بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الثالثة

          الرؤيا الثالثة /
          كأن سيّدنا محمداً صلعم أخذ بيده قلماً، وزاد في موضع من الخطبة شيئاً(1)، وهو يقول لعبد الله ابن أبي جمرة: لا بدّ من هذا ها هنا، أنت لم تجهله ولكن أغفلته، ولا بد منه. فقلت له: وما هو؟ فذكر لي أنه نسيه. ثم قال لي: إن رأيت الكتابَ عرفتَ الموضع. فلما أوقفتُه على الكتاب نظره وعدّ سطوراً ثم قال: بين هذين السطرين. فزاد بعده ذلك الكلام. فتأملت، بفضل الله، ذلك الموضع، فظهر لي أنه لا بد من زيادة فيه يرتفع بها إلباس(2) كان يحتمله ذلك الموضع. فلما زدت هناك ما فتح الله به، وتحرر به ما كنت قصدته أولاً، قال لي: مثل ذلك كانت الزيادة التي زادها هنا صلعم.


[1] انظر الخطبة.
[2] يريد: لَبْسٌ.