بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا السادسة

          الرؤيا السادسة
          كان يراها ذلك الشخص الذي سمّاه رسول الله صلعم / ، في الرؤيا التي قبل، الذي قال في حقه: (وستأتيك الزيادة في ذلك من فلان) قال: كأنه رأى رسول الله صلعم في منزل ابن أبي جمرة وفيه حسن وجمال، وبعض الأصحاب يتكلم مع رسول الله صلعم في حديث ابن الصامت(1).
          فبينما هم كذلك إذ طلعت من بينهم أترجة لها كبر عظيم، وحسن كذلك. فقال رسول الله صلعم : هذا الشرح ليس فيه نقد لمنتقد ولا ردّ بحجة قائمة. وبعض فقهاء هذا الزمان المشتغلين بعلم الكلام والعلوم الفاسدة يقول: لا أسلّم إلا بحجة قائمة. ثم يقول لعبد الله بن أبي جمرة: الناس في هذا الشرح على ثلاثة أقسام:
          من صدّق به وعمل به، لا يعلم أحد ما له.
          ومن صدق به أو كان عنده، فأنت يوم القيامة وسيلته إلى الله تشفع فيه وتدخله الجنة، ومن لم تعرف منهم أو كان بعدك إلى يوم القيامة فالله يعرّف بينك وبينهم يوم القيامة، وأنت وسيلتهم إلى الله تعالى.
          ومن كذّب به، وإن كنت في الدنيا تصحبه، وهو قريب منك، فهو أبعد الناس من الله يوم القيامة ومنك، ولا تناله شفاعتي. فإنك جمعت فيه الإيمان والإسلام وسنتي وسنة أصحابي والتابعين. فمن كذب به كمن كذب بما جئتُ به، ولا ريب.


[1] الحديث 3.