بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا التاسعة والأربعون

          الرؤيا التاسعة والأربعون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه عليّ بن أبي طالب، واثنان من الصحابة ♥. فيسأله عبد الله عن الذي قاله خازن بيت أوامر النصر «أن تعرف الذي تحتاج أن تأخذ حذرك منه فتستعد له» فيقول ◙ : ليس المراد منك شيئاً من جهة المحسوس، وإنما هو من جهة المعنى، وهو أن تجتهد في الدعاء، وتحض أصحابك الجوانيين والبرانيين على الصدقة، واتباع السنّة، وتحض ذينك الشخصين اللذين تعلقا به على ألا يلتفتا إلى العوائد ولا يخافا ولا يرجوا إلا الله، ولا يفارقا ما أوصيتهما به أولاً وآخراً.
          فيسأله ◙ ، بعض الأولاد: وما الحكمة في كثرة تردد مجيء عليّ معك في هذا الوقت؟ فيقول ◙ : لعلو الأمر ورفعته. وسأله ◙ ، عبدُ الله: هل تلك البيوت التي كانت في الرؤيا قبل هذه محسوسة أو إشارات معنويات؟ فقال ◙ : أما البيتان / اللذان فيهما أوامر النصر وأوامر الشرح، فإن الأمرين أنزلا في أول ليلة من رجب من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، وجعلا في موضعين، كل واحد منهما في موضع، ووكل بكل واحد أشخاص لتنفيذ الأمر، وغير ذلك من البيوت فيها ما هو حسي، وفيها ما هو معنوي.