بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الثامنة عشرة

          الرؤيا الثامنة عشرة /
          كان سيّدنا صلعم يأتي منزل عبد الله، ومعه من الصحابة الذين كانوا معه في بيعة حديث ابن الصامت. ثم كأن أصحاب عبد الله اجتمعوا، فيطلب سيّدنا منهم البيعة، من عبد الله، ومن أصحابه. ويبين لكل واحد على ما يبايع، كل واحد بحسب حاله. فالكل بايعوا إلا محمداً الفاسي، طلب منه ثلاثة أشياء: الواحد التصديق بصحة الشرح. فبايع على اثنتين، ولم يبايع على التصديق بصحة الشرح. وقال: لا أكذب. فقال ◙ : أبعد هذه المرائي كلها لا تصدق؟ فالظاهر منك أنك لا تصدق حتى يبينه لك ذلك العالِمان، ثم إنه ◙ يبين تلك الوجوه التي ذكرت في حديث (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل)(1) ويستحسنها، ويقول: مثل هذا يكون فيه خلل؟ ولو كان فيه فكيف يجعل الله منه حَسناً، ومنه مصطفى، وكيف يعجبني ويكون فيه خلل؟


[1] رقمه 34.