بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا السابعة والأربعون

          الرؤيا السابعة والأربعون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، وبيده كتاب من عند الحق سبحانه، ويكون فيه جملة من الخير مما يليق بفضله، جلّ جلاله، وأكثرها في شأن الشرح، وفيه أنواع من الخير لعبد الله، وشيء لمحمد الفاسي، لكونه كان السبب فيه، وما لمن نسخه من الخير، أو صدّق به، ولمن عمل بشيء منه، ومنها في شأن الشرح نفسه.
          وكان من جملتها أن (حديث ابن الصامت) وحده لا تعدله كتب جميع الفقهاء، وأن (حديث الإسراء) لا يعدله كتب أهل الطريق، وأن الحديث الذي قيل فيه (من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره / ذلك اليوم سم ولا سحر)(1) أنه من فعل ذلك صادقاً مصدقاً لا يضره ذلك اليوم ما نص عليه في الحديث نفسه.
          ثم إنه ◙ ، يصعد بعبد الله وأهله وأصحابه إلى فوق سبع سماوات، ثم يريه ◙ ، بيتاً في غاية الحسن، ويدور بالبيت كله مصابيح في غاية الحسن من فضة، وجملة خدام في غاية الحسن يدورون به، والخلفاء الأربعة ♥، داخل البيت، كل واحد منهم على سرير، فيقول ◙ : هذا ثواب حديث (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)(2) ثم يريه ◙ بيتاً ثانياً مثل ذلك مملوءاً مسكاً، ونحو المائة فرس في غاية الحسن مسرجة ملجمة.
          ويقول ◙ : هذا ثواب حديث (إن الزمان قد استدار)(3) ثم يريه صلعم نحو المائة بستان في غاية الحسن ومثلها دوراً، ويقول صلعم : هذا ثواب حديث حذيفة الذي قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلعم عن الخير)(4) الحديث. ثم يريه دوراً وبساتين مثل ما تقدم، ونحو المائة عبد في غاية الحسن في الذات والزيّ، ومثلهم جوارٍ، وجملة ثياب ويقول: هذا ثواب حديث (من استطاع منكم الباءة)(5) ثم يريه ◙ من الخير ما لا يلحق البصر آخره، ولا يقدر اللسان على وصفه. ويقول ◙ : هذا ثواب شهرة هذا الشرح في هذا البلد. فيقول عبد الله: هذا هو ثواب شهرته لا غير؟ فيقول ◙ : الخير أكثر من ذلك، / مثل هذا يدخل عليك كل يوم إذا اشتهر في هذا البلد، وإنه قد اشتهر شرقاً وغرباً، وعلى قدر ما يشتهر في كل بلد يكون لك من الثواب كل يوم، ولا ينقصك من هذا شيء. ولمحمد الفاسي دون ذلك كل يوم، لكونه كان السبب فيه.


[1] رقمه 212.
[2] رقمه 277.
[3] رقمه 223.
[4] رقمه 286.
[5] رقمه 87.