بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الحادية والأربعون

          الرؤيا الحادية والأربعون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه جمع من الصحابة ♥، ثم دخل بعض أصحاب ابن أبي جمرة، فيكسو صلعم لعبد الله كسوة حسنة، ويكسو أهله وأصحابه، ثم يقول صلعم لعبد الله: تعال نريك ما لك من الخير في ذلك الشرح.
          ثم يصعد صلعم ومعه عبد الله والحاضرون إلى موضع في غاية الحسن، ثم إن عبد الله يقوم ويصلي ركعتين، فإذا فرغ منهما يتجلى له الحق سبحانه ويخاطبه بفضله، ثم يسأله، وهو العليم: لماذا حبست ذلك الشرح؟ فيقول عبد الله: لك وابتغاء مرضاتك، وإنفاذاً لأمرك. فيقول جلّ جلاله: أكبر نعمة أعطي عبدي أن يفعل الشيء فيّ ولي، وأنا قد مننت عليك بأن فعلت هذا الشرح فيّ ولي، وأنا أمنن عليك بالعمل به وأعينك عليه.
          ثم إن عبد الله يطلب من مولاه ╡ ، / حوائج. فيقول سبحانه: قد مننت بها عليك، لكن حتى تتبع في ذلك السنّة، وهي: أن تطلبها في عالم الحس وأنت مستيقظ.
          ثم إن سيّدنا صلعم يُري لعبد الله جملة قصور وجملة دور وجملة بساتين، الكل في غاية الحسن، ولا يأخذها تقدير لكثرتها. فيقول عبد الله: هذا ثواب هذا الشرح كله؟ فيقول صلعم : ليس بل ثواب الحديثين (حديث خطاب الحق سبحانه أهل الجنة)(1) و(حديث أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)(2) فيقول عبد الله: أريتني هذا الثواب قبل أن تقف على الأحاديث. فيقول صلعم : كان عندي العلم بها، فلم أحتج إلى الوقوف على الأحاديث.


[1] رقمه 296.
[2] رقمه 295.