بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الثانية والأربعون

          الرؤيا الثانية والأربعون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة ومعه الخلفاء ♥، ثم إذا بلال وزيد وأسامة وأنس♥، ومعهم خبز علامة في غاية الحسن، وإدام ليس فيه لحم، وهو في غاية الحسن، ولا يشبه طعام الدنيا، وإذا بالصحابة ♥ قد دخلوا، وإذا بأصحاب ابن أبي جمرة. فيقدم ذلك الطعام، ويقول للصحابة♥: تعالوا كلوا الطعام شكرانة النصر، فيأكل صلعم وكل من ذكرنا. فيقول عبد الله: وكيف يكون شكرانة قبل ظهور الشيء؟ فيقول سيّدنا صلعم : الساعة يظهر.
          ثم إنه صلعم / يقول لعبد الله: إن ليلة القدر تكون السنة في رمضان ليلة سبع وعشرين كما كانت عام أول، وإنها تبقى في ليلة سبع وعشرين من رمضان سبع سنين، وإنها لم تكن قط في شهر واحد سنتين متواليتين، وإنها بعد تمام السبع سنين ترجع تدور كما كانت قبل. فيقول عبد الله: ولم أخبرتنا بها السنة قبل رمضان؟ فيقول صلعم : لأن يكون عندك خبرها، وتأخذ الأهبة لها.
          ثم إن عبد الله يسأله صلعم : ما الحكمة بأن تكون في هذه السبع سنين متوالية؟ فيقول صلعم : إذا نظرتها تعرف ذلك.
          ثم إنه صلعم يُري لعبد الله مباني في غاية الحسن، ليس في مباني الدنيا مثلها، وهي بعضها فوق بعض، ويقول صلعم : هذا ثواب حديث (من يقم ليلة القدر)(1).


[1] رقمه 5.