بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الخامسة والخمسون

          الرؤيا الخامسة والخمسون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، ومعه موسى ◙ ، وأبو بكر وعمر وعلي، وجمع من الصحابة، ♥. وكان عبد الله يسأله عن أشياء فيما يخصه، فمنها أنه ذكر له وحدته، وأن بعض من فيه مخالفة قد يشوشون عليه، وهم جمع متمالئون. فيقول ◙ : الذي معك أنت خير وأعظم مما معهم، فإن الله معك وأنا وهؤلاء الحاضرون، ثم يعطيه عدة عظيمة من عدد الحرب، ويقول له ╕: لا تبال، هذه عدتك، وهي خير من عُدَدِهم.
          ثم ينظر في الشرح، فينظر في حديث (صليا في السفينة قائمين)(1) وفي حديث (إن الله وكل بالرحم مَلَكاً)(2) فيعجبه. ويقول ◙ لعبد الله: انظر. فيريه نحو المائة دار في غاية الحسن، وبساتين مثل ذلك، ومن الخير أنواعاً لا يمكن لأحد أن يصفها، ويقول ◙ : هذا ثواب (صليا في السفينة قائمين) ثم يريه دوراً وبساتين أكثر مما ذكرنا، ومن أنواع الخير التي لا يقدر أحد أن يصفها، ويقول صلعم : هذا ثواب حديث (إن الله وكل بالرحم مَلَكاً) ثم يريه صلعم شجرة عظيمة بين السماء والأرض في غاية الحسن، ومن حولها شجرة ما يقرب منها ويقول ◙ : هذه شجرة الإيمان، وتلك الكبيرة شجرة إيمانك.
          ثم يخرج ◙ ، إلى صلاة العيد ومن كان معه، ويخرج عبد الله معهم، فإذا فرغوا من صلاة العيد رجع ◙ ، وكل من كان / معه خرج حتى يدخل منزل عبد الله فيصلي فيه تلك الصلاة التي علّمنا في المرائي قبل، ثم يدعو بعدها دعاءً كثيراً.
          وينظر ◙ ، في حديث (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء)(3) فيعجبه لموسى، فيقف عليه ويعجبه، ثم ينظر في حديث (يجاء بنوح ◙ )(4) فيعجبه، ويعطيه للصحابة ♥، فيقفون عليه فيعجبهم.


[1] رقمه 25.
[2] رقمه 24.
[3] رقمه 189.
[4] رقمه 289.