بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد..

          13- (عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَالَ(1): قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟...)(2) الحديث. [خ¦99]
          ظاهرُ الحديثِ يدلُّ على أنَّه لا يَسعَدُ بشفاعةِ النبيِّ صلعم يومَ القِيامةِ(3) إلَّا مَن قالَ: لا إله إلَّا اللهُ، خالِصًا مِن قلبِه أو نفسِه، والكلامُ عليهِ مِن وجوهٍ:
          الوجهُ(4) الأولُ: قولُه: (يَا رَسُولَ اللهِ) فيهِ دليلٌ على تقديم ذِكرِ المَسؤولِ على(5) المسألةِ، وإذا كانتْ أسماءُ المسؤولِ مُتعدِّدةً فليُذكرْ منها أَعلاها وأحبَّها إلى الشخصِ إذا كانَ ذلكَ الاسمُ على لسانِ العلمِ؛ لأنَّ هذا الصحابيُّ ☺ / لمَّا أنْ أرادَ أنْ يسألَ النبيَّ صلعم لم يَسألْهُ حتى ناداهُ باسمِه، ولمَّا(6) كانت أسماؤُه ◙ مُتعدِّدةً ناداهُ بأعلاها وأحبِّها إليهِ، وهو رسولُ اللهِ صلعم.
          الثاني(7): في هذا دليلٌ على تركِ الدُّعاءِ والتَّمَلُّقِ عندَ السؤالِ؛ لأنه لم يَذكُرْ بعد(8) الاسمِ المُعظَّمِ إلا حاجتهُ دونَ دعاءٍ ولا تَملُّقٍ.
          الثالثُ(9): فيهِ دليلٌ على أنَّ حبَّ الرسولِ صلعم بالاتِّباعِ دونَ المَقَالِ؛ لأنَّ هذا الصحابيَّ ☺ كثيرُ الحبِّ لرسولِ اللهِ(10)صلعم (11) على ما قدْ(12) تقرَّرَ وعُلِمَ، وكانَ في الاتباعِ(13) بحيثُ لا يُجهَلُ ذلكَ منهُ، لكنَّه(14) لمَّا نادَى النبيَّ صلعم (15) لم يَزِدْ على الاسمِ المَعلومِ شيئًا والصحابة عن آخرهم مثلُه في هذا المعنى، وهم المهاجرونَ والأنصارُ والصفوةُ المُحِبُّونَ(16)، ثم مع(17) تأكُّدِ هذهِ المحبةِ لم يأتِ عن واحدٍ منهُم أنه أَطراهُ يومًا واحدًا ولم يُقصِّروا في تعظيمِه وترفيعِه على ما قدْ عُلِم بالضرورةِ مِن أحوالِهم.
          الرابعُ(18): فيه دليلٌ لأهلِ الصوفَةِ(19) حيثُ يَستحبُّون(20) استفتاحَ الكلامِ بذكرِ الحبيبِ، ويقولونَ بأنَّ استفتاحَ الكلامِ بذلكَ يُنوِّرُ القلبَ ويهدي إلى الصراطِ المستقيمِ، ويأتي بالفوائدِ دومًا وبالمسرَّاتِ(21)؛ لأنه لمَّا أنْ نادَى أولًا بأحبِّ الأسماءِ إليه أَثمرَ لهُ ذلكَ تضعيفَ المسرَّةِ والبِشارَةِ على ما سيأتي.
          يزيدُ هذا إيضاحًا وبيانًا ما رُوِي عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنه أصابَ يدَهُ أو رجلَهُ أَلَمٌ فلم يستطعْ مدَّها، فاشتكَى ذلكَ إلى الطبيبِ، فقالَ لهُ الطبيبُ: لا تمتدُّ(22) يدُكَ أو رجلُكَ حتى تُنادي بأحبِّ الأسماءِ إليك، فنادَى: وامحمَّداه، / فامتدَّت يَدُه(23).
          الوجهُ(24) الخامسُ: قولُه: (مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَة؟ِ) فيه دليلٌ على أنَّ مِن أَدَبِ العِلمِ حُسنُ السؤالِ؛ لأنه سألَ عن الشفاعةِ ولم يذكرْ ما عندَه مِن خبرِها وما وقعَ لهُ مِن النظرِ والتردُّدِ حتى اضطرَ إلى ذكرِها.
          الوجه(25) السادس: لقائِلٍ أن يقولَ: لِمَ قالَ: (مَنْ أَسْعَدُ(26)؟)، ولم يقلْ: (مَن هُم أهلُ شفاعتِك؟)
          الجوابُ(27): أن هؤلاء المَشْفُوعُ فيهم يومَ القيامةِ أَصنافٌ مختلفةٌ؛ فمنهم المؤمنونَ المُذنِبونَ، ومنهم الكُفَّار والمنافقونَ على ما سيأتي بيانُه.
          والمنافقونَ(28) في الدَّرْكِ الأسفلِ مِنَ النارِ، والمؤمنونَ المُذنِبون يدخلونَ النارَ بذنوبِهم؛ فمنهم مَن يَخرجُ منها بعدَ القِصاصِ بغيرِ شفاعةٍ، ومنهم مَن يَخرجُ بالشَّفاعةِ، فمَن شُفِعَ لهُ ثم عُذِّبَ لم تحصلْ لهُ سعادةٌ(29) تامةٌ، وإنَّما حصلتْ له(30) سَعادةٌ خاصةٌ؛ لأنه عُوفِي مِنَ(31) الوقتِ مِن بلاءٍ ثم أعقبَه بعدَ ذلكَ بلاءٌ أشدُّ منهُ، على ما سيأتي بيانُه.
          وشفاعتُه ◙ على ضَربينِ: عامَّة وخاصَّة؛ فالعامَّةُ أذكرُها بعدُ، والخاصَّةُ: هي لأُمَّته المُذنِبينَ، فإنه إذا شَفَعَ فيهم أُخرِجوا مِنَ النارِ وعُفِي عنهم وأُدخِلوا الجنةَ، هذهِ هيَ الشفاعةُ الخاصةُ والسعادةُ التامَّةُ(32)، فلأجلِ ذلكَ قالَ: (أَسْعَدُ)(33) التي هي مِن أحدِ أبنيةِ المُبالغةِ(34) لأنها سَعادةٌ لا شَقاءَ بعدها أَبدًا.
          الوجه(35) السابعُ: فيه دليلٌ على قوَّةِ إيمانِ الصحابةِ وفضلِهم؛ لأنه لا يَسأَلُ عن المَسْعودِ بالشفاعةِ وغيرِ المَسْعودِ إلَّا مَن تحقَّقَ إيمانُه بها وقَوِيَ تَصديقُه بذلكَ، ولذلكَ قالَ(36) ◙ : «مَا فَضَلَكُمْ(37) أَبو بَكرٍ بصومٍ ولا بصَلاةٍ(38)، ولكنْ بشيءٍ وَقَرَ في صدرِه» / وما وَقَرَ في صدرِهِ(39) ☺ هوَ قوةُ الإيمانِ واليقينِ، وكذلكَ الصحابةُ عن آخرِهم إنما فَضَلُوا غيرَهم بما وَقَرَ في صدورِهم مِنْ ذلكَ، وما خُذِلَ مَن خُذِلَ وارتدَّ مَن ارتدَّ إلا عندَ ضَعفِ الإيمانِ والتصديقِ، فيطلبُ إذ ذاكَ الكيفيةَ في أمورِ الآخرةِ وفي القدرةِ فيَمرُقُ مِن الدِّينِ كما يَمرُق السَّهمُ مِنَ الرَمِيَّةِ، وهو المِسكين لا يَشعرُ بنفسِهِ، أعاذنا الله مِن بلائِه بمنِّه.
          الوجهُ(40) الثامنُ: فيهِ دليلُ على طلبِ السعادةِ والاهتمامِ بها والعملِ على أسبابِها؛ لأنَّ مَن(41) عَرفَ طريقَ السعادةِ عَمِلَ عليها وتركَ ما عداها، فلذلكَ سألَ عنها.
          الوجهُ(42) التاسعُ: لقائلٍ أنْ يقولَ: لِمَ قالَ: (النَّاسِ) ولم يَقُل: (أُمَّتك؟) والجوابُ: أنه إنَّما عَدَلَ عنْ ذِكرِ الأُمَّةِ إلى ذكرِ الناسِ؛ لأنَّ شفاعةَ النبيِّ صلعم على ضَربينِ كما تقدَّمَ(43): عامَّةٌ وخاصَّةٌ؛ والعامَّةُ(44) هيَ لجميعِ العالَمِ مِنَ الجنِّ والإنسِ، للكافرِ والمُنافقِ والمؤمنِ على ما جاءَ في الحديثِ الصحيحِ: أنَّ العالَمَ يبقونَ في المَحشرِ بتلكَ الأحوالِ المُهلِكةِ التي قدْ نُصَّ عليها في غيرِ مَا آيةٍ وغيرِ ما حديثٍ، والنارُ قدْ أَحْدَقتْ بهم(45) مِن كلِّ الجهاتِ، والشمسُ قدْ دَنَتْ منهُم(46) حتَّى يكونَ(47) بينها وبينهم قدْرُ المِرْوَدِ الذي تُكْحَلُ بهِ العينُ، وتقلبُ(48) وجهَها إليهم لأنَّ وجهَهَا الآنَ إلى فوقٍ(49) وظهرَها إلى الخلقِ، وهي في السماءِ الرابعةِ والملائكةُ تضرِبُها بجبالٍ مِن ثلجٍ، ثم يَبقونَ في(50) المَحشرِ على هذهِ الحالَةِ(51) كالسهامِ في الجُعبةِ، رِجْلُ الرَّجُلِ على رِجْلِ المرأةِ، ورِجْلُ المرأةِ على رِجْلِ الرَّجُلِ، ثم لا يَعرِفُ أحدُهما صاحبَه / حتَّى قالَتْ(52) عائشةُ ♦ حينَ سمعَتْ شيئًا مِن هذا: يا رسولَ اللهِ، الرِّجالُ يَنظرونَ(53) إلى النِّسَاءِ(54) ؟ قالَ(55): «يا عَائِشَةُ، الأمرُ أَشَدُّ مِن أنْ يُهِمَّهُمْ ذلكَ»، ثم يعرقونَ مِن شِدَّةِ ما همْ(56) فيهِ حتَّى يَبلُغَ عَرقُهم في الأرضِ سبعينَ ذِراعًا، فمنهم مَن يُلجِمُه العَرَقُ، ومنهمْ مَن يَبلغُ أُذنيهِ، ومنهم مَن يَبلُغُ عُنقَهُ، ومنهم مَن يَبلُغ ثَدْيَيْهِ، ثم همْ كذلكَ يتفاضلونَ في ذلكَ الأمرِ العظيمِ بحسبِ أَعمالِهم.
          ثم يَبقونَ معَ شدَّةِ هذهِ الأهوالِ التي أشرنَا إليها وغيرِها على ما قدْ عُلِمَ مِنَ الأحاديثِ والآيِ قَدْرَ ثلاثمائةِ سنةٍ مِن أيامِ الدنيا، لا يأتيهم خبرٌ مِنَ السماءِ ولا يَعرِفونَ ماذا يُرادُ بهم؟
          ثم يُلهِمُهم اللهُ ╡ طلبَ(57) الشفاعةِ، فيأتونَ إلى(58) آدمَ ◙ ، فيقولونَ لهُ(59): يا آدمُ، أنتَ أبو البَشَرِ، خلقكَ اللهُ بيدِه، ونفخَ فيكَ مِن رُوحِهِ، وأَسْجَدَ لكَ ملائكتَه، ألا تَرى(60) ما نحنُ فيهِ؟ اشفعْ لنا إلى ربِّنا(61)، فمَن كانَ مِن أهلِ الجنةِ مَرَّ إلى الجنةِ، ومَن كانَ مِن أهلِ النارِ مَرَّ إلى النارِ، فيذكرُ آدمُ ◙ (62) خطيئِتَه فيبكي ويقولُ: نَفْسي نَفْسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوحٍ ◙ (63)، فيذهبونَ إلى نوحٍ(64) ◙ ، فيقولونَ لهُ: أنتَ أوَّلُ الأنبياءِ والرُّسلِ، وقد سمَّاكَ اللهُ عبدًا(65) شَكورًا، ألا ترَى إلى ما نحنُ فيهِ؟ اشفعْ لنا إلى ربَّنا، فمَن كانَ مِن أهلِ الجنَّةِ مَرَّ إلى الجنةِ، ومَن كانِ مِن أهلِ النارِ مَرَّ إلى النارِ، فيذكرُ نوحٌ ◙ خطيئَتَه؛ وهيَ دعاؤُه على قومِه، فيبكي ويقولُ: نَفْسي نَفْسي، اذهبُوا إلى غَيري، اذهبوا إلى إبراهيمَ ◙ ، فيذهبونَ إلى إبراهيمَ فيقولونَ لهُ مِثلَ مَقالَتِهم الأولى(66) فيُجاوبُهم ◙ بجوابِهم(67)، ثم يُرسِلُهم إلى موسَى ◙ ، فيكونُ سؤالُهم(68) وجوابُ موسَى(69) كما كانَ السُّؤالُ والجوابُ الأوَّلُ، ثم يُرسِلهم إلى عيسَى ◙ / ، فيقولُ لهم(70) مِثلَ الأولِ، ثم يرسلُهم إلى محمَّدٍ صلعم (71) فيقولونَ لهُ: أنتَ حبيبُ اللهِ وصَفْوَتُهُ مِن خلقِه(72)، وقد أنزلَ عليكَ كتابَه الحكيمَ(73)، وقدْ خصَّكَ بالفَضلِ(74) العَميمِ، ألا ترَى إلى ما نحنُ فيهِ؟ اشفعْ لنا إلى ربِّنا(75) ؛ فمَن كانَ مِن أهلِ الجنَّةِ مَرَّ إلى الجنَّةِ، ومَن كانَ مِن أهلِ(76) النارِ مَرَّ إلى النارِ، فيقولُ: أنا لها، فيقومُ في الشفاعةِ، فيَشفعُ على ما جاءَ في الحديثِ، فيأمرُ اللهُ ╡ بالفصلِ(77) بين العبادِ، ويُنصَبُ الصِّراطُ على مَتْنِ جهنَّمَ، ويُوضعُ الميزانُ ويَقَعُ الحِسابُ، فهذهِ هيَ الشفاعةُ العامةُ التي ينتفعُ بها كلُّ العالَمِ مِنَ الجنِّ والإنسِ(78) والحشراتِ، فلأجلِ ذلكَ عدلَ عن ذكرِ (الأُمَّةِ) لذكرِ(79) (الناسِ)، وأمَّا الشفاعةُ الخاصَّةُ فقد تقدَّمَ بيانُها.
          الوجهُ(80) العاشرُ: في هذا دليلٌ على أنَّ السؤالَ بالجنسِ أَفْيَدُ مِنَ السؤالِ بالنوعِ؛ لأنه ☺ يعلمُ أنَّ أسعدَ الناسِ بالشفاعةِ أُمَّةُ النبيِّ صلعم المؤمنونَ، ثم عَدَلَ مع عِلْمِهِ بذلكَ لذكرِ(81) الجنسِ؛ لاحتمالِ أنْ يكونَ ثمَّ حُكمٌ آخرُ لا نعرِفُه(82)، فلما أُخبِرَ بالأمرِ على ما هوَ عليهِ رجعَ لهُ ذلكَ حُكمًا قَطعيًّا لا احتمالَ فيهِ.
          الحادي(83) عشرَ: في هذا دليلٌ على أنَّ أمورَ الآخرةِ لا تُؤخَذُ بالعقلِ ولا بالقياسِ والاجتهادِ؛ لأنه ☺ قد عَلِمَ الشفاعَتينِ اللَّتينِ في يومِ القيامةِ، وترجَّحَ عندَه مَن هوَ الأَسعدُ بالشفاعةِ وغيره إذْ ذاكَ معلومٌ بالضرورةِ لكنَّهُ لم يلتفتْ إلى ما ظهرَ لهُ مِن مَدلولِ جميعِها حتى تلقَّاهُ مِن صاحبِ الشرعِ مُشافهةً، وهذا يدلُّ على أنَّ هذا عندهم حُكمٌ ثابتٌ لا يَسوغُ فيهِ غيرُ النقلِ كما تقدَّمَ.
          الثاني عشرَ: لقائلٍ أنْ يقولَ: لِمَ قيَّدَ الشفاعةَ بيومِ القيامةِ، وهي مُستمرةٌ أبدًا على الدوامِ في الدنيا وفي الآخرةِ، لا يزالُ ◙ / يَشفَعُ ويُشفَّع؟
          والجوابُ(84): أنَّهُ إنَّما قيَّدها بيومِ القيامةِ لأنه قد عاينَ هذهِ الشفاعةَ التي في الدنيا وعرَفَها(85) وإنْ كانتْ على المشيئَةِ لكنَّها وقعتْ كالمقطوعِ(86) بهِ؛ لأنه ◙ لم يَشفعْ قطُّ لأحدٍ في هذهِ الدارِ فرُدَّ بل إنه(87) أُجِيبَ وأُسعِفَ، فلم يكنْ ليسألَ(88) عنْ شيءٍ قد عَاينَه وعرفَه؛ لأنَّ السؤالَ عن ذلكَ لتحصيلِ(89) حاصلٍ، والصحابةُ أَجَلُّ مِن ذلكَ.
          الثالثَ عشر: قولُه ◙ : (لَقَدْ ظَننْتُ يَا أَبا هُرَيرَةَ أنْ لَا يَسأَلَنِي عَنْ هَذا الحَدِيثِ أَحَدٌ أوَّلَ(90) مِنْكَ لِما رَأيتُ مِن حِرصِكَ عَلى(91) الحَدِيثِ).
          (ظَنَنْتُ): يُحتمل(92) أن تكونَ على بابِها، ويُحتملُ أن تكونَ بمعنى: (علمت)، والأظهرُ منهما (العلمُ)(93)؛ للقرينةِ التي تقوِّيهِ في الحديثِ بعدُ(94)، وهي قولُه: (لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرصِكَ عَلَى الحَدِيْث(95)).
          الرابعَ عشرَ: في هذا دليلٌ على أنَّ مِنَ السُّنَّةِ إدخالُ السرورِ على السَّائلِ قبلَ ردِّ الجوابِ عليهِ؛ لأنَّه ◙ قدَّم(96) قولَه: (لَقَدْ ظَنَنْتُ) على ردِّ الجوابِ عليهِ، والسرُّ الذي في هذا الإخبار مِن إدخالِ السرورِ هو: أنَّهُ لا يَتأتَّى ما أُخبِر بهِ حتَّى يكونَ كما قالَ: (لِمَا رأيتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ) ولا يَظهرُ لهُ ◙ منهُ الحِرصُ على الحديثِ إلَّا إذا كانَ يَلتفتُ إليهِ على الدوامِ ويُراعي أقوالَه وأفعالَه، والتِفاتُه ◙ لحظةً واحدةً للشخصِ كانَ عندَ الصحابةِ أعظمُ(97) ما يكونُ مِنَ السُّرورِ فكيفَ بها في مرورِ الليالِي والأيامِ؟
          الخامسَ عشرَ: فيهِ دليلٌ على(98) استنباطِ الأحكامِ بالأَظهرِ مِنَ(99) الأدلَّةِ؛ لأنه ◙ جعلَ الظنَّ هنا قطعيًا لقوةِ الدليلِ الذي ظهرَ لهُ على ذلكَ، وهو الحرصُ على الحديثِ.
          السادسَ(100) عشرَ: فيهُ دليلٌ على أنَّ إتباعَ المَسَرَّةِ بالمَسَرَّةِ أَولَى وأبلغُ(101) في المَسَرَّةِ؛ لأنهُ ◙ لو سكتَ عندَ قولِه: / (أَوَّلَ(102) مِنكَ) لكانَ الصحابيُّ يُسَرُّ بذلك، فلمَّا زادَ لهُ السببَ(103) المُوجِبَ لذلكَ وهوَ مِنْ كَسْبِهِ الذي هوَ الحِرصُ، كانَ ذلكَ إِدخالَ مَسرَّةٍ على مَسرَّةٍ، ومثلُ هذا قولُه ◙ لسيِّدِ وفدِ عبدِ القيس: «فِيكَ خِصلتانِ يُحبُّهما اللهُ ورسولُه»، قال: يا رسول اللهِ، ذلكَ شيءٌ أتصنَّعُهُ أنا، أو شيءٌ جَبَلَني اللهُ عليه؟ قالَ: «بَلْ شيءٌ(104) جَبَلَكَ اللهُ عليهِ» فقالَ: الحمدُ للهِ الذي جبلَني(105) على خَصلتينِ يُحبُّهما اللهُ ورسولُه.
          ومثلُ هذا أيضًا ما(106) وصفَ ╡ في كتابِه(107) عنِ المؤمنينَ حينَ يدخلونَ الجنةَ، فيقالُ لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32]، {بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُون} [الأعراف:39]، {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة} [الحاقة:24]، كلُّ ذلكَ إعظامًا في إدخالِ السرورِ عليهم والزيادةِ لهم منهُ(108)، نسألُ اللهَ بمنِّه أنْ يَمُنَّ علينا بذلكَ بكرمِه(109).
          السابعَ عشرَ: فيهِ دليلٌ على تسميةِ السائلِ عندَ ردِّ الجوابِ عليهِ؛ لأنهُ ◙ ناداهُ باسمِه قبلَ ردِّ الجوابِ عليهِ، والحكمةُ في ذلكَ تَظهرُ مِن وجهينِ:
          (الأولُ): أنَّ نداءَه باسمِه(110) أَجمَعُ لخاطِره، فيكونُ ذلكَ سببًا لتحصيلِ جميعِ(111) ما يُلقى إليهِ، ومثلُ ذلكَ نداؤُه ◙ لمعاذِ بنِ جبل ثلاثَ مراتٍ وهوَ معهُ على الراحلةِ، ثم بعدَ الثلاثِ ألقى إليهِ ما أرادَ، كلُّ ذلكَ ليأخُذَ الأُهْبَةَ للإلقاءِ(112) ويُصغيَ لسَمْعِ الخِطابِ.
          (الثاني): أنَّ في ندائِه باسمِهِ إدخالَ سرورٍ(113) عليهِ؛ لأنَّ النداءَ أبدًا إذا وقعَ مِن الفاضِلِ إلى المَفضُولِ يحصلُ لهُ بهِ ابتهاجٌ وسرورٌ، فكيفَ بهِ(114) نداءُ سيِّدِ الأوَّلينِ والآخِرينَ لتلكَ السادةِ المُبارَكينَ الذينَ قدْ ثبتَ حُبُّهم لهُ بالتواترِ، وكانوا يتبرَّكونَ منهُ صلعم بلَمْحَةٍ أو لَحظةٍ أو أيِّ نوعٍ كانَ؟ يُؤيِّدُ ما ذكرناهُ مِن هذا الوجهِ مَا رُوِيَ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ ((أنهُ أصابَ يدَهُ أو رِجلَه(115) ألمٌ...)) القصةُ بكاملها(116)، وقد تقدَّم ذِكرُها في الحديثِ قبلَ هذا.
          الثامنَ عشرَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ مِنَ السُّنَّةِ إدخالَ / السرورِ بكلِّ ممكنٍ يمكنُ؛ لأنه ◙ قدْ أدخلَ السرورَ على هذا السائلِ في ثلاثة(117) مواضعَ؛ في هذا الموضعِ وفي الموضعينِ المُتقدِّمَينِ(118) الذكرَ، هذا ما فعلَ واللفظُ قليلٌ، فكيفَ بهِ(119) فيمَا عداهُ؟.
          التاسعَ عشرَ: فيهِ دليلٌ على تقديمِ الأَولَى في حقِّ السائلِ وإنْ(120) لم يسألْ عنهُ؛ لأنه ◙ عدلَ عنِ الجوابِ الذي هوَ عامٌ للسائلِ ولغيرِه(121)، وذكرَ قبلَهُ ما هوَ الأولى في حقِّه وما يُسَرُّ بهِ.
          العشرونَ: فيهِ دليلٌ على جوازِ الاستدلالِ على حالِ المَرءِ بفعلِه؛ لأنَّه ◙ استدلَّ على حالِه بما ظهرَ لهُ من فعلِه، وهو الحِرصُ(122)، والحِرصُ(123) عملٌ مِنَ الأعمالِ، فعلى هذا فالاستدلالُ بالأعمالِ أولَى مِن الاستدلالِ بالمقالِ، لأنَّ المقالَ(124) قد يَحتملُ التَّجَوُّزَ في الكلامِ وغيرِه(125)، والفعلُ ليس كذلكَ.
          الحادي والعشرونَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ ما يَخُصُّ الشخصَ نفسَه آكدُ(126) عليهِ مما هوَ مشتركٌ فيهِ مع غيرِه؛ لأنَّه ◙ لم يذكرْ(127) لهُ ما هوَ لهُ ولغيرِه إلا بعدَ ما حصلَ له ما يخُصُّه في نفسِه، وهو قولُه: (أَوَّلَ(128) مِنكَ) بهذا الحديثِ.
          الثاني والعشرونَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ(129) السنَّةَ في الحكمةِ لا(130) تُلقَى إلا لأَهلِها، وأنَّ الأشياءَ لا يُتَعَدَّى(131) بها وقتُها(132)؛ لأنه ◙ لم يُخبِر بفضلِ هذا السيِّدِ إلا عندَ سؤالِه عنْ هذا الحديثِ الذي قدْ تغفلُ(133) عنهُ كثيرٌ مِن السادةِ الفضلاءِ.
          الثالثُ والعشرونَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ تسميةَ الحديثِ (حديثًا)(134) مِنَ الشَّارِع ◙ ؛ لأنَّه ◙ قد سمَّاهُ بذلكَ هنا حيثُ قال: (أَنْ لَا يَسْأَلني عَن هَذا الحَدِيثِ) و(لِمَا رَأيْتُ مِن حِرصِكَ على الحَديثِ)، فسمَّى المُفرَدَ والجمعَ باسمِ (الحديثِ).
          الرابعُ والعشرونَ: فيهِ دليلٌ على فضلِ هذا الحديثِ على سائرِ / الأحاديثِ(135)؛ لأنَّه ◙ قَدْ أشارَ إليهِ بالأفضليَّةِ(136) بقولِه: (لا يَسأَلَني(137) عنْ هذا الحديثِ أَحَدٌ أوَّلَ(138) مِنكَ) فلو(139) لم يكنْ لهذا الحديثِ مزيَّةٌ على غيرِه منَ الأحاديثِ لَمَا جعلَه أولَى بهِ(140) مِن غيرِه(141)؛ لأنَّ ذلكَ مَدْحٌ للسائلِ وتعظيمٌ لهُ، لأنه أصابَ بسؤالِهِ كَنزًا عَظيمًا، كيفَ(142) لا وقد حَصَلَ له فيهِ مِن أدلة(143) الإيمانِ غيرُ ما واحدٍ على ما تقرَّرَ(144) قبلُ وما أذكرُه بعدُ، وحصلَ لهُ فيهِ مِن علومِ الآخرةِ أوفرُ نصيبٍ، وعلومُ الآخرةِ السُّؤالُ عنها نادرٌ مِن أجلِ الاشتغالِ بعلومِ الدنيا؟ إذ إنَّ الأعمالَ مُرتَّبة عليها، فلا يمكنُ تحصيلُ علومِ الآخرةِ إلَّا بعدَ تحصيلِ(145) علومِ الدنيا الذي بها التكليفُ مَنُوطٌ(146)، اللَّهُمَّ إلا قَدْرَ ما تضمَّنَه(147) الإيمانُ منها فلا بدَّ منهُ.
          ويكفي في ذلكَ ما نصَّ عليهِ جبريلُ ◙ حينَ أتَى لتعليمِ(148) الدينِ، فَسألَ عنِ الإيمانِ، فقالَ ◙ : «أنْ تُؤمِنَ باللهِ وملائكتِهِ وكُتبِه ورُسلِه واليوم الآخر». وكانَ(149) هذا السيِّدُ ☺ ممَّن حصَّلَ ما يحتاجُ إليهِ مِن علومِ دنياهُ، ثم بعدَ ذلكَ أخذَ العلمَ الآخِرَ(150)، فلذلك حصلتْ له مَزِيَّةٌ بهذا الحديثِ(151)، ولا يحصلُ بهذا ذمٌّ لغيرِهِ مِن الصحابةِ رضوان الله عليهم(152) ممن كانَ مُتَكسِّبًا؛ لأنهم أيضًا حصلتْ لهم(153) مَزِيَّة امْتازوا بها، وهي معرفتُهم بأحكامِ اللهِ.
          يدلُّ على هذا ما حُكِيَ عنهم(154) ♥ أنَّ أكثرَهم مالًا كانَ(155) أكثرُهُم عِلْمًا، فَأصَّلُوا ♥ قواعدَ الأحكامِ على جملةِ أنواعِها ممَّا يتعلَّقُ بالأبدانِ والذِّمَمِ والأموالِ، عِلمًا وعمَلًا، ولمَّا تجرَّدَ هذا السيدُ عن كثيرٍ مِن الدنيا حصَّلَ معرفةَ ما أحكمَتْهُ(156) الحِكمةُ الرَّبانيَّةُ في أمورِ الآخرةِ، وبلَّغَهُ إلينا مثلَ هذا / الحديثِ وغيرِه، فجزاهم اللهُ عنَّا جميعًا خيرًا.
          الخامسُ والعشرونَ: فيه دليلٌ على فضلِ الحديثِ جُملةً، وأنَّه أعظمُ ما يُتقرَّبُ بهِ إلى اللهِ ╡ مِن بينِ سائرِ العلومِ كُلِّها عدا الكتابِ العزيزِ؛ لأنَّه ◙ قد مدحَ هذا السائلَ وعظَّمَه، وجعلَه أولَّ(157) مَن يَسألُ عن هذا الحديثِ(158) لمعرفةِ ما احتوى عليهِ(159) مِنَ الفوائدِ؛ لكونِهِ كانَ حريصًا على الحديثِ، وكيفَ لا وقدْ قالَ ◙ : «ترَكْتُ فيكم الثَّقلَينِ لَن تَضِلُّوا ما تمسَّكتُم بهما: كتابَ الله(160) وعِترَتِي أهلَ بَيتي». يريدُ سنَّته ◙ ؛ لأنَّ أهلَ بيتِه لا يفعلونَ إلا ما كانَ ◙ يفعلُ، فليسَ بعدَ القرآنِ إلا الحديثُ، مَن تمسَّكَ بهما فقدْ(161) نَجَا، ومَن خالفَهُما فقد هَوَى.
          السادسُ والعشرونَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ(162) مدحَ العملِ لصاحبِه مَندوبٌ إليهِ؛ لأنَّه ◙ قد مَدحَ(163) هذا لأنَّه جعلَه أوَّلَ(164) مَن يسألُ عنْ هذا الحديثِ للعملِ(165) الذي صدرَ منهُ، وهو الحِرصُ، وهذا بخلافِ مَدحِ الذَّاتِ(166)، لأنَّه ممنوعٌ، والفرقُ(167) بينَهما: أنَّ مَدحَ العملِ يَزيدُ صاحبَه فيهِ تَعظيمًا(168) وحِرصًا، ومَدْحُ الذاتِ يُخافُ منه العُجْبُ والالتفاتُ.
          السابعُ العشرونَ: فيهِ دليلٌ على إبداءَ(169) الدليلِ مِن الفاضلِ إلى المَفْضُولِ؛ لأنَّه ◙ أفضلُ الناسِ وأعلاهُم قدْرًا، ثمَّ مع ذلكَ لمَّا أن ذكرَ لهذا أنَّه أولى بهذا(170) الحديثِ أتاهُ بالدليلِ على ذلكَ؛ وهو الحِرصُ الذي كانَ منهُ، ولم يقتصرْ على إعطاءِ الحكمِ دونَ دليلٍ عليهِ.
          الثامنُ والعشرونَ: لقائلٍ أنْ يقولَ: لِمَ خَصَّ ◙ هذا بالحِرصِ على الحديثِ، ومعلومٌ أن الصحابةَ ♥ عن آخرِهم كانوا يَحرِصونَ على الحديثِ أَعظَمَ الحِرْصِ ويُعَظِّمونَه ويُحبُّونَه؟ والجوابُ: أنَّهم الكلُّ كذلكَ / حقًّا، لكنْ كانَ لهذا(171) زيادةٌ في هذا الشأنِ على غيرهِ، ويَتَبيَّنُ ذلكَ(172) ويتَّضِحُ بما رُوِيَ عنه(173) ☺ أنَّه قالَ: «كانَ إخوانِي مِن الأنصارِ يَشتغلونَ بإصلاحِ حوائِطِهم في بعضِ الأوقاتِ، وإِخواني منَ المهاجرينَ يشتغلونَ بالتسبُّب في الأسواقِ، وأنا التزمْتُ النبيَّ صلعم بمِلْءِ(174) بَطْني، فوعَيْتُ مَالم يَعرفوا(175)»، فلهذهِ الزيادةِ وهي الملازمةِ حصلَ لهُ(176) التشريفُ.
          وكذلكَ الصحابةُ ♥ كلُّهم كانوا يتنافسونَ في هذا وأشباهِهِ مهما كانَ شيئًا(177) مِنَ الخيرِ تراهُم يتبادَرونَ(178) إليهِ ويُسارعونَ، فإذا زادَ أحدُهم ذَرَّةً في وجهٍ مِن وجوهِ(179) الخيرِ على غيرِه(180) نُسِبتْ تلكَ الطريقةُ إليهِ، وكانَ هو إمامُها، وكذلكَ همُ التابعونَ(181) لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
          يُبيِّن ما قرَّرناهُ هنا ويوضِّحُه قولُه ◙ : «أَنَا مَدينةُ السَّخاءِ وأبو بكرٍ بابُها، وأنا مَدينة الشَّجَاعةِ وعُمَرُ بابُها، وأنا مَدينة الحياءِ وعُثمانُ بابُها، وأنا مَدينةُ العِلم وعليٌّ بابُها». مع(182) أن الأربعةَ ♥ فيهم تلكَ الصفاتِ(183) لكنْ كانَ كلُّ واحدٍ منهم يفوقُ صاحبَه بشيءٍ ما(184) مِنْ تلكَ الصفةِ المذكورةِ فنُسِبتْ إليهِ.
          التاسعُ والعشرونَ: في هذا دليلٌ لأهلِ الصوفةِ(185)، وأَيُّ دَليلٍ؛ لأنهم لمَّا أنْ(186) أَرْبَوا على إخوانِهم المؤمنينَ بقطعِ العَلائِقِ والتَّعلُّقِ باللهِ ╡ والاضطرارِ إليهِ والتوجُّهِ(187) في جُلِّ أوقاتِهم صَفَتْ بَواطِنُهم فَخُصُّوا باسمِ الصفاءِ والصُّوفَةِ(188) مع أنَّ المؤمنينَ لا بدَّ فيهم مِنَ الصَّفاءِ، إذْ إنَّ الإيمانَ يقتضي ذلكَ، لكنْ لمَّا أنْ كانَ لهم زيادةٌ في ذلكَ الشأنِ خُصُّوا بهِ دونَ غيرِهم، أعادَ اللهُ علينا مِن بركَتِهم بمنِّه وكرمِه(189).
          الثلاثونَ: قولُهُ ◙ : (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي / يَومَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِه أَوْ نَفْسِه)، (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي) الكلامُ عليهِ كالكلامِ على قولِ(190) السائلِ: (مَن أَسْعَدُ الناسِ بشَفَاعَتِكَ؟)، وقدْ تقدَّمَ بما فيهِ كفايةٌ، وبقيَ الكلامُ هنا على قولِه ◙ : (مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِه أَوْ نَفْسِه). فأمَّا قولُه ◙ : (مَن قَالَ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ) فهي(191) تحتمِلُ وَجهين:
          (الأول): أن يكونَ المرادُ بها العمومَ.
          (الثاني): أنْ يكونَ المرادُ بها(192) الخصوصُ.
          فإن كانَ(193) المرادُ بها العمومُ فهِيَ تحتملُ وَجهينِ أيضًا:
          (الأولُ)(194):أن يكون المراد(195) مَن قالَ: لا إله إلا اللهُ ولو مرَّةً واحدةً في عُمُرِه.
          (الثاني): أن يكونَ المرادُ: مَن قالَها ودَاوَمَ(196) عليها حتَّى تُوُفِيَ عليها، وإن كانَ المرادُ الاحتمالُ الثاني _وهو الخُصوصُ_ فهو مَن يقولُها عندَ الموت.
          والضَّربُ (الثاني) مِن العمومِ المتقدِّم يرجعُ إلى هذا الخاصِ؛ لأنه وإنْ قالَها على(197) الدوامِ ثم لم يتلفَّظ بها ولم يعتقدها(198) عندَ الموتِ كانَ ما قالَ قبلَ ذلكَ هباءً منثورًا، وهذا هو أَظهرُ الاحتِمالاتِ وأَوْلاها، بل لا يَسُوغُ غيرهُ في هذا الموطن(199)، بدليلِ قولِه ◙ : «الأَعمالُ بخَواتيمِها»، وقولُه ◙ (200) : «يَعملُ أحدُكُم بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى لم يبقَ بينَهُ وبينَ الجنَّةِ(201) إلا شبرٌ أو ذراعٌ(202) فيَسبِقُ عليه الكتاب فيَعملُ بعملِ أهل النارِ، وإنَّ الرجلَ منكم ليَعمَلُ بعمل أهل النارِ حتَّى لم يبقَ بينَه وبينَها إلا شِبرٌ أو ذِراعٌ(203) فيَسبِقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ» وقولُه ◙ : «مَن كانَ آخِرُ كلامِه: لا إله إلا اللهُ(204) دخلَ الجنَّةَ». وهذا نصٌّ في المسألةِ نفسِها فلا يَسُوغُ الجُنوحُ(205) إلى غير ما نُصَّ عليه(206).
          الواحدُ(207) والثلاثونَ: فيه دليلٌ على أنَّ مَن خالطَ(208) إيمانَه شائبةٌ ما(209) لا يَسعَدُ / بهِ؛ لأنهُ ◙ شَرَطَ فيهِ الإخلاصَ، والإخلاصُ يتضمَّنُ عَدَمَ(210) الشَّوائِبِ دِقِّها وجِلِّها.
          الثاني والثلاثونَ: فيه دليلٌ على أنَّ مَن اعتقدَ الإيمانَ دونَ النُّطْقِ بهِ لا يَسعد بهِ، ولا تناله هذه الشفاعة الخاصَّة؛ لأنه ◙ شرطَ في ذلكَ التَّلفُّظَ، والشرطُ إذا عُدِمَ عُدِمَ المَشروطُ.
          الثالثُ والثلاثون: مَن آمنَ باللهِ مُخلِصًا لكنَّه لم يتلفَّظْ بالشهادةِ لعُذْرٍ كانَ لديهِ يَمنَعُهُ مِن ذلك، ثم اخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ قبل زوالِ ذلكَ العُذْرِ، هل تَلحَقُه الشفاعةُ أم لا؟ أو يكونُ مِن أهلِ الأَعذارِ(211)؟ هذا موضعُ بحثٍ ونظرٍ، وأَرجَحُ ما في ذلكَ(212) وأظْهَرُهُ أن(213) يكونَ مِن أهلِ الأَعذارِ؛ لأنَّ الله ╡ يقولُ في كتابِهِ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل:106].
          الرابعُ والثلاثونَ: قولُه: (مِنْ قَلبِهِ أو نَفْسِهِ) هذا شكٌّ مِن الراوي في أيِّهما قالَ النبيُّ صلعم، وكلاهُما بمعنًى واحدٍ؛ لأن المرادَ بالنَّفْسِ ما بَطَنَ، وما بَطَنَ المُرادُ بهِ (القلبُ)؛ لأنَّ فيه يَستقرُّ الإيمانُ، وهو الأميرُ على الجَوَارِحِ، يؤيِّدُ هذا قوله ◙ : «بضعَةٌ(214) في الجسدِ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ(215)، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ(216)، ألا وهِيَ القلبُ(217)».
          وفيه دليلٌ على صِدقِ الصحابةِ ♥ وتَحَرِّيهم في النقلِ؛ لأنهُ لمَّا أنْ حصلَ له(218) الشكُّ في أيِّ اللَّفظينِ(219) قالَ ◙ أَبْدى ذلكَ، مع أنَّ(220) اللَّفظينِ بمعنى واحد لا يقعُ في الإخبارِ بأحدهما(221) دونَ الآخرِ خَلَلٌ في المعنى ولا في الحكمِ، نسألُ اللهَ بمنِّه أنْ يمنَّ علينا بالاقتداءِ بهم وبنبيِّه إنَّهُ وليٌّ كريمٌ.


[1] قوله: ((قال)) ليس في (ج)، وزاد في(م) و(ل) و(ف): ((قلت)).
[2] زاد في (ج) و(ل) و(ف): ((قال رسول الله صلعم : لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيرةَ أَنْ لا يَسْأَلنِي عَن هَذا الحَديثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنكَ لِمَا رَأيتُكَ مِن حِرصِكَ على الحَديث؛ أَسْعَدُ الناسِ بِشَفاعَتي يومَ القِيامَةِ مَن قالَ: لَا إِلَه إِلَّا اللهُ خَالِصاً مِن قَلْبِه أو نَفْسِه)) لكن في (ل): ((أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث))، و قوله: ((الحديث)) ليس في (ج) و(ل).
[3] قوله: ((يوم القيامة)) ليس في (ف).
[4] قوله: ((الوجه)) ليس في (ف).
[5] في (ج): ((تقدير ذكر المسؤول هل)).
[6] زاد في (م) و(ف): ((إن)).
[7] في (ج): ((الوجه الثاني)).
[8] في (ج): ((بهذا)).
[9] في (ج): ((الوجه الثالث)).
[10] في (ل) و(ف): ((للرسول)).
[11] في (ف): ((◙)).
[12] قوله: ((قد)) ليس في (م) و(ف)، وبعدها في (ل): ((قرر)).
[13] في (ج): ((بالاتباع)).
[14] في (ل): ((ولكنه)).
[15] زاد في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((هنا)).
[16] قوله: ((شيئا والصحابة عن آخرهم... المحبون)) ليس في (ج).
[17] في (ج): ((بعد)).
[18] في (ج): ((الوجه الرابع)).
[19] في (ف): ((الصفة)).
[20] في (م): ((يستفتحون))، وفي (ل) و(ف): ((يحبون)).
[21] في النسخ: ((بالفوائد وما من المسرات تجيء))، وفي (م): ((بالفوائد وما من المسرات عنى))، ولعل الصواب المثبت وهو مطابق للمطبوع.
[22] في (ج): ((تمد)).
[23] زاد في (ج): ((أو رجله)).
[24] قوله: ((الوجه)) ليس في (ل) و(ف).
[25] قوله: ((الوجه)) ليس في (م) و(ل) و(ف).
[26] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((الناس)).
[27] في (ل) و(ف): ((والجواب)).
[28] في (ل): ((والكفار والمنافقون)) وفي (ف): ((فالكفار والمنافقون)).
[29] في (ج): ((شقاوة)).
[30] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[31] قوله: ((من)) ليس في (ج)، وفي (ل) و(ف): ((في)).
[32] زاد في (ج): ((التي هي من أحد أَبنِية المُبالغة)).
[33] قوله: ((أسعد)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى، وفي (ج): ((والسعادة التامة التي هي من أحد أبنية المبالغة فلأجل ذلك قال أسعد لأنها سعادة)).
[34] قوله: ((التي هي من أحد أبنية المبالغة)) ليس في (م)، وبعدها في (م): ((لأنه)).
[35] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج) و(م) و(ل) و(ف).
[36] في (ف): ((قوله)).
[37] في (ج): ((أفضلكم)).
[38] في (ج) و(ف): ((صلاة))، وفي (م): ((بكثرة صوم ولا صلاة)).
[39] قوله: ((وما وقر في صدره)) ليس في (ج).
[40] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج) و(م) و(ل) و(ف).
[41] في (م): ((لا من)).
[42] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج) و(م) و(ل) و(ف).
[43] قوله: ((على ضَربينِ كما تقدَّمَ)) ليس في (م).
[44] في (ج) و(ل) و(ف): ((فالعامة)).
[45] قوله: ((بهم)) ليس في (ج).
[46] قوله: ((منهم)) ليس في (م).
[47] في (ل): ((تكون)).
[48] في (ل): ((وينقلب)).
[49] قوله: ((فوق)) ليس في (م).
[50] قوله: ((في)) ليس في (ج).
[51] في (ج): ((الحال)).
[52] قوله: ((قالت)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[53] في (م): ((ينظرن)).
[54] في (ف): ((تنظر الرجال إلى النساء))، وبعدها في (م): ((فقال)).
[55] في (م): ((فقال)).
[56] في (ج): ((بهم)).
[57] في (م) و(ل) و(ف): ((لطلب)).
[58] قوله: ((إلى)) ليس في (ج).
[59] قوله: ((له)) ليس في (م).
[60] زاد في (ج) و(ل): ((إلى)).
[61] في (م) و(ل): ((ربك)).
[62] قوله: ((آدم ◙)) ليس في (ف).
[63] قوله: ((◙)) ليس في (ف).
[64] في (م): ((فيأتون نوحاً)).
[65] قوله: ((عبداً)) ليس في (م) و(ل) و(ف).
[66] في (ل) و(ف): ((للأول)).
[67] في (ج) و(ل) و(ف): ((كجوابهم)).
[68] في الأصل: ((سألهم)) والمثبت من النسخ الأخرى هو الصواب.
[69] قوله: ((فيكون سؤالهم وجواب موسى)) ليس في (ل) وزاد في (ف): ((◙)).
[70] في (ل): ((فيقولون له)).
[71] في (ل): ((◙)).
[72] في (م): ((خلقته)).
[73] في (م): ((العظيم)).
[74] زاد في (ج): ((العظيم)).
[75] في (ج) و(ل): ((ربك))، وقوله: ((اشفع لنا إلى ربنا)) ليس في (م).
[76] قوله: ((أهل)) ليس في (ل).
[77] قوله: ((بالفصل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[78] في (ج): ((الإنس والجن)).
[79] في (ج) و(ف): ((إلى ذكر)).
[80] قوله: ((الوجه)) ليس في (ف).
[81] في (ف): ((إلى ذكر)).
[82] في (ج) و(ل) و(ف): ((يعرفه)).
[83] في (ج): ((الوجه الحادي)).
[84] في (ل): ((الجواب)) بلا واو، وبعدها في (ف): ((أنه ◙)).
[85] في (م): ((وصدقها)).
[86] في (م): ((على المقطوع)).
[87] كذا في (ج)، وفي (م) و(ل) و(ف): ((فرد إلا أنه))، وفي (ط): ((فردنا أنه))، والعبارة ليست في المطبوع.
[88] في (ج): ((يسأل)).
[89] في (م) و(م): ((كتحصيل)).
[90] في (ط) و(ل) و(ف): ((أولى)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[91] زاد في (ج): ((هذا)).
[92] في (ل): ((تحتمل)) وكذا التي بعدها: ((وتحتمل)).
[93] في (ل): ((والأظهر منها علمت)).
[94] قوله: ((بعد)) ليس في (م).
[95] في (ج): ((الحرص)).
[96] في (ج): ((قد)).
[97] في (ل): ((وأعظم)).
[98] زاد في (م): ((أن)).
[99] في (ج): ((في)).
[100] في (ج): ((الوجه السادس)).
[101] في (ل): ((والجمع)).
[102] في (ط) و(ل) و(ف): ((أولى)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[103] في (ف): ((التسبب)).
[104] قوله: ((شيء)) ليس في (ج).
[105] في (ج): ((لله الذي جبلني الله)).
[106] قوله: ((أيضاً ما)) ليس في (ف).
[107] قوله: ((في كتابه)) ليس في (ف)، وبعدها في (ج) و (ل): ((على)).
[108] قوله: ((منه)) ليس في (م).
[109] قوله: ((بكرمه)) ليس في (م).
[110] في (م) و(ف): ((لأنه ◙ ناداه باسمه))، وبعدها في (م): ((اجتمع)).
[111] قوله: ((جميع)) ليس في (م) و(ف).
[112] قوله: ((للإلقاء)) ليس في (م).
[113] في (ف): ((السرور)).
[114] زاد في (المطبوع): ((وهو)).
[115] في (ف): ((رجله أو يده)).
[116] في (م) و(ل): ((بكمالها)).
[117] في (ط) الأصل و (م) و (ج): ((ثلاث)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[118] في (ج): ((المتقدمي)).
[119] في (ج): ((بها)).
[120] زاد في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((كان)).
[121] في (م): ((وأغيره))، في (ف): ((وغيره)).
[122] زاد في (م): ((والعمل)). الظاهرأنه ضرب عليها في (م). وبدونها يستقيم الكلام، والله أعلم.
[123] في (م): ((الحرص)).
[124] قوله: ((لأن المقال)) ليس في (ف).
[125] في (م): ((وفي غيره)).
[126] في (م): ((بالذكر)).
[127] في (م): ((يذكره)).
[128] في (م) و(ل) و(ف) و (ط): ((أولى))، والمثبت من (ج).
[129] زاد في (م): ((من)).
[130] في (م): ((ألا)).
[131] في (م): ((تتعدى)).
[132] في (ط) الأصل: ((وفيها)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[133] في (ل) و(ف): ((يَغْفَلُ)).
[134] في (ط) و(ل): ((حديث)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[135] قوله: ((على سائر الأحاديث)) ليس في (م).
[136] زاد في (ج) و(ل) و(ف): ((وخصَّه من بين الأحاديث)).
[137] في (ط) الأصل: ((لا يسلني)). في (م): ((أن لايسألني))، وفي (ج): ((بقوله أن لا يسلني))، والمثبت من (ل) و(ف).
[138] في (ط) و(ل) ((أولى))، وفي (ف): ((أحداً أولى)) والمثبت من (ج) و(م).
[139] في (ج): ((ولو)).
[140] قوله: ((به)) ليس في (ف).
[141] قوله: ((فلو لم يكنْ لهذا الحديثِ مزيَّةٌ على غيرِه منَ الأحاديثِ لما جعلَه أولَى بهِ من غيرِه)) ليس في (م).
[142] في (ج): ((وكيف)) بزيادة الواو.
[143] في (ط): ((أدلالة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[144] في (م): ((واحد كما تكرر)). في (م): ((واحد كما تقرر)).
[145] قوله: ((تحصيل)) ليس في (م).
[146] في (ل): ((منوطاً)).
[147] في (ج): ((يتضمنه))، وقوله: ((ما تضمنه)) ليس في (م).
[148] في (ج): ((ليعلم)).
[149] في (ل) و(ف): ((فكان)).
[150] قوله: ((وكانَ هذا السيِّدُ رضيَ اللهُ عنهُ ممَّن حصَّلَ ما يحتاجُ إليهِ من علومِ دنياهُ، ثم بعدَ ذلكَ أخذَ العلمَ الآخِرَ)) ليس في (م).
[151] في (ل) و(ف): ((فلذلك جعله ◙ أولى بهذا الحديث)).
[152] في (م): ((♥)).
[153] قوله: ((لهم)) ليس في (ط) و(ف).
[154] في (م): ((عن بعضهم)).
[155] قوله: ((كان)) ليس في (م) و(ل).
[156] في (ل): ((ما احتكمته)).
[157] في (ط) وفي (م) و(ل) و(ف): ((أولى)) والمثبت من (ج).
[158] قوله: ((من يَسألُ عن هذا الحديثِ)) ليس في (م) و(ل) و(ف). وبعدها في (ل) و(ف): ((بمعرفة)).
[159] زاد في (ل): ((هذا الحديث)).
[160] زاد في (م): ((╡)).
[161] قوله: ((فقد)) ليس في (م).
[162] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[163] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((عمل)).
[164] في (م) و(ل) و(ف): ((أولى)).
[165] في (ل) و(ف): ((أولى بهذا الحديث للعمل)).
[166] كلمة ((الذات)) عليها بياض في (ف): (()).
[167] كلمة: ((والفرق)) عليها بياض في (ف).
[168] في (ج) و(ل): ((تغبطاً)). وفي (ف): ((تغيظاً)).
[169] قوله: ((إبداء)) غير واضحة في (ف).
[170] في (ج) و(م): ((ذكر لهذا أنه أوَّل من يسأل عن هذا)).
[171] زاد في (المطبوع): ((السَّيِّد)).
[172] في (م): ((هذا))، قوله: ((ذلك)) ليس في (ف).
[173] في (م): ((عن أبي هريرة)).
[174] في (المطبوع): ((لِمَلْءِ)).
[175] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((يعوا))، وبعدها في (م): ((ولهذه)).
[176] زاد في (م) و(ل): ((هذا)).
[177] في (ج): ((شيءٌ))، وفي (م): ((بشيء)).
[178] في (م) و(ل): ((تراهم يبادرون)).
[179] قوله: ((وجوه)) ليس في (ج).
[180] قوله: ((على غيره)) ليس في (م).
[181] في (ج): ((السابقون)) وليس فيه قوله: ((هم))، وفي (م): ((هم التابعين)).
[182] قوله: ((مع)) ليس في (ل).
[183] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((كلها)).
[184] قوله: ((ما)) ليس في (م).
[185] في (ل): ((الصفة)).
[186] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[187] زاد في (ج) و(م): ((إليه)).
[188] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((الصفوة)).
[189] في (م): ((بركاتهم بمنه ويمنه)).
[190] قوله: ((قولِ)) ليس في (م).
[191] قوله: ((فهي)) ليس في (م).
[192] في (ف): ((به)).
[193] قوله: ((كان)) ليس في (م).
[194] زاد في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((أن يكون المراد)).
[195] قوله: ((أن يكون المراد)) ليس في (ط) الأصل، والمثبت من النسخ الأخرى.
[196] في (م): ((ودام)).
[197] في (م): ((عند)).
[198] في (ج): ((يتعمدها))، وقوله: ((ولم يعتقدها)) ليس في (ل) و(ف).
[199] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((الموضع)).
[200] قوله: ((السلام)) ليس في (ف): (()).
[201] في (م): ((بينه وبينها)).
[202] في (ج): ((شبرا أو ذراعا)).
[203] في (ج): ((شبرا أو ذراعا)).
[204] قوله: ((إلاالله)) عليه بياض في (ف).
[205] قوله: ((الجنوح)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[206] قوله: ((مانص عليه)) عليها بياض في (ف).
[207] في (ج): ((الوجه الواحد)).
[208] في (م): ((خلط)).
[209] في (ط): ((شيبة ما))، وفي (ل): ((شبيبة)). والمثبت من النسخ الأخرى.
[210] في (ج): ((هدم)).
[211] قوله: ((الإعذار)) ليس في (م).
[212] في (ج): ((هذا)).
[213] في (م) و(ل): ((أنه)).
[214] في (ج): ((مضغة)).
[215] زاد في (م): ((كله)). فليراجع%النسخة كالتعليق.
[216] زاد في (م): ((كله)).
[217] في (ل) و(ف): ((ألا وهو القلب، ألا وهو القلب)).
[218] قوله: ((له)) ليس في (م).
[219] في (م) و(ف): ((اللفظتين)).
[220] قوله: ((أن)) ليس في (ل)، وبعدها قوله: ((اللفظتين)) ليس في (م) وفي (ف): ((اللفظتين)).
[221] في (ج) و(م): ((بإحداهما))، وفي (ل): ((بالإخبار إحداهما)) في (ف): ((بالإخبار بإحدهما)).