بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه

          27- (عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(1)(2) : أَنَّ النَّبِيَّ صلعم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ(3) فَحَكَّهُا بِيَدِهِ...(4)) الحديث. [خ¦405]
          ظاهرُ الحديثِ كراهيَةُ النُخامَةِ(5) في القِبلةِ للمُصلِّي وجوازُها تحتَ القَدَم وعن اليسارِ وفي طَرَفِ الرداءِ، وحكُّها فيهِ، والكلامُ عليهِ مِن وجوهٍ:
          منها: (رؤيتُهُ ◙ النُّخامَةَ في القِبلةِ)، فيهِ(6) دليلٌ على أنَّه ◙ عندَ دخولِه المسجدَ كانَ يتصفَّحُه بالنَّظرِ يمينًا / وشمالًا وأمامًا، ولولا ذلكَ ما كانَ(7) يراها، ولو كانَ مشغولًا بما هوَ فيهِ مِن الحضورِ والتَّرقِّي(8) لَمَا رآها(9).
          وفيهِ مِن الفقهِ أنَّ نَظَرَهُ ◙ للمسجدِ(10) على طريق التعظيمِ لهُ لكونِه مَنسوبًا إلى المولى الجليلِ ومَحبُوسًا على عبادتِه، وهو أيضًا مما تحتَ إيالتِه، وهو يُسأَلُ عنهُ(11)، فإنَّ كلَّ(12) ما يكونُ الشخصُ يتصرَّفُ فيهِ مِن مالٍ أو أهلٍ(13) أو وجهٍ مِن وجوهِ التصرُّفاتِ كانت المنفعةُ في ذلكَ تعودُ عليهِ أو ذلكَ ممَّا تُعبِّد بهِ، أَعنِي أنَّه(14) هوَ الذي يَنظرُ فيهِ مِن طريقِ ما كُلِّفَهُ والمنفعةُ فيه(15) عامَّةً، مثل وجوبِ(16) النظرِ على الإمامِ(17) في شأنِ المساجدِ والطُرقاتِ وما أشبهَ ذلكَ، والمَنفعةُ فيها عامَّةٌ، وقد قالَ الله ╡ في شأنِ المساجدِ: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور:36]، قالَ العلماءُ: رفْعُها صِيانَتُها، ورفعُها وصيانَتُها(18) توجِبُ(19) النظرَ لها والتأمُّلَ لئلَّا يَلحَقَها خللٌ، وسيِّدنا صلعم المُشرِّعُ لذلكَ، فهو أحرَصُ الناسِ على ذلكَ، فظهرَ ما وجَّهناهُ، ويَزيدُ ذلكَ تَخصيصًا(20) قولُه صلعم : «عُرِضَتْ عَلَيَّ أجورُ أُمَّتي حتَّى القَذَاةُ يُخرِجُها الرجلُ مِنَ المسجدِ». وهذا مما يُحرِّض على النظرِ إليهِ(21) والاهتمامِ بهِ، فإنَّه لا يُرى ذلكَ المقدارُ إلا بنظرٍ وتأمُّلٍ.
          ويترتَّبُ على هذا مِن الفقهِ أنَّ الإمامَ إذا دخلَ المَسجدَ(22) يلتفتُ إليهِ بنيَّةِ الاهتمامِ بهِ وكرامتِه(23) أن يَحدُثَ(24) فيهِ حَدَثٌ فيكونُ مأجورًا على ذلكَ، أو أنْ(25) يُلقَى بهِ أذًى فيزيلَه، فهي نيَّةُ خيرٍ ومَن نوى نيَّةَ خيرٍ كانَ عليها مأجورًا(26)، فكيفَ إذا كانَ ذلكَ موافقًا لفعلِه صلعم ؟
          وهل يكونُ ذلكَ مطلوبًا لربِّ المنزلِ / لكونِهِ مسترعًى عليه؟ فبالعلَّةِ التي علَّلْنا أولًا يكونُ ذلكَ؛ لأنَّ(27) البابَ واحدٌ، لكنْ في المساجدِ آكدُ لتعظيمِها، فإنَّها مِن الشعائِرِ، وتعظيمُ الشعائرِ مِن التقوى بمُقتضى الكتابِ، ولا يكونُ تعظيمُها كما يُعظِّمُ(28) أهلُ الكتابِ كنائِسهم وبِيَعَهم بالبناءِ(29) والزَّخرفَةِ، فقدْ جاءَ نهيُهُ صلعم عن ذلكَ وجعلَهُ مِن شروطِ الساعةِ، وقد ظهرَ في زمانِنا ذلكَ يزخرفُونَها(30) بالمباني والكسواتِ ثم يَرِدُونَها(31) للجباياتِ والأكلِ واللَّغَطِ والبيعِ والشراءِ، وهذا بضدِّ ما كانَ عليهِ صلعم والخلفاءُ بعدَه والسَّادةُ بعدَهم.
          وهنا بحثٌ: لمَّا(32) أنكرَها لكونِها في القبلةِ(33)، هل يجوزُ إذا كانَتْ في الجدارِ الذي(34) ليسَ في القبلةِ؟ وهل(35) يجوزُ(36) لغيرِ المُصلِّي وإن كانت ليست في جدارٍ(37) ؟ فالجوابُ عنِ الأوَّلِ: إن جعلنا التعليلَ الذي علَّلَه صلعم (38) في القبلةِ بأنْ قالَ: (إنَّه يُناجِي رَبَّه)، أنها العلَّةُ في الكراهةِ فهوَ يقتضي الجوازَ في غيرِ القِبلَةِ(39)، وأنَّ قُلنا:(40)العلَّةُ ما جعلَ اللهُ ╡ للبيوتِ التي نسبَها إلى نفسِه مِن التعظيمِ، وهذا معروفٌ مِن الكتابِ والسنَّةِ والإجماعِ، فيكونُ ما علَّلَهُ ◙ للقبلةِ(41) زيادةٌ في الاحترامِ، وهو الأظهر.
          يُؤيِّدُ ما قلناهُ(42) قولُه ◙ : «(43)النُّخامَةُ في المسجدِ خطيئَةٌ وكفَّارتُها دَفْنُها». وهذا عامٌ في جميعِ أجزاءِ(44) المساجدِ كلِّها مِن حائطٍ وأرضٍ وغيرِهما، وهو الجوابُ في المَسألتَيْنِ المُتقدِّمَتينِ.
          ولهذا المعنى لمَّا أنْ رأى(45) بعضُ المُبارَكينَ شخصًا يبزُقُ(46) في المسجدِ، فقالَ لهُ: لا تَأثَمْ، فجاوبَه الفاعلُ: كفارتُها دَفنُها، فقالَ لهُ ☺: أنا(47) أَنْهاكَ عنِ المَعصيةِ، وأنتَ تُجاوبُني بالكَفَّارةِ، تَركُ الذَّنبِ خيرٌ مِن طَلَبِ المغفرةِ(48).
          وقد رأيتُ بعضَ العلماءِ الذينَ يُقتدَى بهم / في العلمِ والفَتْوى(49) يكرهُ أنْ يَبصُقَ في المسجدٍ في هدفٍ كانَ(50) بقُربِ المَسجِدِ ولم يكنْ ذلكَ مِن رِحابِ المسجدِ ولا فَنَائِهِ، وكانَ هو قاعدًا(51) في آخرِهِ لكونِه يبتدئُ البصاقَ في المسجدِ، وإنْ كانتْ تلكَ النُّخامَةُ لا تقع فيه خيفَةً مِن ذلكَ الشيءِ اليسيرِ الذي لا يَنْفَكُّ يخرجُ معها غالبًا مثلَ رؤوسُ الإِبَرِ، وقد يكون يقعُ في المسجدِ ولا يصِلُ حيث تَصِلَ النُّخامَةُ، فأعجبني ذلكَ الاحترامُ منهُ، وفي الحديثِ الذي أوردْنَاهُ شاهدٌ(52) على المنعِ.
          وهنا بحثٌ، وَهُوَ: لِمَ قالَ: (دَفْنُها)، ولم يقلْ: (تغطيتُها)؟ فالجوابُ عنه: لو قال: (تغطيتُها)، لكانَ الضررُ يبقَى بها أكثرَ، بدليلِ أنَّه إذا غطَّاها وخرجَ جاءَ غيرُه فربَّما قعدَ على موضعِها ويسجدُ عليها فيلحَقُه منها(53) بللٌ في ثوبِهِ، وكذلِكَ في وجهِهِ، وأكثرُ الناسِ لا يحملُ(54) ذلكَ، وربما يكونُ(55) ذلكَ سببًا أن تقعَ(56) لهُ كراهيةٌ في المسجدِ، وقد يتخلَّفُ(57) عنه، وقد جاءَ أنَّ الذي قلبُه متعلِّقٌ بالمساجدِ مِن السبعةِ الذينَ(58) يُظلُّهم اللهُ تحتَ(59) عرشِهِ يومَ القيامةِ(60)، وكيفَ يكونُ حالُ مَن تقعُ له(61) كراهيةٌ؟ يخافُ(62) عليه.
          وفيه(63) عِلَّةٌ أُخرى: ربَّما في أيَّامِ الحرِّ إذا كَثُرتْ قد يتولَّدُ منها رائحةٌ إذا كانتْ مغطاةً تغطيةً يسيرةً يُتأذَّى بها، وقد نُهينَا أن نَدخُلَ المسجدَ برائحةٍ قذرةٍ، وربَّما قد تَجْمعُ(64) لتلكَ الرائحةُ الذُّبابَ، واجتِماعُهُ ممَّا يُتأذَّى به فيَتَضَاعفُ(65) الضررُ بذلكَ أكثرَ ممَّا كانَ أولًا، وقد تَكبُرُ مِن أجلِ ذلكَ الخطيئةُ وصاحبُها لا يشعرُ، وإذا كانَ الدفنُ(66) فلا يقعُ بهِ هذا الضرر(67)؛ لأنَّ الدَّفْنَ قدْ عُلِمَ بالعُرفِ أنَّه المتعمَّقُ(68) في باطنِ الأرضِ وإكثارُ الترابِ على(69) الشيءِ المَدفونِ، فإنَّه بإكثارِ / الترابِ على الشيءِ المَدفونِ(70) يندفعُ مادةُ إيذائِهِ(71)، ويكونُ كثرةُ(72) الترابِ عليهِ بحسبِهِ مِن كِبَرِ جُرمِه(73) أو سَيلانِهِ(74)، فإذا كَثُرَ عليهِ الترابُ انقطعتْ مادةُ الرائحةِ ومادةُ البللِ الذي يكونُ فيهِ وغيرِ ذلكَ من المُستَقذَراتِ، وبقي(75) وجهُ الأرضِ على حالِهِ من الحُسنِ والطهارةِ، فلهذِهِ العلَّةِ _والله أعلم_ أخبرَ صلعم (بدفنِها) ولم يقلْ (يغطِّيها)، وهذا الدفنُ إذا كانَ المسجدُ(76) تُرابًا رِخوًا أو رَملًا، وأمَّا(77) إنْ كانَ أرضًا صلبةً أو مُبلَّطةً أو بحَصيرٍ(78) فمَمنوعٌ لعدمِ التكفيرِ وهوَ الدفن.
          قولُه: (وَحَكَّهَا بِيَدِهِ) فيه مِن الفقهِ وجوهٌ:
          منها : الدليلُ على تواضُعِهِ صلعم للهِ جلَّ جلالُه(79).
          ومنها : أنَّهُ أكبرُ(80) في النهيِ وأبلغُ في احترامِ المساجدِ.
          ومنها : أنَّ الفاعلَ للبِرِّ لا ينبغِي أن يزهدَ في شيءٍ منهُ؛ لأنَّه إذا كانَ إخراجُه مثلَ القذَاةِ يكونُ مأجورًا(81) فيهِ، فكيفَ بمثلِ هذهِ(82)؟ ومثلُ هذا ذُكِرَ عن بعضِ الصحابةِ أنَّ ابنًا(83) وأبَاهُ تقارعَا على مَن يخرج مع سيِّدِنا(84) صلعم منهما في بعضِ غزواتِه، فخرجَتْ قُرعَةُ الابنِ، فقالَ لهُ الأبُ: آثِرْني بها يا بُنيَّ، فقالَ لهُ: الجنَّةُ هذهِ يا أباهُ، لا أُوثِرُكَ بها، فخرجَ فاستُشْهِدَ بينَ يدي رسول الله صلعم.
          ومنها أيضًا الحثُّ على تَكسُّبِ الحسناتِ وإنْ كانَ صاحبُها مَلِيًّا منها(85)، وقد قالَ مولانا جلَّ جلالُه: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6]، قالَ بعضُ العلماءِ في معناهُ: أي تَضعُفُ(86) عنِ الخيرِ، وتقولُ(87): معي ما يكفينِي، والخطابُ له ◙ (88) الذي هو الشفيعُ، فكيفَ للمسكينِ الذي يَطلبُ الخلاصَ، وهو كما هو(89).
          وقولُه: (وَرُئِيَ منهُ كَرَاهِيَةٌ، أو رُئِيَ(90) كَراهِيَتُهُ لِذلِكَ(91)) هذا(92) شكٌّ مِنَ الراوي لِمَا رأَى مِن قرائنِ الأحوالِ التي تدلُّ / على أحدِ المُحتَملاتِ أو تنبيهٌ منهُ على مجموعِها؛ لأنَّهُ احتَمَلَ الأمرُ ثلاثةَ أوجهٍ(93)، ويترتبُّ على كلِّ وجهٍ منها وجهٌ(94) مِن الفقهِ، والوجوهُ:
          (أحدُها): أن يكونَ وجدَ(95) صلعم (96) الكراهِيَةَ لذلكَ فرئيت في وَجْهِهِ(97)، ويترتَّب على ذلك مِن الفقهِ أنَّ المُؤمِنَ إذا رأَى مكروهًا تغيَّرَ لذلكَ، ويكونُ تغيُّره(98) بقدرِ إيمانِهِ، فلمَّا كانَ سيِّدُنا صلعم أكثرَ الناسِ إيمانًا تغيَّر مِن ذلكَ المَكروهِ حتى رُئِيَ في وجهِهِ(99).
          وهنا بحثٌ: هل كانَ ذلكَ التغيُّرُ(100) لِمَا انْتُهِكَ مِن حُرمَةِ القِبْلَةِ كما علَّلَهُ ◙ ؟ أو لِمَا يترتَّبُ على فاعلِهِ مِنَ الإثمِ؟ وكانَ(101) صلعم قدْ طُبِعَ على الرَّحمةِ(102) للعالمِ(103) كافَّةً لقول اللهِ ╡ له ◙ (104): {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ(105) عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر:8]، فكيفَ على المؤمنينَ؟ أو على مجموعِهما؟ وهو الأظهرُ.
          ومثلُ ذلكَ ينبغِي للمؤمنينَ أنْ يتغيَّروا عندَ انتهاكِ حُرَمِ اللهِ ╡ ، وعندَ النَّوائِبِ التي تطرأ على أحدٍ مِنَ المُؤمنينَ، وآكدُها ما يكونُ(106) في الدِّينِ لأنَّها الخسارةُ العُظمَى، فكيفَ بمجموعِهما(107)؟
          وفي(108) مثلِ هذهِ الصفاتِ المباركةِ فاق(109) أهلُ الصوفَةِ غيرَهم، يُروَى مِن(110) مثلِ هذا أنَّ بعضَهم(111) كانَ لهُ شريكٌ في بعضِ الأشياءِ فطلبَهُ يومًا، فقيلَ لهُ: إنَّه على مُخالفَةٍ، فقالَ: وهكذا(112) يكونُ وأنَّا حيٌّ، فتوضَّأَ ودخلَ الخَلْوَةَ، وعَهِدَ أنَّهُ لا يخرجُ حتى يُشفِّعَهُ اللهُ ╡ (113) فيهِ، فلمَّا فرغَ ذلكَ(114) مِن مخالفَتِهِ قِيلَ لهُ: إن شريكَكَ يطلبُكَ، فأتاهُ، فقِيلَ لهُ: إنهُ(115) دخلَ الخَلوَةَ مِن أَجلِكَ وما كنتَ عليهِ، فقالَ لهم: قولُوا لهُ يَخرُجُ، فواللهِ ما أَعودُ(116) لها، وتابَ وحَسُنَ حالُه(117).
          واحتَمَلَ / أنْ يكونَ(118) أَظهرَ الكراهيةَ(119) لذلِكَ مِن أجلِ قوَّةِ الزجرِ، وأنَّ ذلكَ مِن إعلامِ الدينِ، فيلزَمُ على ذلكَ إظهارُ الكراهيةِ(120) عندَ رؤيةِ شيءٍ مِن المكروهاتِ، وهيَ السنَّةُ، واحتَمَلَ وجهًا ثالثًا؛ وهو أنَّه وجدَ الكراهِيةَ(121) بوضعِ الطبعِ المُبارَكِ، وتعمَّدَ الزيادَةَ فيها ليَقتدِيَ بهِ مَن وَجَدَها ومَن لم يجد(122)، وهو أَظهرُ الوجوهِ.
          ويترتَّبُ على ذلكَ مِن الفقهِ أنَّ وجودَ الكراهيةَ لذلِكَ مِن علامةِ(123) الإيمانِ، وقد نصَّ صلعم على ذلكَ في الحديثِ في تغيير المُنكَرِ، فقالَ عندَ عَدَمِ الاستطاعة: ((فَمَنْ لمْ يَستطِعْ فبقلبِهِ(124)، وهو أَضعَفُ الإيمانِ)). وتكونُ(125) الزيادةُ فيهِ سنَّةً واقتداءً بهِ صلعم، ولأجلِ هذا أشارَ الراوي كما تقدَّمَ.
          وقولُه (وشِدَّتِه عليهِ) هذا(126) الضميرُ يعودُ على الفاعلِ لها أو على فعلِ المكروهِ نفسِه(127).
          وقولُه: (إِذَا قَامَ يُصلِّي فَإِنَّمَا يُناجِي ربَّهُ، أو ربُّه(128) بَينَهُ وبينَ القِبْلَةِ) الشكُّ هنا(129) مِنَ الراوي، فعلى القولِ بالمُناجاةِ(130) فمَا هِيَ هنا؟ لأنَّ المناجاةَ(131) لغةً(132): كلامُ سرٍّ بينَ اثنينِ فصاعِدًا، وهنا المتكلِّمُ واحدٌ، فكيفَ تكونُ المناجاةُ؟! وقد بيَّنَ هذا المعنى بعضُ السادةِ المُتَّبعِين على لسانِ العلمِ والسنَّةِ، فقيلَ لهُ: كيفَ حالُكَ؟ فقالَ: بخيرٍ، أنا بينَ أمرينِ في العبادةِ، فتارَةً أُناجِي مَولايَ بدعائِي وتسبيحِي، وتارةً يُناجيني بتِلاوَةِ(133) كتابِهِ، فأنا القارِئُ وهوَ المُخاطِبُ لي.
          وفي هذا الوجهِ _أَعني قولَ سيدِنا صلعم : (فإنَّما يُنَاجِي ربَّهُ)_ دليلٌ لأهلِ السنَّةِ الذينَ يقولونَ: إنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، وإنَّ القراءةَ(134) كلامُ القارئِ، والمتْلُوُّ كلامُ اللهِ ╡ (135)، والصِّفَةُ لا تُفارِقُ المَوصوفَ، فعلى هذا تكونُ الصلاةُ مُناجاةً / حقيقةً، فإنَّها مُشتمِلَةٌ على قِراءةٍ وتسبيحٍ ودعاءٍ، فالتسبيحُ والدعاءُ مِنَ العبدِ إلى الربِّ(136)، والقِراءَةُ مِن الربِّ إلى العبد(137)، ولهذا المَعنى يقولُ أهلُ الصفاءِ والأَحوالِ المباركةِ: إنهم إذا تلوا بالحضورِ(138) خرجوا بقوةِ اليقينِ والتصديقِ عن حركاتِ الحروفِ وسمعوا بغيرِ واسطةٍ، وهذا لا يعرِفُهُ إلَّا أهلُ الذوقِ الذينَ سلكوا على حدودِ(139) السُّنَّةِ، وقليلٌ ما هُمْ.
          وأما الوجهُ الثاني وهو قولُه صلعم : (رَبُّهُ بَينَه وبينَ القِبْلَةِ)، فهذا دليلٌ على أهلِ التجسيمِ والحُلولِ أنَّ دعواهُم باطلةٌ، وأنَّ الحُلولَ والتحيُّزَ في حقِّه تعالى مُستحيلٌ، فإنَّه(140) لو كانَ جلَّ جلالُه كما زعموا _تعالى اللهُ عن ذلكَ عُلوًّا كبيرًا_ بالحُلولِ على العرشِ، فكيفَ يكونُ هناكَ ويكونُ بينَ المُصلِّي وبينَ قِبلتِهِ؟ وكم مِنَ المُصلِّينَ في الزمنِ الفَرْدِ في أقطارِ الأرضِ مُختلفينَ مُتباينينَ مِن جِهتَينِ؛ مِن جهةِ التباعُدِ وتَضَادِّ الأقطارِ؟ فيلزَمُ على ذلكَ تَعدَادُهُ أو تَجزُّؤُهُ(141)، وهذا مُحالٌ بالإجماعِ منَّا ومنهم، فلم يبقَ إلا التأويلُ، فكما نتأَوَّلُ هنا نتأَوَّلُ(142) في غيرهِ من الآثارِ والآيِ.
          فنَرجِعُ الآنَ لِمَا(143) فيهِ مِنَ الفائدةِ(144) _أعني في هذا اللفظ، وهو قولُه: ((145)بَينَهُ وبَيْنَ القِبْلَةِ)_: هذهِ الكِنايةُ تُنبِئُ عن قُرْبِ خيرِ المولى جلَّ جلالُه إلى المُصلِّي وعِظَمِ إحاطَتِه بهِ؛ لأنه إذا كانَ ما(146) بينَه وبينَ القِبلَةِ لم يغبْ عنهُ مِن حركاتِهِ ولا سكنَاتِهِ شيءٌ، كما قالَ تعالى: {وَنَحْنُ(147) أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16]، كنايةً أيضًا على أنَّ(148) إحاطَتَهُ بالأشياءِ(149) جلَّ جلالُه جُزئياتِها وكليَّاتِها على قربٍ أو بعدٍ أوسرٍّ أو علانِيةٍ على اختلافِ العوالِمِ على حدٍّ / واحدٍ لا يغيبُ عنهُ سبحانه منها شيءٌ(150).
          وفيهِ من الحكمةِ أنَّ العِبادةَ لمَّا كانتْ مِن مُحدَثٍ متحيِّزٍ، والمَعبودُ غيرُ متحيِّزٍ ولا مُحدَثٍ، فلا يُمكِنُ للمُتحيِّزِ الفانِي التَّساوي ولا القُربُ مِنَ الجليلِ القديمِ غيرِ المُتحيِّزِ، وهو الغنيُّ عن عبادةِ العَابدينَ، وهمُ المُحتاجونَ إليهِ وإلى خدمتِه، أَقامَ لهم أَعلامًا(151) للتعبُّد مُحدثةً(152) مِن جِنسِهم ونسبَها إلى ذاتِه الجليلةِ تَشريفًا ورِفعةً لها ولعبادِهِ، وقَبِلَ ذلكَ مِنهم ورضي بهِ عنهم، ولذلكَ قال تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115]، وذلكَ(153) لمَّا حُوِّلتِ القِبلةُ مِن بيتِ المَقدِسِ إلى الكعبةِ، وقد كانَ ماتَ ناسٌ ممن صلَّى إلى بيتِ المَقدِسِ ولم يلحق الصلاةَ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ، فشقَّ ذلكَ على أهليهم(154) لِمَا غلبَ على ظُنونِهم مِن أنَّ الجدارَ هو المَقصودُ، فأَنزلَ اللهُ ╡ : {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115]، معناه: حيثُما قصدتموه بالتعبُّدِ والامتثالِ وجدتموهُ يتفضَّلُ عليكم ويَقبَلُ أعمالَكم ويُحسِنُ الجزاءَ عليها، فلما نُسِبَتْ تلكَ الجهةُ(155) إليه ╡ وجبَ(156) بمُقتضَى الحِكمةِ أو نُدِبَ(157) أن تُحْتَرمَ أشدَّ الحُرمَةِ مِن أجل ما أُضيفَ(158) إليهِ، ولذلكَ قال بعضُ المحبِّينَ(159):
وما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلبِي                     ولكنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا
          فحبُّ مَخلوقٍ لمخلوقٍ مِن أجلِ حلولِ مَحبوبِه في تلكَ الديارِ(160) عظَّمَ الديارَ، فأهلُ التحقيقِ مِن أجلِ الإضافةِ التشريفيَّةِ عظَّمُوا كلَّ عَلَمٍ مِن أعلامِ تلك الإضافة العَليَّة، ولذلكَ كانَ أهلُ المُعاملاتِ يتنعَّمونَ بأنواعِ العباداتِ كما يتنعَّمُ أهلُ الدنيا بالشهواتِ، ولمَّا(161) كانَ / المسجدُ مِن أجَلِّ الحُرمَةِ(162) التشريفيَّة وقعت الكراهيةُ والمَنعُ، ولو كانَ غيرَ ذلكَ لكانَ الحدُّ الضربُ أو القتلُ(163)، وهذا المعنى أيضًا تأكيدٌ للحُجَّةِ التي أوردنا قبلُ على أهلِ التَّحيُّزِ(164) والحُلولِ، تعالى اللهُ عن ذلكَ عُلوًّا كبيرًا.
          وقولُه: (عَن يَسارِهِ) فيه دليلٌ على أنَّ حُرمةَ اليَمينِ مُستَصْحَبَة في كلِّ الوجوهِ.
          وقولُه: (أو تَحتَ قَدَمِهِ)(165) أيضًا دليلٌ على ترفيعِ(166) اليدِ على القدمِ إذْ لم يقلْ: (أو في يده).
          وقولُه: (ثمَّ أَخَذَ طرفَ رِدَائِهِ فبَزَقَ فيهِ وَرَدَّ بَعضَهُ عَلَى بَعضٍ، قالَ: أو(167) يَفعلُ هَكَذا) فيهِ وجوهٌ مِنَ الفقهِ:
          منها: الدليلُ على طهارةِ النُّخامةِ لكونهِ ◙ جعلَها في ردائِه وأمرَ المُصلِّي(168) أن يفعلَه، وإنما منعَها مِن القِبلةِ(169) لأنَّها مما تُستقذَر(170)، وليسَ يَلزمُ أنَّ كلَّ ما يُستَقْذَرُ(171) نَجِسٌ.
          وفيهِ رَدٌ على الذينَ يقولونَ: إنَّ كلَّ ما تَستقذِرُهُ(172) النفسُ حرامٌ، واحتجُّوا بالآيةِ(173) وهي قوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:157]، وهذا حجَّةٌ عليهم.
          وفيه التسويةُ بينَ الثلاثةِ وجوهٍ المذكورةِ؛ لأنه خُيِّرَ فيها إلا(174) أنَّه إذا كان الاثنانِ(175) بتلكَ الشروطِ المذكورةِ قُبِلَ، وإلا فلمْ يبقَ إلَّا طرفُ الرداء(176) ليس إلَّا.
          وهنا بحثٌ: هل يَفعلُ ذلك _أعني(177) جَعلُها في الرِّداءِ_ دونَ طيٍّ عليها وحَكِّها(178)؟ فنقولُ: لا يَنبغِي ذلكَ(179) لوجهينِ؛ (أحدُهما) _وهو كافٍ_ فِعلُه ◙ (180) ذلكَ، فإنَّه جاءَ على وجهِ التعليمِ، (ووجهٌ آخَرُ) أنَّه(181) إذا لم يفعلْ ذلكَ جاءَ(182) البحثُ فيهِ كالبحثِ في الدَّفنِ سواءٌ، بل هذا أشدُّ؛ لأنه(183) يلحقُ للشخصِ(184) منه مُثْلَةٌ في زيِّه وهي ممنوعةٌ، ويَستقذِرُهُ مَن يراه، وقد يُتَأذَّى به، وإذا فعلَ كما فعلَ(185) ◙ لم يبقَ لها أثرٌ، وكانت مثلَ الدفنِ سواءً فذهبَ / أثرُها.
          وهل يكونُ ذلكَ في(186) الرداءِ ليسَ إلَّا؟ فالجوابُ: لا فرقَ بين الرداءِ وغيرِه منَ الثيابِ، وليسَ أيضًا كلُّ الناسِ يجدُ الرِّداءَ، والفائدةُ إذا فُعِلَتْ _في أيِّ الثيابِ فُعِلَتْ_ فقدْ حصلَتْ.
          وهنا بحثٌ: لم فعلَ ◙ هذا بردائِه، وحينئذٍ قالَ: (أو يفعلُ(187) هكذا) ولم يقلْهُ دونَ فعلٍ؟ فالجوابُ: أنَّه ◙ فعلَ(188) ذلكَ ليُبيِّنَ كيفيَّةَ الفعلِ؛ لأنَّ التعليمَ بالفعلِ(189) والمِثالِ أبلغُ من(190) القولِ وَحْدَهُ. ويترتَّبُ على ذلكَ(191) من الفقهِ حُسنُ المُبالغةِ في التعليم، وهو مِن السُّنَّةِ.
          ولوجهٍ آخرَ وهوَ أنه لو قالَ ذلكَ(192) ◙ ولم يفعلْ(193) لكانَ بعضُ الناسِ يعافُ ذلكَ(194) أو يعيبُه، ففِعْلُه ◙ ذلكَ يُذهِبُ هاتَين(195) العلَّتينِ، ويترتَّبُ على ذلكَ مِن الفقهِ أنَّ التقبيحَ والتحسينَ إنَّما هو بالشرعِ لا بالعقلِ.
          وفيه دليلٌ على أنَّ رميَ النُّخامَةِ خيرٌ مِن بلعِها، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أمرِهِ ◙ برميِها(196) على أحدِ تلكَ الثلاثةِ وجوه(197)، فلو كانَ بلعُها أحسنُ(198) لقالَ: (أو يبلعْها).
          لكنْ بَقِيَ هنا بحثٌ آخرُ: هل يكونُ بلعُها ممنوعًا أو مكروهًا(199)؟ فإن قُلنا: إنَّ الأمرَ بالشيءِ نَهيٌ عن ضدِّه وإنَّ النهيَ يعودُ على فسادِ المَنهيِّ عنه فيكونُ بلعُها حرامًا، ويكونُ فيه حُجَّةٌ لمن يقولُ: إنَّها تفطِّرُ الصائمَ، وإن قلنا: إنَّ النَّهيَ لا يعودُ على فسادِ المنهيِّ عنه فيكونُ بلعُها مكروهًا، وهل يكونُ بلعُها مُفسِدًا للصومِ أم لا؟ موضعٌ يقتضي(200) الخلافَ، والله الموفِّقُ للصوابِ.


[1] قوله: ((بن مالك)) ليس في (ل) و(ف).
[2] قوله: ((☺)) ليس في (ف)..
[3] زاد في (ل): ((فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ، فَبَصَقَ فِيهِ ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا)).
[4] زاد في (ج) و(ف): ((وَرُئِيَ منهُ كَرَاهِيةٌ لِذَلِكَ وَشِدَّتُهُ عَليهِ، وَقَالَ: ِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنِّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ أَوْ رَبُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَلَا يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَيَبْزُقُ فِيهِ، وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا)).
[5] في (ل): ((النخام)).
[6] في (ف): ((وفيه)).
[7] في (م): ((لم يكن)).
[8] في (م) و(ل): ((الترفي)).
[9] في (ط) و(ج) و(م): ((رآه)).
[10] في (م) و(ل) و(ف): ((المسجد)).
[11] قوله: ((وهو يسأل عنه)) ليس في (م).
[12] في (ف): ((فإن كان)). و في (ص): ((وإن كل)).
[13] في (ج): ((وأهل)).
[14] قوله: ((أنه)) ليس في (م).
[15] في (ط) و(ج): ((ما كلفه فيها)).
[16] قوله: ((وجوب)) ليس في (ل).
[17] في الأصل: ((الأيتام)) والصواب المثبت من النسخ الأخرى.
[18] قوله: ((ورفعُها وصيانَتُها)) ليس في (م).
[19] في (ل): ((ما يوجب)).
[20] في (ج) و(ل): ((تحضيضاً)).
[21] في (ل): ((عليه)).
[22] زاد في (ل) و(ف): ((أن)).
[23] في (ل) و(ف): ((وكرامة)).
[24] في (ج): ((وكراهة أن لا يحدث)).
[25] في (ل): ((وأن)).
[26] قوله: ((أو أنْ يُلقَى بهِ أذىً فيزيلَه، فهي نيَّةُ خيرٍ ومَن نوى نيَّةَ خيرٍ كانَ عليها مأجوراً)) ليس في (م).
[27] قوله: ((يكونُ ذلكَ؛ لأنَّ)) ليس في (م)، وقوله: ((لأن)) ليس في (ل) و(ف).
[28] في (م): ((تعظم)).
[29] في (ل): ((بالبنيان)). وفي (ف): ((كالبنيان)).
[30] في (ج): ((فزخرفوها))، وفي (م): ((فوجد)). وبعدها في (ل) و(ف): ((في المباني)).
[31] في (ج): ((ويرونها)).
[32] في (ط) و(ج) و(ف): ((هل لما)).
[33] قوله: ((لمَّا أنكرَها لكونِها في القبلةِ)) ليس في (م).
[34] في (م): ((التي)).
[35] في (ط) و(ف): ((وهو)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[36] في (ل): ((تجوز)).
[37] في (ف): ((الجدار)).
[38] في (ف): ((◙)).
[39] قوله: ((في غيرِ القِبلَةِ)) ليس في (م).
[40] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((إن)).
[41] في (م): ((في القبلة)).
[42] في (م): ((يؤيد هذا)).
[43] زاد في (ل) و(ف): ((إن)).
[44] قوله: ((أجزاء)) ليس في (م).
[45] في (ل) و(ف): ((ولذلك لما رأى)).
[46] في (م) و(ل) و(ف): ((يبصق)).
[47] في (م): ((إنما)).
[48] قوله: ((ترك الذنب خير من طلب المغفرة)) ليس في (ل).
[49] في (ط): ((التقوى)).
[50] في (ج): ((في المسجد في هوائه هذا فكان)).
[51] في (ط): ((قاعد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[52] في (ط): ((شهادةٌ)).
[53] صورتها في (م): ((مثل)).
[54] في (ج): ((يجهل)).
[55] في (ج): ((يكن))، وقوله: ((يكون)) ليس في (ل).
[56] في (ل) و(ف): ((يقع)).
[57] في (م): ((يخلف)).
[58] في (م): ((الذي)) في (ف): ((التي)).
[59] زاد في (ف): ((ظل)).
[60] في (ف): ((لاظل)).
[61] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((فيها)).
[62] في (ج) و(ل) و(ف): ((خيف)).
[63] قوله: ((فيه)) ليس في (ج) و(م) و(ل) و(ف).
[64] في (ج) و(ل) و(ف): ((يجتمع)).
[65] في (ط) و(ف) و(ل): ((فيتضعف)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[66] في (م): ((الضرر)).
[67] قوله: ((الضرر)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[68] في (م) و(ل) و(ف): ((التعمق))، وبعدها في (ل): ((في بطن)).
[69] في (ج): ((عليها هو)).
[70] قوله: ((المدفون)) ليس في (ف).
[71] في (م): ((إذايته))، وفي (ل): ((تندفع مادة إذائه))، وفي (ج): ((ما منه إذايته))، وفي (المطبوع) ((أذيته))..
[72] في (ل): ((كثر)).
[73] في الأصل: ((بحبه من كبر صومه)). بل الأصل كغيره.
[74] صورتها في (م): ((ميلانه)).
[75] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((ويبقى)).
[76] في (م): ((الدفن)).
[77] في (ج): ((فأما)).
[78] في (ج): ((مبلطة أو بجص))، وفي (ل): ((مبلطاً أو بجص)). وفي (م) و(ف): ((مبلطاً أو بحصير)).
[79] في (ف): ((تواضعه ◙ لله ╡)).
[80] في (م): ((أبلغ)).
[81] في (ل): ((مجاوراً)).
[82] في (ل): ((هذا)).
[83] في (ف): ((ابناً منهم)).
[84] في (ف): ((رسول الله)).
[85] في (م) و(ل) و(ف): ((منها ملياً)).
[86] في (ف): ((يضعف)).
[87] في (ل) و(ف): ((ويقول قد)).
[88] في (ل) و(ف): ((ما يكفيني هذا ◙)).
[89] زاد في (ج): ((والمراد أمته))، وزاد في (م): ((والمراد منه)).
وقوله: ((الذي هو الشفيعُ، فكيفَ للمسكينِ الذي يَطلبُ الخلاصَ، وهو كما هو)) ليس في (م).
[90] في (م): ((ورئي)).
[91] في (م): ((كذلك)).
[92] قوله: ((هذا)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[93] في (ف): ((وجوه)).
[94] قوله: ((منها وجه)) ليس في (ج).
[95] زاد في (ل) و(ف): ((هو)).
[96] في (ف): ((◙)).
[97] زاد في (ج): ((الشريف))، وفي (ف) و (م): ((قريب في وجهه)).
[98] في (ج): ((تغييره)) وفي(ف): ((ويكون تغيره)) في (ف): ((فيكون تغيره)).
[99] في (ل): ((حتى رؤي فيه)).
[100] في (م): ((التغيير)).
[101] زاد في (ج) و(ل): ((هو)).
[102] في (ل) و(ف): ((طبع برحمته)).
[103] في (م): ((على العالم)).
[104] قوله: ((◙)) ليس في (ل) و(ف).
[105] قوله: ((نفسك)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[106] قوله: ((يكون)) ليس في (م).
[107] في (ج) و(م): ((لمجموعهما))، وفي(ف): ((بمجموعها)).
[108] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((وفي)).
[109] في (م): ((فإن)).
[110] قوله: ((من)) ليس في (م).
[111] في (م): ((مثل هذه الصفات المباركة)).
[112] في (م): ((وما كذا)) وفي(ف): ((هكذي)).
[113] في (ف): (()).
[114] زاد في (ج): ((الشريك)).
[115] في الأصل: ((إن)) والصواب المثبت من النسخ الأخرى.
[116] صورتها في (م): ((أعوذ)).
[117] في (ف): ((وحسنت حالته))، و في (ج) و(م) و(ل): ((وحسنت حاله)).
[118] قوله: ((يكون)) ليس في (م).
[119] في (م): ((الكراهة)).
[120] في (م) و(ل) و(ف): ((الكراهة)).
[121] في (م): ((أنه الكراهة)).
[122] في (م) و(ل): ((يجدها)).
[123] في (ج) و(ل): ((علامات)).
[124] في (ل) و(ف): ((أنت تغير بقلبك)). وبعدها في (ج) و(م): ((وذلك)).
[125] في (ف): ((ويكون)).
[126] في (م): ((هو))، وفي (ف): ((وهذا)).
[127] قوله: ((أو على الفعل المكروه نفسه)) ليس في (ل).
[128] في (ط) الأصل: ((وربه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[129] قوله: ((هنا)) ليس في (م).
[130] في (ج): ((في المناجاة)).
[131] قوله: ((فمَا هِيَ هنا؛ لأنَّ المناجاةَ)) ليس في (م).
[132] في الأصل: ((لعله)).
[133] في (ل) و(ف): ((بتلاوتي)).
[134] في (ج): ((القرآن))، وقوله: ((كلامُ اللهِ، وأنَّ القراءةَ)) ليس في (ل).
[135] قوله: ((╡)) ليس في (ف)..
[136] في (ج) و(م): ((للرب)). وبعدها في (م): ((والقرآن)).
[137] في (ج) و(م): ((للعبد)).
[138] في الأصل: ((بالحور)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[139] في (م): ((طريق)).
[140] في (م): ((في قوله تعالى فإن)).
[141] في (ج): ((وتجزؤه)).
[142] زاد في (ف): ((هناك نتأول)).
[143] في (م): ((إلى ما)).
[144] في (م): ((العادة))، وقوله: ((من الفائدة)) ليس في (ل) و(ف).
[145] زاد في (ل): ((ما)).
[146] قوله: ((ما)) ليس في (ج) و(م).
[147] في (ل) و(ف): ((وهو)).
[148] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[149] في (م): ((بالإنسان)).
[150] في (ف): ((منها شيء سبحانه)).
[151] في (ل): ((أعلام)).
[152] في (ج): ((فحدثته)).
[153] في (ج): ((ولذلك)).
[154] في (ج): ((أهلهم)).
[155] في (م): ((نسب ذلك الجهد)).
[156] في (ل) و (صف): ((انبغى)) وفي حاشية (ف): ((وجب)).
[157] قوله: ((أو ندب)) ليس في (ل) في(ف).
[158] في (م) و(ل) و(ف): ((أضيفت)).
[159] زاد في (م): ((شعر)).
[160] في (م): ((الدار)).
[161] في (ج) و(ل) و(ف): ((فلما)).
[162] قوله: ((الحرمة)) ليس في (م).
[163] في (ج): ((القتل أو الضرب)). و قوله: ((الحد الضرب أو)) ليس في (ل).
[164] في (ط) و(ج) و(ف) و(ل): ((التحييز)).
[165] زاد في (ج) و(ل) و(ف): ((فيه)).
[166] في (ج): ((تفريع)).
[167] في (ج): ((أو قال)).
[168] في (ف): ((للمصلي)).
[169] رسمها في الأصل: ((التفلة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[170] في (ج) و(م) و(ل): ((يستقذر)).
[171] في الأصل: ((يستقر)) والصواب المثبت من النسخ الأخرى.
[172] في (ف): ((تستقذر)).
[173] في (ط) و(ل): ((بالآي)). وبعدها في (ج) و(ف): ((وهو)).
[174] قوله: ((خير فيها إلا)) بياض في (ل).
[175] كذا في النسخ، وفي (المطبوع): ((الاثنتان)).
[176] في (ط) و(ف): ((الرد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[177] في (م): ((أي)).
[178] في (م) و(ل) و(ف): ((وحك لها)).
[179] قوله: ((ينبغي ذلك)) ليس في (ل) وفي (ف): ((لا لوجهين)).
[180] في (ف): ((صلعم)).
[181] في (ج): ((لأنه)).
[182] زاد في (م): ((ذلك)).
[183] في (ف): ((لا)).
[184] في (ج): ((الشخص)).
[185] في (ل) و(ف): ((فعل فعله هو)).
[186] في (ف): ((فما)).
[187] في (م): ((ويفعل)). وفي (ج): ((قال يفعل)).
[188] في (ف): ((والجاوب أنه فعل)).
[189] في (م): ((بالعلم)).
[190] في (ط): ((في)).
[191] في (ف): ((ويترتب عليه)).
[192] قوله: ((ذلك)) ليس في (ف).
[193] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((يفعله)).
[194] في(ف): ((يعافه)).
[195] في (م): ((بهاتين)).
[196] في (ط) و(ل): ((يرميها)). والمثبت من النسخ الأخرى.
[197] قوله: ((وجوه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[198] في (ل) و(ف): ((جائزاً)).
[199] في (ف): ((مكروهاً أو ممنوعاً)).
[200] في (ف) و (ل): ((أم لا؟ يقتضي)).