بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الخامسة والعشرون

          الرؤيا الخامسة والعشرون
          كأن سيّدنا صلعم في منزل عبد الله بن أبي جمرة يسأله عن الشرح. ثم يقول صلعم : انظر. فإذا بقرب منزله ماء في غاية الحسن، وله نور ساطع، وفي وسط ذلك الماء ثمرة كبيرة لها حسن وجمال، وفيها ثمر أحمر اللون، يقرب من خلقة الأترج، إلا أنه للتدوير، وله رائحة في غاية الحسن. فيقول صلعم : ذلك الماء هو العلم، وهذه الثمرة ثمرة ذلك الشرح، وهذا طعمها، مُنَّ عليك بها قبل أن تتكلم في ذلك الشرح. ثم يقول صلعم : كُلْ من ذلك الثمر. فيأكل منه، فيجد له طعماً في غاية الحسن لا يشبه طعام الدنيا. فيقول عبد الله: لو أعطيتني هذا قبل الكلام، فلم أخر إلى هذا الوقت؟ فيقول صلعم : لحكمة، فإذا نظرتها تعرفها.
          ثم يريه صلعم في أسفل الماء مباني كثيرة في غاية الحسن، وعلى تلك المباني أشخاص في غاية الحسن، فيقول صلعم : ذلك البناء ثواب الموضعين اللذين تكلمت فيهما في حديث (رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة)(1)، / ثم إن عبد الله سأل عن تلك الأشخاص، هل هم ملائكة أو حور؟ فيقول صلعم : ليس، إنما هم(2) المعاني التي ذكرت في ذينك الموضعين، حتى تجدها يوم القيامة.


[1] رقمه 69.
[2] كذا.