بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض

          223-قوله صلعم : (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ(1)...) الحديث. [خ¦5550]
          ظَاهِرُ الحَدِيْثِ يَدُلُّ على تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم بعضهم على بعض، والكلام عليه مِن وجوه:
          منها: أن يقال: هل هذا على عمومه _أعني التحريم_ أم لا؟ فأمَّا أن يكون على العموم مِن كل الجهات فليس، بدليل(2) الكتاب والسُّنَّة، أمَّا الكتاب فقوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء:148] فلا يذكر أحد مِن المسلمين أخاه المسلم بسوء إلا مَن ظلمَه(3)، فله أن يذكر السوء الذي فُعِل(4) معه لكن بقدر ما عَدَا عليه، فإنه إن زاد على ذلك عاد هو(5) ظالمًا ثانيًا، والله ╡ يقول: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة:194].
          وأمَّا(6) السُّنَّة فقد قال صلعم : «لَا غِيْبَةَ في فَاسِقٍ» ولها أيضًا شروط وهو أن(7) يكون متظاهرًا بفسقه يحبُّ أن يشهر عنه فلا غيبة فيه إذ ذاك، ومِن العلماء مَن قال: إنما يكون ذلك أن تذكر حال فسقه عند مَن يقدر أن يغيِّرَ عليه، أو تستعين به في ذلك أو تحذِّره مِنه(8)، فأمَّا أن يكون لغير هذه الوجوه فمنعوه، وتأوَّلوا الحديث بأن قالوا: معناه: ولا تَغْتب(9) فاسقًا.
          وقد قال صلعم : «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُم وَأَمْوالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا». فإذا / أخذ واحد منها بحقِّه فلا يتناوله التحريم، وقد قال(10) صلعم : «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ إِلَّا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» فإن كان عن طيب نفسٍ منه(11) فلا يتناوله التحريم، والآي والأحاديث في هذا كثيرة، فما بقي أن يكون التحريم إلا خاصًّا، وهو إذا لم يكن عليها(12) حقٌّ مِن(13) وَجهٍ مِن الوجوه.
          يا هذا: قد ثَبَتَتْ(14) لك حُرمَة، فإن وافقتَ(15) زادت الحرمة حرمةً أخرى، وهي قوله ╡ : «مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ آَذَنَنِي(16) بالْمُحَارَبِةِ وَأَنَا أَسْرَعُ إِلَى نُصْرَةِ(17) عَبْدِي المؤمن» وزادها تأكيدًا(18) بقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47]
          وإن أَتْبَعتَ النفسَ هواها أذهبتَ ما لَكَ مِن الحرمة وعاد مكانها مِحْنَة، أعاذنا مِن ذلك بمنِّه، ولذلك قال بعض أهل التوفيق: رُبَّ(19) مُكرِمٍ لنفسِهِ وهو لها مهين، ومهينٍ لنفسه وهو لها مُكْرِم، وقد جاء عن النبيِّ صلعم أنَّه كان يربط على بطنه ثلاثة أحجار مِن شِدَّةِ الجوع والمجاهدة، ثمَّ يقول: (ألا رُبَّ مُكرِمٍ لنفسه وهو لها مُهين)(20).
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّ تسمية الشهور وعددها بمقتضى(21) الحكم الربَّاني لا عُرفي(22) ولا لغوي. يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله صلعم : (إِنَّ(23) الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ(24) وَالأَرْضَ...) إلى قوله: (وَشَعْبَانَ).
          ومعنى(25) قوله ◙ : (قَد اسْتَدَارَ) أي: استقرَّ الحكم(26) فيه ورجع(27) مثل ما كان يوم خلق الله(28) السماوات والأرض، لأنَّ العرب كانوا يحجُّون في كل عامٍ شهرًا، ثم(29) ينقلونه إلى شهر ثان، ففُرِض الحجُّ وكان الحجُّ في تلك السَّنَة على ما ذكرنا مِن عادتهم في ذي القعدة، فأقام الحجَّ بالناس في تلك السَّنَة على ما ذكرنا مِن عادتهم(30) أبو بكر ☺ بأمر النَّبيِّ صلعم.
          فلمَّا / كان في سنة عشرٍ(31) مِن الهجرة، وهي التي حجَّ فيها رسول الله صلعم دار الحج على عادتهم إلى ذي الحَجَّة، وهو الشهر الذي جعل الله فيه الحجَّ يوم خلق السماوات والأرض، وفيه حَجَّ إبراهيم وجميع الأنبياء ╫، فلذلك قال ◙ : (قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) أي:(32) على وضعه الذي(33) اقتضته الحكمة الربانية عند خلق السماوات والأرض.
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّ(34) دوران الأشهر يسمَّى: زمانًا، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله ◙ : ((35)الزَّمَان قَدِ اسْتَدَارَ) وهي الأشهر كما ذكرنا، يؤخذ ذلك مِن قوله(36) ◙ : (حُرُم) أي: جعل لها حرمة ليست كغيرها، وفائدة الإخبار لنا بتلك الحرمة أن نحترمها بتعميرها بالطاعات وترك المخالفات، يشهد لذلك قوله ╡ في كتابه: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]
          وهنا بحث(37) وهو أن يقال: ما الحكمة في أن ذكرت هذه بالحرمة، ورمضان قد جُعِل له مزيَّة عظمى ولم يذكر بهذا الاسم؟.
          وبحث ثان: ما الحكمة في أن(38) جعلت على هذا الوضع متفرقة(39) تفريقًا مختلف الوضع، فجعلت(40) في آخر السَّنة أكثر من أوَّل السَّنة؟ هل هذان البحثان تعبُّد لا يعقل لهما معنى أو لهما معنى معقول مِن جهة الحكمة؟
          فإن قلنا: تعبُّد فلا بحث وما ندبنا إلا للبحث والاعتبار، وإن قلنا: لحكمة فما هي؟ فنقول والله أعلم في البحث الأوَّل وهو: كون رمضان لم يُسمَّ بهذه التسمية، وفيه مِن الخير العظيم ما(41) هو فيه بحيث لا يخفى، وما جاء فيه مِن الأجر قد عرف ولو لم يكن فيه إلا قوله / ◙ : «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَمَا بَيْنَ رَمَضَانَ آخر» وكونُ أوَّل ليلة منه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفَّد الشياطين.
          وذلك أنَّ الفرق بينهم أنَّ حُرْمة رمضان مِن أجل العمل الخاص به وهو الصوم، وحرمة هؤلاء مِنَّة مِنَ الله تعالى وتفضلٌ بغير شيء يوجب ذلك، والله ╡ يتفضَّل على مَن شاء مِن عباده حيوانًا كان أو جمادًا، بجعل سبب وبغير جعل سبب لحكمة لا يعلمها إلا هو ╡ ، لكن إذا تتبعتها بمقتضى أدلَّة الشرع تجدها رحمة لنا وتفضُّلًا علينا، لأنَّك تجد كلَّ شيء مِن فضل المولى سبحانه مِن الزمان أو المكان أو القول أو الجماد أو أي شيء كان مِن جميع المخلوقات. تجد الفائدة في ذلك تعود علينا وهو الغني المستغني، ومما يؤكِّد هذا قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية:13].
          ومنها ما جاء بتضعيف الأجور بنصِّ الشَّارع صلعم في الأعمال التي في الأزمنة المعظمة والأمكنة المحترمة، والجمادات المباركة بالنصِّ في كل واحد منها مثل قوله صلعم في الحجر الأسود: «إِنَّه يمينُ اللهِ في الأرضِ يَشْهَدُ يومَ القيامَةِ لِمَنْ يَلْمِسهُ» ومثل صوم يوم عاشوراء يكفِّر السَّنة، إلى غير ذلك إذا تتبَّعْته تجد الخير كلَّه في ذلك بفضل الله علينا، جعلنا الله ممَّن سَعِدَ بذلك في الدارين / بمنِّه.
          وأَمَّا الجَوَابُ عن البحث الثَّاني وهو: كونه ╡ وضعها على هذا الموضع، فإمَّا مِن طريق حكمة النظام، فإن الأفخر مِن(42) الأشياء يُزَيَّن به أوَّلُ النظام ووسَطُه وآخرُه(43)، فلمَّا نظمت القدرة دُرَرَ الأشهر في سلك الاجتماع جعلت استفتاح النظام بشهر(44) حرام ووسطه بشهر حرام وهو رجب ثم ثالثهما(45) في مناظرة الحسن شهر رمضان.
          وفصل بينهما بدرَّة(46) شعبان الذي فيه فهم سيِّدنا صلعم حُسن(47) نَظْم القدرة في الأشهر فزاد(48) وسَطها حُسنًا بترفيع شعبان بكثرة الصوم فيه لقول(49) عائشة ♦: «مَا رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلعم اسْتَكْمَلَ صيامَ شهرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَان، وَلا رَأيْتُ أكثرَ صِيامًا(50) مِنْهُ في شَعْبَانَ» حتى أضيف الشهر إليه ◙ ، فقيل: «شَهْرُ نَبِيِّكُمْ شَعْبَان» فجاءت حُرمة محمديَّة وَسْط حُرمتين ربَّانيتين، شعبان شهر محمَّد ◙ ، ورجب ورمضان شهران ربَّانيان فحَسُن النظام واستنار.
          وكذلك(51) كانت سابقة الإرادة فيه ولم يظهر لنا إلا عند بروزها في الوجود، وفي ذلك دليل(52) على عُلُوِّ قَدْره صلعم، لأنَّه ما تجد شيئًا رفعته القدرة إلا ومِن جنسه ما رفعته السُّنَّة المحمَّدية حتى يكون له ◙ خصوص في كل نوع وحال مِن جميع الترفيعات، وختم آخر نظام السنة بشهرين(53) حرامين.
          وفي تفضيل آخر السنة بأن كان فيه / شهران حرامان(54) وجوه مِن الحكمة:
          (منها) أنَّ الختام له أبدًا علم زائد بمقتضى(55) الحكمة الربانية قال تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين:26]، وقال ◙ : «الأَعْمَالُ بِخَوَاتِمِهَا(56)» فإذا حَسُنَت الخاتمةُ حَسُنَ الكلُّ وزاد حُسنًا على حُسن. وإن كان الكلُّ حسنًا فزيادة حُسن الآخر إبلاغ في الحُسن، وإشارة لترفيعه(57) صلعم، لَمَّا(58) كان ◙ خاتم الأنبياء وهو سيِّدهم، جعل(59) نظام الأشياء على شبه نظام أشخاص الأنبياء ‰، ترتيبًا مناسبًا(60) وحكمة عظيمة أبدع فيها(61) فيما أحكم، وأحكم فيما أبدع.
          وفيه إشارة إلى اللطف منه جلَّ جلاله بعبيده(62)، لأنَّه مَن غفل(63) أو كان له عذر في السَّنة كلها جعل له في آخرها(64) تكثير في عدد ذوي الحرمة لعلَّه(65) يحصِّل له حرمة، فيا لله ما أحسن نظمه سبحانه وأكثر فضله وأتمَّ على مَن غَفَل عنه(66) نعمتَه(67).
          وفي قوله صلعم : (وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) إشارة إلى ترفيعه على غيره مِن الأشهر الحرم، لأنَّه نَعَتَه وسمَّاه، وغيرُه مِن الحُرُم سمَّاهم فقط، وزيادة التعريف زيادة في الترفيع(68).
          وفي قوله صلعم : (أَيُّ شَهْرٍ(69)) و(أَيُّ بَلَدٍ؟) و(أَيُّ يَوْمٍ؟) فيه(70) وجوه مِن الفقه والأدب والحكمة:
          فمِنها: أنَّ اجتماع مَن له حُرمة تأكيدٌ في الحُرمة، وأنَّه لا تسقِط حُرمةُ أحدٍ حرمةَ غيره يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن كونه ◙ بعد ما بين تأكيد حرمة الدماء وما ذكر / معها، فدلَّ على تأكيد الحرمة في ذلك باجتماع حرمة(71) الشهر والبلد واليوم، فأبقى(72) لكلِّ ذي حرمة حرمتَه في الزمن الفرد.
          وَفِيْهِ مِن الأدب أن السَّيِّد إذا سأل أو(73) العالم إذا سأل عما قد علم يُرَدُّ الأمر(74) في ذلك إليه، لأنَّه لا يَسأل عن ذلك عبثًا، و إنَّما يَسأل لحكمة لا يعلمها المسؤول، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قول(75) الصحابة ♥: (اللهُ وَرَسُولُه أَعْلَمْ) و هم عالمون بما سألهم(76) عنه، فظهرت بعدُ الحكمةُ التي مِن أجلها سألهم(77) عن ذلك وهي تأكيد الحرمة، بخلاف ما إذا سأل عن شيء يجهله كثير مِن النَّاس، فمِنَ النُّبل إصابة المقصود والإفصاح به، مثل قوله صلعم : «أَيُّ شَيء مِنَ الشَّجَرِ يُشْبِهُ الْمُؤْمِن؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَادِيَةِ، قال عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ(78): فوقعَ في قَلْبِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ أنْ أتَكَلَّم، فقالَ رسولُ الله صلعم : هِيَ النَّخْلَةُ. فقلت بعد ذلك لأبي: وقع في نفسي أنَّها النخلة، فقال عمر: وَدِدتُ أن قلتَها» لأن المقصود مِن هذا اختبار(79) جودة الخواطر وحِدَّة القرائح، فإذا جاوب بما يصلح في ذلك سُرَّ به السائل، ومِن أجل ذلك قال عمر لابنه تلك المقالة، لأنَّه إذا قال ما يعجب لرسول الله صلعم فهي النعمة الكبرى، وقد يحصل له منه دعوة حسنة فيزداد الخير خيرًا.
          وفيه مِن الحكمة أنْ يمثل ما لا يعرف قدره بما يعرف قدره(80)، حتى يحصل للسَّامع معرفة الفائدة التي قصد أن يفهمها(81)، / يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن أنَّه لَمَّا أراد سيِّدنا صلعم أن يخبرهم عن تعظيم(82) حرمة الدماء(83) والأموال والأعراض، مثَّل ذلك لهم بجمع حرمة هذه الثلاثة الأشياء(84) التي كانوا يعرفون حرمتها.
          وفيه مِن الفقه: أنَّ الأشياء إذا كان الحكم فيهًا واحدًا وإن كَثُرت أنَّ مِن الفصاحة جمعها بتعدادها وأسمائها، و يذكر الحكم مفردًا، لأنَّها وإن كثرت كالشيء(85) الواحد، يؤخذ ذلك مِن جمعه ◙ الثلاثة الأشياء(86) ثمَّ جعل الحرمة في كلِّ واحد منهم(87) كحرمة(88) اجتماع تلك المحرمات الثلاثة.
          وفي سكوته ◙ بعد قولهم له: (اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم) استدعاء لجذب(89) القلوب لِمَا يُلقى إليها بعدُ، ودلالة على الوقار وهو مِن الشِّيم المحمودة، وفي ذكره ◙ هذه الثلاثة في هذا الموطن(90) وهو ◙ قد بيَّنها في غير ما حديث دلالةٌ على تعظيم(91) الأجر فيها لمن احترمها، وعِظَم(92) الوزر على فاعل شيء مِن المحظور فيها.
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على وجوب تبليغ العلم ونشره، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله صلعم : (أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ) ومما يقوي ذلك قوله ◙ : «طَلَبُ العِلْمِ فَرْضٌ(93) عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» وقوله ◙ : «إنَّ اللهَ لَمَّا أَخَذَ العَهْدَ عَلَى الجُهَّالِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا، أَخَذَ العَهْدَ عَلَى العُلَمَاءِ أَنْ يُعَلِّمُوا» أو كما قال ◙ .
          وقد قال ◙ : «إِذَا ظَهَرَتِ الفِتَنُ وشُتِمَ أَصْحَابِي فَمَنْ(94) كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَكَتَمَهُ فَهُوَ كَجَاحِدِ مَا أُنْزِلَ على محمَّدٍ(95)» وقال الله تعالى(96): {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران:187] / وهذا العلم الذي هو واجب نقلُه وتعليمُه هو علمُ الكتاب والسُّنة اللذَين هما الثقلان(97) الذي(98) أخبر الصادق صلعم بقوله: «إِنَّكُمْ لَا تَضِلُّوا(99) مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا» والآي(100) والأحاديث في هذا كثيرة لمن تتبَّعها وفهِمَها.
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّ الخير في السلف الأوَّل كثير، وأنَّه في الآخِر قليل، وقد عاد أقلَّ مِن القليل فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله ◙ : «لَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى(101) لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ» فجعل الرجاء في البعض مِمَّن يبلغه في الوعي له وذلك هو الخير، كما جعل عدم الخير الذي هو ترك الوعي له(102) في الأقل ممَّن سمعه، وجعل ◙ تفضيل مَن يوعاه(103) في الأجر(104) وإن بَعُدَ على بعض مَن سمعه ولم يَوْعَه(105) وهم الأقلُّ(106).
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّه ليس الفائدة في العلم نفسه، وإنَّما الفائدة في العمل به الذي(107) كَنَى عنه بالوعي(108) له، لأن العلماء قالوا معنى (أَوْعَى(109) لَهُ) أي: أعمل به، ومما يقوي ذلك قوله ◙ : «اتَّقُوا العَالمَ الفَاسِقَ والعابدَ الجاهلَ فَإِنَّهُمَا مَضَلَّةٌ للمضلِّينَ».
          وفي قوله صلعم : (اللهُم اشْهَدْ) مرَّتين، بحث: لِمَ جعلها مرَّتين ولم يجعلها ثلاثًا على عادته صلعم في الأمور التي لها بال؟ وما الحكمة في قوله: (اشهَدْ) فإنَّما جعلها اثنتين ولم يجعلها أكثر؟ / فإنَّه صلعم نَحَى بها منحى الشهادة، لأنَّ قطع الحقوق يكون بشاهدَينِ، فهذه شهادتان(110).
          وأمَّا الحكمة في قوله ذلك و هو يعلم أنَّه يشاهد ويعلم فذلك لوجوه:
          منها: الغاية في الإنذار والإعذار.
          ومنها: مواقفه حكمة الكتاب العزيز فإن الله ╡ يقول فيه: {وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] لأنَّ إعلامه ╡ له ◙ بأنَّه يعلم أنَّه رسوله شهادة له برسالته وتحقيقًا لها فأراد صلعم أن يُشْهِدَه بالتبليغ كما شهد له بالرسالة.
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أن مَن رفع(111) الله له قدرًا فهو في امتثال الأوامر أشدُّ مِن غيره ردًا على بعض الباطلين(112) الذين يدَّعون الأحوال(113) ويقولون: قد سقطت عنهم الأعمال، لأنَّهم في الحضرة، وهذا هذيان وخيال(114) عارض في الدماغ، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن توفيته ◙ في الإبلاغ والإنذار.
          وهنَا إشارة(115): إذا كان هذا السيِّد صلعم الذي قد غُفِر له ما تَقدَّم وما تأخَّر من ذنبه(116) وطُبع على الرَّحمة والشَّفقة، حتى إنَّه ◙ في المواضع المهولة يُقدِّم حقَّ أمَّته على نفسه المكرَّمة لِعظيم(117) ما طُبع عليه مِنَ الرَّحمة(118)، وجاء ◙ في هذا الموطن الذي هو(119) موطن الوداع أجمَلَ لهم في الإنذار والتبيين / ما قد صرَّح لهم به في جميع مدَّة صحبته لهم.
          ثمَّ بعد ذلك تبرَّأ منهم ورجع(120) إلى النَّظر فيما به يخلِّص نفسه المكرَّمة ممَّا كُلِّفَته بقوله ◙ : (اللهُمَّ اشْهَد) لأنَّ معناه: اشهد بيني وبينهم أنِّي لم أترك(121) شيئًا ممَّا أمرتَني به إلا بلَّغتُه مبيَّنًا ومجمَلًا(122)، فما بالك بالكثير الأثقال منا كيف يشتغل بغيره عن خلاص نفسه لا سيما مع كِبَر السِّنِّ وقُربِ الحِمام؟
          وفي هذا دليل على فضل أهل الطريق الذين عملوا في أمر الدنيا على الإغضاء والتجاوز عن الإخوان، وفي الدِّين على الشُّحِّ عليه وبه(123) الاهتمام، حتى إنَّه ذُكِر عن بعضهم أنَّه شكا له أهلُه الجوع والهزال(124) فقال لهم: لأن أموت وأدخل الجنَّة وأنتم مهزولون(125) جِياع خير عندي مِن أن أترككم شِباعًا وأدخل النَّار.
          وقال بعضهم: على دِينِك فَشُحَّ به(126) كما يشحُّ صاحب الدرهم على درهمه(127).
          وفي قوله صلعم : (وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ) إرشاد إلى تحقيق الإيمان والتحضيض على(128) توفية جميع الأحكام مِن تحليل(129) وتحريم وغير ذلك.
          فأجمع(130) ◙ في إجماله في هذا اللفظ اليسير كلَّ ما جاء به وشرحه في الزمان الطويل(131)، فسبحان مَن أيَّده بالفصاحة وحُسنِ اختصار الكلام والإبلاغ في توفية بديع(132) المعاني مع بديع الاختصار، وقد قال أهل البلاغة في الكلام: إنَّ البليغ يطوِّلُ لِيُبيِّنَ، ويختَصِرُ ليُحفَظ(133)، وقد / أُوتِي صلعم مِن هذين الوجهين أتمَّ مُراد وأحسن مَساق، ولا يعرف ذلك إلا مَن عرف سُنَّته وتَتَبَّعَها.
          وفيه إشارة إلى التخويف والترهيب، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله ◙ : (فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ) فإذا كان الحاكم العدل يسأل المقصِّرَ المسكين فأي تهديد أكبر منه لمن عقل؟ وهو ╡ يقول في محكم التنزيل:{ وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء:47] وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7- 8] ومِن أكبر الدلالة على أنَّ كلامه ◙ بتأييد مِن الله تعالى وإلهام منه، وقد قال ذلك جماعة مِن العلماء في معنى قوله تعالى: { لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ}[النساء:105] فقالوا: معنى(134) (أراه) أي: (ألهمه) إليه، فهو وحي إلهام، فالجميع(135) مِن عند الله تعالى إمَّا وحي بواسطة(136) الملك، وإمَّا وحي إلهام.
          يشهد لذلك أنَّك إذا تأمَّلت كلامه صلعم تجده يحذو حَذو الكتاب العزيز: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء:82] مثل كلامه ◙ الذي نبَّهنا عليه آنفًا كيف هو صيغته(137) صيغة الإخبار وضمَّنَه أكبر التهديد كقوله جلَّ جلاله: { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [الملك:15] ظاهره الإباحة وفي(138) ضمنه عظيمُ التخويف والتهديد.
          يُؤْخَذُ ذَلِكَ(139) مِن أنَّه ╡ قد قال(140) في كتابه العزيز: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا(141) إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان:18] إلى / غير ذلك مِن الأحكام الذي بَيَّنَها ╡ لنا كيف نتصرَّف(142) بها في المشي وغيرِهِ بمتضمَّن قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:38] ثم أباح ╡ لنا المشي في مناكبها بعد التبيين والتعليم حتى لا يبقى لأحد حُجَّة، ثمَّ ختم الآية بقوله تعالى: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك:15] فيعرفكم كيف كان مشيكم مِن حُسْنٍ أو قُبحٍ، فإنَّه قد أخبرك بقوله تعالى: {وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس:61]، وبقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وبقوله(143) ╡ : {وَقَالَ(144) قَرِينُهُ هَذَا(145) مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } [ق:23] أي: كل ما كتبته عليك حاضر فانظر لم نغادر منه شيئًا، فحسبك حالك(146) إن عنيت به، فالأمر والله عظيم.
          وقوله ◙ : (أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) هنا بحث: هل يكون على ظاهره فيكون حسِّيًّا أو يكون معنويًّا أو(147) المجموع؟ احتمل، والأظهر(148) والله أعلم أنَّه المجموع فإنَّه مناسب لوضع الحديث، لأنَّه أجمل لِمَا(149) قد فسَّره وبيَّنه فهمًا بيِّنًا، فالمحسوس(150) منه على ظاهره مثل(151) قوله ◙ : «حَتَّى يَكُونَ بَعْضُكُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وبَعْضُكُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا» وقد قال صلعم : «لا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يَعْرِفَ الْمَقْتُولُ فِيْمَا قُتِلَ وَلَا القَاتِلُ فِيْمَا قَتَلَ» والأحاديث(152) فيه كثيرة متنوعة.
          وأمَّا(153) في المعنى فمثل قوله ◙ : «قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ» / حين مدحوه في وجهه، ومثل قوله ◙ : «لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ. قالوا: وكيفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ؟ فقال صلعم : يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ الرَّجُلُ(154) أَبَاهُ» وأي قطع عنق أكبر مِن العقوق؟ وهذا النَّوع أيضًا في الآثار كثير، وأنواعه متعددة.
          ومعنى قوله ◙ : (ضُلَّالًا) أي: خارجين عن الطريقة المحمَّدية، جعلنا الله مِن خير أهلها بمنِّه.
          وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّ الرُّجوع إلى الضلالة في حياته ◙ مُستَحيلٌ، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله: (بَعْدِي) ومما يقوِّي ذلك قوله ◙ في حديث الشفاعة حين يقال له: «إنَّهم قد بدَّلوا بعدك فأقول(155): فَسُحْقًا فَسُحْقًا فَسُحْقًا» عافانا الله مِن ذلك بمنِّه، وقد قال:
نفسك بالعلم فزيِّنها إن كنت عاملًا                     وإن خالفته قد شنتها(156) به عاجلًا وآجلا


[1] العبارة في (ج) و (م): ((ولا يأكله حتى يسأل عنه، وظاهر هذا الحديث يدل على جواز الأضحية بمنى، وليس الأمر على ظاهره، بل هو محمول عند العلماء على الندب [في (م): ((على الهدي)).]، وإنما ذكر الراوي الأضحية لكونها نسكا لأنه ليس بمنى أضحية [في (م): ((بمنى الأضحية والله أعلم)).]، وإنما سنتهم الهدي وسنة غيرهم أضحية، والله أعلم. قوله صلعم الزمان استدار..)).
[2] في (م) و (ج): ((فلا بدليل)).
[3] في (م): ((إلا من ظلم ظلمة))، وفي (المطبوع): ((ظلم ظلامة)).
[4] في (ج): ((فله إن ذكر السوء)).
[5] قوله: ((هو)) ليس في (م) و (ج).
[6] زاد في (م) و (ج): ((من)).
[7] في (م) و (ج): ((ولها شروط منها أن)).
[8] في (ط) و(م): ((تحذره عنه)) ولعل المثبت هو الصواب، وهو مطابق للمطبوع، والعبارة في (ج): ((من يقدر عليه أو يستعين به في ذلك أو يحذره عليه)).
[9] في (ج): ((قالوا: ولاتغتب معناه)).
[10] في (م) و (ج): ((التحريم وقال)).
[11] قوله: ((منه)) ليس في (م) و (ج).
[12] في المطبوع: ((عليه)).
[13] في (ج): ((وهذا إذا لم يكن عليها خوف)).
[14] في (ج): ((ثبت)).
[15] في المطبوع: ((أفقتَ)).
[16] في (ج): ((أذن لي)).
[17] في (ج): ((نصر)).
[18] صورتها في (م): ((كيدا)).
[19] العبارة في (م) و (ج): ((أعاذنا الله من ذلك بمنه وقد ورد رب)).
[20] قوله: ((ومهين لنفسه وهو لها مكرم وقد جاء عن النبيِّ صلعم أنه كان يربط على بطنه ثلاثة أحجار من شدة الجوع والمجاهدة ثم يقول ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين)) ليس في (م) و (ج).
[21] في (ج): ((وعدَّها بمتضمَّن)).
[22] قوله: ((عرفي)) في (م) ليست واضحة.
[23] قوله: ((إن)) ليس في (م) و (ج).
[24] في (ج): ((يوم خلق السموات)).
[25] في (ج): ((وبمعنى)).
[26] في (م) و (ج): ((الأمر)).
[27] في (ج): ((أنه ورجع)).
[28] في (ط) و(ج): ((خلق السماوات)).
[29] العبارة في (م) و (ج): ((يحجون في كل شهر عامين ثم)).
[30] قوله: ((على ما ذكرنا من عادتهم)) ليس في (م) و (ج).
[31] في الأصل(ط): ((عشرين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[32] قوله: ((أي)) ليس في (ج).
[33] في الأصل(ط): ((التي)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[34] قوله: (أنَّ)) ليس في (ج).
[35] زاد في (ج): ((إنَّ)).
[36] في (م) و (ج): ((كما ذكرنا وقوله)).
[37] قوله: ((وهنا بحث)) ليس في (م).
[38] قوله: ((ذكرت هذه بالحرمة ورمضان...وبحث ثان ما الحكمة في أن)) ليس في (م) و (ج).
[39] في (م) و (ج): ((مفرقة)).
[40] في (م) و (ج): ((وجعلت)).
[41] قوله: ((ما)) بياض في الأصل(ط) ولعل المثبت هو الصواب.
[42] العبارة في (م) و (ج): ((أكثر من أول السنة فالجواب أن الأفخر من)) فالكلام بين قوله: ((هل هذان بحثان...فإما من طريق حكمة النظام)) ليس في النسختين مع بعض التعديل في العبارة ابتداء وانتهاء.
[43] قوله: ((وآخره)) ليس في (م).
[44] في (ج): ((من شهر)).
[45] في (م): ((ثالثها)).
[46] زاد في (م) و (ج): ((شهر)).
[47] زاد في (م) و (ج): ((حسن)). وهي في الاصل.
[48] في (ج): ((فرأى)).
[49] في (م): ((كقول)).
[50] في (م) و (ج): ((صوما)).
[51] في (ج): ((فلذلك)).
[52] في (م): ((دلالة)).
[53] في (ج): ((شهرين)).
[54] في الأصل(ط): ((شهرين حرامين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[55] في (ج): ((بمتضمن)).
[56] في (ج): ((بخواتيمها)).
[57] في (ج): ((لتوفيقه)).
[58] زاد في (م) و (ج): ((أن)).
[59] في (م) و (ج): ((جعلت)).
[60] في (م) و (ج): ((ترتيب متناسب)).
[61] قوله: ((فيها)) ليس في (م) و (ج).
[62] العبارة في (م) و (ج): ((جل جلاله بعباده)).
[63] في (م) و (ج): ((عقل)).
[64] صورتها في (ج): ((لوها)).
[65] زاد في (ج): ((خاصة)).
[66] في الملف: ((عقل عن)).، وفي (المطبوع): ((غفل عن)).
[67] في (م) و (ج): ((على من عقل عنه نعمته)).
[68] قوله: ((وفي قوله صلعم وَرَجَبُ... التعريف زيادة في الترفيع)) ليس في (م) و (ج).
[69] زاد في (ج): ((هذا)).
[70] قوله: ((فيه)) ليس في (م) و (ج).
[71] العبارة في (م) و (ج): ((تأكيد حرمة اجتماع حرمة)).
[72] في (م): ((وأبقى)).
[73] في (ج): ((و)).
[74] في (ج): ((يردُّ العلم)).
[75] في (ج): ((قولنا)).
[76] في (ج):((يسألهم)).
[77] في (ج): ((سكت)).
[78] قوله: ((بن عمر)) ليس في (ج).
[79] في (ج): ((الاختيار)).
[80] قوله: ((بما يعرف قدره)) ليس في (م).
[81] في (ج): ((يعلمها)).
[82] في (م) و (ج): ((عظيم)).
[83] في (ج): ذكر من الكلمة ما صورته ((المد)) وبعدها بياض.
[84] في(ج): ((أشياء)).
[85] في (ج): ((فالشيء)).
[86] في (ج): ((أشياء)).
[87] في (م): ((منها)).
[88] قوله: ((في كل واحد منهم كحرمة)) ليس في (ج).
[89] في (م): ((لحديث)).
[90] في (م) و (ج): ((الموطن)). كالأصل.
[91] في (م) و (ج): ((عظيم)).
[92] في (م): ((وعظيم)).
[93] في (م): ((فريضة)).
[94] في (ج): ((من)).
[95] في (ج): ((ما أنزل الله على محمد)).
[96] قوله: ((وقال الله تعالى)) ليس في (ج).
[97] في الأصل(ط): ((الثقلين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[98] في (ج): ((اللذين)).
[99] في (م) و (ج): ((بقوله لن تضلوا)).
[100] في (ج): ((الآي)).
[101] في النسخ: ((أرعى)) بالراء وكذا في المفردات التالية، ولعل المثبت هو الصواب..
[102] قوله: ((له)) ليس في (م).
[103] في النسخ: ((يرعاه))..
[104] في (ج): ((الآخرة)).
[105] في الأصل: ((يرعاه)) وفي النسخ الأخرى: ((يرعه))..
[106] في (م): ((ولم يرعه هم الأقل)). في(ج): تقديم وتأخير في العبارة وتمامها: ((وذلك هو الخير، وجعل ◙ تفضيل من يرعاه في الأخرة وإن هذا على بعض من سمعه وإن لم يَرعَه لما جعل عدم الخير الذي هو ترك الرعي في الأقل ممن سمعه هو الأقل)).
[107] في (م): ((الذي به)) بتقديم وتأخير ووضع فوقها علامة.
[108] في النسخ: ((بالرعي))..
[109] في النسخ: ((أرعى))..
[110] في الأصل(ط): ((شهادتين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[111] العبارة في (م) و (ج): ((مضلة للمضلين. أو كما قال ◙. وفيه دليل على أنَّ من رفع))، و قوله: ((من)) زيادة من النسخ الأخرى على الأصل.
[112] قوله: ((الباطلين)) ليس في (م) و (ج).
[113] في الأصل(ط): ((الإخوان)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[114] في (ط): ((وخيلان))، وفي (ج): ((وذلك)) والمثبت من (م).
[115] زاد في (م) و (ج): ((وهي)).
[116] قوله: ((من ذنبه)) ليس في (ط) و(م) والمثبت من (ج).
[117] في (م) و (ج): ((لعظم)).
[118] العبارة في (م) و (ج): ((ما طبع صلى الله عليه من الرحمة)).
[119] زاد في (ج): ((من)).
[120] في (م) و (ج): ((ثم بعد ذلك رجع)).
[121] العبارة في (م) و (ج): ((◙: ألا هل بلغت لأن معناه أني لم أترك)).
[122] في (م) و (ج): ((مفسرا أو مجملا)).
[123] قوله: ((به)) ليس في (م) و (ج).
[124] قوله: ((والهزال)) ليس في (م) و (ج).
[125] قوله: ((مهزولون)) ليس في (م) و (ج).
[126] قوله: ((به)) ليس في (م) و (ج).
[127] في (ج): ((كما يشح صاحب الدرهم والدينار على درهمه وديناره)).
[128] في (ج): ((في)).
[129] في (ج): ((تحلل)).
[130] في (م) و (ج): ((فجمع)).
[131] قوله: ((الطويل)) ليس في (ج).
[132] زاد في (م): ((أنواع)).
[133] في (ج): ((إن البليغ يطول اليدين ويختصر لنحوها)).
[134] قوله: ((معنى)) في (م) ليست واضحة.
[135] في (ج): ((والجميع)).
[136] في (ج): ((برسالة)).
[137] قوله: ((صيغته)) ليس في (م).
[138] في (ج): ((في)).
[139] قوله: ((ذلك)) ليس في (م).
[140] زاد في (م): ((قبل)). والعبارة في (ج): ((يؤخذ ذلك من قوله ╡ قبل)).
[141] زاد في (م) و (ج): ((وقال ╡)). مع العلم أنها آية واحدة ولكن في النسخين فصل بينهما ب قوله ((وقال ╡)).
[142] في الأصل(ط): ((تتصرفوا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[143] في (م) و (ج): ((وقوله)).
[144] في الأصل(ط) و (م): ((قال)) والمثبت من (ج).
[145] زاد في (م): ((هذا)) مكررة.
[146] في (ط): ((حاله)) والمثبت من النسخ الأخرى. وقوله بعدها: ((إن)) ليس في (ج).
[147] في (ج): ((و)).
[148] قوله: ((والأظهر)) ليس في (ج).
[149] في (م): ((أجمل مما)) وفي (ج): ((حمل ما)).
[150] في (ج): ((والمحسوس)).
[151] قوله: ((مثل)) ليس في (ج).
[152] العبارة في (م) و (ج): ((المقتول فيما قتل. أو كما قال. والأحاديث)).
[153] في (ج): ((أمَّا)).
[154] قوله: ((الرجل)) ليس في (ج).
[155] في (م) و (ج): ((فيقول)).
[156] في (ط): ((فقد أشنتها)) والمثبت من النسخ الأخرى.