بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الحادية عشرة

          الرؤيا الحادية عشرة
          رئي أن رسول الله صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه أزواجه، صلوات الله عليهم أجمعين. وكان بعبد الله وببعض الأولاد تشويش، فيخبرهم أنه لا بأس عليهم، ويخبرهم بسبب ذلك التشويش ويداويه.
          ثم يُخرِج لعبد الله / بن أبي جمرة ماء في غاية الحسن والصفاء والحلاوة ومسكاً كثيراً وعنبراً، ويقول له: اشرب من هذا الماء. فيشرب عبد الله شرباً ذريعاً، وجَدَ له طعماً عجيباً. فيقول صلعم : كيف وجدت طيبه؟ فيخبره بحسن ما وجد فيه. فيقول صلعم : هذا الماء والمسك والعنبر هو من ذلك الشرح.
          ثم إن النبيّ صلعم يدعو لعبد الله دعاء حسناً، ويأمر عائشة ♦، بالدعاء له، ويقول لها: ادعي له، فإن أحداً ما عمل في حقك ما فعل هو، فتدعو له، ثم تقول لرسول الله صلعم : أراك تفعل معه ما لم تفعل مع غيره؟ فيقول النبيّ صلعم : لو فعل أحد ما فعل هو لفعلت معه ما فعلت معه، لأنه فعل معي مثل ما فعل معك(1)، حين تكلم في (حديث هجر الرجل) الذي أخذ فيه الناس، وقالوا له ما لا يليق. وبيّن هو فيه ما هو الحق.
          فاستيقظ عبد الله وبنوه، وما بهم من ذلك التشويش شيء.


[1] في التعبير ضعف وركاكة. وحاشا لكلام النبوة أن يكون بهذا المستوى.