بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا التاسعة والعشرون

          الرؤيا التاسعة والعشرون
          كأن سيّدنا صلعم دخل بيت عبد الله، وإذا بمحمد الفاسي دخل وسلم، ويقول لسيدنا صلعم : زَلّت قدمي، وطردتموني. فيقول صلعم : لم تزِلَّ قدمك ولا طردناك، وإن أصحاب ابن أبي جمرة ما نطردهم ما داموا في صحبته، وإنما كان ذلك خيراً بك، ولولا ذلك ما زال ذلك من خاطرك، والساعة لمّا ذهب ذلك من خاطرك يقيناً نحن ننظرك بعين أخرى، وكذلك الغير. وما بقي لك إلا خير مُتَوالٍ إن شاء الله، / وبعد هذا ما يأتيك شيء يشوّشك. والساعة يحق لك أن تطلب العمل بهذا الشرح. وإذا اجتهدت يحصل لك العمل به، وتبلغ به درجة العلماء. والآن ظاهرك وباطنك قد صلحا، وهما خير مما كانا، ولولا هذا ما كان يحصل لك ما طلبته من علم الظاهر والباطن مع هذا الخير.
          ثم يكسوه كسوة حسنة، ويقول له: انظر، وإذا بثلاث دور حسان، فيقول صلعم : هي لك زيادة على ما تقدم. ثم يقول له: هات ذلك الشرح أنظره أنا وأنت على تينك اللغتين اللتين ذكرت لك. فيأتي بالشرح فينظره صلعم ويبين له جميعه، حتى ما بقي عليه فيه خلل.
          ثم ينظر صلعم حديث (ثلاثة لا يكلمهم الله)(1) ويقول لعبد الله: زِدْ هنا معنى، ويريه الموضع. ويقول له المعنى. فيقول له عبد الله: ألم تخبرني أنه ليس فيه خلل؟ فيقول صلعم : ليس فيه خلل، وما أقول لك أن تزيده إنما هو زيادة حسنة.


[1] رقمه 118.