ثمَّ بعدَ ذلكَ أَخبرَ بالغيرِ كما قالَ ◙ في حديثِ عذابِ(26) القبرِ: «مَا مِن شَيءٍ(27) لم أَكنْ أُريتُهُ إلا رَأَيْتُه في مَقامِي هذا»؛ لأنَّ نزولَ الأحكامِ مُفترقةً أيسرُ على المُكلَّفِ مِن أنْ يكونَ(28) جملةً، هذا مِن طريقِ اللطفِ واللهُ لطيفٌ بعبادِه.
          وفيه وجوهٌ أُخَرُ لأنَّ دوامَ تعميرِ الأوقاتِ بالإخبارِ بأمورِ الدينِ وبشائرِه وأحكامِه فيه تنشيطٌ(29) لنفوسِ العبيدِ وإظهارُ الرحمةِ(30) بهم، فإنَّ تردادَ(31) أوامرِ الموالي على العبيدِ وبشائرَهم وجوائزَهم ومراسلاتهم(32) دليلٌ على العنايةِ بهم، ولا شيءَ أفرحُ لقلوبِ العبيدِ مِن علمِهم باعتناءِ الموالي بهم وتكرارِ نِعَمِهم(33) عليهم، ولذلك(34) أخبرَ عن أيوبَ ◙ لمَّا عافاهُ اللهُ ╡ أنزلَ عليهِ فَراشًا مِن ذَهَبٍ ملأَ كلَّ ما لهُ مِنَ الأوانِي ثمَّ رأَى جرادةً مِن ذهبٍ تطيرُ فجرى وراءَها، فأوحى اللهُ ╡ إليهِ: ما(35) أقنَعَكَ كلُّ(36) ما أعطيتُكَ؟ قالَ: بلى يا ربُّ، ولكنْ مَن يشبَعُ مِن خيرِكَ؟ فشكرَ اللهُ لهُ ذلكَ.
          وفيه دليلٌ على أنَّ أعمالَ الخيرِ دالَّةٌ على سعادةِ الشخصِ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولِه ◙ : (سَبعَةٌ يُظلُّهُم اللهُ(37))، فجعلَ مُوجِبَ الظلِّ تلكَ الأعمالِ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ جميعَ أفعالِ البرِّ مَطلوبةٌ مِنَّا(38) وإنْ لم يكن(39) بعضُها فرضًا، يُؤخَذُ ذلكَ مِن وصفِه ◙ ثوابَ الأعمالِ، ولم يأمرْ بعملِها؛ لأنَّ(40) كثرةَ الربحِ تحضُّ(41) بضمنه على المعاملة(42).
          وفيه دليلٌ(43) على أنَّ أمرَ الآخرةِ بضدِّ أمرِ الدنيا، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ الدنيا نُدِبَ إلى التقليلِ(44) منها، كقولِه(45) ◙ : «فاتَّقُوا اللهَ / وأَجمِلُوا في الطَّلَبِ»، والآخرةُ رغَّبَ في التكثيرِ منها وإنْ كانَ الشخصُ معهُ مِن العملِ ما يتخلَّصُ بهِ، وقد زادَ ذلكَ إيضاحًا قولُه تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6]، أي : لا تقلْ: معي مِنَ الأعمالِ(46) مَا يكفيني فتُقلِّلَ مِن العملِ، على أحد الأقاويل(47).
          وفيه دليلٌ على أنَّ إعطاءَ الأجورِ على الأعمالِ لا يترتَّبُ على علَّةٍ عقليةٍ ولا علية، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ هذهِ الأعمالِ السبعةِ فيها واجب(48) وفيها مندوب(49)، والثوابُ فيها على حدٍّ واحدٍ، وقد أجمعتِ الأمَّةُ بمقتضى الأدلَّةِ الشرعيةِ على(50) أنَّ الفرائضَ أعلى مِن غيرِها(51) مِن الأعمالِ، فلو كانَ الثوابُ لعلَّةٍ مِن العللِ ما كانَ يساوي(52) بينَ ثوابِ الفرضِ والندبِ، وقد ساوَى هنا بينهما، فليسَ(53) لعلَّةٍ.
          فإن احتجَّ مُحتجٌّ بأنْ يقولَ: تَسَاوَوْا في(54) أنَّ الظلَّ عمَّهم، وتفاوتوا فيهِ في عِظَمِهِ وامتدادِه وغيرِ ذلكَ مِن حُسنِ أوصافِه، كما أنَّ أهلَ الجنةِ يدخلونَ الجنةَ ويتفاوتونَ في المنازلِ فيها(55)، فالجوابُ: أنَّ الذي أخبرنا بالجنِّةِ أخبرَ بتفاوتِ المنازلِ فيها، والذي أخبرَ بالظلِّ لم يُفرِّق، وأمورُ الآخرةِ هي غيبٌ، والغيبُ لا مجالَ فيهِ للقياسِ ولا للعقلِ، وإنما الشأنُ فيها التصديقُ بها على ما جاءت بهِ، اللهمَّ إلا أنْ يكونَ بعضُ ما يُستدَلُّ بهِ على الزيادةِ في الأجرِ(56) إذا نُظِرَ مِن طريقِ الجمعِ بينهما، فيُرجَعُ(57) إلى طريقِ الإخبارِ كما هو(58).
          وفيه دليلٌ على أنَّ(59) بعضُ الفرائضِ ثوابُها أعلى مِن غيرِها؛ يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ(60) الذي هنا مذكورٌ مِن الفرائضِ ثوابُه أكبرُ(61) مِن غيرِه مِن الفرائضِ، لأنَّ المعافاةَ(62) مِن هَولِ(63) ذلكَ اليومِ أكبرُ الثوابِ، لأنَّ مَن / عُوفِيَ منه لم يبقَ عليه خوفٌ.
          وفيه دليلٌ على أنَّ بعضَ المندوباتِ ثوابُها أعلى من ثوابِ بعضِ الفرائضِ، يُؤخَذُ ذلكَ من قولِه ◙ : (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللهُ)، والأكثرُ من السبعةِ هو مِن بابِ المندوبِ، وهذا(64) الثوابُ لم يأتِ مثلُه على بعضِ الفرائضِ.
          وهنا بحثٌ: كيفَ يجتمع أن(65) بعضُ المندوباتِ أفضلُ ثوابًا مِن بعضِ الفرائضِ؟ وقال صلعم حكايةً عن مولانا(66) جلَّ جلاله(67) : «لنْ يتقرَّبَ المُتقرِّبُونَ إليَّ بأَحبَّ مِن أداءِ(68) ما افترضْتُ عليهِم». وصيغةُ أَحَبَّ(69) تعطي(70) الأفضليةَ في الفائدةِ! فالجوابُ: أنه ما يصحُّ له علم ثواب المندوب(71) إلا بعدَ تحصيلِ المفروضِ؛ لأنه إذا عملَ المندوبَ ولم يأتِ بالمفروضِ استوجبَ دخولَ النارِ، وقد جاءَ أنَّ وادٍ(72) في جهنمَ يُسمَّى: (الغَيُّ)، هو لمن تركَ شيئًا(73) مِن الفرائضِ، ومَن تركَ المندوبَ فلا عقابَ عليهِ، غيرَ أنهُ فاتَه ثوابٌ عظيمٌ.
          فصورةُ الجمعِ بينَ الوجهينِ أنْ نقولَ: إنَّ الفرائضَ أرفعُ؛ لأنَّها في الوعدِ(74) الجميلِ مَن(75) جاءَ بها لا يدخلُ النارَ، وبعضُ المندوبِ أكبرُ(76) ثوابًا مِن الفرضِ، لكنَّ ذلكَ الفرضَ وإن كانَ ثوابُه أقلَّ مِن أجرِ المندوبِ فقد فاتَه الفرضُ(77) بأمرٍ أعظمَ مِن ذلكَ(78)، وهو(79) البعدُ مِن النارِ، وقد قالَ صلعم : «لَو لمْ يكنْ إلا النجاةُ من النارِ لكانَ فوزًا عظيمًا». فوقعَ الفرقُ بأنَّ الواحدَ وهوَ المندوبُ أكثرُ ثوابًا، والآخر(80) وهو الفرض أكثر(81) فائدةً، والفائدةُ تحوي أشياءَ مِن المنافعِ عديدةً، وتعظيمُ الأجرِ لا يقتضي زيادةً على غيرِه غيرَ التفضيلِ في ذلكَ الوجهِ الواحدِ ليسَ إلَّا، كقولِنا مثلًا: / زيدٌ أجملُ مِن عَمرو، وعَمرو خيرٌ مِن زيدٍ، فَزَيْدٌ ما فَضَلَ عَمْرًا(82) إلا في الجمالِ ليسَ إلَّا، وعَمرٌو فاقَ زيدًا في أشياءَ عديدةٍ كقولِنا(83): هو خيرٌ منهُ، فنسبةُ ما فضلَ عليهِ في الوجهِ الواحدِ بنسبةِ الذي زادَ عليهِ مِن وجوهٍ عديدةٍ، كنسبة صاحبَينِ كانَ(84) خياطةُ ثوبِ أحدِ الصَّاحِبينِ خيرٌ مِن خياطةِ ثوبِ(85) صاحبِه وثوبُ صاحبِه أَرفعُ منها(86)، فأشرفُهما وأرفعُهما في اللباسِ الذي ثوبُه أَرفعُ، وإنْ كانتْ خياطةُ ثوبِ صاحبِه أرفعُ.
          وقولُه ◙ : (يَومَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ) الظلالُ كلُّها للهِ مِلْكٌ في الدنيا والآخرةِ، فالحكمةُ في الإخبارِ بهذهِ الصيغةِ هنا(87) لأنَّ ظلالَ الدنيا وإن كانتْ لهُ جلَّ جلالُه فمنها ما قدْ جعلَها مِلْكًا للعبيدِ تملَّكُوها(88) بحسبِ ما شرعَ لهمْ ذلكَ لا يتصرَّفُ فيها أحدٌ إلا برضاهم حكمًا منهُ ╡ بذلكَ(89)، مثلَ ظلالِ الحدائقِ المُتملَّكَة، وظلالٌ لهُ(90)(91) لم يجعلْ لأحدٍ عليها مِلْكًا، فمَن احتاجَ إلى شيءٍ منها(92) أخذَها دونَ عتبٍ(93) له على ذلكَ، مثل الظِّلالِ التي في القَفْر(94) أو التي قد خرجَ(95) أصحابُها عنها للهِ ╡ وسبَّلُوها لهُ، وظلالُ الآخرةِ ما فيها مباحٌ، بل كلُّها قد تُملِّكتْ بالأعمالِ التي عمِلها(96) العاملونَ الذينَ هداهُم اللهُ بفضلِه(97) لتلكَ الأعمالِ التي ذلك(98) ثوابُها بمُقتضَى قولِه صلعم (99) : «المُؤمِنُ في ظِلِّ صدقَتِه يومَ القيامَةِ».
          فليسَ هناكَ لصعلوكِ الأَعمالِ ظلٌّ، فكأنَّه ◙ يقولُ: ليس هناكَ ظلٌّ إلَّا لمن عملَ هنا لله، فلما أضافَ أعمالَ البرِّ هنا إليهِ كما قالَ ╡ : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88]، أي: ما كانَ لوجهِهِ / فهو باقٍ يَنتفِعُ بهِ صاحبُه في الدارينِ، وما ليسَ لوجهِه فهو(100) وإنْ كانَ نفعُه موجودًا لصاحبِه(101) في هذهِ الدارِ إذا لم يجدْهُ هناكَ حيثُ الحاجةُ إليهِ فهو هالِكٌ، أي: ليسَ ينتفعُ بهِ، وقد ينضرُّ(102) بهِ فيكونُ أبلغَ في الهلاكِ، وإضافَةُ(103) ثوابِها في الآخرةِ إليهِ فيه(104) إشارتان عجيبتان:
          (إحداهما)(105): إلى الإخلاص في العمل، ولهذا قال بعض الفقراء: الصدق والإخلاص علامة الخلاصِ.
          (والثانية): هي(106) ردُّ الفرع إلى أصله(107) بإضافةِ الفرعِ الذي هو الظلُّ إليهِ كما كانَ الأصلُ في الدنيا مُضافًا إليهِ(108)، وهو مِن بديعِ الحكمةِ، ويترتَّبُ على هذا مِن الفقهِ: الحثُّ على الأعمالِ الخالصةِ التي تُوجِبُ هناكَ ذلكَ الظلَّ المباركَ، جعلنا اللهُ ممَّن أجزلَ له منه الحظَّ بمنِّه.
          وفيه دليلٌ على عظيمِ قُدرةِ القادرِ جل جلاله(109)، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ(110) الأعمالَ هنا معان(111)، وهناكَ بهذا الخبرِ الصدقِ جواهرُ محسوساتٌ.
          وهنا بحثٌ: هل هذهِ السبعةُ خُصَّتْ بهذه المثوبةِ(112) تعبُّدًا لا يُعقَلُ لها معنًى أو هي معقولَةُ المعنى؟ فإنْ قُلَنا: إنها تعبُّدٌ(113) غيرَ معقولةِ المعنى، فلا بحثَ، وإن قُلنا: إن معناها معقولٌ(114) فما هو؟.
          فالجوابُ _والله أعلمُ_ أنَّ العلَّةَ فيها على وجهينِ:
          (أحدُهما): قوةُ قهرِ النفسِ والهوَى(115)، وهو مِن أكبرِ المُوجباتِ لخيرِ الدنيا والآخرةِ؛ ولأنه(116) جلَّ جلالُه قالَ(117): {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41]، وقالَ صلعم : «هبطتُمْ(118) من الِجهادِ الأَصغرِ إلى الجهادِ الأَكبرِ»، وهو جهادُ النفسِ.
          (والوجهُ الآخرُ): هو حقيقةُ الإخلاصِ، وقد قالَ جلَّ جلالُه: / {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5]، وقال صلعم : «إنَّ اللهَ لا يَقبَلُ عَمَلَ امرئٍ حتى يُتقِنَهُ»، قالوا: وما إتقانُهُ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «تخلِّصُه(119) مِن الرياءِ والبِدعةِ»، وتركُ الرياءِ هو عينُ الخَلاصِ(120)، وكِلا(121) العلَّتينِ الحامِلُ عليهما(122) خوفُ الله ╡ (123)، فاختبِرْهما واحدة واحدة تجِدْ(124) ذلكَ.
          فأمَّا قولُه ◙ : (الإِمَامُ العَادِلُ) فلأنَّه لا يمنعُهُ مِن الظلمِ وقهرِ(125) نفسه على العدلِ مع تمكُّنِه مِن الظلمِ(126) إلَّا شدَّةُ خوفِه مِنَ اللهِ ╡ (127)، وقد جاءَ الحديثُ عن(128) الذي أمَرَ أهلَه أن(129) يُحرِقُوه إذا ماتَ(130)، فلمَّا ماتَ فعلوا بِهِ ذلكَ فجمعَهُ اللهُ ╡ (131) وقالَ لهُ(132): لِمَ فعلتَ هذا؟ قالَ: من خَشيَتِكَ يا ربُّ، فغفرَ لهُ، فشدَّةُ(133) خوفِه كانَ مُنجِيًا لهُ.
          وأمَّا الشابُّ الذي نشأَ في العِبادَةِ(134)، فلأنَّ العبادةَ هي قهرُ النفسِ وخروجُها عن راحتِها وحملُها على المجاهدَاتِ والدوامِ على ذلكَ مع قوةِ شهواتِ النفسِ(135) زمانَ الشبابِ، فما حملَه على ذلكَ(136) إلا الخوفُ الشديدُ، ولذلك(137) يُروَى عن بعضِ المُتعبِّدينَ أنَّه كانَ يأوِي إلى فراشِه فلا يَقدِرُ على النومِ، فيقولُ: اللهمَّ إنَّكَ تعلمُ أن خوفَ نارِكَ منعني الكرى، ثمَّ يقومُ فيصلِّي حتَّى يُصبِح.
          وأمَّا المُتعلِّقُ قلبُه بالمساجدِ، فحقيقةُ الإخلاصِ تُوجِبُ(138) تعلُّقَ القلوبِ بالعباداتِ، وأرفعُ العباداتِ الصلاةُ، وأرفعُ ما يكونُ(139) الصلاةُ في المساجدِ، فهو مشغولٌ بأعلى العباداتِ كما رُوِيَ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنَّه كانَ يُسمَّى (حَمَامَ المسجدِ) لكثرةِ مُلازمتِه إيَّاهُ.
          وأمَّا تحابُّ / الرجلينِ في اللهِ، فهو يُوجِبُ شدَّةَ الإخلاصِ منهما(140) حتى لم يبقَ للنفسِ شَهوةٌ ولا ميلٌ لشيءٍ مِن الأشياءِ إلا للهِ وباللهِ(141).
          وأمَّا الذي دعتْه المرأةُ ذاتُ المنصبِ والجمالِ فهذا لعظيمِ قَهرِ النفسِ عن هواها، والحامِلُ على ذلكَ شدَّةُ الخوفِ مِن اللهِ.
          وهنا بحثٌ(142): لمَ قالَ عن(143) المرأةِ مع هذينِ الوصفينِ اللَّذين فيها(144)؟ لأنَّ ذاتَ المرأةِ وحدَها مِن أكبرِ الفتنِ، وقد قالَ صلعم : «ما تَرَكْتُ بَعدِي فِتنَةً هي(145) أضرَّ على الرجالِ مِن النساءِ»، وذِكرُ الوَصفينِ كلُّ واحدٍ منهما مِن أَقوى البواعثِ في شهواتِ الجماعِ والرغبةِ(146) فيها، وقد قالَ صلعم : «تُتزوَّجُ المرأةُ لجَمالِها(147) وحَسَبِها». لأنَّ ما ترغبُ النفوسُ في واحدٍ طبعًا إذا اجتمعَ أكثرُ مِن واحدٍ كانَ أشدَّ في الرغبةِ فيهِ وقوةِ الشهوةِ، فمِن أجلِ ذلكَ عَظُم الأجر لتاركِه، ومثلُ ذلكَ يذكرُ عن بعضِ أهلِ الصوفَةِ(148)، كانَ بعضُهم مُمْسِكينَ(149) في الخَلوةِ وبعضُهم غيرُ مُمسِكِينَ، ثم فُتِحَ عليهم بطعامٍ طيِّبٍ، فقالَ الشيخُ: قدِّموا أهلَ(150) الخلوةِ، فخرجَ بعضُهم عنه لإخوانِه قبلَ أنْ يعرفَ ما هو، وقام بعضُهم فكشفَ الطعامَ حتى عايَنَهُ وعَرفَ ما هو ثم بعدَ ذلكَ خرجَ عنهُ، وقامَ بعضُهم فعاينَه ورفعَ منهُ لُقمةً بفيهِ(151) حتى عَرفَ طعمَه(152) وتأكَّدَت(153) عندَه قوةُ الشهوةِ لذوقِه طِيبَ الطعامِ ثم بعدَ ذلكَ خرجَ عنهُ، فكانَ زهدُ الأكثرِ اختبارًا(154) للطعامِ أعظمُ منزلةً لقوةِ شهوته وقهرِه لها.
          وأمَّا الذي تصَدَّقَ(155) وأخفاها(156)، فهذا تحقيقٌ في الإخلاصِ، ومثلُ ذلك(157) يُروَى عن بعضِ أهلِ الصوفَةِ / أنَّه كانَ قلَّما يَقبَلُ شيئًا، فلمَّا كانَ ليلةً بعدَ العشاءِ الآخرةِ فإذا بناقرٍ على(158) البابِ، فخرجَ إليهِ فإذا هو برجلٍ(159) مِن جيرانِه وكانَ صانعًا في الخياطةِ، فقالَ لهُ: خِطْتُ اليومَ بكذا وكذا واشتريتُ(160) بهِ هذا الطعامَ معهُ وما(161) يحتاجُ إليهِ في(162) البيتِ، ورأيتُ أنَّها(163) مِن جهةٍ حلالٍ استرضيتُها(164) لكَ، وهذا الليلُ(165) مُظلِمٌ، وواللهِ ما عرَّفتُ أحدًا ولا رآني أحدٌ حينَ جئتُكَ، وهاهوَ ذا، ثمَّ رمى ما كانَ بيدِه بالبابِ وولَّى، فما حملَه على هذا الإخفاءِ العظيمِ إلا رغبتُه في الإخلاصِ في العملِ.
          وأمَّا ذاكِرُ اللهِ ╡ (166) خَالِيًا، فلأنَّه اجتمعَ له الوَصْفانِ: الخوفُ والإخلاصُ، وهذه الأوصافُ الحَميدةُ لا يقعَ منها شيءٌ إلا عندَ ذهابِ أوصافِ النفسِ، وعلى قَدْرِ غَيبَتِها(167) يكونُ الفتحُ، ولهذا(168) قالَ بعضُ مَن نُسِبَ(169) إلى القومِ: إذا رأيتَ نفسَكَ لم تَرَ غيرَها، وإذا لم ترها لم يبقَ لَكَ(170) شيءٌ إلا رأيتَه، فارغَبْ في رؤيةِ ما لا تحصيه عدة(171)، ومِنَ المحاسنِ ما لا تعرف منه ذَرَّةً بالإعراضِ(172) عما لا تساوي(173) في الحقيقةِ ذرَّة، فإذا كنت بهذا الوصفِ عادَ الورى بأسرِه(174) لا يعدل منكَ ذرَّة.
          وبقيتْ بحوثٌ، منها:
          هل (الإمامُ) هنا الذي لهُ الحكمُ على الخاصَّةِ والعامَّةِ ولهُ البيعةُ، أو الإمامُ كلُّ مَن كانَ مُسترعًى رَعِيَّةً قلَّتْ أو كثُرَتْ، لقولِه ◙ : «كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسؤُولٌ عَن رَعيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ في بيتِه ومَسؤولٌ عن رعيتِه»؟ احتُمِلَ، لكنَّ الأظهرَ الذي لهُ البيعةُ، ولا نَنْفِي(175) الآخرَ بالأصالةِ.
          وقولُه في الشابِّ الذي نشأَ في عبادةِ ربِّه، هل هو مُقيَّدٌ أو مُطلقٌ؟ ظاهرُه مُطلَقٌ، وهو / مقيَّدٌ بأصولِ الشريعةِ، وهي كثيرة؛ فمنها ما تقدَّمَ ذكرُه مِن(176) قوله صلعم : «إنَّ اللهَ لا يَقبلُ عملَ امرِئٍ حتَّى يُتقِنَه. قيل: وما(177) إتقانُهُ؟ قالَ: يُخلِّصُه(178) مِن الرِّياءِ والبِدْعَةِ»(179).
          وأمَّا قولُه في (الرجلِ الذي قلبُه متعلِّقٌ بالمساجدِ)، فليسَ على عمومِه، أعني: أن(180) الرجلَ يكونُ قلبُه متعلِّقًا(181) بكلِّ(182) مسجدٍ في الدنيا، فإنَّ هذا المعنى لا فائدةَ فيهِ، ولا يمكنُ أيضًا أن يتعلَّقُ قلبُ أحدٍ بما لم يرَ ولا يسمعَ(183) ولا يعرفُهُ، فما بَقِيَ إلَّا(184) أنَّه صلعم تحرَّزَ بقولِه: (بِالمسَاجِد)، ولم يقل: (بالمسجدِ)؛ لأنَّ هذا الاسمَ مِن أسماءِ الغلبةِ للكعبةِ أو لمسجدِه صلعم ؛ لأنَّه إذا سمعَ السامعُ مِن الشارعِ ◙ هذا الفضلَ العظيمَ لم يسبقْ لقلبِه(185) إلا أحدُ هذين المَسجدينِ، فعدلَ عن وصفِ المسجدِ بالمُفردِ إلى(186) الجمعِ، وهو الجنسُ، ويكونُ المَعنى: أيَّ مسجدٍ كانَ مِن جُملةِ المساجدِ، كما(187) قالَ مولانا جلَّ جلالُه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة:60]، أي لجنس الفقراءِ والمساكينِ، فإذا أَعطَى إنسانٌ صدقتَه لمسكينٍ واحدٍ فقدْ وقعَتْ في مستحقِّه(188) وأجزَأَتْهُ عن فرضِه، ويكونُ مَعنى تعلُّقِ(189) قلبه بها: أنَّه إذا خرجَ منهُ بقيَ(190) قلبُه مُتعلِّقًا به أن يعودَ إليهِ لأداءِ الصلاةِ التي تَأتِي بعدُ، وإنَّ(191) المساجدَ لِما بُنِيت له.
          وفيه مِن الفقهِ: أنَّ هذا الذي أُعطي هذا الذي قلبُه مُتعلِّق بالمساجد إنما هو زائدٌ على ثوابِ صلاتِه؛ لأنَّ ثوابَ الصلاةِ قد جاءَ ما حدُّه في الجماعةِ وما حدُّه في الوحدةِ، وجاءَ ثوابُ الخُطَا إلى المساجدِ وما قَدْرُهُ، وانتظارُ الصلاةِ / وما قَدْرُ الأجرِ في ذلكَ، فما بَقِيَ مقابلة هذا الثواب العظيمِ إلَّا تلكَ النيَّةُ المُباركةُ، وقد قالَ صلعم : «نِيَّةُ المُؤمِنِ أَبلغُ مِن عَمَلِهِ». لأنَّ تلكَ النيَّةَ المباركةَ هي نتيجةُ قوةِ خالِصِ إيمانِهِ.
          وقولُه في (الرَّجلَيْنِ اللَّذينِ تحابَّا(192) في اللهِ)، هل يكونُ ذلكَ على عمومِه؟ أعني إذا تحابَّا في اللهِ إلَّا أنه يجدُ كلُّ واحدٍ منهما منفعةً مِن صاحبهِ أو يَرجوها منهُ إمَّا في العاجلةِ أو الآجِلةِ، مثالُ ذلكَ: أن يَصحب أحدُهما الآخرَ ويجدَ بهِ عَونًا على شيءٍ(193) من دُنياهُ حسًّا(194) أو معنًى، أو يقولُ: يكونُ لي عُدَّةٌ في الآخرةِ يَشفعُ لي أو ما أشبهَ ذلكَ، أو لا يكونُ لهُ ذلكَ الظِّلُّ إلا حتى تكون(195) صحبتُهما لله ╡ لا لغيره(196)؟ احتُمِلَ، والظاهرُ واللهُ أعلمُ أنْ تكونَ لله خَالصًا لا لحظٍ دُنيويٍّ ولا أُخرَويٍّ(197)، كما رُوِيَ في الهديةِ(198) عن عبدِ الله بن عمرَ أنَّه قالَ: مَن كَانتْ هِبَتُه(199) لوجهِ صاحبِه(200) فلهُ ذلكَ، وليسَ له(201) على اللهِ ثوابٌ، ومَن كانت هِبتُه لوجهِ الناسِ فلهُ ذلكَ(202)، ومَن كانَتْ هِبتُهُ للثوابِ كانت هبته(203)، فإمَّا إثابة الموهوبِ له أو يَرُدُّ هبتَه، وإذا(204) كانت خالصةً(205) للهِ فتلكَ التي يُثيبُه اللهُ عليها، ويقوِّي ذلك(206) ما قالَه صلعم عَن مولانا جلَّ جلالُه يقولُ يومَ القيامة لمن(207) خلطَ في عمله لغيرِ اللهِ(208) شيئًا(209): (أَنَا أَغْنَى الشُّركاءِ، اذهبْ فخُذ الأَجرَ مِن غيري الذي شاركته(210) فيهِ).
          فالمتحابُّونَ(211) في الله على ثلاثةِ وجوهٍ(212):
          إمَّا(213) تحابَّا في اللهِ مع رجاءِ حُطامٍ(214) في هذهِ الدارِ مَعنويًا كان أو حِسِّيًا، فهذا طالبُ حاجةٍ وهمَّتُه في دنياهُ فليسَ له إلا حاجتُه، قُضِيَتْ أو لمْ تُقْضَ كما قالَ صلعم : / «مَن كانتْ هِجرتُه إلى اللهِ ورسولِه فهِجرتُه إلى اللهِ ورسولِه، ومَن كانتْ هِجرتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يتزَوَّجها فهِجْرَتُه إلى ما هاجرَ إليهِ».
          والثاني: أن تكونَ صحبتُه للهِ مع رجاءِ حظٍّ أُخْرَويٍّ(215) حِسًّا كانَ أو معنًى(216)، فهذا أيضًا طالبُ حاجةٍ لكنَّ نفسَه(217) أرفعُ مِن الأول، وهو الأكثر عندَ المُنتَسِبينَ للخيرِ، فله حاجتُه قُضِيَتْ أو لم تُقْضَ.
          والثالثُ: الذي(218) تكونُ صحبتُه للهِ ليسَ إلَّا، فهذا الذي يَصدُقُ عليهِ اسمُ المُتحابِّينَ في اللهِ على حقيقةِ اللفظِ، وإذا كانَ كذلكَ لا يُغيِّرهُ مِن أخيه شيءٌ يَصدرُ لهُ(219) منهُ، وإذا كانَ(220) على غيرِ هذا الوجِه(221) قلَّما يثبتُ عندَ الامتحانِ، فإن كانت نيَّةُ(222) أحدِهما للهِ ونيَّةُ الآخَرِ غيرُ(223) ذلكَ، فلكلِّ امرئٍ مَا نَوَى.
          وقد ذُكِرَ عن بعضِ مَن اصطحبَا للهِ(224) أنَّه جفَا أحدُ الأخَوانِ(225) أخًا له، فقالَ المجفَى(226) عليهِ للآخَرِ: امضِ(227) يا أخي، فاحضرْ مجلسَ فُلانٍ مِن أهلِ الصوفَةِ في الوقتِ، فامتثلَ ما قالَ له صاحبُه، فلمَّا حضرَ(228) المجلسَ تكلَّم ذلكَ السيِّدُ في ذلكَ المجلسِ على ما كانَ وقعَ مِن ذلكَ الشخصِ لصاحبِه وتبيَّن لهُ مِن المجلسِ أنَّه تعدَّى على أخيهِ وجَفَاهُ، فتابَ واستغفرَ وعزمَ أن(229) يعودَ فيُقبِّلَ أقدامَ صاحِبِه، ولعلَّه يعفو عنه، فلمَّا دخلَ على صاحبِه أخبرَه بالذي جاءَ بسببِه، فقالَ له: يا أخي، افعلْ ذلكَ مع نفسِك، فإنِّي ما صَحِبْتُكَ إلا للهِ خالِصًا، فكيفَ يَعُزُّ عليَّ ما يَصدُرُ منكَ، وإنَّما وجهتُك في حقِّ نفسِك لا غيرُ(230)؟.
          وقوله: (طَلَبَتْهُ امرأةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وَجَمَالٍ) هنا مِنَ الفقهِ أنَّ مِنَ السنَّةِ الكِنايَةُ عن الشيءِ القبيحِ شَرعًا، والإِعراضُ / عن تسميتهِ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولِه ◙ : (طَلَبَتْهُ) والطلبُ هنا يَعني به(231): طلبتْ منهُ وقوعَ الفاحشةِ المُحرَّمةِ، فكنَى(232) بطلبتهِ عن هذا الأمرِ الممنوعِ شرعًا ولم يُفصِحْ به.
          وقولُه: (فأخفى(233))، هل هذا على العمومِ _أعني صدقَةَ الواجبِ والتَّطوُّعِ(234)_ أو معناهُ الخصوصُ، ويريد(235) بها صدقةَ التطوعِ لا غيرُ؟ صيغةُ اللفظِ مُحتَملةٌ(236)، لكنَّ الذي قالَه العلماءُ: أنَّ أفعالَ البرِّ كلَّها: _الفرضُ منها_ الأفضلُ فيهِ ظهورُه، والتطوُّع كلُّه: الأفضلُ فيهِ إخفاؤُه؛ لأنَّه قالَ(237) صلعم قال: «صَلاةُ المَرءِ في بيتِه أَفضَلُ لهُ إلَّا المَكتُوبَةُ». فإذا(238) الصلاةُ التي هي(239) رأسُ الدِّينِ كذلكَ(240)، فالغيرُ(241) من بابِ أولَى، وسيأتي الكلامُ على هذا في موضعِه من الكتابِ إن شاءَ اللهُ.
          وأمَّا قولُه: (ذَكَرَ اللهَ خَاليًا فَفَاضَتْ عَينَاهُ) هل يعني بقولِه: (خَالِيًا) حِسًّا أو معنًى أو(242) مجموعَهما؟ وأعني بقولِنا: (حسًّا)، أن يكونَ في موضعٍ وحْدَهُ ليسَ معهُ أحدٌ من بني آدمَ، وأعني بقولنا: (معنًى)، أنَّه لا يكونُ عندَ ذكر اللهِ بكاؤه أو موجبٌ لبكائِه إلا(243) اللهُ ╡ ليسَ إلَّا، أو (مجموعُهما(244))وهو معنى(245) يكونُ وحدَه ولا يكونُ لموجب بكائِه إلَّا خَوفُ(246) الله.
          فأمَّا إذا كانَ(247) الوجهانِ معًا فلا شكَّ أنَّ هذا أكملُ الأحوالِ.
          وأمَّا إذا كانَ خاليًا مِنْ دونِ البشرِ ووافقَ بكاءَه فكرةٌ(248) أخرى ليسَ من اللهِ ولا مِن ذكرِه بشيءٍ(249) فلا خلافَ أن هذا الحالَ ليسَ المُشارَ إليهِ هنا، وهي حالةٌ مذمومةٌ؛ لأنه مُراءٍ(250) لأنه أظهرَ أنه مِن أجلِ اللهِ لكن(251) خرجَ الدمعُ بحكمِ الوِفاقِ(252) عندَ ذكرِ اللهِ في الخارجِ، وهو في الحقيقةِ غيرُ ذلكَ. /
           وأمَّا الوجهُ الثالثُ وهو أن يكونَ ذكرُه في جمعٍ وذَكَرَ اللهَ وقلبُه خالٍ(253) مما سِواهُ، وكانَ ذلك الذِّكرُ هو المؤثِّر لخروجِ الدمعِ فيُرجَى أن يكونَ من هؤلاءِ المباركينَ؛ لأنه يَصْدُقُ عليهِ (خاليًا(254)) معنًى، فإذا وقعَ وجهٌ ما مُحتمل(255) رُجِيَ(256)، والمُتحقِّقُ مقطوعٌ به وهو الجميعُ كما تقدَّمَ.
          وهنا بحثٌ آخرُ وهو(257) هل قولُه ◙ (258): (ذَكَرَ اللهَ)(259) هل يكونُ الذِّكرُ المعنيُّ هنا باللسانِ والشفتينِ، أو بالقلبِ وإنْ لمْ يتحرَّك اللسانُ، أو بأيهما(260) كانَ سُمِّيَ(261) ذاكرًا؟.
          فالجوابُ: أنَّه ينطلقُ على كلِّ واحدٍ من هذهِ الوجوهِ أنْ يوصفَ صاحِبُهُ بالذِّكْرِ، بدليلِ قولِ سيِّدِنا صلعم في الحديثِ الصحيحِ كنايَةً(262) عن مولانا جلَّ جلالُه: «مَن ذَكرَني في نَفْسِهِ ذَكرْتُهُ في نَفْسِي، ومَن ذَكَرَني في مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَأٍ خيرٍ منهُم». فقد سماهما (ذاكِرَين)، والطفيليُّ يتعلَّقُ بأقلَّ من هذا.
          وأمَّا(263) مذهبُ أهلِ الصوفَةِ فذِكْرُ القلبِ عندَهم أفضلُ، وأمَّا على ما قالَه عمرُ بن الخطابِ ☺ فذِكرُهُ عندَ الأمرِ والنهيِ خيرٌ لهُ من اللسانِ لأنَّه قالَ: ذِكرُ اللهِ عندَ أمرِهِ ونهيِهِ خيرٌ له مِن ذكرِه باللِّسانِ، فالجوابُ عن قولِ عمرَ ☺: نعم، إن ذِكْرَ اللهِ ╡ (264) عندَ أمرِه ونهيِه خيرٌ من ذكرِه باللسانِ، لكنْ لا يتناوله(265) هذا الحديثُ ويُرجَى أن يكونَ حالُه أرفعُ مِن هذا.
          وأمَّا ما قالَه أهلُ الصوفَةِ فعلى لحظِ(266) قولِ سيدِنا صلعم (267): «بَضْعَةٌ في الجسدِ إذا صَلَحتْ صَلَحَ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد(268) أَلَا وَهِيَ(269) القلبُ». فعلى هذا يرجُحُ(270) قولُهم على قولِ غيرِهم، والشأنُ العملُ على الخروجِ من(271) الخلافِ والأخذِ بالكمالِ في كلِّ الأحوالِ، جعلنا الله ممَّن منَّ عليهِ / بذلكَ بمنِّه.


[1] قوله: ((عن أبي هريرة ☺)) ليس في الأصل وبيَّض له، وليس في (ف) والمثبت من (ج) و(ل).
[2] زاد في (ج): ((أنه)) وقوله: ((عَن أَبِي هُرَيرَةَ ☺ عَنِ النَّبِيِّ صلعم)) ليس في (م). وفي (م) و(ف): ((قوله صلعم)).
[3] زاد في (ج) و(م): ((فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)) وقوله: ((الحديث)) ليس في (م).
وزاد في (ل): ((يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، فأَخْفَاها حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)).
[4] في (ل): ((والجواب)).
[5] في (ج): ((يقال))، وفي (م): ((أن يقال)).
[6] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((ورحمته)).
[7] في (ج) و(م): ((فيها)).
[8] في (ل): ((للآخرة)).
[9] في (ف): ((تصدق)).
[10] في (ج) و(م) و(ف): ((لكيفيتها)).
[11] زاد في (م): ((قولنا)).
[12] في (ل) و(ف): ((وأما هل هؤلاء المذكورين أو أكثر)) في (ج): ((وأما المذكورين)).
[13] قوله: ((أخر)) ليس في (ط) و (ف) والمثبت من النسخ الأخرى.
[14] في (ج) و(م) و(ل): ((جاءت)).
[15] في (ج) و(ل): ((متفرقة)).
[16] في (ج) و(م): ((لحكم منها أنه)).
[17] في (ل): ((هل يكون)).
[18] في (ل) و(ف): ((اهتمام)).
[19] في (ج) و(م): ((اهتمام به كما جرت)).
[20] قوله: ((♥)) ليس في (ف)..
[21] في (ف): ((للغير)).
[22] في (ل): ((وكون)).
[23] في (ل): ((نقول)).
[24] في (م) و(ل) و(ف): ((بما)).
[25] في (ج): ((فقام)).
[26] قوله: ((عذاب)) ليس في (م).
[27] في الأصل: ((موسى)) بدل: ((من شيء)) والمثبت هو الصواب.
[28] في (م) و(ل): ((تكون)).
[29] في (ج) و(م) و(ف): ((فيه تنشيط)).
[30] في (ج) و(ل) و(ف): ((للرحمة)).
[31] في (ل) و(ف): ((تردد)).
[32] في (ج): ((ومراه ملاتهم))،وفي الأصل: ((وبشائره)) بدل قوله: ((وبشائرهم)) والمثبت أليق بالسياق.
[33] في (المطبوع): ((باعتناء المولى بهم وتكرار نِعمهِ)).
[34] في (ج) و(م): ((ولهذا المعنى))، وبعدها في (م): ((ذكر)).
[35] في (ل): ((أما)).
[36] قوله: ((كل)) ليس في (ل).
[37] قوله: ((الله)) ليس في (م).
[38] قوله: ((منا)) ليس في (م).
[39] قوله: ((يكن)) ليس في (ج).
[40] في (ج): ((إلا أن)).
[41] في (ل): ((يحض)).
[42] في (ج): ((العاملة)).
[43] قوله: ((دليل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[44] في (م) و(ل): ((التقلل)).
[45] في (ل): ((لقوله)).
[46] زاد في (ج): ((الخير))، وفي (ل) و(ف): ((أعمال الخير)).
[47] في (ج) و(ف): ((مما قيل في معنى الآية)) بدل قوله: ((أي لا تقل معي من أعمال الخير.... الأقاويل))، وقوله: ((أي لا تقلْ: معي مِنْ الأعمالِ مَا يكفيني فتُقلِّلَ من العملِ، على أحد الأقاويل)) ليس في (م).
وزاد في (ل): ((مما قيل في معنى الآية)).
[48] في (ف): ((واجب)).
[49] في (ط): ((واجباً وفيها مندوباً)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[50] قوله: ((على)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[51] في (م): ((الفرائض على غيرها)).
[52] في (ج): ((ساوى هنا)).
[53] زاد في (ج) و(م): ((ذلك)).
[54] في (ج): ((يتساووا)) بدل قوله: ((تساووا في)).
[55] قوله: ((فيها)) ليس في (م) و(ل) و(ف).
[56] في (ف): ((الآخرة)).
[57] في (م): ((يرجع))، وفي (ل): ((بينهم فنرجع)).
[58] زاد في (ج) و(م) و(ف): ((أيضا)).
[59] قوله: ((أن)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[60] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((لأن)) بدل قوله: ((يؤخذ ذلك من أن)).
[61] في (م): ((أكثر)).
[62] في (م): ((المعافات)).
[63] في (ل) تصحيفاً: ((هل)).
[64] في (ج): ((وهو)).
[65] في (ج): ((وهنا بحث وهو كيف يمكن أن يقول))، وفي (م): ((وهنا بحث وهو كيف يمكن أن يكون)).
[66] في (ج): ((ربه)).
[67] قوله: ((جل جلاله)) ليس في (ف)..
[68] في (ط) الأصل: ((بأداء))، وفي (ل) و(ف): ((بأفضل من أداء)).
[69] في (ط) و(ل): ((والأفضلية)).
[70] في (م): ((تقتضي)).
[71] في (ج): ((له ثواب المندوبات)).
[72] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((وادياً)).
[73] قوله: ((شيئاً)) ليس في (ف).
[74] في (م) و(ف): ((بالوعد))، وفي (ل): ((بالوعيد)).
[75] في (ل): ((لمن)).
[76] في (م) و(ل)و(ف): ((أكثر)).
[77] في (م): ((الأجر)).
[78] في (ف): ((بأمر عظيم)) وقوله: ((من ذلك)) ليس في (ف).
[79] زاد في (م): ((من)).
[80] في (ج): ((والآخرة)).
[81] في (ج): ((أكبر)).
[82] في (م) و(ل) و(ف): ((عمرو))، وفي (ط): ((لعمرو)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[83] في (الأصل): ((لقولنا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[84] قوله: ((كان)) ليس في (م).
[85] زاد في (ف): ((الآخر)).
[86] قوله: ((منها)) ليس في (ج)، وفي (م) و(ل) و(ف): ((منه)).
[87] في (ط) و(ج): ((هذا)).
[88] في (ف): ((مملوكاً)).
[89] في (ج): ((لذلك))، وفي (ف): ((حكم منه بذلك)).
[90] في (ج): ((وظلال الله)).
[91] قوله: ((╡)) ليس في (ف)..
[92] في (ف): ((إلى شيء من ذلك)).
[93] في (المطبوع): ((عنت)).
[94] في (م): ((التي للقفر)) في (ف): ((القفراء)).
[95] في (ط): ((خرجوا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[96] في (ط): ((عملوها)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[97] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((هداهم بفضله)).
[98] في (ط) و(ل) و(ف): ((تلك)).
[99] في (ف): ((◙)).
[100] قوله: ((فهو)) ليس في (ج).
[101] في (ج): ((موجود الصلاة حبه)).
[102] في (ج) و(م): ((يتضرر)).
[103] في (ج) و(م) و(ف): ((فأضافَ)).
[104] في (م) و(ل) و(ف): ((وفيه)).
[105] في (ف): ((أحدهما)).
[106] في (ج): ((وهي)) وفي (ط): ((هو)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[107] قوله: ((فيه إشارتان عجيبتان؛ إحداهما إلى... علامة الخلاصِ، والثانية هو ردُّ الفرع إلى أصله)) ليس في (ج).
[108] زاد في (ج): ((ولهذا قالَ بعضُ الفقراءِ: الصدقُ والإخلاصُ. وفيهِ إشارتانِ عَجيبتانِ؛ إحداهما: الإرشادُ إلى الإخلاصِ في العملِ، ولهذا قالَ بعضُ الفقراءِ: هي الصدقُ والإخلاصُ علامةُ الإخلاصِ، والثانيةُ: وهي ردُّ الفراع إلى أصله))، وقوله : ((بإضافةِ الفرعِ الذي هو الظلُّ إليهِ كما كانَ الأصلُ في الدنيا مُضافاً إليهِ)) ليس في (م).
[109] في (ف): ((جل جلاله)).
[110] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[111] في النسخ: ((معاني)) والمثبت من (ل).
[112] في (ج) و(م): ((بهذا الثواب)).
[113] في (ط): ((قلنا تعبداً)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[114] في (ط): ((معقولا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[115] في (ج): ((عن الهوى)).
[116] في (ل) و(ف): ((لأنه)).
[117] في (م) و(ف): ((لأنه قال جل جلاله)).
[118] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((رجعتم)).
[119] في (ف): ((يخلصه)).
[120] في (ف): ((الإخلاص)).
[121] في (ج): ((الإخلاص وكلما))، وفي (م): ((الإخلاص وكلتا)).
[122] في (ج): ((عليها)).
[123] قوله: ((╡)) ليس في (ف)..
[124] في (ج): ((فاختبرها واحدة واحدة وتجد))، وفي (م) و(ف): ((فاختبرها واحدة واحدة تجد)).
[125] في (ج) و(م): ((ولا يقهر)).
[126] زاد في (ل) و(ف): ((لقدرته عليه من طريق الحكم، وقدرته على قهر غيره، ولا يقدر أن يصده عنه)).
[127] قوله: ((╡)) ليس في (ف).
[128] قوله: ((عن)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[129] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[130] في (ل): ((أمر أهله إذا مات بحرقه))، وفي (ف): ((إذامات يحرقوه)).
[131] قوله: ((╡)) ليس في (ف)..
[132] قوله: ((وقال له)) ليس في (ج).
[133] في (ج): ((فاغفر له فشيده)).
[134] في (ف): ((عبادة الله)).
[135] في (ج): ((الشهوات النفوس))، وفي (م) و(ف): ((شهوات النفوس)).
[136] في (ج): ((هذا)).
[137] في (ج) و(م): ((ولهذا المعنى)).
[138] في (ف): ((يوجب)).
[139] في (ل) و(ف): ((تكون)).
[140] في (ف): ((منها)).
[141] قوله: ((وبالله)) ليس في (ف).
[142] زاد في (ج): ((وهو)).
[143] في (ط) و(ف) و(ج): ((على)).
[144] في (ط): ((فيهما))، وفي (ف): ((الوصفين فيها)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[145] قوله: ((هي)) ليس في (ل) و(ف).
[146] في (ج): ((الشهوات الجماع والرغبة))، وفي (م) و(ل): ((شهوات الجماع والرغبة)).
[147] في (ج): ((يتزوج المرأة لجمالها)).
[148] في (ف): ((الصفة)).
[149] في (ط): ((ممسكون)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[150] في (م): ((لأهل)).
[151] في (م) و(ل): ((ورفع لقمة لفيه))، وقوله: ((بفيه)) ليس في (ف).
[152] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((بها)).
[153] في (ج): ((طعمها وتأكد)).
[154] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((الأكل اختياراً)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[155] زاد في (ف): ((بصدقة)).
[156] في (م): ((وأخفاه))، وفي (ل): ((وأخفى)).
[157] في (ج) و(م): ((هذا)).
[158] في (ج) و(ل) و(ف): ((برجل يقرع))، في (م): ((هو برجل يقرع)).
[159] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((رجل)).
[160] في (ف): ((فاشتريت)).
[161] قوله: ((وما)) ليس في (ج).
[162] في (ج): ((من)).
[163] في (ج): ((أنه)).
[164] في (م): ((أسترضيها)).
[165] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((ليل)).
[166] قوله: ((╡)) ليس في (ف)..
[167] في (ج): ((ور رغبتها)).
[168] في (ل) و(ف): ((ولذلك)).
[169] في (ج): ((ينسب)).
[170] في (ج): ((يتولك)).
[171] في (ج): ((تخصه عدة)). وفي (المطبوع): ((تحصيه عدًّا)).
[172] في (ط): ((بالأمراض)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[173] في (ج): ((يعرف منه ذر بالإعراض عن من لا يساوي))، وفي (ل): ((عن من لا يساوي)) وفي (ف): ((عما لايساوي)).
[174] في (ج): ((بأمره)).
[175] في (ل) و(ف): ((ينفى)).
[176] في (ل): ((في)).
[177] في (ج): ((ما)) بدون الواو.
[178] في (ل) و(ف): ((تخلصه)).
[179] زاد في (ل) و(ف): ((وإلا كان هباء منثوراً)).
[180] قوله: ((قوله في الرجل الذي قلبه متعلق بالمساجد فليس على عمومه أعني أن)) ليس في (ف).
[181] في (ج) و(م) و(ل): ((متعلق)).
[182] في الأصل: ((بالمسجد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[183] في (ط): ((سمع)) والمثبت من النسخ الأخرى. وبعدها في (ج) و(م): ((ولم)).
[184] قوله: ((إلا)) ليس في (ل) و(ف).
[185] في (ف): ((إلى قلبه)).
[186] في (ج): ((على)).
[187] قوله: ((كما)) ليس في (ج) و(ف).
[188] في (ج) و(م) و(ل): ((مستحقها)).
[189] في (ج): ((معلق)).
[190] في (ج): ((هي)).
[191] في (ج): ((وإنما)).
[192] في (ط): ((الرجلان)) والمثبت من النسخ الأخرى هو الصواب، وفي (ج): ((يخافا)) بدل: ((تحابا)).
[193] في (ج): ((الشيء)).
[194] في (ج): ((جنسا)).
[195] في (ف): ((يكون)).
[196] في (ج): ((لعدة)).
[197] في (م) و(ل): ((دنياوي ولا أخراوي)).
[198] في (ج): ((هدية)).
[199] في (ج): ((من هيبة)).
[200] في (ف): ((الناس)).
[201] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[202] قوله: ((وليسَ له على اللهِ ثوابٌ، ومَن كانت هِبتُه لوجهِ الناسِ فلهُ ذلكَ)) ليس في (م).
[203] قوله: ((كانت هبته)) ليس في (م) و(ل) و(ف).
[204] في (ج): ((وإن)).
[205] زاد في الأصل: ((وإذا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[206] في (ج): ((هو ذلك))، وفي (م): ((يقوي ذلك)).
[207] في (ج): ((بهول يوم القيامة ثم)).
[208] قوله: ((لغيرِ اللهِ)) ليس في (م).
[209] زاد في (ل): ((ما)).
[210] في (ط): ((شاركه)) والمثبت من النسخ الأخرى. وقوله: ((فيه)) ليس في (ف).
[211] في (ط): ((فالمتحابين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[212] في (م): ((أوجه)).
[213] زاد في (ج) و(ل) و(ف): ((أن يكونا)).
[214] في (م): ((خطا)).
[215] في (ل) و(ف): ((أخراوي)).
[216] في (م): ((معنوياً)).
[217] في (ل): ((نصيبه)).
[218] في (م) و(ف): ((التي)).
[219] قوله: ((له)) ليس في (م) و(ف).
[220] في (ج): ((عاد)).
[221] في (ف): ((الوجوه)).
[222] قوله: ((نية)) ليس في (ل).
[223] في (ج): ((الأخرى لغير))، وفي (م) و(ل) و(ف): ((الآخر لغير)).
[224] في (ج): ((في الله)).
[225] في (ف): ((الأخوين)).
[226] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((الذي جفى)).
[227] في (ط): ((مر)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[228] زاد في (ف): ((ذلك)).
[229] في (م): ((وزعم أنه))، وفي (ل): ((وعزم أنه)) في(ف): ((وعزم على أنه)).
[230] في (ف): ((حق نفسك فإني ماصحبتك إلا لله خالصاً)).
[231] زاد في (ج): ((الطلب)).
[232] في (ط) ((فأكنى)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[233] في (ج): ((أخفا))، وفي (م): ((أخفى)).
[234] في (ف): ((أو التطوع)).
[235] في (م) و(ل) و(ف): ((فيريد)).
[236] في (ط): ((يحتمله)).
[237] قوله: ((قال)) ليس في (ج) و(م).
[238] زاد في (م) و(ف): ((كانت)).
[239] في الأصل: ((فإذا الصلاة التي رأس)) والمثبت أليق بالسياق صورتها في (ف): ((الذي هي)).
[240] في (ف): ((وكذلك)).
[241] في الأصل(ط) و(ل) و(ف): ((في الغير)).
[242] قوله: ((أو)) ليس في (ج).
[243] في (ج): ((لا يكون الموجب لبكائه إلا الله))، وفي (م) و(ف): ((معنىً، أنَّه لا يكونُ المجوب لبكائه إلا خوف)).
[244] في (ج): ((ومجموعهما)).
[245] في (ج): ((متى))، وفي (م) و(ل)و(ف): ((وهو حتى)).
[246] كلمة: ((خوف)) ليس في (ط) و(ف) و(ل).
[247] في (ج): ((إن كان)).
[248] في (ج): ((فكرة)).
[249] في (ف): ((شيء)).
[250] في (ل): ((مرائي)).
[251] قوله: ((لكن)) ليس في (ج).
[252] في (ج): ((كلم الوفا)).
[253] في (ط) و(ف): ((خالياً)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[254] في (ج): ((أنه خال)).
[255] في (ج): ((يحتمل)).
[256] قوله: ((لأنه يَصدقُ عليهِ خالياً معنىً، فإذا وقعَ وجهٌ ما مُحتمل رُجِيَ)) ليس في (م).
[257] قوله: ((وهو)) ليس في (ل) و(ف).
[258] قوله: ((◙)) ليس في (ف).
[259] زاد في (ف): ((خالياً)).
[260] في (ج): ((بهما)).
[261] في (م) و(ل) و(ف): ((يسمى)).
[262] في الأصل: ((كتابه)) بدل قوله: ((في الحديث الصحيح كناية))، والمثبت هو الصواب.
[263] زاد في (م) و(ل): ((على)) في(ف): ((فأما على)).
[264] قوله: ((عزوجل)) ليس في (ف).
[265] في (ج): ((يتناول)).
[266] في (ج) و(م): ((ملاحظة)).
[267] قوله: ((صلعم)) ليس في (ف)..
[268] قوله: ((وإذا فسدت فسد الجسد)) ليس في (ج) و(ل)و(ف)، وفي: (م) و(ل): ((صلح الجسد كله)) لكن في (ل) بدون: ((كله)).
[269] في (ط) و(ل) و(ف): ((وهو)).
[270] في (ج) و(ف): ((يترجح)).
[271] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((عن)).