بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

الرؤيا الستون

          الرؤيا الستون
          كأن سيّدنا صلعم دخل منزل عبد الله بن أبي جمرة، وينظر في حديث (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً)(1) فيعجبه، ويقول: ما سبقك بهذا أحد. ثم يقول لعبد الله: انظر، فيريه جملة دور في غاية الحسن، ويعطيه جملة كتب. ويقول ◙ : هذه كتب جميع العلوم. ويريه ◙ ، زائداً على ذلك جملة أنواع من الخيرات، ما يقدر أحد أن يصفها، ويقول: جميع هذا كله ثواب هذا الحديث.
          ثم ينظر ◙ في حديث (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل)(2) فيعجبه، ويقول / فيه مثل مقالته في الأول. ثم يقول ◙ : تعال حتى نريك ثواب هذا الحديث، فيصعد صلعم ومعه عبد الله وأهله، حتى يدخل بهم الثلاث من الجنات، فيقول ◙ لعبد الله: ارفع رأسك، فيريه جملة مبانٍ في غاية الحسن، بعضها فوق بعض، وفيها جملة من الأشخاص، ويريه ◙ جملة من أنهار وأشجار وخيرات، لا يقدر أحد أن يصفها، ويقول ◙ : هذا ثواب هذا الحديث.
          وهذا الدعاء علمه صلعم لعبد الله في بعض المرائي:
          اللهم أنت مولاي، وكاشف بلواي، إليك أشكو وحدتي، وقلة أنصاري في حقك وحق نبيك، وأنت عدّتي وحسبي، ونبيّك وسيلتي إليك فيما أؤمله، فاكفني شر كل من أتقي شره منهم، وانصرني عليهم، برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.


[1] رقمه 44.
[2] رقمه 259.