بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: من رأى منكم الليلة رؤيا

          69- (عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَُبٍ، قَالَ(1):كَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا صَلَّى(2) صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ(3)) الحديثَ. [خ¦1386]
          ظاهرُ الحديثِ يدلُّ على دوامِ سؤالِ النَّبِيِّ صلعم للصحابةِ ♥ إثرَ الصلاةِ عَنْ مَنْ رأى منهمْ رؤيا، وعلى دوامِ تعبيرها لهم، وأنَّه صلعم أخبرهم في هذا اليوم الذي لم يرَ أحدٌ منهم شيئًا بما(4) رأى هو(5) / في نومِهِ، والكلامُ عليهِ مِنْ وجوهٍ:
          منها قَولُهُ: (صَلَاةً) هل المراد بها العمومُ وهي الخَمسُ(6) أو واحدةٌ منها وهي الصبحُ؟ وما الحكمةُ في دوامِه ◙ على ذلكَ؟ ولِمَ أخبرهمْ ◙ بهذه الرؤيا؟.
          فَالجَوابُ: أنَّ الظاهرَ(7) مِنْ قَولِهِ: (صَلَاةً) أنَّها(8) صلاةُ الصبحِ، بدليلِ قَولِهِ ◙ : «مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟» فهذا ما يكونُ إلا إثرَ صلاةِ الصبحِ.
          وفيهِ مِنَ الفقهِ جوازُ جلوسِ الإمامِ في مُصَلَّاهُ إذا أدارَ وجهَه إلى الجماعةِ، وأنَّ ذلكَ يقومُ(9) مقامَ القيامِ، وأنَّ ذلك(10) هو السُّنَّةُ ردًّا على مَن يقولُ: إنَّه لابدَّ أنْ يقومَ مِنْ موضعِه(11)، حتى إنَّ بعضَ مَن يُنسَبُ إلى التشديدِ في الدينِ مِن الأئمةِ يقومُ مِن حينِ فراغِه مِن صلاتِهِ كأنَّما ضُرِبَ بشيءٍ يؤلمُه، ويجعلُ ذلكَ مِن الدِّينِ، ويفوتُه بذلكَ خيرانِ عظيمانِ:
          (أحدهما): استغفارُ الملائكةِ له مادامَ في مُصَلَّاه الذي صلَّى فيهِ لقولِ رسولِ اللهِ صلعم : «المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ(12) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ»(13).
          و(الثاني): مخالفتُه لِسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلعم التي هي نصٌّ في هذا الحديثِ حيثُ قَالَ: (كَانَ(14) إِذَا صَلَّى(15) صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ) ليس إلَّا، ولم يذكرْ أنَّهُ قامَ، ولو كانَ لم يُقبِلْ بوجهِه عليهم إلا بعد القيامِ لأخبرَ بذلكَ؛ لأنَّهم ♥ بأقلَّ مِن هذا مِنْ فعلِه ◙ يُخْبِرُونَ به لِيُقْتَدَى به، وعلى هذا أدركتُ / بالأندلسِ كلَّ مَن لقيتُ مِن الأئمةِ الْمُقْتَدَى بهمْ في غالبِ الأمرِ يُقبِلونَ بوجوههِم على الجماعةِ مِن غيرِ قيامٍ.
          وأمَّا دوامُه ◙ على ذلكَ فلأنَّها مِن النبوةِ فيَحضُّ الناسَ على الاعتناءِ بها؛ لأنَّه إذا كانَ هوَ(16) صلعم يعتني بها(17) وجبَ علينا(18) اتباعُه في ذلكَ لو لم تكنْ مِن النبوَّة، فكيف وهيَ مِنَ النبوَّةِ؟
          ولوجهٍ آخرَ؛ لأنَّها كانتْ بدايةَ(19) الخيرِ لهُ ◙ وللمسلمينَ؛ لأنَّهُ: ((أَوَّلُ ما بُدِئَ بهِ الرؤيا الصالحةِ في النومِ)) كما هوَ(20) الحديثُ أولَ الكتابِ [خ¦3]، وحُسنُ العهدِ منَ(21) الإيمانِ، ومَن أَوْلى بحسنِ العهدِ منهُ ◙ لقوةِ إيمانِهِ وكمالِه(22)؟
          وأمَّا كونُه ◙ يُفسِّرُها لهم فذلك تعليمٌ(23) وإرشادٌ لكيفيةِ التعبيرِ وهوَ لمن يعرفُه مِن جملةِ المِنَنِ(24) عليه(25) كما قَالَ يوسف ◙ : {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} [يوسف:37] وكلَّما عُلِّمَه الآدميُّ مما لم يكنْ يَعلَمه(26) فهو مِنْ جملةِ النِّعمِ عليهِ.
          وأمَّا إخبارُه ◙ لهمْ برؤيتِه(27) تلكَ الرؤيا فلأنَّها(28) وحيٌ؛ لأنَّ رؤيا الأنبياءِ ‰ كلُّها وحيٌ بإجماعِ(29) العلماءِ(30)، وما يكونُ وحيًا فلا يجوزُ لهُ كتمُه لأنَّه(31) حكمٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لعبادِهِ، ولأنَّ(32) تلكَ الأحكامَ المذكورةَ فيها _على ما نبيِّنُ بعدُ إنْ شاءَ اللهُ_ أحكامٌ ثابتةٌ وفوائد جَمَّةٌ(33) لمنْ فهمَ، فأرادَ الإخبارَ بتلكَ الأحكامِ والفوائدِ(34).
          وقَولُهُ ◙ : (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ) زيادةُ تأكيدٍ أيضًا(35) لِمَا قدَّمناهُ / مِن أنَّها صلاةُ الصبحِ.
          وقَولُهُ ◙ : (أَتَيَانِي) أي: جاءاني(36) لموضعي الذي كنتُ فيهِ.
          وقَولُهُ ◙ : (فَأَخَذَا بِيَدِي، فَأَخْرَجَانِي إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ) الأرضُ المقدسةُ: هي بيتُ المقدسِ.
          وهنا بحثٌ في إخراجِه ◙ في النومِ إلى الأرضِ المقدَّسةِ؛ لِمَ خُصَّتْ مِن بينِ الأرضِ بأنْ أُريَ له ◙ فيها تلكَ الأمورَ التي في الرؤيا ولمْ يكنْ(37) في غيرِها مِنَ الأرضِ؟.
          فَالجَوابُ: أنَّ الحكيم(38) كما قدَّمنا أولًا لا يعملُ(39) شيئًا مِنَ الأشياءِ(40) بحكمِ الوفاقِ، وإنما يعملُه(41) لحكمةٍ عَقَلَها مَن عَقَلَها وجهِلَها مَن جهِلَها، والحكمةُ هنا تَظهرُ مِن وجهينِ(42):
          (أحدُهما): لأنَّها هيَ موضعُ المَحشرِ كما جاءَ عنهُ صلعم فأُري له ◙ الأمرُ في موضعِه الذي فيهِ يكونُ.
          و(الوجهُ الآخرُ)(43): نسبةُ إسرائِه ◙ في اليقظةِ كنسبةِ(44) إسرائِهِ في النومِ؛ لأنهُ حَقٌّ والحقُّ لا يتبدَّلُ، فأولُ ما أُسْرِيَ به ◙ (45) ليلةَ الإسراءِ إلى بيتِ المقدسِ، وهذه إلى بيتِ المقدسِ، فإن(46) كانتْ هذهِ أولًا فهي(47) تدريجٌ، وهو حالُه ◙ في سلوكِه، وهو أجلُّ الأحوالِ على ما تقدَّم الكلامُ فيهِ، وإنْ كانتْ هي الآخرةُ فتكونُ إبقاءً(48) لأثرِ القُرْبِ والإيناسِ كما يأتي في موضعِه من حديثِ الإسراءِ إن شاء الله تعالى.
          وقَولُهُ ◙ : (فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ(49) مُوسَى: إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى / يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ(50) الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ). الكَلُّوبُ: حديدةٌ ذاتُ فخذينِ معوجةُ الأطرافِ.
          وفيهِ دليلٌ على عِظَمِ قُدرةِ اللهِ ╡ إذْ إنَّ أمورَ الآخرةِ ليستْ كأمورِ الدنيا في الغالبِ، يُؤخذُ ذلكَ مِنْ كَوْن الشِّدقِ الواحدِ يلتئمُ بينما(51) يدخلُ الكلُّوبُ في الآخَرِ، ولو خرقَ الشِّدقُ في هذهِ الدارِ ما التأمَ إلا بعدَ أيامٍ عديدةٍ.
          ويترتَّبُ على هذا مِن الفقهِ أنَّ عذابَ تلكَ الدارِ أضعافٌ مضاعَفَةٌ مِن عذاب(52) هذهِ الدارِ كما قَالَ تَعَالَى(53): {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [إبراهيم:17] وكونُ تلكَ الحديدةِ معوجَّةَ الطرفينِ؛ فلأنَّها أكثرُ في الإيلام(54)، وكونُه جالسًا(55) بينَ يديهِ فلأنَّهُ(56) أمكنُ له في التمكُّنِ مِن عذابِهِ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ العذابَ يكونُ في الجارحةِ التي كانتْ بها المعصيةُ في الدنيا كما قَالَ تَعَالَى(57): {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26]، يُؤخَذُ ذلكَ مِن إخبارِه(58) بعدُ في الحديثِ أنَّه يفعل بالكذاب(59).
          وهنا بحثٌ وهو: هل هذا الذي رآهُ صلعم مع كونِهِ حقًّا(60) هل ذلكَ مثالٌ يُعرفُ بهِ(61) الحكمُ وتُرى لهُ الكيفيةُ؟ أو ذلكَ حقيقةٌ أُريَ له بعضُ أهلِ تلكَ المعصيةِ على ما هم فيه(62)؟ محتمَلٌ، فإنهُ(63) ◙ لم يخبِرْ أنَّهُ رأى مِن أهل هذا الحالِ إلا واحدًا(64)، وبالقطعِ إنَّ أهلَ ذلكَ الذَّنبِ عددٌ كثيرٌ، فالقدرةُ(65) صالحةٌ للوجهينِ معًا.
          وهلِ الموضعُ الذي رآهُ فيهِ ◙ / أيضًا بالأرضِ المقدسةِ(66) هو موضعُه الذي كانَ دفنُه(67) فيهِ؟ أو فُسِحَ(68) لهُ ◙ مِن الأرضِ المقدسةِ حتى رآهُ في موضعِه على حالِهِ ذلكَ؟ فالقدرةُ(69) أيضًا صالحةٌ للوجهينِ معًا.
          وفيهِ أيضًا دليلٌ على عظيمِ(70) قدرةِ القادرِ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ مِنَ(71) الفصيحِ في الكلامِ الحذفُ والاختصارُ إذا لم يَنقُصْ ذلكَ مِن المعنى شيئًا، يُؤخَذُ ذلكَ مِنْ قَولِهِ: (يُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ) ولم يذكرْ كونَه يشقُّه بعدُ، فحذفَ ذلكَ للدلالةِ عليهِ بِقَولِهِ: (فَيَلْتَئِمُ(72) شِدْقُهُ هَذَا) فلو كانَ ثقبًا دونَ شقٍّ ما احتاجَ(73) أنْ يُبيِّنَ أنَّه لا يرجعُ إلى الآخرِ إلا وهو قدِ التأَم؛ لأنَّه إذا ثُقبَ موضعٌ مِن الشِّدْقِ الواحدِ بقيَ منهُ مواضعُ غيرُ ذلكَ(74) فيرجِعُ فيُثقَبُ فيها فيكونُ أكثرَ في تألُّمِه لكونِه(75) يَبقى له جرحٌ ويُجرَحُ جُرحًا(76)آخرَ في جنبِ الجرحِ الأولِ، لكنْ لمَّا كانَ شَقَّ لم يبقَ له فيه لِمَا يَرجعُ إلا أنْ يلتئمَ، فكذلك(77) بيَّن بِقَولِهِ: (فَيَلْتَئِمُ).
          وقَولُهُ: (فَانْطَلَقْنَا) أي: سِرنا. وقَولُهُ: (حَتَّى أَتَيْنَا) أي: بلغنا.
          وقَولُهُ صلعم (78): (رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ).
          الفِهْرُ: الحَجَرُ المدوَّرُ، والصخرةُ حجرٌ مَبسوطٌ.
          وقَولُهُ: (فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ) أي: يكسرُه ويبالغُ في كسرِه.
          وقَولُهُ ◙ : (فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ(79) الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَى هَذَا(80) حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَهُ) هذه الصفةُ كنايةٌ عن شِدَّةِ الضَّربةِ بالحجَرِ؛ لأنَّهُ إذا ضُرِبَ به حتى زال عن(81) / يدِهِ وذهبَ إلى بُعْدٍ منه مِن حيثُ يحتاجُ أن يمشي(82) إليهِ وحينئذٍ يأخذهُ، فهذه الصفةُ عندنا في هذهِ الدارِ معلومةٌ أنَّه إذا كانَ الذي يضربُ بالحجرِ ذو قوةٍ بعدَ ضربِ الحجرِ في الشيءِ الذي يُضرَبُ بهِ ويذهبُ(83) عنهُ إلى بُعْدٍ، وربما إنْ(84) أصابتْ شيئًا آخرَ كانَ تأثيرُها فيه كثيرًا(85).
          وفيه مِن الكلامِ مثلُ الذي قبلَه مِنْ(86) أمورِ الآخرةِ وعِظَمِها، وعِظَمِ(87) القدرةِ الربَّانيةِ الجليلةِ.
          وفي هذا الفصلِ وفي الذي قبلَهُ دليلٌ على أنَّ أمورَ الآخرةِ ليستْ كأمورِ الدنيا، ويؤخذُ(88) ذلكَ مِن كونِ هذا مضطجعًا(89) لا يقدرُ أن يتحرَّكَ بلا شيءٍ يحبسُه، والآخر(90) قاعدًا أيضًا بلا شيءٍ يَحْبسُه. كلاهما مستسلمانِ لهذا الأمرِ العظيمِ، وفي هذهِ الدارِ لا يمكنُ(91) أن يحبس(92) أحدٌ لبعضِ ما هو أقلُّ مِن هذا إلا بحابسٍ(93) شديدٍ مِن وثاقٍ أو(94) غيرِه، هذا مِن عجائبِ القُدرةِ.
          وفيهِ أيضًا دليلٌ يتبيَّنُ(95) بهِ معنى قَولِه تَعَالَى:{غِلَاظٌ شِدَادٌ} [التحريم:6]، لأنَّ قوةَ(96) تلكَ الضربةِ لا تكونُ إلا عن تلكَ الصفاتِ المذكورةِ، وهي مِن جملةِ التخويفاتِ.
          وهنا بحثٌ وهو: لِمَ خُصَّ هذا العضوُ مِن بينِ(97) سائرِ الأعضاءِ بالعذابِ؟.
          فَالجَوابُ: أنَّه هو الذي تركَ السَّهرَ بالتهجُّدِ بالقرآنِ كما يذكرُ في(98) آخرِ الحديثِ، وهناكَ يكونُ البحثُ عليهِ.
          وقَولُهُ ◙ : (قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلاَهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ(99) تَحْتَهُ نَارٌ إِذَا(100) اقْتَرَبَ) اقتربَ: بمعنى قربَ كَقَولِهِ تَعَالَى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر:1] أي: قرُبت، فإذا قرُبَت / منهم تلكَ بِحَرِّها(101) وهذا كنايةٌ(102) عن عظيمِ(103) تأجُّجِها.
          وقَولُهُ: (ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ(104) يَخْرُجُوا مِنْهَا) هكذا تفعلُ القِدْرُ(105) هنا إذا كانتْ على النارِ واشتدَّت(106) النارُ تحتَها غَلَتْ فارتفعَ ما فيها إلى أعلاها، حتى إنَّه(107) إنْ غفلَ عنها رمَتْ بعضَه خارجَ(108) القِدْرِ، فدلَّ بهذهِ الصفةِ على عظمِ حَرِّها(109)، والحكمةُ في أَنَّه(110) مثلُ التنورِ أعلاهُ ضيقٌ؛ لأنَّه أبلغُ في حرارةِ النارِ؛ لأنَّه تنعكسُ(111) حرارتُها إلى داخلٍ.
          وقَولُهُ: (حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا(112)) أي: قربوا مِنَ الخروجِ.
          وقَولُهُ: (فَإِذَا خَمَدَتْ) أي: سكنَ حَرُّها.
          وقَولُهُ: (رَجَعُوا(113)) إلى الحالةِ الأولى.
          وقَولُهُ: (وفيه رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ) الكلامُ عليهِ كالذي تقدَّمَ(114) مِن إظهارِ القدرةِ وعظمِها.
          وهنا بحثٌ: وهوَ(115) لِمَ كانَ مَن تقدَّم مِن المُعذَّبينَ(116) منفردينَ وهؤلاءِ مُجتَمِعينَ؟.
          فَالجَوابُ: هكذا أخبرَ(117) ╡ في كتابِه بِقَولِهِ(118): {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ:26]، لَمَّا لم تكنْ هذهِ المعصيةُ في هذهِ الدارِ إلا في جمعٍ _والجمعُ ينطلقُ في اللغةِ على الاثنينِ(119) فصاعدًا_ وهَتَكا(120) ما أُمِرَا بهِ مِنْ سترِ العورةِ كانا هنالكَ كذلكَ، حكمةُ حكيمٍ، وهؤلاءِ هم الزُّناةُ كما يُخبِرُ(121) بعدُ.
          وفيه فائدةٌ(122) كُبرى لمن رُزِقَ التصديقَ بهِ والإيمانَ، وأعني بالتصديقِ الذي يكونُ حقيقيًا، إن تحرَّك(123) مِن النفسِ أو مِن الشيطانِ باعثٌ لمثلِ هذا يُذكِّرُها(124) هذهِ الحالةَ المُهلكةَ فترجعُ عن غيِّها(125).
          ولهذا وما أشبهَهُ أعلمَنا(126) بهِ؛ لأنَّهُ ليسَ مَن يخافُ عِقابًا على الجُملةِ / لا يدري قدرَهُ مثلَ مَن يخافُ عِقابًا معلومًا، وهذا في الخوفِ أبلغُ كما ذُكِرَ عن بعضِ المتعبِّدينَ أنَّه حسدَه ناسٌ مِن شياطينِ الإنسِ في حالهِ المباركِ(127) فأرادوا أن يُوقِعوه، فأخذوا امرأةً في غايةِ الحُسنِ والجمالِ بعدما علَّموها ما تقولُ له وكيفَ تَستدرِجُه؟ وزيَّنوها ثمَّ تلاحَوا(128) بينهم حتى أظهروا كأنَّهم يقتَتِلون مِن(129) شأنِها وكأنَّها ابنةُ أحدِهم ثمَّ جاؤُوه يرغبونَ منهُ لعلَّه(130) يُمسكُها الليلةَ في بعضِ زوايا بيتِه حتى يعودوا(131) إليه أو ما يشبه(132) هذا المعنى، فامتنعَ فما زالوا في المكرِ بهِ حتى أنعمَ لهم في ذلكَ وهو لا يعرفُ لها صورةً.
          فلمَّا جنَّ الليلُ وهو مشتغلٌ بعبادتِه وإذا بها قدْ أتتهُ على تلكَ الحالةِ بصورةِ خوفٍ لحقَها تستجيرُ بهِ لتُريَه وجهَها وتجلسَ معهُ باديةَ الوجهِ بالقربِ منهُ، فلم تزلْ تكيدُ عليهِ حتى راودتْه وعزمَتْ عليهِ بالفاحشةِ، فلمَّا رأى جِدَّها(133) قَالَ لها: أمهلي(134) يسيرًا وأخذَ دُهنًا وألقاهُ في المصباحِ وزادهُ فتيلًا، فلمَّا قَوِيتْ شمعتُه جعلَ عليها أصبعَه وتركها ساعةً والنارُ تتَّقِدُ فيها حتى اشتدَّ عليهِ ألمُ النارِ، صاحَ صيحةً وغُشِيَ عليهِ وأدركَها هي الرعبُ مِن حالِه وصدقِه معَ اللهِ فكفَّتْ، فلمَّا أصبحَ وأتوها وأخذوها وسألوها أخبرتهم بما جرى فارتجعوا عنهُ، وقَالَ بعضهم:
نَفسِي عَلَى الحَرِّ(135) ليسَ تَقْوَى                     وَلَا عَلَى أَيسَرِ الحَرَارَة(136)
فَكَيْفَ تَقْوى على جحيمٍ(137)                      وَقُودُها الناسُ وَالحِجَارَة(138)؟ /
           وقَولُهُ ◙ : (فَقُلْتُ(139): مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا) الكلامُ على هذهِ(140) الألفاظ كما تقدَّم أولًا، وكذلك تلكَ البحوثُ: هل ما رآهُ ◙ (141) حقيقةً أو تمثيلًا في كلِّ وجهٍ يتكررُ(142) البحثُ فيهِ(143)؟ والجوابُ عليهِ على حدٍّ واحدٍ: فإنَّ القدرةَ لا تَعْجَزُ عن شيءٍ.
          وقَولُهُ: (عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ _قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: وفي غير هذا ابنُ جَرِيرٍ ثمَّ يزيدُ بْن حَازِمٍ(144)_ وَعَلَى شَطِّ(145) النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ(146) الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ(147) أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ).
          الكلامُ على ما فيهِ مِن أمرِ عظيمِ القدرةِ كما تقدَّم.
          وما فيهِ مِن حذفِ بعضِ الألفاظِ للدلالةِ عليهِ كالكلامِ على ما كانَ قبلُ، والحذفُ(148) الذي هنا قَولُهُ: (رَمَى الرَّجُلُ فِي فِيهِ) ولم يذكر الذي على حافَّةِ النهرِ.
          وقَولُهُ: (كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ) وسكتَ عن ذكرِ الرَّجلِ وموضعِه(149)،وإنما حذفَهُ لدلالةِ الكلامِ عليهِ قبلُ؛ ولأنَّ فيه الألفَ واللامَ وهي للعهدِ أي: الرَّجل المعهودُ وهوَ المذكورُ قبلُ، وفيهِ حذفٌ آخرُ وهوَ(150) لِمَا دلَّ عليهِ الكلامُ أولًا(151)؛ لأنَّهُ(152) لم يذكرْ في القضيَّةِ إلا رجلينِ لا ثالثَ، وبيَّنَ موضعَ كلِّ واحدٍ فإذا ذكرَ ما فعلَ بالواحدِ لم يفهمْ أنَّه فعلَهُ إلا الثاني.
          وهنا بحثٌ(153): لِمَ كانَ مَن تقدَّمَ قعودًا(154) لا يتحركونَ وهذا يخوضُ في هذا النهرِ(155) ويرجعُ؟
          فَالجَوابُ: أنَّهُ لَمَّا كانَ(156) الذنبُ الذي أوجبَ هذا هو(157) أكلُ الرِّبا، والرِّبا في هذهِ الدارِ لا / يُكتَسَبُ بهِ في هذهِ الدارِ(158) في الغالبِ لا يكونُ إلا بالذهابِ(159) والرجوعِ، فكانَ عذابُه مِن ذلكَ الجنسِ.
          وكونُه دمًا: إنما كانَ ذلكَ كذلكَ؛ لأنَّ الدمَ ثخينٌ ثقيلٌ(160) والخوضُ في الشيءِ الثخينِ الثقيلِ مِن أتعبِ الأشياءِ، ثمَّ زِيْدَ لذلكَ: التألُّمَ بريحِهِ(161)، ثمَّ زِيْدَ لذلك: رَمْيَ الحجرِ في فِيْهِ؛ لأنَّه(162) بهِ كانَ يأكلُ الربا فكانَ(163) عذابًا على عذابٍ مضاعفٍ.
          ثمَّ انظر إلى قدرةِ القادرِ كيفَ تزيدُه(164) الآلامَ إذا أرادَ الخروجَ، ثمَّ إنَّهُ معَ ذلكَ لا يقدِرُ أنْ يقفَ في ذلكَ الموضعِ حيثُ هوَ لشدةِ ما هو فيهِ، فيرومُ لعلَّ راحةً فيزيده(165) بلاءً على بلاءٍ كما قَالَ:
بالبُعدِ أَشْقَى وَبِالقُرْبِ لَا أَستَرِيح                     فمَا هيَ إِلَّا الآلَامُ تَتَأَكَّدُ وَتَفِيحُ
          وقَولُهُ ◙ : (قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ ورَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا).
          الروضةُ الخضراءُ: هي أحسنُ الروضاتِ، وهنا تحقَّقْنا أنَّ هذا تمثيل لا حقيقةُ الموضعِ؛ لأنَّه(166) ذكرَ بعد:(167) أنَّ الشيخَ إبراهيمُ ◙ ، والصِّبيانَ أولادُ الناسِ، وذكرَ عن الرَّجلِ الذي يُوقِدُ النارَ مالكٌ. والكلامُ على توجيهِ البقعةِ والشجرةِ ما معناهما عندَ ذكرِه(168) صلعم ذلكَ في آخرِ الحديثِ.
          وقَولُهُ ◙ : (فَصَعِدَا بِي(169) الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا) هذا مِنْ أكبرِ الدلائلِ(170) على أنَّ أمورَ الآخرةِ لا تطيقُ العقولُ فهمَها إلا بعدَ علمِ(171) أشياء عديدةٍ وتوفيقٍ، ونظر في مثل(172) هذا المثالِ الذي جعلَ(173) فيه الشجرةَ طريقًا إلى الدارِ لا يقبلُه العقلُ بديهةً، / فإذا بُيِّنَ له على ما(174) أذكرُه بعد إن شاءَ اللهُ زادَ إيمانُه وقويتْ عظمةُ اللهِ تَعَالَى في قلبِه.
          وقَولُهُ ◙ : (فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا(175) بِي الشَّجَرَةَ) فيه دليل أنَّ هذه الدار الأولى كانت في بعض الشجرة يؤخذ ذلك من كونهم(176) حينَ خرجوا مِن الدارِ صعدوا في الشجرةِ.
          وقَولُهُ: (فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قَالَا: نَعَمْ، أَمَّا(177) الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ) قد تقدَّمَ الكلامُ عليهِ(178) أوَّلًا غيرَ أنَّه ماذكرناهُ هناكَ مِن الشقِّ وكانَ مُضمرًا عادَ هنا ظاهرًا، وعادَ الإدخالُ(179) الذي كانَ هناكَ ظاهرًا هُنا(180) مُضمرًا.
          وقَولُهُ: (فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ(181) بِالكذْبَةِ) تتحمَّل عنه حتى تبلغَ الآفاقَ فَيُصْنَع بهِ إلى يومِ القيامةِ، يعني: يُصنع بهِ هكذا لا يَفتُرُ، زائد(182) على ما لهُ يومَ القيامةِ مِنَ العذابِ الأليمِ.
          ونحتاجُ هنا أن(183) نعرفَ الكذبَ(184) الذي هوَ هذا عذابُه، فنقولُ واللهُ المستعانُ: إنَّ الكذبَ يُقسَمُ(185) على خمسةِ أقسامٍ: فمنهُ واجبٌ وصاحبُه مأجور(186)، ومنهُ مندوبٌ وصاحبُه مأجورٌ أيضًا على ما أبيِّنُه بعدُ، ومنهُ مباحٌ ولا أجرَ فيهِ ولا إثمَ على قائلِه، ومِنهُ حرامٌ وهوَ الذي عليه(187) هذا الوعيدِ العظيمِ، ومِنهُ مكروهٌ.
          فأمَّا الواجبُ منهُ: فهو أن تعرِفَ شخصًا في موضعٍ ويسألكَ(188) عنهُ مَن تعلمُ قطعًا(189) أنَّهُ يَسفكُ دمَه ظلمًا وعدوانًا، فتعيَّنَ عليك(190) بأنْ تقولَ _أعني تقولَ: لا أعلمُ_ وإن حلَّفكَ تحلِفُ وتواري في قلبِكَ(191) / في هذا الموضعِ الكذبُ، أنْ تقولَ(192): لا أعلمُ(193) موضعَ قعودِه، أو هل(194) هو واقفٌ أو مُضطَجعٌ؟ فإنَّكَ بالقطعِ لا تعرِفُ(195) أيَّ موضعٍ هو الآنَ مِن البيتِ الذي هوَ فيهِ، هل في الزاويةِ اليُمنى أو اليُسرى أو وسطَ البيتِ أو في موضعِ الحاجةِ؟ لأنَّه مَن يحلفُ على غيِر حقٍّ عليهِ اختلفَ العلماءُ فيه: هل اليمينُ على نيَّةِ الحالفِ أو على نيَّةِ المَحلوفِ له(196)؟.
          على ثلاثةِ أقوالٍ: على نيَّةِ الحالفِ، على نية المحلوف(197)، على نيَّةِ الذي أرادَها أولًا، ولم يختلفْ أحدٌ منهمْ على أنَّها إذا كانتْ على حقٍّ عليهِ أنَّها على نيَّة المحلوفِ له لِقَولِهِ صلعم : «اليمينُ عَلَى نِيَّةِ المحلوفِ له»، فإنْ صدقَ هنا ودلَّه عليهِ كان قد شاركَ في قتلِ مسلمٍ بغيرِ حقٍّ، وقَالَ(198) صلعم : «منْ شَارَكَ في قَتْلِ مُسْلِمٍ ولو بِشَطْرِ(199) كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وبَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ»(200). وما أشبهَ هذا النوعَ فالكذبُ فيهِ واجبٌ، ومَن فعلَ واجبًا كانَ مأجورًا.
          وأمَّا المستحبُّ فالكذبُ في الحربِ مع نزيلِه؛ لِقَولِهِ صلعم : «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ»(201). فيكونُ مأجورًا لاتِّباعِه السُّنَّةَ، ونحتاجُ أنْ نُبيِّنَ(202) هذا الكذبَ بالمثالِ مِنْ أجلِ أنْ(203) تعطيهُ العهدَ ثمَّ تقتُله، وتظنُّ أن ذلكَ هو الكذبُ الجائزُ في الحربِ، وهو أنَّ فِعلتَه(204) نقضُ عهدٍ، ونقضُ العهدِ حرامٌ لا يجوزُ.
          وقد كانَ عمرُ ☺ يكتبُ إلى جيوشِه بالأمصارِ: مَنْ بلغني عنه أنَّه قَالَ لِلْعِلْج: (مُطَّرَسْ)، ثم قَتَلَهُ قَتَلْتُه بهِ، و(مُطَّرَسْ): بلغتهم: الأمان(205).
          فمثالُ الكذبِ الذي يجوزُ في الحربِ أن يقولَ لنزيلِه: مَنْ ذلكَ(206) الشخصُ الذي خلفكَ؟ وليسَ / وراءَهُ أحدٌ مِن أجلِ أن يلتفت فيتمكَّنَ منهُ، أو يقولَ لهُ(207): ما بالُ حِزام سَرجِكَ محلولًا؟ تريدُ أنْ تريَني حُسنَ رُكوبِكَ؟ فإمَّا أنْ(208) يلتفتَ إلى حِزامِ سَرجِهِ فيتمكَّنَ منهُ، وإمَّا أنْ(209) يَدخلَهُ الشكُّ فيبقَى يشتغلُ(210) بحبسِ نفسِه في سَرجِه فتَقِلَّ شطارتُه لذلكَ فيكونَ أمكنَ منهُ، وما يشبهُ هذا النوعَ.
          وأمَّا الكذبُ المباحُ مثلَ(211) أنْ يكونَ الشخصُ قد فعلَ شيئًا ونسي(212) أنَّهُ فعلَه فيُسألُ عنهُ، فيقولُ: لم أفعلْه، فهذا مِن قبيلِ المُباحِ؛ لأنَّه قَالَ صلعم : «إِنَّ اللهَ تَجَاوزَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسْيانَ»(213). فإذا تجاوزَ عنهُ فلا إثمَ عليهِ، ولا هو أيضًا فيهِ مأجور، فهذهِ صفةُ المباحِ، أعني في عدمِ الإثمِ وعدمِ الأجرِ، فما(214) كان هذا سبيله من جميع الأشياءِ فهو مباحٌ(215).
          وأمَّا المكروهُ فهوَ ما يعدُ(216) بهِ الرجلُ امرأتَه مِنَ الإحسانِ ولا يفِي(217) لها بهِ لقولِ سيدنا صلعم للسائلِ الذي سألَه: أأكذِبُ(218) لامرأتِي؟ فكرِهَ ذلكَ، فقَالَ لهُ: أعدُها؟(219)، قَالَ(220): افعلْ(221).
          وقدْ ذكرَ بعضُ الناسِ أنَّهُ إن اشترى حاجةً لامرأتِهِ ليستْ بواجبةٍ عليهِ إلا مِن طريقِ الإحسانِ لها، ويخبرُها عن ثمنِها أنَّه بأزيدَ مما دُفِعَ فيها أنَّهُ مِن قبيلِ المكروهِ؛ لأنَّهُ لا يترتَّبُ عليهِ إلا مصلحةٌ نفسانيةٌ، وهيَ كونُها تطاوِعُه فيما يريدُ، ولا تترتَّبُ عليه أيضًا مفسدةٌ(222) كما أخبرَ(223) في الحديثِ: «مَنْ فَتَحَ(224) بابَ ضررٍ للمسلمينَ بِكَذِبِهِ»(225).
          وقدْ قَالَ صلعم في حديثٍ آخرَ(226): «مَنْ ضَارَّ بِمُسْلِمٍ ضَرَّ اللهُ بِهِ»(227).
          مثالُ ذلكَ: أنْ يُسْألَ شخصٌ قد(228) جاءَ مِن بلدٍ إلى بلدٍ آخرَ يخبر(229) عن سعرِ ذلكَ / البلدِ الذي جاءَ منهُ فيُخبَر أنهُ أرفعُ مما هوَ فيخطرُ(230) لأحدِ أهلِ ذلكَ الموضعِ(231) أنْ يجلبَ إليهِ الطعامَ(232) لِمَا يرى مِنَ الفائدةِ في ذلكِ السَّومِ الذي أَخبرَ بهِ الكذَّابُ، فإذا أتعبَ نفسَه وغرَّرَ بها وبمالِه وبلغَ البلدَ وجدَ السعرَ ناقصًا عما قِيلَ لهُ فخسِرَ في مالِه وتغيَّر حالُه وخاطرُه(233) وكثرتْ عليهِ المفاسدُ، وسببُ ذلكَ تلكَ الكذبَةَ، هذا وما يشبهُهُ هو الممنوعُ.
          وأمَّا الحرامُ الذي عليهِ هذا الوعيدُ العظيمُ فهو العامدُ للكذبِ(234) بلا عذرٍ مما تقدَّمَ ولا مما(235) يشبِهُهُ، وقد قَالَ صلعم : «لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكتَبَ(236) عِنْدَ الله كَذَّابًا(237)».
          وهو الذي يقولُ ضدَّ الحقِّ عامدًا لذلكَ، وقدْ جاءَ أنَّ الرجلَ يُحَاسَبُ على الكُذَيبةِ وهي(238) أن تنفلتَ منهُ دابَّتُه فيرومَ أخذَها فلا يطيقُ ذلكَ(239) فيُخْرِجُ لها التعليقَةَ التي كانتْ تأكلُ فيها العلفَ ليريَها أنَّ بها علفًا وليسَ فيها شيءٌ فتأتيهِ فيأخذَها، فإذا كانَ السؤالُ عن مثلِ(240) هذهِ فما بالُكَ بغيرِها.
          وقَولُهُ: (فَيُفْعَلُ(241) بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) فإذا(242) كان هذا مِن حينِ موتِه إلى يومِ القيامةِ، فكيفَ حالُهُ يومَ القيامةِ؟ لو لم يكنْ إلا ذاكَ(243) لكانَ أمرًا عظيمًا.
          وفيه دليلٌ على أنَّ لأصحابِ المعاصي عذابَينِ: عذابٌ في قبورِهم، وعذابٌ آخرُ يومَ القيامةِ.
          وقَولُهُ: (وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ(244) بِالنَّهَارِ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ).
          وفيه دليلٌ لأهلِ السُّنَّةِ الذينَ يقولونَ: إنَّ أفعالَ العبدِ كسبٌ لهُ وخَلْقٌ لربِّه، يُؤْخَذُ ذلكَ / مِنْ قَولِهِ: (عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ(245)) فأضافَ حقيقةَ التعليمِ إليهِ(246) ╡ ، وإنْ كانَ العبدُ قدْ تسبَّبَ فيهِ بالدرسِ والاجتهادِ.
          وهنا بحثٌ، وهو: كيفَ يقعُ العذابُ على تركِ(247) القيامِ بالليلِ وهو مِن جملةِ المندوباتِ، والمندوبُ لا يعذَّبُ عليهِ تاركُه؟.
          فَالجَوابُ أن نقولَ(248): قد اختلفَ العلماءُ في وجوبِ قيامِ الليلِ، فمنهمْ مَن قَالَ بوجوبِه، والذي قَالَ بوجوبِه قَالَ: هو قدرُ فُواقِ ناقةٍ، أي: قدرَ ما تُحلَبُ الناقةُ، فعلى هذا القولِ فالحديثُ فيهِ لهُ(249) دليلٌ فلا يجب(250) على هذا الوجهِ، ومنهم مَن قَالَ: إنَّهُ(251) مندوبٌ، وهم الجمهورُ، وعلى هذا يقعُ البحثُ، والجوابُ عنهُ مِن وجهينِ:
          (أحدُهما): لمَّا كانَ يُعذَّب على الكبائر اتبعتْها الصغائرُ لِقَولِهِ تَعَالَى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء:31] فدلَّ(252) أنَّه إن لم يجتنبِ الكبائرَ يُعَذَّبْ على الجميعِ، وليسَ تركُ مندوبٍ متفقٍ عليهِ كمندوبٍ مختلفٍ في فريضتِه(253) أو ندبيتِه، فبهذا نلحقه(254) بالصغائر(255)، وإن كانَ عندَ الأكثرِ مندوبًا(256) مِنْ أجلِ خلافِ بعضِ العلماءِ في وجوبِه كما تقدَّمَ.
          و(الوجهُ الآخرُ): هو أنهُ لمَّا(257) جاءَ: «أنَّ العبدَ ينظرُ يومَ القيامةِ في صلاتِه، فإنْ أتَى بها فحسنٌ، وإن كانتْ ناقصةً قَالَ اللهُ تَعَالَى: انْظُرُوا إِلَى عَمَلِ عَبْدِي، إنْ كَانَ لَهُ نوافلُ أَكْمِلُوا مِنْهَا صلَاتَهُ»(258). ومثلُ ذلكَ في كلِّ الأعمالِ إذا لم يُكملْها ولهُ نافلةٌ مِن جنسِها جُبِرَتْ منها فضلًا مِن الله ورحمةً، فلمَّا تركَ هذا قيامَ الليلِ الذي يَجبُرُ بهِ ما ضيَّعَه مِن صلاةِ نهارِهِ عُذِّب(259) عليهِ / لكونِه لم يفعلْ ما يَجْبُرُ فرضَه، فيكونُ تسميته بالعذابِ(260) ليسَ مِن أجلِ نفسِه وإنما هو مِن أجلِ ما نقصَهُ مِن فرضِه ولم يفعلْ ما يجبُره به(261).
          فالعذابُ في الحقيقةِ إنما هوَ على ما نقصَ مِن فرضِه، وقد قَالَ جلَّ جلاله: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل:7]بعد قَوله ╡ : {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6] (262). وهذا الوجه هو الأظهر والله أعلم(263).
          ولذلكَ استحبَّ(264) العلماءُ كثرةَ النوافلِ مِن جميعِ أنواعِ المفروضاتِ مِن أجلِ ما يُتوقَّعُ مِن نقصِ الفرضِ.
          وقد يحتملُ أن يكونَ المرادُ بِقَولِهِ: (نَامَ عَنْهُ بِالليلِ) أنَّه تركَ صلاةَ الليلِ، فيكونُ اللفظُ عامًّا والمرادُ بهِ الخصوصُ، لكنْ بشرطِ أن لا يكونَ نومُهُ غلبة، فإنَّه إذا غلبَهُ النومُ معذورٌ لقوله(265) ◙ : «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَذَلِكَ وقتٌ(266) لَهَا»(267)، لكنْ هذا الشرطُ لا يَسُوغُ(268) أنْ يشترطَ إلا إنْ كانَ هذا الحديثُ الذي نحنُ بسبيلِه بعدَ حديثِ الرُّخصةِ في النومِ عنِ الصلاةِ، وهوَ حديثُ الوادي، وإن كانَ قبلَهُ فهوَ على العمومِ إنْ(269) كانَ النومُ بغلبةٍ أو غيرها، فالانفصالُ عنهُ مِن(270) ثلاثةِ أوجهٍ كما ذكرنا، والأظهرُ(271) الثاني منها.
          واحتملَ وجهًا رابعًا(272)؛ وهوَ أنْ يكون كَنَى عن تضييعِ عملِ النهارِ بِقَولِهِ: (لَمْ يَعملْ فيهِ بالنَّهارِ) وكَنَى عن تركِ العملِ فيه بالليل(273) بالنومِ؛ لأنَّهُ أَبلغُ في التركِ.
          وقَولُهُ: (وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ) قد تقدَّمَ الكلامُ عليهم.
          وبقيَ فيهِ بحثٌ وهو: لِمَ كانَ العذابُ لمَن(274) تقدَّمَ ذكرُهم في بعضِ الجوارحِ دونَ بعضٍ، والزناةُ في البدنِ كلِّه؟.
          فَالجَوابُ: / لَمَّا كانَ مَن تقدَّم ذِكْرهم(275) معصيتُهم بعضوٍ دونَ عضوٍ(276) كانَ العذابُ كذلكَ، ولَمَّا كانَ الزِّنا يَتلذَّذُ به جميعُ البدنِ كانَ العذابُ لجميعِ البدنِ، ولوجهٍ آخرَ(277): لأنَّهُ مِن أكبرِ الكبائرِ؛ لأنَّهُ قد جاءَ أنَّه(278): «لَا يَهْتَزُّ العَرْشُ إلَّا لِنُطْفَةِ(279) مَنِيٍّ حرامٍ، أو قَطْرَةِ دَمٍ حرامٍ»(280). وقد يكونُ لمجموعهما(281) وهو الأظهرُ واللهُ أعلمُ.
          وقَولُهُ: (وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا) قد تقدَّمَ الكلامُ عليهِ أيضًا، لكنْ بقيَ هنا بحثٌ وهو: كونُ المسَاقِ واحدًا، ومن محتملاتِه الحقيقةُ والمجازُ، فلِمَ سكتَ عنهما؟ هل اختصارًا أو ليسَ؟
          فَالجَوابُ: إن قلنا: إنَّ الكلَّ تمثيلاتٌ فالحكمُ واحدٌ ويكونُ سكوتُه(282) اختصارًا، وإنْ قلنا: إنَّ الكلَّ وما فُعِل(283) بهم حقيقةٌ فالمتقدِّمُ ذكرُهم ما عدا الزناةُ وأصحابُ الرِّبا قد يكون يُفْعَلُ بهم ما قُدِّرَ عليهم مِن العذابِ وهم في قبورِهم، وأنَّ هذين المذكورينِ يكونُ مثالُهم كمثلِ آلِ فرعونَ لعظيمِ(284) ما أتوا بهِ، وقد قَالَ تَعَالَى في آلِ فرعونَ: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46] والقدرةُ صالحةٌ، فيكونُ سكوتُه على هذا الوجهِ مُستدعيًا للفكرةِ(285) والاعتبارِ(286).
          وقَولُهُ: (وَشَيْخٌ(287) فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إبراهيمُ) فيهِ بحثٌ، وهو: ما هذهِ الشجرةُ التي الدورُ في أَعلاها وإبراهيمُ ◙ في أصلِها؟
          فَالجَوابُ: أمَّا(288) الشجرةُ هي شجرةُ الإيمانِ والإسلامِ لِقَولِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا(289) كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم:25-24].
          وكونُ إبراهيمَ ◙ في أصلِها؛ لأنَّهُ(290) الأبُ لجميعِ المؤمنينَ لِقَولِهِ تَعَالَى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج:78]، والأبُ / هو الأصلُ فكانَ ذلكَ(291) تمثيلًا حسنًا جدًا.
          وقَولُهُ: (الصِّبْيَانُ حَوْلَهُ، فَأَوْلَادُ النَّاسِ(292)) احتملَ الألفَ واللامَ هنا أنْ تكونَ للجنسِ فيكونَ المرادُ(293) أولادُ المؤمنينَ والكافرينَ، لأنَّهُ قد جاءَ أنَّ أولادَ الكفارِ يكونونَ في الجنةِ خدمًا للمؤمنينَ(294)؛ لأنَّهم على فطرةِ الإسلامِ فيكونونَ معهُ في أصلِ الإسلامِ؛ لأنَّهُ صلعم قد قَالَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ويُنَصِّرَانِهِ(295)»، واحتملَ أن تكونَ الألفُ واللامُ للعهدِ فيكونَ المرادُ(296) أولادُ المؤمنينَ ليسَ إلَّا؛ لأنَّهُ قدْ جاءَ في أولادِ الكفارِ أنَّهم مِن آبائِهم(297).
          وأمَّا كونُهم في أصلِ الشجرةِ والدورُ مِن(298) فوقِهم فلأنَّ تلكَ الدورُ هي دورُ الأعمالِ، أي: درجاتُ الأعمالِ كما يُذكرُ بعدُ، والصبيانُ ماتوا وهمْ دونَ التكليفِ، وليسَ لهم ما(299) يدخلونَ تلكَ المنازلَ حتى يتفضَّلَ اللهُ ╡ عليهم بما شاءَ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ أولادَ المؤمنينَ مؤمنون لكونِهم معَ آبائهم.
          وقد اختلفَ العلماءُ فيهم هلْ مقطوع(300) لهمْ بالجنَّةِ أو هُمْ في حكمِ المشيئةِ؟ على قولينِ.
          وسببُ اختلافِهم اختلافُ الأحاديثِ؛ فإنَّهُ قد جاءَ عنهُ صلعم أنَّهُ قَالَ في حقِّهم: «عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيْرِ الجنَّةِ»(301)، وجاءَ عنهُ صلعم أنَّهُ قَالَ(302): «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ»(303).
          وأما الـ: (رَوضةُ) فهيَ كنايةٌ عن أصلِ الخِلقَةِ؛ لأنَّه قدْ جاءَ (أنَّ آدمَ ◙ كانتْ طينتُه مِن جميعِ بقعِ الأرضِ طيِّبِها وخبيثِها وسَهلِها / ووَعرِها)(304)، فالمؤمنونَ مِنَ الأرضِ الطيِّبَةِ التي تلكَ الشجرةُ فيها، وهيَ شجرةُ الإيمانِ، وبها نباتُها فلا يَنْبتُ الطيِّبُ إلا في الطيِّبِ(305) كما قَالَ تَعَالَى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} [النور:26].
          والكافرُ مِنَ الأرضِ الخبيثةِ(306) لا تُنْبِتُ إلا خبيثًا مثلَ الحنظلِ وما أشبهَهُ كما قَالَ تَعَالَى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم:26].
          وقَولُهُ: (وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ الجنةُ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ) لأجلِ أنَّها دارُ عامَّةِ المؤمنينَ، كانَ فيها الرجالُ والنساءُ والشيوخُ والشبابُ(307)؛ لأنَّ هذهِ الأربعُ صفاتٍ احتوتْ على جميعِ أنواعِ المؤمنينَ.
          وفيهِ أيضًا تحقيقٌ لِمَا ذكرنا أنَّ الشجرةَ هي عبارةٌ عنِ الإيمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ هو الطريقُ إلى الجنَّةِ بلا خلافٍ(308).
          وقَولُهُ: (وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ(309) فَدَارُ الشُّهَدَاءِ) فلذلكَ لم يكنْ في هذهِ الدارِ(310) إلا شيوخٌ وشبابٌ.
          وهنا بحثٌ، وهو: لِمَ لمْ يكنْ في هذه(311) الدارِ التي للشهداءِ إلا نوعان(312): شيوخٌ وشبابٌ؟ ولم يكنْ فيها نساءٌ؟ وقدْ عَدَّ صلعم في الشهداءِ المرأةَ تموتُ حامِلًا شهيدًا(313)، والمرأةُ تموتُ بجُمْعٍ شهيدٌ؟(314).
          فَالجَوابُ: أنَّه لم يختلفْ أحدٌ أنَّ أعلى الشهداء القتيل(315) في سبيل الله، وإن كانَ الشهداءٌ سبعةً كما جاءَ في الحديثِ: «الْمَبْطُونُ، وَالْمَطْعُونُ، والْمُحْتَرِقُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ(316)، والمرأةُ تَمُوتُ حَامِلًا، والشهيدُ فِي سَبِيْلِ اللهِ»(317).
          فالمرادُ(318) هُنا تبيينُ فضلِ الشهداءِ في سبيلِ اللهِ ╡ مِن أجلِ التحضيض عليهِ والله أعلم.
          وهنا بحثٌ، وهو: لِمَ أُخِّرَ الإخبارُ لهُ / ◙ بما رأى حتى إلى آخرِ الرؤيا ولم يُخبِراهُ(319) عندَ كلِّ قضيةٍ بها؟
          فَالجَوابُ: أنَّ تأخيرَهما بالإخبارِ(320) إلى آخرِ الرؤيا فيهِ مِنَ الحكمةِ التيسيرُ لجميع(321) الفائدة؛ لأنَّهُ إذا رأى شخصٌ شيئًا ويُخبَر بما هو معناه(322)، ثمَّ الآخرُ بعدَه ويُخبَر بمعناهُ أيضًا، ويكونُ في ذلكَ(323) أشياءُ عديدةٌ، في الجائزِ أنْ ينسَى بعضَ ما قيلَ لهُ، وإذا أُرِيتْ لهُ الأشياءُ ولم يُخبَر إلَّا آخرًا بقِيَ الخاطرُ بجميعها مشغولًا وإلى ما يُلْقَى إليهِ متشوِّفًا، فيكونُ ذلكَ آكدُ في التحصيلِ ولحفظِ ما بهِ أُخبِرَ، ولذلك كانَ ◙ إذا كانَ شيءٌ لهُ بالٌ يسألُ ثلاثَ مراتٍ للشخصِ أو ينادِيهِ ثلاثًا وحينئذٍ يُعلمُه، وما ذاكَ إلا لجَمْعِ الخاطرِ إلى ما يُلقى إليهِ، ونفي الالتفات للغيرِ(324) كما قَالَ ◙ : «يَا مُعَاذُ» ثلاثًا، ومعاذٌ في كلِّ مرةٍ يقولُ: لبَّيكَ رسولَ اللهِ وسَعدَيكَ[خ¦ 128]، فلمْ يُخبرهُ بالذي أَخبرَهُ بهِ إلا بعدَ الثلاثِ لتلكَ الحكمةِ المُشارِ إليها.
          وفيه أيضًا سؤالٌ ثالثٌ، وهو: لِمَ لا أَخبراهُ بأنفسِهما أولًا وتركا الإخبارَ بأنفسِهما إلى آخر؟
          فَالجَوابُ: لو أخبراه أولًا لوقعَ الاستئناسُ بهما والإدلالُ عليهما حتى يسألَهما عمَّا رأى أولًا(325)، ولا يمكنُهما إلا جوابُه(326) ◙ لِمَا يلزمُهما مِن الأدبِ معهُ والاحترامِ إليه(327)، وعند التنكيرِ تبقى النفسُ مجموعةً بما ترى ومشغولةً بحالِها، وأخبرا له آخرًا بأنفسهما ليعلمَ أنَّ ما رأى حقًا لأنَّ(328) هذينِ لا يُشكُّ / فيهما(329) وإنْ كانتْ رؤيتُه(330) ◙ كلُّها حقًا، فليسَ الحقُّ كلُّه في القوةِ الواقعةِ في النفوسِ على حدٍّ واحدٍ، والقوةُ في ذلكَ وجوهٌ؛ فمنها(331) بحسبِ قوةِ سياسةِ الْمُبَلَّغِ إليهِ، ومنها بحسبِ معرفتكَ بحالِ مُبَلِّغِها إليكَ(332).
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ الملائكةَ تتطورُ؛ لأنَّ سيدَنا صلعم قد كانَ يعرفُ هذينِ الملَكينِ، فلمَّا رآهما على صورةٍ لم يرهما عليها لم يعرفْهما.
          وقَولُهُ: (فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا(333) فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قَالَا: ذَاكَ(334) مَنْزِلُكَ، فَقُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلُ مَنْزِلِي، قَالَا: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَهُ(335) أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ).
          وفيه بحثٌ(336): أليسَ هاتانِ الدارانِ مِن الجنَّةِ وتراهُ ◙ قد دخلَهما وخرجَ منهُما(337)، فلِمَ مُنِعَ ◙ مِن منزلِه، وهو أيضًا مِن الجنَّةِ حتى يستكملَ عمرَه؟
          فَالجَوابُ(338): إنما دخلَ ◙ هاتينِ الدارين وإن كانتَا مِن الجنَّةِ؛ لأنَّه(339) ليسَ لهُ فيهما أهلٌ لنفسِه ولا لأهلِهما أيضًا تعلُّقٌ به كتعلُّقِهم بمَن هم لهُ، ودخولُه ◙ الجنَّةَ حقٌّ للنصِّ عليهِ بقولهما(340): (التي دخلتَ) الجنَّةَ، وقد رأى ◙ ما بينَ الدارينِ مِنَ التفاوتِ وما بينهما مِنَ(341) المسافةِ إلا القدرَ القليلَ والنذرَ اليسيرَ بالنسبةِ لِمَا بينَ الدارينِ، ولَمَّا رأى ◙ مِن(342) بُعدِ المسافةِ(343) بينَ منزلِه وبينَ المنازلِ التي عاينَ ودخلَ(344) حصلَ لهُ(345) العلمُ بعظيمِ المنزلةِ وكيفيَّتِها(346)، وهناكَ أهلُه مِنَ(347) الحُورِ والولدانِ وهم موعودونَ بهِ، / والوعدُ حقٌّ لا خُلْفَ فيه، فلو وقعَ الاجتماعُ لم تُمكنِ الفرقةُ للوعدِ الحقِّ، وكذلكَ جميعُ القصورِ والأشجارِ التي هناكَ والأنهارُ منتظرةٌ لهُ ◙ ، فهذا واللهُ أعلمُ لمقتضى(348) الحكمةِ أوجبَ منعَ الدخولِ إلا بعدَ توفيةِ العمرِ.
          وفيه بحثٌ ثانٍ أيضًا: لِمَ أَخَّرا(349) رؤيةَ منزلهِ ◙ آخرًا ولم يكنْ ذلكَ أولًا؟.
          فَالجَوابُ: أنَّه قد جرتِ الحكمةُ أنَّ الأشياءَ لا يتبيَّنُ(350) قدرُها إلا بمعاينةِ أضدادِها، فأخَّرا الإخبارَ لهُ حتى عاينَ الضدَّ، فكبُرَت(351) النعمةُ إذ ذاكَ وعظمَت(352)، وأمَّا(353) كونُه عاينَ منازلَ المؤمنينَ وحيئنذٍ عاينَ منزلَه(354)؛ ولأنَّ الختامَ إنما يكونُ بأجلِّ الأشياءِ، ولذلكَ قَالَ ╡ : {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين:26] وقد قَالَ بعضُهم: (ساقي(355) القومِ آخرُهم شُربًا)، وهو ◙ الْمُخْبِرُ لنا فأخَّرَ(356) الإخبار بخبره(357) الخاص.
          وفائدةُ هذا الحديثِ الإيمانُ بما فيهِ من الوعدِ والوعيدِ، والعملُ على طريقِ النجاةِ فهيَ الفائدةُ التي مِن أجلِها أخبرنَا بما تضمَّنَ، ومِن هنا فَضَلَ أهلُ الطريقِ غيرَهم؛ لأنَّهم صيَّروا العلمَ حالًا حتى إنَّه يُذكَرُ عن بعضِ التلامذةِ أنَّهُ غابَ عن شيخِه أيامًا كثيرةً، فلمَّا أتاهُ قَالَ لهُ: يا بُنيَّ ما حبسَكَ عني؟
          قَالَ له: يا سيِّدي، سمعتُ منكَ آيتينِ فعملتُ عليهما؛ لأنْ أتخذَهُما حالًا، فجاهدتُ النفسَ على ذلكَ حتى منَّ اللهُ عليَّ(358) بهِ _أو ما هوَ(359) في معناه_ فقَالَ له الشيخ: وما هما يا بُنيَّ؟ قَالَ: الواحدةُ قَولُهُ تَعَالَى: / {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7- 8]، والثانيةُ: قَولُهُ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود:6]، فجاهدتُ النفسَ على التزامِ عملِ الخيرِ ولا نتركُ(360) منهُ ذرةً، وتركِ الشرِّ(361) ولا نقع(362) فيهِ بذَرَّةٍ، وعلمتُ أنِّي مِن أحدِ دوابِّ الأرضِ ورزقي(363) عليهِ ويعلمني وحيثُ مستقري فأزلتُ تعلُّقَ القلبِ مِنَ الرِّزقِ لوعدِه الجميلِ؛ لأنهُ لا يُخلِفُ الميعادَ، ولعلمِه بي وأينَ مُستقرِّي، فهو ╡ ييسِّره لي بحسنِ لطفِه ووفاءِ وعدِه، فقَالَ له الشيخُ: هنيئًا لكَ يا بُنيَّ فقد فُقْتَ العابدينَ(364)، ولذلكَ قَالَ مَن قَالَ: إذا كانَ وَعدُكَ بالرزقِ لا يُخلَفُ، وطلبُكَ الأمرَ مِن(365) غيره لا يُعرَفُ، فحسبي تصديقُ وعدٍ لا يُخلَفُ(366)، واشتغالي بأمرِ غيرِه لا أعرِفُ(367).


[1] قوله: ((عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَُبٍ، قَالَ)) ليس في (ج) و(م). وبدله قوله: ((قوله)).
[2] قوله: ((صلى)) ليس في (ج).
[3] زاد في (ل): ((فَقَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ قُلْنَا: لاَ، قَالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ)).
[4] في (ط): ((منهم ما)).
[5] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[6] في (ج): ((الخصوص)) وفي (م) : ((الجنس)).
[7] قوله: ((أنَّ الظَّاهر)) ليس في (م).
[8] قوله: ((صلاة أنها)) ليس في (ج).
[9] العبارة في (م): ((وأن يقوم ذلك)).
[10] في (ج) و(م) و(ل): ((هذا)).
[11] في (م): ((من مجلسه)).
[12] قوله: ((له مادام في مُصَلَّاه الذي... تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ)) ليس في (ج).
[13] أخرجه البخاري ░445▒ و░659▒، ومسلم بإثر ░661▒ من حديث أبي هريرة.
[14] قوله: ((كان)) ليس في (م).
[15] قوله: ((صلى)) ليس في (ج).
[16] قوله ((هو)) ليس في (م).
[17] في (ج): ((بما)).
[18] قوله: ((علينا)) ليس في (ج).
[19] في (ج) و(م) و(ل): ((بداة)).
[20] زاد في (ج): ((في)).
[21] في (ج): ((مع)).
[22] قوله: ((لقوة إيمانه وكماله)) ليس في (م).
[23] في (ج) و(م) و(ل): ((فذلك منه تعليم لهم)).
[24] في (ج): ((المنِّ)).
[25] قوله: ((عليه)) ليس في (م).
[26] في (ج): ((يمكن تعلمه)).
[27] في (ج) و(م): ((برؤياه)).
[28] في (ج): ((فإنها)).
[29] في (ج): ((عند)).
[30] قوله: ((بإجماع العلماء)) ليس في (م).
[31] العبارة في (م): ((وما يكون وحيًا فلا كتم فيه لأنه))، و في (ج): ((وحيًا فلا كبر فيه لأنه)).
[32] في (ج): ((وكذلك لأن)).
[33] في النسخ: ((جملة))، ولعل المثبت هو الصواب.
[34] قوله: ((فأراد الإخبار بتلك الأحكام والفوائد)) ليس في (م).
[35] قوله: ((أيضًا)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[36] في (ط): ((أخرجاني)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[37] في (ج): ((تكن)).
[38] في (ط) و(ج): ((الحكم)) والمثبت من (م) و(ل).
[39] في (م): ((لايفعل)).
[40] في (ج): ((لا يفعل شيئًا من هذا)).
[41] في (ج) و(م): ((يفعله)).
[42] زاد في (ط): ((مِن الحكمة والله أعلم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[43] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((هو أن)).
[44] في الأصل (ط): ((نسبة)).
[45] زاد في (ج): ((في)).
[46] في (م): ((فإذا)).
[47] قوله: ((فهي)) ليس في (ج).
[48] في (ج): ((أنها)).
[49] في (ج): ((على)).
[50] في (ج): ((شدقه)).
[51] في (ج): ((بينا)).
[52] قوله: ((من عذاب)) ليس في(م).
[53] زاد في (ج) و(م): ((في جهنم))، وزاد في (ل): ((في حقهم)).
[54] في النسخ: ((الآلام)).
[55] في النسخ بالرفع، ولعل المثبت هو الصواب وهو مطابق للمطبوع.
[56] قوله: ((فلأنَّه)) ليس في (م).
[57] العبارة في (م) و(ج): ((وفيه دليل على أنَّ العذاب كما قال تعالى في الجارحة التي كانت بها المعصية في الدنيا تكون:)).
[58] في (ج): ((إخبار له)).
[59] في (ط): ((أنه الكذاب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[60] في النسخ بالرفع، ولعل المثبت هو الصواب وهو مطابق للمطبوع.
[61] في (م): ((له)).
[62] قوله: ((على ماهم فيه)) ليس في (م).
[63] في (ج) و(م) و(ل): ((لأنه)).
[64] العبارة في (م): ((لأنه ◙ لم يخبر أنه رأى أيضا بالأرض المقدسة إلَّا واحدًا)).
[65] في (ج) و(م) و(ل): ((والقدرة)).
[66] قوله: ((أيضًا بالأرض المقدسة)) ليس في (ج) و(م)، وزاد في (ط): ((أو)) والمثبت من (ل).
[67] في (م): ((دفنَ)).
[68] في (م): ((أو فتح)).
[69] في (ج): ((والقدرة)).
[70] في (ج) و(ل): ((عظم)).
[71] قوله: ((من)) ليس في (م).
[72] في الأصل (ط): ((فيلتحم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[73] زاد في (ج): ((إلى)).
[74] قوله: ((غير ذلك)) ليس في (م).
[75] في (م): ((لأنَّه)).
[76] قوله: ((جرحًا)) ليس في (م)، وفي (ج): ((جرح))، وفي (ل): ((ويخرج جرح)).
[77] في (ج) و(م) و(ل): ((فلذلك)).
[78] قول: ((وقوله صلعم)) ليس في (م)، و زاد في (ج) و(م) و(ل): ((إلى)).
[79] في الأصل (ط) و(ل): ((تدهدت))، وفي (ج): ((بدهده)) والمثبت من (م).
[80] قوله: ((إلى هذا)) ليس في (ج) و(م) و(ل)، والعبارة في (م): ((إليه)).
[81] قوله: ((عن)) ليس في (ج).
[82] في (ج): ((يحتاج إلى مشي)).
[83] في (ج): ((يضر به يذهب)) وفي (م): ((يضربه ويذهب)).
[84] قوله: ((إن)) ليس في (ج).
[85] في (ط): ((كبير)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[86] في (ج) و(م): ((الذي قبل من الدليل على أن))، وفي (ل): ((الذي قبل من الدليل على أمور)).
[87] في (ج): ((وعظيم)).
[88] في (ج) و(م) و(ل): ((يؤخذ)).
[89] في النسخ: ((مضطجع)) ولعل الصواب المثبت كما في المطبوع.
[90] زاد في (ج) و(م): ((المنتقم منه)).
[91] في (م): ((لا يقدر)).
[92] في (ط) و(ل) و(م): ((يجلس)) والمثبت من (ج).
[93] في (ج): ((بحبس)).
[94] في (م): ((و)).
[95] في (م): ((بيَّن)).
[96] قَولُهُ: ((قوة)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[97] قوله: ((بين)) ليس في (ج).
[98] قوله: ((في)) ليس في (م).
[99] في (ج): ((وأسفله متوقد)).
[100] في (ج) و(م) و(ل): ((فإذا)).
[101] في (ج) و(م): ((بجرمها)).
[102] في (م): ((تأكيد)).
[103] في (ج): ((عظم)).
[104] في (ج): ((كادوا)).
[105] في (م) و(ل): ((القدرة)).
[106] في (ج) و(م) و(ل): ((واشتد)).
[107] في (م): ((كأنَّه)).
[108] في (ج): ((بخارج)).
[109] قوله: ((فدلَّ بهذه الصفة على عظم حَرِّها)) ليس في (ج) و(م).
[110] في (ج) و(م) و(ل): ((كونه)).
[111] في (م): ((لا تنعكس)) و(ل): ((لأنَّه تنعكس)).
[112] قوله: ((منها)) ليس في (ج) و(م).
[113] الذي في (م): ((حرُّها، رجعوا فيها أي: رجعوا))، و زاد في (ل): ((«فيها» أي: رجعوا)).
[114] قوله: ((تقدم)) ليس في (ج).
[115] قوله: ((وهو)) ليس في (ج).
[116] قَولُهُ: ((من المعذبين)) ليس في الأصل (ط). والمثبت من النسخ الأخرى.
[117] في (ج) و(م) و(ل): ((فالجواب أن نقول هذا كما أخبر)).
[118] في (ج): ((لقوله)).
[119] في (م): ((يطلق من اللغة على وجهين)).
[120] في (م): ((وهناك)).
[121] قوله: ((يخبر)) ليس في (ج) و(م)، وبدله في (م): ((يأتي)).
[122] زاد في (ج) و(م): ((وهي)).
[123] في (ج) و(م): ((حقيقًا وهي أن يحرك))، وفي (ل): ((حقيقيًّا وهي تحرك)).
[124] في (ج) و(م): ((بذكر ما)).
[125] في (ط): ((ترجع عنها)) وفي (ل): ((ترجع عن غيرها))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[126] في (م): ((علمنا)).
[127] في (م): ((المنكر)).
[128] في (ج): ((تلاحقوا)).
[129] في (المطبوع): ((في)).
[130] في (ج): ((لعلمه)).
[131] في الأصل (ط): ((يعودون)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[132] في (ج): ((يشبهوا)).
[133] قوله: ((جدها)) ليس في (ط) وهو مثبت من باقي النسخ.
[134] في (م): ((أمهليني)).
[135] في (ج): ((النار))، وفي (م): ((البرد)).
[136] في (م): ((الحرِّ))، و قوله: ((ولا على أيسـر الحرارة)) ليس في (ج).
[137] في (ج): ((فكيف تقـوى بحرِّ نارٍ))، وفي (م): ((فكيف تقوى لحرِّ نارٍ)).
[138] في (ل): ((نَفْسِي عَلَى الحَرِّ لَا تَقْوَى... فَكَيْفَ عَلَى نَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ)).
[139] في (م): ((قلتُ)).
[140] في الأصل (ط): ((هذا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[141] قوله: ((ما رآه ◙)) ليس في (م)، وبدلها في (م): ((فيه)).
[142] في (ج): ((ينكر)).
[143] قوله: ((فيه)) ليس في (م).
[144] العبارة في (ج) و(م): ((قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عنُ جَرِيرٍ بْن حزام))، وفي (ل): ((قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ بْن حزامٍ)).
[145] في (ج) و(م): ((وعلى وسط)).
[146] في (ج): ((فإذا أقبل)).
[147] في (ج): ((النهر فأراد)).
[148] في (ج): ((وللحذف)).
[149] قوله: ((وقَولُهُ: (كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ) وسكت عن ذكر الرجل وموضعه)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[150] زاد في (م) و(ل): ((قَولُهُ: (كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ) وسكت عن ذكر الرجل وموضعه وإنما سكت هنا أيضًا عنه)).
[151] قوله: ((أولًا)) ليس في (ج).
[152] قوله: ((لأنَّه)) ليس في (م).
[153] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((وهو)).
[154] في الأصل (ط): ((قعود)).
[155] في (م): ((في النهر)). قوله: ((قعودًا لا يتحركون وهذا يخوض في هذا النهر)) ليس في (ج).
[156] قَولُهُ: ((كان)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[157] في (ط): ((وهو)).
[158] قوله: ((به في هذه الدار)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[159] في (ج): ((في الغالب إلا في الذهاب))، وفي (م): ((غالبًا إلا في الذهاب))، وفي (ل): ((في الغالب إلا بالذهاب)).
[160] في (م): ((ثقيلٌ ثخين)).
[161] في (ج): ((المتألم ريحه)).
[162] في (ج) و(م): ((لأنَّ)).
[163] زاد في (ج) و(م): ((ذلك)).
[164] في (م): ((يزيدُ))، وفي (ط) و(ج): ((يزيده)) والمثبت من (ل).
[165] في (ج): ((فتزيده)).
[166] في الأصل (ط): ((لا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[167] في (ج): ((بعض)).
[168] في (ج): ((ذكر النبي)).
[169] في (ج): ((في)).
[170] في (ج) و(م) و(ل): ((الأدلة)).
[171] قوله: ((علم)) ليس في (م).
[172] قوله: ((ونظر في)) ليس في (ط) و(م) والمثبت من النسخ الأخرى.
[173] صورتها في (م): ((فعل)).
[174] قوله: ((ما)) ليس في (ج).
[175] رسمها في (ج): ((قصد)).
[176] قوله: ((فيه دليلٌ على أنَّ هذهِ الدار الأولى كانت الأولى في بعضِ الشجرةِ مِن كونِهم)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[177] قوله: ((أما)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[178] في (ج) و(م) و(ل): ((على هذا)).
[179] قوله: ((وعاد الإدخال)) ليس في (ج) وقوله ((عاد)): ليس في (م).
[180] زاد في (ج) و(م): ((عاد)).
[181] في (م): ((يتحدث)).
[182] في (ج) و(م): ((زائدًا)).
[183] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[184] في (م): ((بالكذب)).
[185] في (ج) و(م): ((ينقسم)).
[186] قَولُهُ: ((مأجور)) ليس في الأصل (ط) وفي (م): ((مندوب)). والمثبت من النسخ الأخرى.
[187] في (ج): ((على)).
[188] في (ج): ((وتتملك)).
[189] قوله: ((قطعًا)) ليس في (ج) و(م).
[190] في (ج) و(م): ((فيتعين)).
[191] قوله: ((بأن تقول أعني تقول لا أعلم، وإن حلفك تحلف وتواري في قلبك)) ليس في (ج) و(م) و(ل).، وفي (المطبوع): ((تُورِّي)).
[192] في (ج) و(م) و(ل): ((الكذب وتقول)).
[193] زاد في (ج) و(م): ((وإن حلفك تحلف وتواري في قلبك بأن تقول أعني بأن هذا))، وزاد في (ل): ((وإن أحلفك تحلف وتواري في قلبك بأن تقول أعني)).
[194] قوله: ((هل)) ليس في (م).
[195] في (ج) و(م) و(ل): ((فإنك لا تعرف في)).
[196] في (ط): ((عليه))، وفي (م): ((المستحلف له)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[197] زاد في (ل): ((له))، وقوله: ((على نية المحلوف)) ليس في (ج).
[198] في (ج) و(م): ((وقد قال)).
[199] في الأصل (ط): ((مسلم بشرط)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[200] أخرجه ابن ماجه ░2620▒ من حديث أبي هريرة.
[201] أخرجه البخاري ░3029▒، ومسلم ░1740▒ من حديث أبي هريرة.
[202] في (ج): ((السنة في ذلك الموطن وإن احتاجوا تبين)) وفي (م) و(ل): ((السنة في ذلك الموطن ويحتاج تبين)).
[203] زاد في (ط): ((لا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[204] في (م): ((فِعْلَهُ)).
[205] في (ج) و(م) و(ل): ((الأمان)) تكرر.
[206] في (م): ((هذا)).
[207] قوله: ((له)) ليس في (م).
[208] قوله: ((أن يلتف فيتمكن منه، أو يقول له: ما بال حزام سرجك محلولًا، تريد أن تريني حسن ركوبك، فإما أن)) ليس في (ج).
[209] قوله: ((أن)) ليس في (ج) و(م).
[210] في (ج): ((يشغل)).
[211] في (ج) و(م) و(ل): ((فمثل)).
[212] في (ط): ((وينسى)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[213] العبارة في (م): ((رفع عن أمتي الخطأ والنسيان)).
[214] في المطبوع: ((ما)).
[215] قَولُهُ: ((أعني في عدمِ الإثمِ وعدمِ الأجرِ فما كان هذا سبيله من جميع الأشياءِ فهو مباحٌ)) ليس في (ط) و(ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[216] في (ط) و(ل): ((يوعدُ)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[217] في (ج): ((يأتي)).
[218] في (ج): ((الكذب)).
[219] في (ط) و(ل): ((أوعدها)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[220] في (ج): ((فقال)).
[221] هو في موطأ مالك 2/989 من حديث صفوان بن سليم.
[222] في (ج) و(م): ((وما يترتب عليه مفسدة))، وفي (م): ((ولا يترتب عليه مفسدة))، وفي (ط): ((ولا تترتب عليها أيضًا مفسدة)) والمثبت من (ل).
[223] في (م): ((قال)).
[224] في (ل): ((افتتح)).
[225] لم نقف عليه عند غير المصنف.
[226] قوله: ((في حديث آخر)) ليس في (ج) و(م).
[227] أخرجه أحمد ░15755▒، وأبو داود ░3635▒، والترمذي ░1940▒ وابن ماجه ░2342▒ من حديث أبي صرمة.
[228] قوله: ((قد)) ليس في (م).
[229] قوله: ((يخبر)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[230] في (ج): ((يخطر)).
[231] العبارة في (م): ((فيحظر لأهل ذلك الموضع)).
[232] في (م): ((طعام)).
[233] قَولُهُ: ((وبلغ البلد وجد السعر ناقصًا عما قيل له فخسر في ماله وتغير حاله وخاطره)) ليس في الأصل (ط).
[234] في (م) و(ج): ((المتعمد للكذب))، وفي (المطبوع): ((المتعهِّد للكذب)).
[235] في (م): ((بما)).
[236] في (ط) و(ل) و(ج): ((يسمى)).
[237] في (ط) و(ل) و(ج): ((كاذبًا)). والحديث أخرجه مسلم ░2607▒: ░105▒.
[238] في (ج): ((الكذبة وهو))، وفي (م): ((الكذبة وهي)).
[239] قوله: ((ذلك)) ليس في (م).
[240] قوله: ((مثل)) ليس في (م).
[241] في (ج) و(م) و(ل): ((يفعل)).
[242] في (ج) و(م): ((إذا)).
[243] في (ج) و(م): ((ذلك)).
[244] في (م): ((به)).
[245] في (ج): ((علمه القرآن)).
[246] في (م): ((العلم إلى الله)).
[247] قوله: ((ترك)) ليس في (م).
[248] في (م): ((فالجواب نقول)).
[249] في (ج) و(م) و(ل): ((له فيه)).
[250] قوله: ((فلا يجب)) ليس في الأصل و(ج) والمثبت من (م)، وفي (ل): ((فلا بحث)).
[251] في (ج) و(م): ((بأنه)).
[252] زاد في (م): ((على)).
[253] في (م): ((فرضيته)).
[254] في (ج): ((يخلفه))، وفي (م): ((فهذا نلحقه)).
[255] في (م): ((به الصغائر)).
[256] زاد في (ط): ((بالصغائر)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[257] في (م): ((قد)).
[258] أخرجه أبو داود ░866▒، وابن ماجه ░1426▒ من حديث تميم الداري.
[259] في (ج) و(م): ((صلاته عذب)).
[260] في (ط) و(ل): ((تسمية العذاب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[261] قوله: ((به)) ليس في (ج).
[262] قوله: ((وقد قال جلَّ جلاله... وأقوم قيلًا)) ليس في (م).
[263] قوله: ((وقد قال جلَّ جلالُه.... والله أعلم)) ليس في (ج).
[264] زاد في (م): ((بعض)).
[265] في (ج) و(ل): ((النوم كان معذورا لقوله))، وفي (م): ((النوم كان كقوله)).
[266] في (ج): ((قدر)).
[267] أخرجه أحمد ░13550▒، ومسلم ░684▒: ░314▒، والترمذي ░178▒، وابن ماجه ░696▒، والنسائي ░623▒ من حديث أنس.
[268] زاد في (ج): ((إلا)).
[269] قوله: ((إن)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[270] في (ج) و(م): ((والانفصال عنه والله أعلم من))، وفي (ل): ((والانفصال عنه من))، و قوله: ((مِن)) ليس في (ط) وهي مثبتة من باقي النسخ.
[271] في (ج) و(م) و(ل): ((وأظهرها)).
[272] وتمام العبارة في (م): ((الثاني منها، وقد تقدم الكلام عليهم وبقيَ وجهًا رابعًا)).
[273] في (ج): ((العمل به الليل)) وفي (م) و(ل): ((العمل في الليل)).
[274] في (ط): ((العذاب على مَن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[275] قوله: ((ذكرهم)) ليس في (ط) و(ل) و(ج).
[276] في (م): ((بعض)).
[277] زاد في (م): ((أيضًا)).
[278] قوله: ((أنَّه)) ليس في (م).
[279] في (ج): ((من نطفة)).
[280] لم نقف عليه.
[281] في (ط) و(ل): ((مجموعهما)).
[282] قوله: ((سكوته)) ليس في (ج).
[283] زاد في (ج): ((سكوته)).
[284] في (ج) و(م) و(ل): ((يكونان مثلهم مثل آل فرعون لعظم)).
[285] في (ج): ((الفكرة)).
[286] قوله: ((فيكون سكوته على هذا الوجه مستدعيًا للفكرة والاعتبار)) ليس في (م).
[287] في (ج) و(م): ((والشيخ)).
[288] في (ج) و(م): ((أن)).
[289] في الأصل (ط) و(ج) و(م) و(ل): ((ومثل كلمة)) والصواب المثبت.
[290] في (م): ((فلأنَّه)).
[291] قوله: ((فكان ذلك)) ليس في الأصل (ط)، و هو مثبت من باقي النسخ.
[292] قوله: ((حوله، فأولاد النَّاس)) ليس في (م).
[293] زاد في (ج) و(م): ((به)).
[294] في (م): ((يكونو خدمًا للمؤمنين)).
[295] في (ج) و(م) و(ل): ((أو ينصرانه)). والحديث أخرجه البخاري ░1385▒، ومسلم بإثر ░2856▒ من حديث أبي هريرة.
[296] زاد في (م): ((به)).
[297] أخرجه أحمد ░16424▒ ومسلم ░1475▒: ░28▒ من حديث الصعب بن جَثّامة.
[298] قوله: ((من)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[299] في (م) و(ل): ((بما)).
[300] في (ج) و(م): ((هل هم من المقطوع)).
[301] هذا القول قالته عائشة ♦ لرسول الله صلعم ينظر مسند أحمد ░24132▒، وصحيح مسلم ░2662▒.
[302] قوله: ((في حقهم عصفور.... قال)) ليس في (ج).
[303] أخرجه البخاري ░6599▒، ومسلم ░2658▒: ░24▒ من حديث أبي هريرة.
[304] أخرجه أبو داود ░4693▒، والترمذي ░2955▒ من حديث أبي موسى الأشعري.
[305] في (م): ((طيِّب)).
[306] زاد في (ج) و(م): ((والأرض الخبيثة)).
[307] في (ج) و(م) و(ل): ((والشباب والشيوخ)).
[308] قوله: ((بلا خلاف)) ليس في (ج) و(م).
[309] قوله: ((الدار)) ليس في (ج).
[310] في (ج) و(م) و(ل): ((لأجل أنها دار الشهداء لم يكن فيها)) بدل قوله: ((فلذلك لم يكن في هذه الدار)).
[311] قوله: ((هذه)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[312] في الأصل (ط) و(ج): ((نوعين)).
[313] في (م): ((شهيدة)) وكذا في الموضع الذي بعده.
[314] أخرجه أحمد ░6599▒ من حديث عبادة بن الصامت.
[315] في (ج): ((أحد في أن الشهادة القتل)) وفي (م) و(ل): ((أحد في أنَّ أعلى الشهادة [وفي (ل): الشهداء] القتل)).
[316] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((وصاحب ذات الجنب)).
[317] أخرجه البخاري ░653▒، ومسلم ░1914▒ من حديث أبي هريرة.
[318] في (م) و(ل): ((فإنَّما المراد)).
[319] في (ج): ((يخبرا)).
[320] في (ج) و(م): ((الإخبار)).
[321] في (ج): ((لجمع)).
[322] في (ج) و(م) و(ل): ((ويخبر بمعناه)).
[323] في (م) و(ل): ((ويكون ذلك في)).
[324] في (ج): ((وتغير الإلتفات إلى الغير)).
[325] زاد في (ل): ((بأول)).
[326] في (ج): ((أولًا ولايمكنهما إلاالجواب له)) وفي (م): ((أولا بأول يمكنهما إلا الجواب له عليهم و)).
[327] قوله: ((إليه)) ليس في (م).
[328] في (ج) و(م): ((ما رأى كان كله بواسطة الملك الذي نزل بالقرآن لأنَّ)).
[329] في (ج): ((لا يدخلهما تأويل)) بدل قوله: ((لا يشك فيهما))، وقوله: ((لايشك فيهما)) ليس في (م).
[330] في (ج) و(م) و(ل): ((مرائيه)).
[331] قوله: ((في ذلك وجوهٌ فمنها)) ليس في (م).
[332] قوله: ((ومنها بحسب معرفتك... إليك)) ليس في (ج).
[333] زاد في (م): ((هو)).
[334] في (ج) و(م): ((ذلك)).
[335] في (ج) و(م): ((استكملت)).
[336] في (ج): ((فيه بحث وهو أن يقال)) وبدون الواو أولها، وفي (ل): ((فيه بحث)).
[337] قوله: ((منهما)) ليس في (م).
[338] زاد في (ج): ((أنه)).
[339] في الأصل (ط): ((فإنه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[340] في (ط) و(ج): ((بقولهم)).
[341] في (ج) و(م) و(ل): ((في)).
[342] قوله: ((من)) ليس في (م) و(ل).
[343] قوله: ((إلا القدر القليل والنذر... المسافة)) ليس في (ج)، و زاد في (ج) و(م) و(ل) قوله: ((التي)).
[344] في (ج) و(م) و(ل): ((دخل وعاين)).
[345] قوله: ((له)) ليس في (م)، وزاد في (ج): ((المسافة إلا القدر القليل والنذر اليسير بالنسبة لما بين الدارين ولما رأى ◙)).
[346] في (ج): ((بعظم المنزلة وكيفيتها بعد)).
[347] قوله: ((من)) ليس في (م).
[348] في (ج) و(م) و(ل): ((بمقتضى)).
[349] في (ج): ((أخر)).
[350] في (م): ((لاينتشر)).
[351] قوله: ((أضدادها فأخرا الإخبار... فكبرت)) ليس في (ج) و(م).
[352] زاد في (ج): ((ما هو أقل منها تأخر الإخبار له عاين ذلك فكبرت)).
[353] قوله: ((أمَّا)) ليس في (م).
[354] زاد في (م): ((فأخر الأخبار له حتى عاين ذلك فكثرت)).
[355] في (ج) و(م) و(ل): ((وساقي)).
[356] في (ج): ((بآخر)).
[357] في النسخ: ((خبره)) والمثبت من (ج).
[358] قوله: ((عليَّ)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[359] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[360] في (ج) و(م): ((ولا يُترك)).
[361] في (ج): ((الشيء)).
[362] في (ج) و(م): ((ولايقع)).
[363] في (ج): ((ورزقني)).
[364] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((هذا مقصود الموالي من العبيد)).
[365] في (ج): ((شيء)).
[366] في (ج): ((وهو لا يخلف الميعاد)) بدل قوله: ((وعد لا يخلف)).
[367] في (ج) و(م) و(ل): ((غيره مني لا يعرف)).