بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الحادية والثلاثون

          الرؤيا الحادية والثلاثون
          كأن سيّدنا صلعم أتى المسجد الذي بقرب منزل عبد الله ومعه جميع الأنبياء والصحابة، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأصحاب عبد الله الأموات، ثم يأتي باقي أصحاب عبد الله الأحياء، ثم يتقدم صلعم ويصلي بهم الجمعة، ثم يدعو لمحمد الفاسي دعاء كثيراً.
          ثم يقول صلعم لعبد الله: هل لك من حاجة أدعو لك بها؟ فيقول عبد الله: حوائج كثيرة. فيدعو صلعم لعبد الله بما في نفسه وزيادة على ذلك كثيرة، ثم يدعو لجميع الإخوان.
          ثم إنه صلعم يأتي منزل عبد الله وحده، ويوصيه بما يقول عند خروجه لصلاة الجمعة، ثم يُخرج صلعم الشرح، وتلك المرائي التي جاءت فيه، وكلاهما مكتوبان بالأحمر، ويقول صلعم : هذه الحمرة شهرة فيهما.
          ثم ينظر في حديث (بدء الوحي)(1) فيعجبه ذلك، ويعطي لعبد الله غِفَارَة حمراء(2) في غاية الحسن وجملة مفاتيح، ويعطيه جملة دور حسان، ويقول ◙ : هذه كلها ثواب هذا الحديث.
          ثم ينظر في حديث (حلاوة الإيمان)(3) ويعجبه، ويقول: هذا حسن، وخير ما فيه كلامك على (الله ورسوله أحب إليه / مما سواهما) وهذا الكلام في هذا الموضع ما سبقك إليه أحد، ولا خليت لأحد فيه اعتراضاً ولا مطعناً، وقطعت به كل حجة. ثم يعطيه ألف عبد حسان، وعليهم ثياب حسان، وجوارٍ مثل ذلك، فيقول ◙ : هؤلاء من عبيدك وجواريك في الجنة، ويعطيه مثل ذلك العدد من خيل مسرجة ملجمة في غاية الحسن، ويقول صلعم : مجموع هذا ثواب الحديث.
          وسئل صلعم عن صلاة الجمعة، فقال صلعم : جمع الخاطر على الخير، وظهور في الخير.


[1] رقمه 1.
[2] جاء في معجم دوزي المسمّى: «المعجم المفصل بأسماء الملابس عند العرب» ص255: الغفارة نوع طاقية من طواقي المرأة، قد تكون اسماً للمقنعة التي تغطي بها الرأس، وتكون حمراء لتناسب الشوابّ. ثم قال: إن عرب الأندلس لم يكونوا يلبسون العمامة وإنما يلبسون الغفارة، بلونين حمراء وخضراء، أما الغفارة الصفراء فهي خاصة باليهود.
[3] رقمه 2.