بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الثامنة والعشرون

          الرؤيا الثامنة والعشرون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، فيطلب شرح حديث الإفك، وشرح حديث المعراج، فيقدمه عبد الله له، فينظر في حديث الإفك في موضعين: الأول الكلام على قولها (فيدخل فيسلم) والآخر الكلام على قولها (يا رسول الله ائذن إلى أبوَيّ) وينظر في حديث الإسراء في الكلام (لِمَ خُصَّ موسى ◙ ، دون غيره من الأنبياء ╫ أجمعين) فيقيد ثلاثة مواضع، ويُخَبّيها عنده. فيقول عبد الله له صلعم : ولم تكتبها، وتخبيها عندي؟ فيقول صلعم : لا أخبرك بها حتى تخرج.
          ثم إن محمداً الفاسي يقدم / له سيّدنا صلعم كتاب الأنوار، ويذكر له ما قال عبد الله في قول صاحب الكتاب: فرض عن فرض لفرض لازم. فيعجبه صلعم ذلك، ويقول: ما سبقه أحد من المفسرين إلى هذا.
          ويقول صلعم عن الكتاب: هو حسن في طريقه، لكن هذا الشرح عندي خير منه.
          ثم يُعْطي لمحمد الفاسي داراً في غاية الحسن، ويقول له: هذه هدية مني إليك، لِما كان منك في أمس. ثم يريه جملة قصور وبساتين ودور، ويقول له: هذه هدية الحق إليك لِما كان منك في أمس. وانظر ماذا كان حَرَمَك الشيطان بذلك الخاطر الذي قام معك؟ فيقول عبد الله: لا أقولها حتى تأتي في موضعها من المرائي. فيقول صلعم : لا، وقد حصل منه المراد، وما يضر تقديمها.