بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الخامسة والثلاثون

          الرؤيا الخامسة والثلاثون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه عمه العباس ☺، وجمع كثير لا أعرفه، فيقول صلعم لعبد الله: قد أجاب الله دعاءك في هذا الشرح، وجعله مفرّجاً للهموم، وشفاء للصدور، ومنوّراً للقلوب، ومؤنِساً في القبور، ومُذهِباً للأحزان، ومفرّجاً لكل الشدائد، كما هو كتاب البخاري. فإن من المحال أن يكون الشفاء في الأصل، ولا يكون في الفرع، فإن في هذا زيادة على الأصل تلك الأدعية التي في أواخر الأحاديث، وإن / شرح كل حديث منه ينفع لما تضمنه، وسيأتيك ذلك مفسراً، إن شاء الله، كل حديث لما ينفع لكن حتى تدعو بذلك.
          وإذا جاءت الفتنة _التي قلت لكم_ فعليكم بقراءته، فإنه مفرج لها، وعليكم باتباع السنّة.
          ثم يعطي لعبد الله جملة دور حسان وجملة بلاد حسان وجملة مفاتيح حسان، ويعطيه مفتاحين في غاية الحسن، ويقول صلعم : الأول مفتاح باب النصر، والآخر مفتاح باب الفتح.
          ويقول: هذا ثواب الدعاء الذي هو إثر (حديث الإفك).
          ويأتيه صلعم بعض الأصحاب يشكو له تشويشاً في قضية، ويقول: هل تتكلم في هذا أم(1) لا؟ فيقول صلعم : لا يكن كلامك لِحَظِّ نَفس، وليكن بنية صلاح في الدين، فإن الكلام إذا كان بحظ نفس لا يعقب خيراً، وطريق القوم(2) مبني على ترك حظ النفس، والكلام به قبيح، وأقبحه ما هو للذي يتعلق بطريق القوم.
          ثم إن عبد الله يرغب منه أن يدعو أن يجعل الله هذه المرائي رحمةً كما جعل الشرح. فيقول صلعم : هير رحمة للمتبعين، وحجة على المنتقدين.


[1] كذا.
[2] القوم، هنا، يراد بها أهل الصوفة.