بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم

          20- (عَن عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم قَالَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ...) الحديث(1). [خ¦212]
          ظاهرُ الحديثِ يدلُّ على النهيِ عنِ الصَّلاةِ وهوَ نائمٌ، والكلامُ عليهِ مِن وجوهٍ:
          الأولُ: فيه دليلٌ لمَن يقولُ: إن للعالِمِ(2) أن يُعلِّمَ وإن لم يُسْأَلْ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولهِ صلعم : (إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ) ابتداءً دونَ أنْ يُسألَ.
          وهُنا سؤالٌ: هل هذا على عمومِه(3)، كانَ النومُ يَسيرًا أو كثيرًا؟ احتُمِلَ، لكنَّ الظاهرَ الخصوصُ، وهو كَثرةُ النومِ؛ لأنَّهُ إذا كانَ كثيرًا مِن حيثُ أن يختلطَ(4) عليهِ ما يقولُ ولا يَعرفه كما أخبرَ في الحديث(5) آخِرًا حينَ علَّلَهُ بالسَّبِّ(6).
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ الصلاةَ مُجزِيَةٌ؛ لأنه إنما علَّل صلعم خِيفَةَ أن يَسُبَّ.
          وفيه دليلٌ لمالكٍ الذي يقول بسدِّ الذريعةِ؛ لأنه قال: (لعلَّه يَسُبُّ)، لأنه أمرٌ مُحتَمِلٌ فتركَ الفعلَ للأمرِ(7) المُحتمَلِ،وهنا سؤال، وهو(8): ما معنى قوله: (فَيَسُبَّ)؟ هل هو بمعنى (السبِّ) المعهودِ لغةً(9)؟ أو هو بمعنى غيرهِ؟ الظاهرُ أنَّه ليسَ بمعنى السبِّ المعهودِ؛ لأنَّ السبَّ المَعهودَ أنْ(10) يقولَ الشخصُ / لغيرِهِ أو لنفسِه(11): يا فاعلَ(12) كذا، أو: مَن هو كذا مِن أشياءَ رَدِيَّةٍ، ينسبُه إلى القولِ بها(13) أو بفعلِها، ولو كان كذلك فمِمَّاذَا(14) يكونُ الخوفُ منهُ؟ فما يكون منه خوفُ شيءٍ يلحقُه(15) إلا أنه يكونُ مُتكلِّمًا في صلاتِهِ(16)، وإذا كان مُتكلِّمًا في صلاتِهِ بَطلتْ عليهِ صلاتُه وهو لا يشعرُ، فيظنُّ أنه قد صلَّى وليسَ كذلكَ، وبقيتْ ذِمَّتُه(17) مُتعمِّرة.
          ويترتَّبُ على هذا الوجهِ(18) مِن الفقهِ أنه يُؤاخَذُ بفسادِ العملِ وإنْ لم يشعرْ،ويَرِدُ عليهِ مِنَ البحثِ قولُهُ صلعم : «إنَّ اللهَ تجاوزَ عَن أُمَّتي خَطَأَها ونِسيانَها...» الحديثُ.
          فالجوابُ عن ذلكَ: أنَّه لا يكونُ في ذلكَ الخطأ على طريقِ الغَفلَةِ والنِّسيانِ مَأْثُومًا، ولا يُجزئِهُ أيضًا الشيءُ المحتملُ(19) عن ما أُمِر بهِ؛ لأنه مأمورٌ بالتَّوفِيَةِ فلا يتركُ العملَ حتى يَعلَمَ أنَّه قد وفَّى ومهما لم(20) يتحقَّق ذلكَ فهو مَطلوبٌ بالعملِ، ولذلك قالَ عُلماؤُنا ♥:(21) إنَّه مَن خافَ فواتَ وقتٍ مِن أوقاتِ الصلواتِ وهوَ مُثْقَلٌ بنومٍ أنهُ يُصلِّي(22) وهو يُجاهِدُ نفسَه جَهدَهُ ثم يَنامُ، فإذا استيقظَ مِن نومِه عَرَض صلاتَه كلَّها على قلبِهِ(23) مِن أوَّلِها إلى آخرها، فإنْ عَقِلَها كلَّها(24) ورآها حسنةً أَجزأَتْهُ صلاتُه، وإن رأى فيها خللًا، أو(25) لم يتحقَّقْ رُكنًا مِن أركانِها، أو شكَّ فيهِ أعادَها؛ لأنَّ الذِمَّةَ لا تَبرأُ(26) إلا بيقينٍ.
          واحتَمَلَ وجهًا آخرَ، وهو: أن يكونَ (السبُّ) هنا بمعنى (الدُّعاءِ على نفسِه بسوءٍ) فيكونَ الضررُ أكثرَ مِنَ الأولِ؛ لأنه يجتمعُ فيه الوجه(27) المتقدِّمِ ووجهٌ ثانٍ، وهو: أن تكونَ تلكَ الساعةُ مما يُستجابُ فيها الدعاءُ فتكون تلكَ الدعوةُ سبب هلاكِه، ولأجلِ ذلكَ / نهى(28) ◙ أنْ يدعوَ أحدُكم(29) على أهلِهِ أو(30) مالِهِ.
          ويترتَّبُ على ذلكَ مِن الفقهِ وُجوهٌ:
          منها أن يكونَ الشخصُ يتحفَّظُ على كلامِهِ وجميعِ أفعالِهِ لئَلَّا يكونَ(31) منهُ غَفلةٌ في شيءٍ فيكونَ ذلكَ سببُ هلاكِه وهو لا يَشعرُ، ولذلكَ قالَ صلعم : «إنَّ الرَّجُلَ ليَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ(32) مِنَ الشرِّ لا يُبَالِي بِها يَهوي بِهَا في النَّارِ سَبعينَ خَريفًا».
          وفيه مِن الفقهِ أنَّ القُدرَةَ لا تَنحَصِرُ بشيءٍ مِن الأشياءِ ولا بفعل(33)، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أن(34) الدعاءَ قد جاء أنَّهُ لا يُقبَلُ إلا بشروطٍ، وفي هذهِ المواضعِ التي(35) ذكرنا وغيرِها مما قد أخبرت(36) الشريعَةُ يُستَجَابُ(37) بغيرِ شرطٍ(38)، فسبحانَ مَن حِكمتُهُ لا تتناهى.
          وفيهِ إشارةٌ صوفيَّةٌ وهو أن تركَ الأدبِ(39) في محلِّ القُربِ مِن الجَفاءِ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولِهِ: (لَعَلَّهُ يَسُبُّ نَفْسَهُ) لأنَّ الصلاةَ(40) محلُّ قُرْبٍ والسبُّ في موضعِ القُربِ جَفاءٌ(41).
          وهنا بحثٌ: هل هذا كلُّ سبٍّ أو ليسَ؟ فالجواب(42): أنه ليسَ على العمومِ؛ لأنَّ مِن السبِّ ما يُقَرِّبُ مِن هذا في(43) الموضعِ، وهو مثلُ قولِه صلعم لأبي بكرٍ ☺ حينَ سألَهُ أنْ يُعَلِّمَهُ دُعاءً يدعو بهِ في صلاتِهِ، فقال: ((قُلْ: اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلمًا كَثيرًا ولا يَغفرُ(44) الذنوبَ إلا أنتَ(45))) الحديثُ. وهذا اللفظُ مما(46) يَنطلقُ عليهِ اسمُ (سَبٍّ)، لكنَّه لِمَا فيه مِن معنى الاضطرارِ والفَاقَةِ إلى الكريمِ المُتفضِّلِ(47) وطلبِ الرحمةِ مِن عندهِ بسبَبِ(48) عَدمَ مُوجبِها مِن سوءِ أفعالِ العُبوديَّةِ كانَ مدحًا(49).
          ويَرِد علينا سؤالٌ، وهو: أنَّ الصحابةَ ♥ كانتْ رؤوسُهم تَخفُقُ مِن النومِ ثمَّ يَخرجُ رسولُ اللهِ صلعم فيصَلُّونَ.
          فالجوابُ: أنَّ مِن بعضِ فائدةِ(50) الإقامةِ / ذهابُ النومِ(51) والغَفلةِ وحضورُ القلبِ؛ لأنَّه إذا قالَ المُقيمُ للصلاةِ: (الله أكبَرُ)، ثارَ جيشُ الإيمانِ وتيقَّظَ مِن الغفلاتِ على اختلافِها، وبقول(52):
          (أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ)؛ تَنوَّرَ القلبُ وجاء العَوْنُ.
          (أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ): ثلَجَ اليقينُ وانتشرتِ الرحمةُ.
          (حيَّ على الصلاةِ): قَوِيَ العَزمُ.
          (حيَّ على الفلاحِ): أَحدثتِ الجِدَّ وحُسنَ العباداتِ(53).
          (اللهُ أَكبرُ): تكرَّرَ(54) الإعظامُ وجاءتِ الهَيبَةُ.
          (لا إلهَ إلَّا اللهُ): استسلَمَتِ النفوسُ وراحتِ الأوهامُ وتكاملَ جِدُّ الباطنِ بتكرُّرِ(55) الهَيبةِ والإخلاصِ، والظاهرِ بالإِذْعانِ والانقيادِ.
          فإن بَقِيَ على كَمالِ تحلِّيه(56) كما وصفنا لم يعد النومُ إليهِ، وإن أدركَه ريحُ الغفلةِ جاءتْهُ عاهَةُ(57) النومِ فحلَّتْ أحكامُ الشريعةِ عُقدةَ صفةِ(58) القُربَةِ وهيَ الصلاةُ، وأباحتْ لهُ النومَ وأنذرَتْهُ بأداءِ ما تعمَّرتْ بهِ الذِّمَّةُ إلى وقتِ التخليصِ مِن عاهة(59) النوم بعدَ تنظيفِ(60) المَحلِّ بالطهارة التَّامَّةِ، ولهذا(61) قال: (فِي الصَّلَاةِ) ولم يقل: قبل.
          وهنا سؤالٌ: في قولِهِ: (حَتَّى يَذْهَبَ عنهُ النَّومُ) وإنْ خرجَ الوقتُ؟ أو معناهُ: ما لمْ(62) يَخرُجِ الوقتُ؟ احتُمِلَ، لكنَّ الأخذَ بالأَحوطِ أولى، وإن كانَ الاحتمالانِ على حدٍّ واحدٍ فينبغي أن يكونَ(63) فيهِ تلكَ(64) الأربعةُ وجوهٍ التي بيَّنَها(65) العلماءُ، لكن الأمورَ(66) مِن خارجٍ تؤكدُ(67) براءةَ الذمَّةِ وهو الأحوطُ، مثلُ فعلِه صلعم في الوادي وغيرِهِ.
          وفيه دليلٌ على أنَّ النائمَ لا يُسقِطُ عنه النومُ التكليفَ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولِهِ: (فَلْيَرْقُدْ حتَّى يَذْهَبَ عنهُ النَّومُ).
          وهنا بحثٌ: هل بنفسِ / الاستيقاظِ يجبُ عليهِ الصلاةُ على أيِّ(68) حالةٍ كانَ مِن خِفَّةٍ أو ثقلٍ؟
          احتَمَلَ الوجهينِ معًا، أن(69) يكونَ معنى قولِه ◙ (70): (يَذْهَبَ)(71) نفسُ الاستيقاظِ؛ لأن عندَ التيقُّظِ يَعْدَمُ ضدَّه، أو يزيدُ ثِقَلًا وإن استيقظَ؛ لأنه إذا استيقظَ والعلَّةُ التي مِن أجلِها أبحنَا له النومَ باقية(72) فالشيءُ الذي خِفنَا منهُ باقٍ توقُّعُه، والفقهُ يقتضي التَّفرقةَ بينهما، وذلك أنَّا أولًا قد أتتنا(73) العاهةَ _وهي النوم_ وليس لنا شيءٌ ندفعُه(74)، فجازَ لنا النومُ كما تقدَّمَ.
          وإن احتَمَلَ الثِّقَلُ أن يكونَ حقيقةً كالأول، واحتَمَلَ أن يكونَ وهميًّا، فينبغي أن يستعملَ الدواءَ وهو الوضوء؛ لأنه مِن مُذْهِبات النومِ، ولذلكَ قالَ صلعم : «رَحِمَ اللهُ امْرءًا قامَ بالليلِ وأيقظَ أهلَهُ، فإنْ أَبَتْ نَضَحَ الماءَ في وجهِها، ورَحِمَ اللهُ امرأةً قامتْ مِنَ الليلِ فأَيقظَتْ زوجَها، فأَبى فنَضَحَتِ الماءَ في وجهِهِ». فإن ذهب النومُ حصلَ المَقصودُ وأخذنا في أداءِ العبادةِ، وإنْ بَقِيَ الأمرُ على ما كانَ عليهِ مِن ثِقلِ النَّومِ نَظَرْنا؛ فإن كانَ في الوقتِ سَعَةٌ راجعنا النومَ امتثالًا للأمرِ، وإن كانَ الوقتُ ضيِّقًا فعلنا ما ذكرنا أولًا عنِ العلماءِ؛ وهو أنْ يُصلِّي ويُجهِد نفسَه ثم ينامُ، فإذا استيقظ فَعَل(75) كما تقدَّم ذِكرُه، لأنه اجتمعَ لنا أمرانِ: (أحدُهما) إيقاعُ الصلاةِ في وقتِها، والوقتُ قد انْحَتَمَ، وثِقَلُ النومِ وإباحةُ النومِ(76) لأجلِهِ، لكنْ يُغلَّب أقلُّ الضَّررينِ، فإنَّ خروجَ الوقتِ معَ الذِّكرِ والقُدرةِ على الأداءِ(77) يتعلَّقُ عليه العقابُ، والصلاةُ معَ النومِ مُتوقَّعُ الضررِ معهُ، وهو السَّبُّ(78) على أحدِ المُحتملاتِ وقد لا يقع، فالإِقداُم(79) على المُتوقَّعِ خيرٌ مِن المَقطوعِ بهِ.
          فإن قالَ الخصمُ: قد جاءَ العُذرُ مِن الوعيدِ الذي قلتم(80) قلنا: ليسَ الأمرُ / كذلِكَ؛ لأنَّ الأمرَ إذا نُصَّ عليه لا يَرتَفِعُ بالمُحتَمَل؛ لأن الوعيدَ على إخراجِ الصلاةِ عن وقتِها مع القُدرةِ والإمكانِ قد ثبتَت(81)، وقولُه صلعم : (فَلْيَرْقُدْ حتَّى يَذْهَبَ عَنهُ النومُ) احتُمِلَ أن يكونَ: وإن خرجَ الوقتُ، أو يكونَ: ما لم يخرجِ الوقتُ، فلمَّا احتَمَل الوجهين فالأظهرُ أنهُ لا يَسقط، والأصح(82) ما تقدَّم ذكرُه مِن التقسيمِ، واللهُ الموفقُ.
          وفيهِ دليلٌ على جوازِ الاستغفارِ في الصلاةِ لقولِهِ: (يَسْتَغْفِرُ)، لكن ليس على عمومِه في جميعِ أركانِ الصلاةِ، ولكن(83) في المَواضِع ِالتي يجوزُ ذلك أَبْيَن.
          وهنا بحثٌ: لِمَ علَّلَ بسبِّ(84) نفسِه ولم يذكُرْ سبَّ غيرِه؟ فالجواب: أنَّ النفسَ لا تُقدِّمُ في الغالبِ إلا نفسَها، فإن كانَ يَسبِقُ السبُّ منها لغيرِها فهو نادرٌ، وإنْ(85) وقعَ فيكونُ هنا غيرَ مأثومٍ في حقِّ الغيرِ، ويبقى ما هوَ فيهِ مِن بُطلانِ العملِ كما ذكرنا أولًا بلا زيادةٍ، ولمَّا لم يكنِ السبُّ للغيرِ فيهِ زيادةٌ بلْ هو أقلُّ ضررًا(86)؛ لأنه إن(87) كانَ دعاءً على أحدِ المُحتَملاتِ لم يعدْ عليهِ شيءٌ، فجاءَ مِن بابِ التنبيه بالأعلى على الأدنى.
          وفيه دليلٌ على أنْ لا يُخالِطَ الطاعةَ مكروهٌ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قوله: (لَا يُصَلِّي وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَسُبُّ) فتَرْكُ الصلاةِ في الوقتِ لاحتِمالِ أن يقعَ السبُّ في حالِ النومِ وهو لم يقصِدْ، فكيفَ أَنْ لو كانَ مقصودًا؟
          ويترتَّبُ على ذلكَ مِن الفقهِ: كَثرةُ التشديدِ على الحُضورِ في الصلاةِ حالًا ومَقالًا، يُؤيِّدُ ذلكَ قولُه صلعم : «إنَّ اللهَ لا يَقبلُ صلاةَ امرئٍ حتَّى يكونَ قلبُهُ مَعَ جوارِحِهِ(88)».
          وهنا بحثٌ: وهو أنَّ طولَ نومِه إذا لم يَستيقِظْ يكونُ مَعذورًا(89) غيرَ / مَأْثومٍ وإن خرجَ الوقتُ،وهنا بحثٌ: هل لهُ أن ينامَ قبل الصلاةِ أو ليسَ؟
          فالجوابُ عن ذلكَ لا يَخلو أن يكونَ ذلكَ نَهارًا أو ليلًا،
          فإن كانَ نهارًا فله ذلكَ بمُقتضَى السُّنَّةِ وبما اعتادَه الطبعُ، فأمَّا مِن طريق السنَّةِ فما جاء في نومِ القائِلَةِ، وهي(90) قريبُ وقتِ الظهرِ، لقولِه صلعم (91): «قِيلُوا فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ»، وأمَّا مِن طريقِ ما جُبِلَتْ(92) عليهِ الطِّباعُ(93) فإنَّها لا تُكثِرُ النومَ بالنهار؛ِ لأنَّه جُعِلَ لها للسَّعْيِ(94) كما أنها لا تُكثِرُ السهرَ بالليلِ؛ لأنَّه جُعِلَ لها سَكَنًا، وما أحكمَتْهُ حِكْمَةُ الحَكيمِ فلا يتبدَّلُ(95) إلَّا لموجبٍ، وذلكَ نادرٌ، والنادرُ لا حُكمَ له، وهو أيضًا مَبنيٌّ على أثرِ(96) القُدرةِ؛ لأنَّ ارتباطَ العاداتِ أثرُ الحِكمةِ، وعليها ترتيبُ(97) الأحكامِ، وخروجُها(98) في وقتِها أثرُ القدرةِ، وبهِ صحَّت الدلالةِ على القدرةِ، وهو أصلٌ في الإيمان الذي تترتَّبُ(99) عليهِ الأحكامُ.
          وأمَّا في الليلِ مثلُ النومِ بين العشاءينِ، فالذي أنقلُه عن العلماءِ الجلَّةِ الذين لقيتُهم، وهم أيضًا كذلكَ(100) نقلُوه: أنَّ الذي يُريدُ النومَ بين العشاءينِ لحاجةٍ لهُ كذلكَ(101)، فلا يخلو(102) أن يكونَ لهُ مَن يُوقِظُه لصلاةِ العشاءِ أو ليسَ؛ فإن كانَ لهُ مَن يُوقِظُه فله ذلكَ، وكذلكَ إن كانَ يعلمُ هو مِن نفسِه أنَّه يستيقظُ لذلكَ الوقتِ لعادةٍ يعلمُها مِن نفسِه فله ذلكَ أيضًا، وإنْ كانَ يعلمُ مِن نفسِه أنَّه لا يستيقظُ إلا بعدَ خروجِ الوقتِ فليسَ ذلكَ لهُ(103)، وكذلكَ إن كانَ جاهلًا بعادتِهِ، وليسَ في الحديثِ ما يدلُّ على هذا، لكن لمَّا كان الموضِعُ يحتاجُ(104) إليه ذكرناهُ. /
           وهُنَا بحثٌ في قولِه(105) صلعم (106): (فَلْيَرْقُدْ)، هل في(107) موضعِ مُصلَّاه على حالِه ولا يَقطع صلاتَه(108)، أو يَقطعُ الصلاةَ ويرجِعُ ينامُ حيثُ يشاء(109)؟ احتُمِلَ؛ لكنَّ الأظهرَ أن ينامَ حيثُ(110) هو على حالِهِ(111)، يُؤخَذُ ذلكَ مِن خارجٍ من قولِه صلعم : «إذا نَامَ العَبدُ وَهُو في الصَّلاةِ يقولُ الحَقُّ جلَّ جَلالُه: يا ملَائِكَتي، أَمَا تَرونَ عبدِي جَسدُهُ نائِمٌ في الأرضِ(112) ورُوحُه عِندي».
          وبحثٌ آخرُ: هل ذلكَ النومُ يَنقُضُ الطهارَةَ أم لا؟ ليسَ في الحديثِ ما يدلُّ على شيءٍ مِن(113) ذلكَ، لكنَّ العلماءَ اختلفوا في النومِ في الصلاةِ(114) اختلافًا كثيرًا على حسبِ هيئاتِهِ؛ فمنهم مَن قالَ: إن النومَ في الصلاةِ لا يَنقُضُ الطهارةَ، واحتجُّوا بما جاءَ أنَّ سيدنا(115) صلعم نامَ وهو ساجدٌ حتى عُلِمَ منهُ النومُ حقيقةً، فقِيلَ له: نِمتَ؟ فقال: «لا نومَ في الصَّلاةِ»، والجمهور يجعلونَ ذلك _إن صحَّ الحديثُ_ مِنَ الخاصِّ بهِ ◙ ؛ لأنه صلعم كانَت تنامُ عَيناهُ ولا يَنام قَلبُه.
          وفيهِ(116) إشارة إلى(117) التَّيَقُّظِ والحَزمِ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن قولِهِ ◙ : (إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ)؛ لأنَّه أمرَ عندَ(118) ظهورِ المَبادئِ _وهو النُّعاسُ الذي آخِرُهُ النومُ الثقيلُ الذي لا يَعرِفُ معهُ ما يقولُ_ أنْ يتركَ العملَ(119) وهو طاعةٌ خيفَةَ الخَلَلِ، فما بالكَ بغيرِه؟ ولذلِكَ قالَ ◙ : «المُؤمِنُ كَيِّسٌ حَذِرٌ فَطِنٌ». ولذلكَ(120) كانَ بعضُ أهلِ الصُّوفَةِ(121) إذا رأى أدنَى غِيارٍ(122) في خُلُقِ عيالِه أو دابَّته أو عادَتِه أسرعَ إلى التوبةِ(123) والطاعةِ، وفتَّشَ على خبايا نفسِهِ حتى يَجِدَ الغَفلةَ التي وقعتْ منهُ فيزيلُها / فيستقيمُ حالُه.
          ومنها قصَّةُ الشيخ(124) الذي لم يكنْ يتكلَّمُ في أمورِ(125) الدنيا حتى خطرَ له يومًا(126) فيها خاطرٌ، فإذا بجُنديٍّ بالبابِ(127) يَستأذِنُ فأَذِنَ له، فدخلَ وجلسَ بإِزائِهِ يُحدِّثُه في أمورِ الدنيا، فتعجَّبَ الشيخُ مِن ذلكَ، فرجعَ إلى نفسِهِ ينظُرُ مِن حيثُ أُتِي، فإذا هو قد التُهِمَ _أي: ألهمه الله_(128) للخاطرِ الذي مرَّ بهِ في شأنِ الدنيا، فقال: مِن هُنا أُتِيتُ، فاستغفرَ مِن ذلكَ وتابَ، وإذا بالجُندي قد قامَ مِن جنبهِ(129) وخرجَ.
          ويؤيِّدُ ذلكَ قولُه جلَّ جلاله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]،هذا في(130) نومِ العادةِ، وأمَّا نومُ أهلِ الدنيا فلا تكونُ(131) اليقظةُ منهُ إلا عندَ الموتِ؛ لقولِه صلعم (132): «النَّاسُ نيامٌ فإذا مَاتُوا انتَبَهُوا»، لأنَّهم رأوا الحقَّ وعَايَنوا الحقائِقَ، فنومُ أهلِ الدنيا جهلٌ وغلبةُ شهوةٍ وغفلةٌ إلا مَن علَّمَهُ اللهُ وأيقظَه، وهم أهلُ الجِدِّ والتَشميرِ والصدقِ والتصديقِ كما قال أبو بكرٍ(133) ☺: لو كُشِفَ الغِطاءُ ما ازددتُ يقينًا، وكذلكَ جميعُ التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، جعلنا اللهُ منهم بلا مِحنة بحُرمَتِهم عندَه.
          وقولُه صلعم : (فَليَرْقُدْ حتَّى يَذهَبَ عنهُ النَّومُ) إشارةٌ إلى امتثالِ الحِكمةِ؛ لأنَّ الحكمةَ حكَمَتْ(134) أنَّ النومَ لا يَذهَبُ إلا بالرُّقادِ والسُّكونِ(135) حتى يصلَ(136) وقتُه الذي قُدِّرَ له فيذهبُ وحدَه كما جاءَ وحدَه، وفي النومِ وذهابِهِ إظهارُ القُدرَةِ الجليلةِ، بينما المرءُ مجموعُ الذهنِ والقوى إذْ أتاهُ النومُ بغتَةً وهو(137) لايشعرُ، وقد يكونُ بعضَ الأوقاتِ / لا يعجبُه ذلكَ لمنفعةٍ أو أَرَبٍ يُريدُ تحصيلَها فيمنَعهُ(138) منها.
          وفيه دليلٌ على عَجزِ المَخلوقِ وافتقارِهِ بينما هو بحرصِهِ وزعمِه في تحصيلِ مآربه إذ أتاهُ ما لا يَقدِرُ على دفعِه(139)، ويتركُ الحِرصَ والحِرزَ والتحصُّنَ ويستسلمُ بغيرِ اختياره: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء:42] والنومُ والنسيانُ شاهدانِ على نقصِ(140) الْمُحدَثِ وافتقارِه، ولذلكَ قالَ العلماءُ في(141) قولِه تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين:4-5] قالوا: أَحسَنَ خَلْقَهُ ثم أرسلَ عليهِ النومَ والنِّسيانَ، فإذا استيقظَ رجعَ لحِرصِهِ كأنَّه ما زالَ، فلا يزالُ الأمرُ يتكرَّر عليهِ على مرورِ الليالي والأيامِ وهو مقيمٌ على دَعواهُ، كأنَّه(142) لم يَقْعُدْ(143) ولا نامَ: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21] طُبِعت الغَفلةُ بالرَّانِ(144) على القلبِ حتى رَجِعَ بصرُ بصيرتِه خفاءً(145) شيئًا لا يرى شمسَ هذهِ الآي(146).
          ومِن هنا فضَلَ أهلُ الصوفَةِ(147) غيرَهم؛ لأنَّهم لمَّا رأَوا تلكَ الأحوالِ _وهيَ حالةُ(148) موتِ النومِ وإن كانوا هم أقلُّ الناسِ نومًا لا يملكونَ لأنفسِهم نفعًا ولا ضَرًّا_ فألزمُوا أنفُسَهم في حالِ اليَقَظَةِ الاستسلامَ _وهو حالُهم في النوم_ فذلك(149) منهم يقظةٌ؛ لأنَّهم حَكَموا باستصحابِ الحالِ، وذلك مقالُ أهلِ العلمِ، وهم كانوا أولى بهِ، لكن لمَّا كانت دواعي شهواتِهم حثيثةَ الطلبِ(150) تفقَّهُوا في المقالِ وشغلتْهُم تلكَ الحلاوةُ في المقالِ(151) عن فهمِ الحالِ، وهل(152) حُسنُ المقالِ مع قُبحِ(153) الحالِ إلا بَهرَجَةٌ يندمُ صاحبُها عندَ محك(154) الانتقادِ؟.
          وفيه دليلٌ على عِظَم لُطفِ المولى بجميعِ العَبيدِ بَرًّا أو فَاجرًا، مُكلَّفًا(155) أو غيرَه؛ لأنَّ النومَ راحةٌ للأبدانِ(156) فلو تُرِكَ النومُ / لاختيارِهم لكانَ بعضُ أهلِ الحِرصِ لا يَختارونَ النومَ، فيكون في ذلكَ هلاكُهُم فكانَ المولى سبحانه(157) هو الذي أرسلَ ذلكَ بنفسِهِ لا بواسطةِ مَلَكٍ مُقرَّب ولا غيرِه، حيثُ قالَ في كتابِه: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام:60].
          وفيه دليلٌ على استغناءِ اللهِ تعالى عن عبادةِ العبادِ وتَنزيهِهِ أن تَضُرَّه(158) معصيةُ عاصٍ لأنَّه لو كانَ شيءٌ مِن ذلكَ ما كانَ يُرسِلُ الراحةَ على العبدِ المُخالِفِ لهُ بنفسِهِ الجَليلةِ وهوَ ينضرُّ(159) بها، ولا كانَ يُدخِلُ التعطيلَ على العامِلِ وهو ينتفِعُ بعملِه، تعالى اللهُ عن ذلكَ عُلوًّا كَبيرًا، فسبحانه ما أَرحمَهُ بعَبيدِه وأَغناهُ عنهم!
          كم أُنادِي إلى الهدى مَن لا يَفهم، وأَعِظُ أُطْرُوشَ العقلِ وهو بالهوَى مُغْرَم، فإدمانُ الهَوى على الضعفِ للجسدِ أسقمُ(160)، فخَلِّصْ سَقَمَ بَدَنِ دينِكَ النَّحيفِ بنقُوعِ(161) التوبةِ النَّصوحِ، فترَكيبُ الأسقام في البدنِ النَّحيفِ سلٌّ(162)، وهو يوجبُ الهلاكَ لك، ويلَكَ مالَكَ؟ أَيَقظانٌ أنتَ أم نائمٌ؟ أيقظَنَا اللهُ وإِيَّاك مِن سِنَةِ الغَفْلَةِ وأَحيا قلوبَنَا بنَسيمِ المحبةِ وشدَّ ضعفَ حواسِّ أَبْدانِنا(163) بأَمْراقِ الطاعةِ فهو المُتفضِّلُ المَنَّانُ(164).
          


[1] زاد في (ج) و(ف): ((فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ)) وليس في (ج) و(ف) قوله: ((الحديث)).
وزاد في (ل): ((فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللهَ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ. وعن أنس عن النبيِّ صلعم قال: إذا نعسَ في الصَّلاةِ فَلْيَنَمْ حتى يعلمَ مَا يقرأ)).
[2] في (م): ((العالم)).
[3] في (ج): ((عموم)).
[4] في (م): ((ينخلط))، وفي(ل): ((يتخلط)).
[5] في (م): ((بالحديث)).
[6] في (م) و(ل): ((بالسبب)).
[7] في (م): ((الأمر)).
[8] قوله: ((وهو)) ليس في (م) و(ل) و(ف).
[9] في (ج): ((لعله)).
[10] في (ج): ((وأن)).
[11] في (ف): ((نفسه)).
[12] في (ج): ((عاقل)).
[13] في (ف): ((فيها)).
[14] في (ج): ((فمن ذا))، وفي (م): ((فماذا)).
[15] قوله: ((يلحقه)) ليس في (ج).
[16] عبارة (المطبوع): ((فما يكون منه خوف: أن يكون متكلِّماً في صلاتهِ)).
[17] قوله: ((ذمته)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[18] قوله: ((الوجه)) ليس في (م).
[19] في (م) و(ج) و(ل): ((المختل)).
[20] في (ج): ((لا)).
[21] زاد في (ف): ((يقال)).
[22] في (ف): ((يصل)).
[23] قوله: ((على قلبه)) ليس في (م).
[24] قوله: ((كلها)) ليس في (م).
[25] في (م): ((و)).
[26] زاد في (م): ((هنا)).
[27] في (ج): ((للوجه)).
[28] في (م): ((ولذلك نهى)).
[29] في (ط) الأصل: ((أحدكم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[30] في (م): ((و)).
[31] في (ج) و(ل): ((تكون)).
[32] في (ل): ((يقول الكلمة)).
[33] في (ط) و(ف): ((ولا تعقل))، وفي (ل): ((بعقل))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[34] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[35] في (ط): ((الذي))، وبعدها في (ف): ((ذكرناها)).
[36] في (ج) و(م): ((مما أخبرت به))، وفي (ل): ((مما قد أخبرت به)).
[37] في (ل) و(ف): ((تستجاب)).
[38] قوله: ((شروط)) ليس في (م).
[39] في (م) و(ل) و(ف): ((الآداب)).
[40] زاد في (م): ((في)).
[41] في (ج): ((من الجفاء)).
[42] في (ط): ((في الجواب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[43] في (ج) و(ل) و(ف): ((ما يقرب في هذا)).
[44] في (ل): ((ولا تغفر)).
[45] قوله: ((ولا يغفر الذنوب إلا أنت)) ليس في (ج).
[46] قوله: ((مما)) ليس في (ف).
[47] في (ج) و(ل) و(ف): ((المفضل)).
[48] في (ج): ((سبب)).
[49] قوله: ((وهنا بحثٌ: هل هذا كلُّ سبٍّ... سوءِ أفعالِ العُبوديَّةِ كانَ مدحاً.)) ليس في (م).
[50] في (ل) و(ف): ((فوائد)).
[51] قوله: ((النوم)) ليس في (م).
[52] في (م) و(ل): ((ويقول)).
[53] في (م) و(ل) و(ف): ((العبادة)).
[54] في (ج): ((تكرار)).
[55] في (ج) و(ف): ((بتكرار)).
[56] في (ف) و(ج): ((تجليه)).
[57] صورتها في (م): ((به ايمه)).
[58] في النسخ غير (ط): ((صفقة))..
[59] في (ج): ((عاهته)).
[60] في (ل): ((تنضيف)).
[61] في (م): ((ولذلك)).
[62] قوله: ((لم)) ليس في (م).
[63] في (ل): ((تكون)).
[64] في (ف): ((بتلك)).
[65] في (ج): ((بينتها)).
[66] قوله: ((الأمور)) ليس في (ج).
[67] في (ل): ((يؤكد)).
[68] في (م): ((أن)).
[69] في (ج): ((إذ)).
[70] قوله: ((قوله ◙)) ليس في (ل) و(ف).
[71] في (ل) و(ف): ((ذهب))، وزاد في (ج) و(م): ((معنى)).
[72] في (ل) صورتها: ((بما فيه)).
[73] في (ج) و(ل) و(ف): ((أثبتنا)).
[74] زاد في (ل): ((به)).
[75] في (ط): ((يعد)) والمثبت من النسخ الأخرى. وبعدها في (م): ((ما)).
[76] قوله: ((وإباحة النوم)) ليس في (م).
[77] في (ج): ((الأول)).
[78] في (ل) و(ف): ((السبب)).
[79] في (ف): ((والإقدام)).
[80] في (م): ((قلت))، وبعدها في الأصل(ط): ((لنا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[81] في (ج) و(ل): ((ثبت)).
[82] في (ج): ((يستيقظ والأصلح صلح))، وفي (م) و(ل): ((الأصلح))، في (ف): ((والأصلح)).
[83] في (ل): ((لكن)) بدون الواو.
[84] في (م): ((نسب))، وفي (ل): ((بسبب)).
[85] في (ل): ((فإن)).
[86] في (ل) و(ف): ((ضرر)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[87] في (م): ((إذا))، وفي (ل): ((ضرر لإنسان كان)).
[88] في الأصل: ((إن لا يقبل صلا امرا حتى قلبه مع جوارحه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[89] في (ل): ((غير معذور)).
[90] في (م) و(ف): ((وهو)).
[91] في (ل) و(ف): ((◙)).
[92] في (ل): ((جذبت)).
[93] في (ج): ((الطبائع)).
[94] في (ط) و(ل): ((السعي)).
[95] في (ط): ((فلا تتبدل)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[96] قوله: ((أثر)) ليس في (م).
[97] في (م): ((ترتب))، وفي (ل): ((ترتبت))، وفي (ف): ((تترتب)).
[98] في (ج): ((وخروجها))، وفي (م) و(ل) و(ف): ((خرقها)).
[99] في (ل): ((ترتبت)).
[100] قوله: ((كذلك)) ليس في (م).
[101] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((لذلك)).
[102] في (م) و(ف): ((يخلوا)) وزاد في(ف): ((إما)).
[103] قوله: ((ذلك له)) ليس في (ل) و(ف).
[104] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((محتاج)).
[105] في (م): ((بحث وهو قوله)).
[106] في (ل) و(ف): ((◙)).
[107] قوله: ((في)) ليس في (ل).
[108] في (م): ((الصلاة)).
[109] في (م) و(ل) و(ف): ((شاء)).
[110] قوله: ((حيث)) ليس في (م).
[111] في (ف): ((حيث شاء هو حاله)).
[112] في (م) و(ل) و(ف): ((بالأرض)).
[113] في (ج): ((شيءٌ مما يدلُّ على)).
[114] قوله: ((في الصلاة)) ليس في (م).
[115] زاد في (ل): ((محمداً)).
[116] في (ج): ((فيه)) بدون الواو، وقوله: ((وفيه)) ليس في (ف).
[117] في (م): ((من)).
[118] في (م): ((من)).
[119] قوله: ((العمل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[120] زاد في (ف): ((قال ◙)) ووضع الجملة ضمن مستطيل.
[121] في (ل): ((الصفة)).
[122] صورتها في (م): ((أدبا عتار)).،.
[123] في (ج): ((توبة)).
[124] قوله: ((الشيخ)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[125] قوله: ((أمور)) ليس في (م).
[126] زاد في (م): ((أمور)).
[127] في (ج): ((في الباب)).
[128] قوله: ((أي ألهمه الله)) زيادة من (ج) على النسخ.
[129] في (ج): ((حينه)).
[130] قوله: ((في)) ليس في (ج).
[131] في (م): ((يكون)).
[132] في (ف): ((◙)).
[133] زاد في (م): ((الصديق)).
[134] في (م): ((قضت))، وفي (ط): ((أحكمت)).
[135] في (ج) و(م): ((إلا بالسكون))، وفي (ل) و(ف): ((بالمرقد والسكن)).
[136] في (ف) و (ط): ((يصلي)) وكتب فوقها في (ط): ((يصل)).
[137] قوله: ((هو)) ليس في (ل).
[138] في (ط): ((فمنعه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[139] في (ج): ((رفعه)).
[140] في (م): ((نقض)).
[141] قوله: ((في)) ليس في (ل)، وزاد في (م): ((معنى)).
[142] في (ط) و(ف) و(ل) و(م): ((كأن)).
[143] في (ط) و(ل) و(ج): ((يفقد))، وفي (م) و(ف): ((يعقد)).
[144] في (ل): ((طبقت الغفلة بالوان)).
[145] في (ل): ((حقاً)).
[146] قوله: ((شمس هذه الآي)) ليس في (ف).
[147] في (م) و(ل): ((الصوفية)).
[148] في (م) و(ل) و(ف): ((حال)).
[149] في (ل): ((فتلك))، و في (ط): ((فتلك أو فذلك))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[150] قوله: ((الطلب)) ليس في (م).
[151] قوله: ((في المقال)) ليس في (م).
[152] في (ج): ((وهم)).
[153] في (ط): ((فتح)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[154] في (ط): ((محل))، وفي (ل): ((محط)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[155] في (ج): ((تكلفا)).
[156] في (م): ((الأبدان)).
[157] زاد في (ف): ((سبحانه)).
[158] في (ل): ((يضره)).
[159] في (ط) و(م): ((ينظر))، وفي (ج): ((يتضرر))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[160] في (ج) و(م) و(ل): ((إسقام)).
[161] في (ج): ((بقرع)).
[162] كذا في النسخ، و في (ف): ((نسل)).
[163] في (ط) و(ج) و(ل) و(ف): ((أدياننا)).
[164] زاد في (ج): ((الكريم الديان)).