بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

باب العلم قبل القول والعمل

          11-قال البخاريُّ(1):(قَالَ النَّبيُّ صلعم : مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ(2))، وَ(إنَّما العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ). [خ¦2/10-123] /
          ظاهر الحديث يدلُّ على تعليق الخير بالفقه، وأنْ لا يُنَالَ العلم إلَّا بالتَّعلم والكلام عليه مِن وجوه:
          الوجه(3) الأوَّل: قوله ◙ (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا(4)) الإرادة المذكورة(5) هنا هل هي على بابها _أي: على ما تقتضيه(6) صيغة اللفظ فتكون في المستقبل_ أو تكون(7) بمعنى الماضي؟ احتمل الوجهين معًا، لأنَّ العرب تستعمل المعنيين(8) في كلامها، وقد جاء القرآن والحديث بذلك في غير ما موضع فمِن ذلك قوله تعالى:{أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ(9)} [النحل:1]. وهو يأتي بعد(10) الخطاب، وقوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ...} [المائدة:116].
          والمراد به(11) يوم القيامة، فإن كان المراد بصيغة لفظ الحديث هذا المعنى(12)، وهو أن يكون للماضي فمعناه ما سبق من حكمته(13) تعالى وقدرته(14).
          وإنْ كان المراد به الوجه الثَّاني وهو أَوْلى؛ لأنَّ اللفظ يُحمَل على صيغته(15) في المستقبل ويكون بذلك مطابقًا للفعل الصادر مِن العبد، لأنَّ فعل العبد لا يكون إلَّا بإرادة المولى وقدره، قال تعالى في كتابه:{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}[الليل:7]، {فَسَنُيَسِّرُهُ(16) لِلْعُسْرَى} [الليل:10].
          وقال تعالى: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:3](17) وهو ╡ قد علم مَن هو(18) الصَّادق ومَن هو الكاذب، لكنَّ المرادَ بهذا العلمِ العلمُ(19) الذي يقع عليه الجزاء بمقتضى الحكمة، فإذا كان المراد به هذا المعنى فتكون الإرادة في العاقبة.
          ولأجل احتمال هذين المعنيين لهذه(20) الألفاظ وما يُشاكلها(21) افترق المؤمنون على طائفتين، فطائفة غَلَبَ عليها الخوف مِن(22) السَّابقة، وطائفة غلب عليها الخوف مِن الخاتمة، وإن كان المعنيان(23) متلازمين(24)، لأنَّ السَّابقة إذا تضمَّنت الخير أو الشَّر فالخاتمة(25) في ضمنها داخلة وكذلك بالعكس، لكن(26) / بينهما فرقٌ ما مِن طريق المشاهدة وعدمها، وهو أنَّ السَّابقة(27) لا يعلمها(28) أحدٌ إلَّا الله تعالى أو(29) مَن شاء إطلاعه عليها بالإخبار(30) له، وذلك مِن باب (خَرق العادةِ) لا تكون(31) إلَّا للأفراد، فلا يقع بالسَّابقة علمٌ إلَّا عند(32) معاينة الخاتمة، لأنَّها تدلُّ عليها إذ هي تتضمنها(33).
          والخاتمة بخلاف السَّابقة(34) لأنَّها مشاهَدة مدرَكة(35) حين يقضي الله بها يعاينها(36) النَّاس بعضهم من بعض ويعاينوها مِن أنفسهم، ولهذا قال ◙ : «مَنْ مَاتَ عَلَى خَيْرِ(37) عَمَلِهِ فَارْجُوا لَهُ خَيْرًا».
          وقد نطق الكتاب والحديث بهما معًا فقال تعالى في السَّابقة(38): {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى}[الأنبياء:101]. وقال تعالى في الخاتمة: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم:27].
          قال العلماء: معنى التَّثبيت(39) في الحياة الدنيا عند الموت، والثَّبات في الآخرة: عند سؤال الملكَين في القبر.
          وأمَّا الحديث فقوله ◙ لأبي هريرة(40) ☺: «جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاقٍ فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ أَو ذر(41)». فدلَّ على السَّابقة، وقوله ◙ : «إنَّما الأَعْمَالُ بِخَوَاتِمِهَا(42)»، فدلَّ على الخاتمة.
          الوجه الثَّاني: قوله: (خَيْرًا) احتمل أن يكون (الخير) هنا محمولًا(43) على صيغة اللفظ(44) فيكون على العموم لأنَّ الصِّيغة نكرة، واحتمل أن يكون معناه الخصوص، لأنَّ ذلك سائغ في ألْسِنَةِ العرب، فإن كان المراد به العموم فيكون معناه الخير في الدنيا والآخرة(45)، وإن كان المراد به(46) الخصوص(47) فيكون معناه ما قاله بعض العلماء: أنَّ المراد(48) بالخير المطلق (الجنَّة)، وهذا ليس بالقويِّ والأوَّل أولى. /
           الثَّالث(49): قوله ◙ : (يُفَقِّهْهُ)(50) الفقه هو الفهم، يُقال: فقِه فلان إذا فهم، قال تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء:78]. أي: لا يفهمون حديثًا(51)، والفهم هنا يحتمل معنيين:
          (الأوَّل)(52): أن يكون المراد الفهم في أحكام الله تعالى.
          (الثَّاني): أن يكون(53) المراد الفهم عن الله تعالى.
          فإنْ كان المراد الأوَّل فيكون الحديث الآتي بعدَه مفسِّرًا لهذا المجمل، لأنَّه قال فيه: «يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» وإذا اجتمع مُطْلَق(54) ومقيَّد حُمِلَ المطْلَق على المقيَّد(55)، وهذا الفقه لا يُؤخذ(56) إلَّا بالتَّعلم على ما أشار إليه(57) ◙ في الحديث(58) بعد، فيأخذ أولًا في الحفظ والضَّبط والاجتهاد في مُطالعة الكُتب الصِّحاح، فإذا فعل هذا كان له الأجر على نفس فعله(59) ذلك إذا كان لله تعالى خالصًا لا يشرك فيه غيره، وأجرُه أجرُ النَّاقل الثِّقة.
          ولذلك(60) قال ◙ : «رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ». وكذلك(61) قوله ◙ في حجَّة الوداع: «أَلا(62) فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ(63) فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ(64) يَكُونَ أَوْعَى له(65) مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ». أي: اعمل(66) ثمَّ بعد تحصيل ما أشرنا إليه والعمل به(67) يأتيه إذ ذاك الفقه، وهو نورٌ يقذفه الله تعالى في قلبه يكون معه الفهم أو به بقدرة الله تعالى، ولذلك قال الإمام(68) مالك ⌂:(69) ليس العلم بكثرة الرِّواية، وإنَّما العلم نورٌ يضعه الله تعالى في القلوب(70)، لأنَّ الحفظ مع قلَّة الفهم قلَّ أن يكون معه عمل، وقد ذمَّ الله تعالى مَن صَدَر منه ذلك في كتابه حيث قال: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5].
          ولأجل عدم تحصيل هذا الشَّرط الذي أشرنا إليه الذي هو سبب لحصول هذا الفقه كان كثير مِمَّن يدَّعي / العلم بزعمهم لَمَّا حفظوا بعض الكتب وطالعوا بعض(71) الشُّروحات إذا سمعوا معنًى مِن المعاني لم يروه منقولًا في الكتب التي حفظوها أو طالعوها يقع منهم الإنكار مرَّةً واحدةً ويحتجُّون بأن يقولوا(72): ما سمعنا مَن قال هذا، وإن رأوا في بعض الكتب مسألة(73) وَهَمَ قائلها أو صُحِّفت في النَّقل أو أُرتجت(74) عليه أخذوها بالقبول ووقع لها التَّسليم وقالوا هي منقولة ونسبوها إلى صاحب الكتاب.
          ولا ذاك إلَّا لعدم النُّور الذي به يفهمون لأجل أنَّ البساط الذي عليه يأتي لم يفعلوه، مع أنَّ(75) البساط قد وقع مِن بعضهم في الظَّاهر الذي هو النَّقل كما أشرنا إليه لكن حُرِمُوا مِن أحد وجهين: إمَّا أن يكون عملهم لغير الله تعالى، وإذا كان كذلك فالنُّور عليهم(76) حرام؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم يقول: «مَنْ عملَ مِنْ(77) هذهِ الأعمالِ شَيْئًا يريدُ(78) بِهِ عَرَضًا(79) مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ(80) الجنَّةِ، وَرَائِحَةُ الجنَّةِ تُشَمُّ(81) عَلَى مَسِيْرَةِ خَمْسِمائةِ سَنَةٍ(82)».
          وأمَّا أن يدخل عليهم العُجب في نقلهم فيظنُّون أنَّ ذلك هو غاية العِلم فيحسبون(83) أنفسهم مِن العلماء فَيُحْرَمُون لأجل دعواهم، فلو رُزق المسكين معرفة نفسه وأنَّه إنَّما(84) يطلق عليه (ناقل) إن كان نقله على وجهه(85) لرُجِيَ له عند الاعتراف بحاله وعجزه بأنَّ الله تعالى يمنُّ عليه بشيء مِن النُّور، ومَن رُزق شيئًا(86) مِن النُّور رُجي(87) له التَّوفيق والزِّيادة حتَّى يلحق بأهل الخير العميم المتقدِّمين(88) الذِّكْر.
          فالحاصل مِن أحوالهم اليوم أنَّ الكلَّ رجعت عندهم(89) أسفارًا(90) منقولة الأصول والشُّروح أسفار(91) محمولة، وهذا هو نفس ما ذمَّ الله تعالى في كتابه / كما تقدَّم وقلَّما يكون مع ذلك توفيق، نعوذ بالله مِن العمى والضَّلال.
          وإن كان(92) المراد (بالفقه) الوجه الثَّاني وهو: الفهم عن الله تعالى فيكون هذا الحديث مستقلًّا بنفسه والحديث الآتي بعده مستقلٌّ(93) بنفسه؛ لأنَّ هذا يُراد به الفهم عن الله تعالى، والآخر يُراد(94) به الفهم في أحكام الله تعالى.
          وحَمْلُ(95) الحديثين على معنَيَين أظهَرُ وأفيدُ مِن حَمْلِهما على معنى واحد.
          وقد يجوز أن يكون الحديث الذي نحن بسبيله على معنيين والحديث الآتي بعده مؤكِّد للمعنى الواحد منهما وهو ظاهِرٌ بَيِّنٌ؛ لأنَّ الفهم في أحكام الله تعالى آكد، وهذا الفقه هو بالنُّور والإلهام، وهو(96) مأخوذ مِن السنَّة كما تقدَّم وأشرنا إليه(97) في حديث البيعة، وهذا لا يجده إلَّا أهل التَّحقيق والصِّدق والإخلاص والهدى والنُّور والحكمة والبرهان فُهِّموا فَفَهِمُوا وأُريدوا فأرادوا أولئك الصَّفوة(98) الكرام عيون الله مِن خلقه(99) في أرضه، كما قال عمر ☺ عن علي ☺: إنَّ لله عيونًا في أرضه مِن خلقه و إنَّ عليًا لَمِنهم.
          وكان ☺ يقول: نعوذ بالله مِن معضلة لا يكون فيها عليٌّ، مع أنَّ الخلفاء ♥ كلَّهم عيون في العيون، لكن كان كلُّ(100) واحد منهم يرفع صاحبه تواضعًا في نفسه وتعظيمًا لصاحبه لِمَا خصَّه الله تعالى به(101)، وكذلك هم التَّابعون لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، فكلُّ مَن فَهِمَ عن الله فَهِمَ أحكامه ولا(102) ينعكس، اختارهم الله تعالى مِن خلقه فاختاروه على خلقه وعلى ما سواه فَهُمْ به وله بلا مَثنوية(103) ولا التفات، مَنَّ الله تعالى علينا(104) بحرمتهم عنده(105) بما مَنَّ به عليهم، لا ربَّ / سواه.
          الوجه الرَّابع: يترتَّب على هذا مِن الفقه أن مَنْ مُنَّ عليه بأحد هذين الوجهين فليستبشر بالخير العظيم والفضل العميم إذ إنَّ الشَّارع ╕ قد جعل ذلك علامةً على مَن أراده الله تعالى للخير ويسَّره إليه، وكيف لا تحقُّ(106) لهم البشارة وبهم يُرْسَلُ(107) الغيث، ويُرْفَع الجدب، وتُرْحَمُ(108) البلاد والعباد؟
          الوجه الخامس: لقائل أنْ يقول: لِمَ قال ╕ هنا: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ). وذكر في غيره مِن سائر الأعمال الثَّواب وعَيَّنَه وحَدَه.
          ومثل ذلك أيضًا قوله ◙ في العلم: «ما أعمالُ البِرِّ في الجهادِ إِلَّا(109) كَبَزْقَةٍ في بَحْرٍ، ومَا(110) أعمالُ البَرِّ والجهادِ في طَلَبِ العلمِ إِلَّا كَبَزْقَةٍ في بحرٍ(111)».
          والجواب: أنَّه ╕ إنَّما لم يحدَّ هنا الأجر ولم يعيِّنه إشعارًا منه وتنبيهًا على أنَّ ذلك(112) إذا وجد على حقيقته فليعلم صاحبه بأنَّ السَّعادة قد حصلت له وليستبشر بأنَّ الله تعالى لا ينكُسُه على عقبَيه(113) ولا يُخيِّب مقصده؛ لأنَّ ما عدا هذا العمل مِن أعمال البرِّ مِن جهاد وغيره محتمل(114) لأن يكون عاريةً ومحتمل لأن يكون حقيقةً، فإن كان حقيقةً فيكون له(115) فيه ما وُعِد، وإن كان عاريةً فكأنَّه لم يكن، كما قال ╕: «إنَّ الرجلَ منكمْ لَيَعْمَلُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حَتَّى إِذَا(116) لَمْ يبقَ بَيْنَهُ وبَيْنَهَا إِلَّا شِبْرٌ أو ذراعٌ فَيَسْبِقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ».
          وهذا العمل الخاصُّ إذا مُنَّ به صح، ولا يمكن عدم الصِّحة، لأنَّ الإرادة قد سبقت بالخير وإنفاذه، وما أراده(117) تعالى وحكم به لا(118) ناقضَ له على ما بيَّناه فهي بشارة عظيمة ونعمة كبيرة وترغيب في هذا العمل الخاصِّ / فليستبشر مَن فهم وليلجأ مَن عَجَز فَلَعَلَّ الكريم الجواد يَمُنُّ بنفحة مِن نفحات جُوده بجُوده(119) إنَّه وليٌّ كريم.
          الوجه السَّادس: قوله ◙ : (وَإنَّما العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ(120)) إنَّما أتى ╕ هنا بـ(إنَّما) التي هي للحصر ليبين أنَّ العلم لا يُتوَصَّل إليه إلَّا بالتَّعلم ولا سبيل غير ذلك، ومَن حاول غير ذلك فقد ضلَّ عن الطَّريق.
          وإنَّما أتى ╕ بالألف والَّلام في (العلم والتَّعلم) ليبيِّن به أنَّ(121) العلم هو الذي يكون عَلَمًا على الخير؛ لأنَّ العلوم كثيرة(122) فأتى بالألف والَّلام التي هي للعهد ليُنبِّه على العلم الخاصِّ النَّافع الذي أراده هنا.
          فإنْ قال قائل: قد تكون الألف والَّلام للجنس. قيل له: ذلك لا يسوغ هنا؛ لأنَّ علوم الشَّرائع كلَّها مِن آدم ◙ إلى النَّبيِّ صلعم كلُّها مِن الله تعالى إلى الرُّسل ‰ إمَّا بواسطة(123) الملَك وإمَّا بغير واسطة الملَك بحسب ما شاءت(124) الحكمة على ما عُرف مِن قواعد الأخبار بالشَّرائع والمكلَّفون يتلقَّون(125) ذلك مِن الرُّسل صلوات الله عليهم أجمعين فأصله النَّقل، وإذا كان أصله النَّقل فلا تكون الألف والَّلام هنا إلَّا للعهد؛ لأنَّ المراد بالعلم العلمُ الشرعيُّ وغير العلم الشرعيِّ ليس أصله النَّقل وإنَّما أصله الاستنباط، والاستنباط أيضًا منه ما يكون جائزًا شرعًا ومنه ما يكون ممنوعًا شرعًا فلأجل هذه العلَّة التي أبديناها وهي كثرة العلوم، وفيها ما هو ممنوع لم يَسُغ أنْ يكون الألف والَّلام للجنس، والمراد (بالعلم) المشار إليه(126) هنا قد نصَّ ◙ عليه في غير هذا الحديث حيث قال: / «تركتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ لنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا(127) كِتَابَ اللهِ تَعَالَى وَعِتْرَتِي(128): أَهْلَ بَيْتِي». وما تضمَّنا(129) مِن المعاني مِن علوم الفرائض وغيرها.
          وقد نصَّ ╕ على أشياء جملة وهي تتفرَّع مِن (الثَّقَلين) كما تقدَّم، فمِن ذلك قوله ◙ : «تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ فَإنَّها منْ دِينِكُمْ وهي أولُ ما تُنْسَى(130)». وقال أيضًا في هذا المعنى بنفسِه: ((تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وعَلِّمُوها(131) النَّاس، فَإِنِّي مَقْبُوضٌ، وإنَّ العلمَ يُقْبَضُ مِنْ بَعْدِي حَتَّى إِنَّ الاثْنَيْنِ يَخْتَلِفَانِ في الفريضةِ ولا يَجِدَانِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا)). وكذلك(132) كلُّ ما حضَّت الشَّريعة عليه فهو منها(133).
          وأمَّا (التَّعلم) المعرَّف(134) بالألف والَّلام فهو ما عُرف بالشَّرع أو بالعادة التي ليس(135) فيها خلل مِن جهة الشَّريعة. أمَّا(136) الذي يُعرف مِن جهة الشَّرع فهو كأمره ◙ بالتَّبليغ في حجَّة الوداع كما تقدَّم، وكقوله ◙ : «يَسِّرُوا ولَا تُعَسِّرُوا». إشارة(137) إلى الرِّفق في التَّعليم. وكقوله(138) ◙ : «إنَّما أَنَا قَاسِمٌ واللهُ يُعْطِي». على ما أُبيِّنه بعدُ في الحديث الآتي.
          وأمَّا ما(139) يُعرف بالعادة: فهو مثل المؤدِّب يعلِّم أولًا الصِّبيان الهجاء ومعرفة الحروف ثمَّ شيئًا مِن القرآن ثمَّ شيئًا مِن اللغة(140) ليفهموا بها كتاب ربِّهم وسنَّة رسولهم وما أشبه هذا على ما تقتضيه الشَّريعة مِن الإجارة(141) على ذلك، أو الجعل(142) عليه على الخلاف في ذلك وما سوى ذلك ممنوع مثل الألفاظ والاصطلاحات(143) التي أحدثت ودلائل الشَّرع تمنعها، وقد أشرنا إلى شيء مِن ذلك في الأحاديث قبل، وقد نصَّ ╕ على منع ذلك حيث قال: «يأتي في آخرِ الزَّمَانِ قومٌ يُحَدِّثُونَكُم بما لا تَعْرِفُونَ(144) أَنْتُمْ ولا آباؤكم فَخُذُوا مَا تَعْرِفُونَ ودَعُوا مَا / تُنْكِرُون».
          الوجه السَّابع: في هذا مِن الفقه أنَّه لا يكون الفقه إلَّا بعد معرفة العلم المنقول أو معه على ما قرَّرناه قبل؛ لأنَّه هو الأصل ولذلك عَطف بالواو(145) التي تقتضي التَّشريك والتَّسوية بين المسألتين(146)، أوزعنا الله تعالى مِن كليهما أوفر نصيب(147) بمنِّه وكرَمِه(148).
          12-قال(149) البخاريُّ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ). [خ¦بعد 67]
          ظاهر الحديث يدلُّ على أنَّ(150) مَن حاول أمرًا ليكون له عونًا على طلب العلم سهَّل الله عليه الوصول إلى الجنَّة والكلام عليه مِن وجوه:
          الوجه(151) الأوَّل: قوله ╕: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا) السُّلوك بمعنى الدُّخول قال تعالى:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر:42]. أي: ما أدخلكم؟ وقال ╕: «لَو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ» أي: لو دخلوا لدخلتم، فإذا كان المراد به الدُّخول فهل(152) هو مقصور على الدُّخول في(153) طلب العلم أو يتعدَّى إلى غيره؟ احتمَل الوجهين معًا.
          والظَّاهر تعدِّيه، لأنَّ ذلك في الشَّريعة كثير، فمِن ذلك قوله ◙ : «لَا يَقْضِي القَاضِي حينَ يَقْضِي وَهُو غَضْبَانٌ». وقوله ◙ : «يُنْفِقُ عَلَى عِيالِهِ يِحْتَسِبُهَا» على ما مرَّ الكلام عليه، وإذا كان متعدِّيًا(154) فيترتَّب عليه مِن الفقه أنَّ كلَّ ما كان عونًا على الخير فهو خير، وقد وقع النَّص على ذلك وهو ما جاء في نوم المجاهد أنَّه عبادة لكونه عونًا له على الجهاد، لكن ليس(155) يُؤخذ هذا على عمومه، وإنَّما هو بشرطين:
          (الشرط الأوَّل): أن يكون الذي يستعان به جائزًا(156) شرعًا ولا يكون حرامًا ولا مكروهًا، يشهد لهذا قوله ◙ للذي طلب منه الوصيَّة وأراد أن يوجز له فيها فقال له: «لا / تَقُلْ شَيْئًا تَسْتَعْذِرُ عَنْهُ(157) في القيامةِ».
          وقد حُكي عن بعض الفضلاء(158) أنَّه أصابه مِن العبادات(159) تعبٌ وجوعٌ لقلَّة ذات اليد ثمَّ فتح عليه بلبن(160) لم يطب له طريقه(161) فامتنع منه(162)، فقالت له والدته لَمَّا امتنع:(163) اشربْه وأرجُو(164) أن يغفر الله(165) لك، فقال لها: أرجو(166) أن يغفر الله لي(167) ولا أشربُه.
          فانظر كيف امتنع مِن شربِه وإن كان عونًا له على ما كان بصدده لكن لمَّا أنْ كان فيه كراهية(168) ما لم يُقِدم(169) عليه وتركه البتَّة؛ لأنَّ الخسارة تعود عليه(170) منه (أكثر مِن الفائدة بل هو عريٌّ عن الفائدة؛ لأنَّه لا يعين على الطَّاعة إلَّا الحلال.
          و(الشَّرط(171) الثَّاني): أن ينوي به العون على طلب العلم أو على(172) وجه مِن وجوه الخير على القول بتعدية الحكم، وعلى(173) القول الآخر فيكون في طلب العلم ليس إلَّا، لأنَّ المباح لا يُؤجر عليه ولا يقرِّبه إلى(174) الجنَّة حتَّى ينوي به العون(175) على الطَّاعة، فإذا كان الشَّيء الذي ينوي به العون على الطَّاعة مِنْ طَلَبِ علم وغيره فرضًا كان أو مندوبًا كان له أجر المندوب وزيادة القرب إلى الجنَّة لأنَّه ◙ أتى (بالطَّريق) نكرة، والنَّكرة عامَّة في أن يكون(176) فرضًا أو ندبًا أو مباحًا.
          والرَّابع ممنوع على ما بيَّناه وهل(177) يُتصوَّر هذا في الفرض(178)؟ أعني أن يكون له أجر الفرض وزيادة القرب إلى الجنَّة، إذا اعتقد به العون على طلب العلم.
          فالمشهور مِن مذاهب(179) الفقهاء منع ذلك، لأنَّهم اختلفوا في فرض وندب إذا اجتمعا بنيَّة واحدة هل يجزئ أم لا؟ على قولين، ومسألتنا مِن ذلك الباب وعموم لفظ الحديث يقتضي الجواز، لكن مَن أراد أن يخرج عن(180) الخلاف ويعمل بنصِّ الحديث ليعظم(181) / له الأجر فينوي في هذا الفرض مثل ما ينوي المغتسل(182) يوم الجمعة مِن الجنابة وللجمعة الذي يريد أن يخرج مِن الخلاف فيقول: طهوري هذا لجنابتي وأرجو أن يُجزئني عن غُسل جمعتي فيحصل له الخروج عن الخلاف ويكون متَّبعًا للفظ الحديث عاملًا عليه.
          الوجه الثَّاني: قوله ◙ : (يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا) الطلب(183) هنا يحتمل وجهين: (الأوَّل): أن يكون المراد به تحصيل العلم والاشتغال به. (الثَّاني): أن يكون المراد الاهتمام به(184) والمسارعة إليه، يدلُّ على هذا(185) قوله ◙ : «تَعَلَّمُوا العِلْمَ فإنَّ تَعَلُّمَهُ للهِ جنة أو قال(186) حَسَنَةٌ، وطَلَبُهُ عِبَادَةٌ».
          ففرَّق بين التَّعلم وطلب العلم وجعل نفس الطَّلب(187) أعلى مِن نفس التَّعلُّم، لأنَّه ◙ شبَّه الطَّلب(188) بالعبادة، وجعل نفس التَّعلُّم إذا كان لله تعالى حسنة، والحسنة مِن بعض ما تتضمَّنه العبادة(189).
          الوجه الثَّالث: لقائل أنْ يقول: لِمَ كانت الوسيلة هنا أفضل من الشَّيء المقصود وينبغي أن يكون بالعكس على ما عُرف من قواعد الشَّريعة والعوائد؟
          والجواب(190): أنَّ الشَّيء المقصود لم يجعل أخفض رتبة من الوسيلة ولا مثلها؛ لأنَّ الشَّيء المقصود(191) إنَّما هو نور يضعه الله تعالى في القلوب على ما نقلناه عن العلماء والدَّرس والنَّقل، والرِّواية سبب لتحصيل ذلك النُّور الذي يكون به العلم كما تقدَّم مِن(192) قول مالك ⌂: ليس العلم بكثرة الرِّواية، فالحاصل مِن هذا أنَّ(193) الشَّيئين المذكورين سببان(194) إلى تحصيل النُّور، وأحدهما أشقُّ على النَّفس وأشدُّ وهو الحثُّ والطَّلب، فجعل له مقام العبادة التي فيها مشقَّة النَّفس ومجاهدتها، والثَّاني أخفُّ وهو الدَّرس والنَّقل فجعل فيه حسنة، وهذا نصٌّ / صريح مِن الشَّارع صلعم فيما نقلناه عن العلماء مِن أنَّ العلم ليس بكثرة الرِّواية.
          الوجه الرَّابع: لقائل أن يقول: لِمَ أتى(195) (بالعلم) نكرةً ولم يأتِ به معرَّفًا كما أتى به معرَّفًا(196) في الحديث قبله؟
          والجواب: أنَّ قرينة الحال(197) هنا أغنت(198) عن التَّعريف وهي قوله ◙ : «سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ». والتَّسهيل إلى الجنَّة(199) لا يكون إلَّا بالعلوم الشرعيَّة، ولمَّا أنْ كانت العلوم الشرعيَّة متعدِّدة أتى به نكرةً؛ مِن ذلك علم الفرائض والنَّاسخ والمنسوخ وغير ذلك فلمجموع الأمرين أتى به نكرةً وهما: النَّشاط(200) وكثرة العلوم.
          ثمَّ انظر إلى الحديث الذي استدللنا به(201) لمَّا أن أتى به في معرض مدح العلم وما لصاحبه مِن الخير أتى به معرَّفًا(202) وقيَّده بأن يكون لله تعالى ثمَّ عطف بالواو، وجميع(203) الخيرات التي(204) ذكر في الحديث بعد ذلك اللفظ حتَّى يكون ذانك(205) الوصفان شرطًا في الخيرات المذكورة بعد.
          والوصفان هما ما تقدَّم مِن أنَّ (العلم) معرَّفًا(206) يشير به إلى العلم الشرعيِّ ويترك ما عداه وأنْ يكون لله تعالى خالصًا، وبقيَّة الحديث هو(207) قوله ◙ : «وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ، وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ(208) صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ؛ لِأنَّه مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَمَنَازلُ سُبُلِ أَهْلِ(209) الْجَنَّةِ، وَالْأُنَيْسُ(210) فِي الْوَحْشَةِ، وَالصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ، وَالْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالسِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَالزَّيْنُ عِنْد(211) الْأَخِلَّاءِ، يَرْفَعُ(212) اللهُ تَعَالَى بِهِ أَقْوَامًا، وَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً وَأَئِمَّةً، تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ، وَيُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ(213)، وَيُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ، تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خلَّتِهِمْ، وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ، يَسْتَغْفِرُ(214) لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَهَوَامُّهُ، وَسِبَاعُ الطَّيْرِ وَأَنْعَامُهُ(215)؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ / حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ، وَمَصَابح(216) الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ، بِالْعِلْمِ تُبْلَغُ مَنَازِلُ الْأَخْيَارِ، وَالدَّرَجَات الْعُلْيَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ يُعْدَل(217) بِالصِّيَامِ(218)، وَمُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ، وبِهِ تُوصَلُ(219) الْأَرْحَامُ، وَيُعْرَفُ الْحَلَالُ والْحَرَامُ، والعلم إِمَامُ الْعَمَلِ(220)، وَالْعَمَلُ تَابِعُهُ، فيُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ، وَيُحْرَمُهُ الْأَشْقِيَاءُ». فكل هذه الخيرات والنِّعم لا تحصل إلَّا بعد حصول ذينك(221) الشَّرطين وصحَّتهما، وحينئذٍ تكون هذه الخيرات تابعة لهما والحديث أخرجه صاحب «الحِلية» فإن احتجَّ مُحْتَجٌّ بتضعيفه، قيل له: قد صحَّح إسناده الأستاذ السَّمَرْقَنْدِيُّ ⌂.
          الوجه الخامس: قوله ◙ : (سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ) (سَهَّلَ) أي: قَرَّبَ. ولقائل أن يقول: لِمَ جعل ثواب هذا العمل التَّسهيل(222) ولم يجعل(223) له حسنة ولا غير ذلك كما جعل في الحديث الذي أوردناه؟
          والجواب: أنَّه إن قلنا: بأنَّ الحسنة(224) كناية عن الأجر(225)، والتَّسهيل كناية عن تسهيل الطَّريق له إلى نيل العلم، فالحسنة أرفع، وإن قلنا: بأنَّ التَّسهيل كناية عن التَّسهيل إلى الجنَّة فهو أرفع مِن الحسنة، لأنَّه لا يُقَرَّب أحدٌ إلى الجنَّة إلَّا وقد عُوفِيَ مِن النَّار، والمعافاة مِن النَّار أفضل مِن كثير مِن الحسنات مع دخول النَّار، ولذلك قال ◙ : «لَوْ(226) لَمْ يكُنْ إِلَّا النَّجَاة مِنَ النَّارِ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا».
          فعلى هذا فيكون(227) التَّسهيل أرفع من الحسنة وأفضل(228).
          الوجه السَّادس: لقائل أن يقول: لِمَ لَمْ يقل(229) (أدخله الجنَّة) عوض(230) هذا التَّسهيل كما قال في أحاديث غير هذا؟
          والجواب: أنَّ دخول الجنَّة(231) بالأعمال بفضل / الله تعالى كما تقدَّمَ، وقد قدَّمنا أنَّما(232) هو فيه الآن سبب(233) إلى تحصيل العلم ليس العلم نفسه(234)، وليس السبب للعلم كالعلم(235) فلذلك عَدَلَ عن ذكر دخول الجنَّة وأتى بصيغة التَّسهيل.
          الوجه السَّابع: هذا الثَّواب المذكور على هذا الفعل احتمل أن يُراد به الآخرة فهو للآخرة(236) ليس إلَّا، وإن نظرنا لغيره مِن الأحاديث، فإن رجعنا إلى صيغة لفظ الحديث فهو للآخرة(237) ليس إلَّا(238)، واحتمل أن يكون ذلك عامًّا(239) في الدُّنيا وفي الآخرة(240) فنقول بعمومه في الدُّنيا وفي الآخرة وهو الأظهر، بدليل قوله ◙ : «منْ خرجَ إلى الْمَسْجِدِ لِيُعَلِّمَ خَيْرًا أَوْ لِيَتَعَلَّمَهُ كانَ في ذِمَّةِ اللهِ، فإِنْ ماتَ أدْخَلَهُ اللهُ الجنَّةَ، وإِنْ رجعَ كانَ كالمجاهدِ رجعَ بالأجرِ والغَنِيْمَةِ».
          فقد نصَّ ◙ على مَالَهُ(241) في الدُّنيا من الثَّواب، فلا سبيل إلى القول بغيره، لكنَّ هذا لا يكون إلَّا إذا كان (العلم) المعروف(242) الذي أشار(243) إليه ◙ ، ويكون لله تعالى خالصًا، وفي تخليصه وحصول حقيقة(244) الفقه الذي أشرنا إليه قبل هو الشَّأن، فإذا حصل أحدهما أو مجموعهما فقد حصلت حقيقة السَّعادة؛ لأنَّه قد قدَّمنا أنَّ ذلك إذا وجد علامة على أنَّ صاحبه لا يمكر به ولا ينكص(245) على عقبه ومثل هذا ما قاله هرقل(246) _وهو الحقُّ الواضح_ أنَّ الإيمان إذا خالط(247) بشاشة القلوب لم يخرج منها، مَنَّ الله علينا بمجموعهما بمنِّه(248) ويُمنه وكرمه(249).
          الوجه الثَّامن: لقائل أن يقول: لِمَ أتى (بالطَّريق) نكرة في الأوَّل والثَّاني ولم يأتِ به مُعرَّفًا؟
          فالجواب(250): أنَّ العلوم الشَّرعية كثيرة كما ذكرنا منها علم القرآن وعلم الحديث إلى غير ذلك مِن العلوم الشَّرعية، فلمَّا كانت كثيرة كانت / طرقها كثيرة مختلفة، لأنَّه ليس ما يُتوصل به إلى علم القرآن هو الذي يُتوصل به إلى علم الحديث، وكذلك العلوم كلُّها لكلِّ علم اصطلاح يخصُّه وهو الطَّريق إليه، فلكثرة هذه(251) الطُّرق أتى بها نكرة فمَن أتى لعلمٍ(252) واحدٍ منها سهَّل عليه ذلك الطَّريق الواحد، وإن أتى بمجموعها(253) سُهِّلت(254) عليه الطُّرق كلُّها، وهذا مثل ما أخبر صلعم عن الأعمال (أنَّ صاحب كلِّ عمل يُدْعَى مِن باب مِن أبواب الجنَّة يختصُّ بذلك العمل(255) حتى قال في آخره: «وَيُدْعَى الصَّائِمُ مِنْ بابِ الرَّيَّانِ». فقال أبو بكر ☺: ما على(256) مَن يُدعَى مِن تلك الأبواب كلِّها مِن ضرورة(257)، فقال(258) ◙ : «وأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ(259)».
          فكذلك(260) مَن طلب العلوم الشَّرعية كلها قَرُبَ(261) مِن كلِّ باب مِن تلك الأبواب، فإن طلب البعض وترك(262) البعض قَرُبَ من بعض دون بعض. جعلنا الله تعالى ممَّن طلب الكلَّ وسهَّل عليه الوصول إلى الكُلِّ، ونُودِيَ مِن الكلِّ بمنِّه وكرمه لا ربَّ سواه تعالى ╡ (263).


[1] في (ط) و (ف): ((البخاري قال))، وقوله: ((قال)) ليس في (م) و(ل) والمثبت من (ج).
[2] قوله: ((في الدين)) زيادة من (ج) و(ل) على النسخ.
[3] قوله: ((الوجه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[4] قوله: ((خيرًا)) ليس في (ط) و(ف) و (م) و (ل) والمثبت من (ج).
[5] في (ف): ((إرادة المذكور))، وبعدها في (م): ((ههنا)).
[6] في (ف): ((يقتضيه)).
[7] في (ف): ((يكون)).
[8] في (م): ((الوجهين))، وفي (ل): ((الوجهين)) وفي حاشيتها: ((المعنيين)).
[9] قوله: ((فلا تستعجلوه)) ليس في (ط) و(م) والمثبت من النسخ الأخرى.
[10] في (ج): ((بدليل)).
[11] قوله: ((به)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[12] في (ج): ((عند المعنى)).
[13] في (ج) و (ف) و (ل) و (م): ((حكمه)).
[14] في (ف) و (م) و (ل): ((وقدره)).
[15] في (ج): ((صفته))، وفي (ف): ((صيغة)).
[16] في (ف): ((وسنيسِّره)).
[17] زاد في (م): ((لكن المراد بهذا العلم الذي يقع عليه الجزاء)).
[18] قوله: ((هو)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[19] في (ط): ((بهذا العلم بالعمل)). في (ج): ((بهذا العلم المعلم))، وفي (ف): ((بهذا العلم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[20] في (ف): ((من هذه)).
[21] في (ل): ((شاكلها)).
[22] قوله: ((الخوف من)) ليس في (م).
[23] في (م): ((المعنيين)).
[24] في (ل): ((متلازمان)).
[25] في (م): ((والخاتمة)).
[26] في (ف): ((لأنَّ))، وفي (م): ((ولكن)).
[27] قوله: ((السابقة)) ليس في (م).
[28] في (ف): ((يعرفها)).
[29] في (م): ((و)).
[30] في (ف): ((أطاعه عليها بالإجبار)).
[31] في (ف): ((يكون)).
[32] قوله: ((عند)) ليس في (ل).
[33] في (ف): ((إذا تضمَّنتها)).
[34] قوله: ((بخلاف السابقة)) ليس في (م).
[35] في (ط): ((مدروكة))والمثبت من النسخ الأخرى.
[36] زاد في (ل) و (م): ((بعض)).
[37] في (م): ((غير)).
[38] في (ف): ((فقال بالسَّابقة)).
[39] في (ف): ((التَّثبُّت)).
[40] في (ل): ((بريرة)).
[41] في (ج): ((زد))، وفي (ل): ((فاقتصر ذلك أو ذر)).
[42] في (ج): ((خواتيمها)) وفي (ف): ((بخواتيمها)).
[43] قوله: ((محمولًا)) ليس في (م).
[44] في (ج) و (ل): ((لفظه)).
[45] في (ف) و (م) و (ل): ((وفي الآخرة)).
[46] قوله: ((به)) ليس في (ف) و (م).
[47] قوله: ((فيكون معناه _ إلى قوله_ الخصوص)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[48] قوله: ((أنَّ المراد)) ليس في (م).
[49] في (ف): ((الوجه الثالث)).
[50] في (ط): ((يفقه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[51] قوله: ((أي لا يفهمون حديثًا)) ليس في (م).
[52] في (ط): ((أولًا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[53] قوله: ((أن يكون)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[54] في (ف): ((مجمل)).
[55] في (ف): ((حمل المقيَّد على المجمل)).
[56] في (ل): ((لا يوجد)).
[57] قوله: ((إليه)) ليس في (ف).
[58] في (ط): ((في حديث)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[59] في (ف): ((فعل)).
[60] في (م): ((وكذلك)).
[61] في (ف): ((ولذلك)).
[62] قوله: ((ألا)) ليس في (ف) و (م).
[63] في (ف): ((للغائب)).
[64] زاد في (ف): ((تم بعض ما أشرنا إليه)).
[65] في (ف): ((أرعى له)) وفي (م): ((أوعى)).
[66] في (ف): ((أعلم)).
[67] قوله: ((ثمَّ بعد تحصيل ما أشرنا إليه والعمل به)) ليس في (ف).
[68] قوله: ((الإمام)) ليس في (م).
[69] قوله: ((والعمل به)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[70] العبارة في (م): ((وإنما العلم يقذفه الله في القلوب)).
[71] صورتها في (م): ((معنى من)).
[72] في (ط) و (م): ((بأن يقولون)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[73] في (م): ((وإن رأوا مسألة في بعض الكتب)).
[74] في (ط) و (م) و (ل): ((ارتجلت)) والمثبت من النسخ الأخرى، وبعدها في (ج): ((عليهم)).
[75] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[76] في (ط) و (م) و (ل): ((عليه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[77] قوله: ((من)) ليس في (ل).
[78] في (ف): ((الأعمال التي تراد للآخرة)).
[79] في (ج): ((غرضًا))، وفي (م): ((عوضًا)). وقوله: ((عرضًا من)) ليس في (ف).
[80] في (ف): ((لم يشم رائحة)).
[81] في (ل): ((يشم)).
[82] في (ل): ((عام)) وفي الحاشية: ((سنة)).
[83] في (ج): ((فيحسبوا))، وبعدها في (ف): ((نفسهم)).
[84] في (ف): ((نفسه وأنَّه..)) قوله: ((إنما)) ليس في (ف)، وفي (م): ((نفسه أنما)).
[85] في (ج): ((على وجهين)) وفي (ف): ((وجه)). وبعدها في (م): ((ليرجى)).
[86] في (ف): ((شيء)).
[87] في (م): ((جيء)).
[88] كذا في النسخ: ((المتقدِّمين)).
[89] في (م): ((عنهم)).
[90] في (ل): ((أسفار)).
[91] في (م): ((أسفارًا)).
[92] قوله: ((كان)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[93] في (م): ((مستقلًا)).
[94] في (ط): ((يريد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[95] قوله: ((وحمل)) ليس في (م).
[96] في (ل): ((وهذا)).
[97] في (ف) و(م) و(ل): ((كما أشرنا إليه)).
[98] في (ط): ((الصوفة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[99] في (ف): ((خقله)).
[100] قوله: ((كل)) ليس في (ل).
[101] قوله: ((به)) ليس في (ف)، وبعدها في (ل): ((ولذلك)).
[102] في (ل): ((فلا)).
[103] في (ف): ((شوبة))، وصورتها في (ل): ((متنويه)).
[104] كلمة: ((علينا)) من (ف).
[105] في (م) زيادة: ((منَّ علينا)).
[106] في (ل): ((لا يحق)).
[107] زاد في (ف) و (م) و (ل): ((الله)).
[108] في (ف): ((الجذب ويرحم)) وفي (ل): ((ويرحم)).
[109] قوله: ((إلا)) زيادة من (ج) على النسخ.
[110] قوله: ((ما)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى. وفي الموضعين في (م): ((كبصقة)).
[111] العبارة في (ف): ((أعمالُ البر كبزقة في بحر)).
[112] في (ف): ((ذاك)).
[113] في (ف) و (م) و (ل): ((عقبه)).
[114] في (ج) و (م) و(ف): ((وغيره هو محتمل)).
[115] قوله: ((له)) ليس في (م).
[116] قوله: ((إذا)) ليس في (ف).
[117] في (ط) و(ج): ((أراد)).
[118] في (ف): ((ولا)).
[119] قوله: ((بجوده)) ليس في (م).
[120] في حاشية (ل): ((حديث إنما العلم بالتعلم)).
[121] في (ف) و (م) و (ل): ((أي)).
[122] في (ف): ((العلم كثير)).
[123] في (م): ((بوساطة)) في الموضعين.
[124] في (ج) و (م) و (ل): ((ما مشت)).
[125] في (م): ((يتكلَّفون)).
[126] قوله: ((إليه)) ليس في (م).
[127] قوله: ((لنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا)) ليس في (ف).
[128] في (ل): ((وعثرتي)).
[129] في (ف): ((يتضمَّنا)).
[130] في (ف) و (ل): ((ينسى)).
[131] في (ط): ((وعلِّموا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[132] زاد في (م): ((أيضًا)).
[133] في (ج): ((منهما)).
[134] قوله: ((المعرَّف)) ليس في (م). وفي (ل): ((المعروف)).
[135] قوله: ((ليس)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[136] في (ل): ((وأما)).
[137] في (ل): ((وإشارة)).
[138] في (ف) و (م): ((ولقوله)).
[139] قوله: ((ما)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[140] في (ل): ((من الفقه)).
[141] في (ل): ((الإجازة)).
[142] في (ل): ((الجهل)).
[143] قوله: ((والاصطلاحات)) ليس في (ف).
[144] العبارة في (م): ((يأتي على الناس في آخر الزمان قوم يحدثونكم ثم لا تعرفون)).
[145] في (ف): ((الواو)).
[146] في (ف): ((الشيئين)).
[147] زاد في (ف): ((منه)).
[148] قوله: ((وكرمه)) زيادة من (ج) على النسخ.
[149] قوله: ((قال)) زيادة من (ج) على النسخ.
[150] في (م): ((أنَّه)). وقوله: ((أن)) ليس في (ل)، و قوله بعدها: ((من)) زيادة من (ج) على النسخ.
[151] قوله: ((الوجه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[152] قوله: ((فهل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[153] قوله: ((الدخول في)) ليس في (م).
[154] في (ط): ((متعيد)).
[155] في (ف): ((لا)).
[156] في (ل): ((جائز)).
[157] في (ف): ((منه)).
[158] في (ج): ((عن بعضهم)).
[159] في (ط): ((العباد)) وفي (ف) و (م): ((العبادة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[160] في (ف) و (ل): ((ثم فتح عليه في لبن)) وفي (م): ((ثم فتح له في لبن)).
[161] في (ل): ((طريقة)).
[162] قوله: ((منه)) ليس في (ف).
[163] في (ج): ((امتنعت)).
[164] في (ف): ((وأرجو أن الله يغفر لك)).
[165] في النسخ: ((أن الله يغفر)) والمثبت من (ج).
[166] في(م): ((نرجو)).
[167] في (ف) و(ل): ((نرجو أنَّ الله يغفر)).
[168] في (ج): ((كراهة)).
[169] في (ط): ((يقدر))، وفي (ف): ((ما تقدم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[170] قوله: ((عليه)) ليس في (ف)، وقوله بعدها : ((منه)) ليس في (ل).
[171] في (ف) و (م) و (ل): ((الشرط)) بلا واو.
[172] في (ل): ((وعلى)).
[173] في (م): ((بتعدية الأجر أو على)).
[174] قوله: ((إلى)) ليس في (ف).
[175] زاد في (ف): ((به)).
[176] في (ل): ((تكون)).
[177] في (ط): ((هذا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[178] في (م): ((الفرائض)).
[179] في (ط): ((مذهب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[180] في (ل): ((على)).
[181] في (م): ((لعظم)).
[182] في (ج): ((الغسل)).
[183] في (ط): ((الطالب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[184] قوله: ((به)) ليس في (ف).
[185] في (ف): ((يدلُّ عليه)).
[186] قوله: ((جنة أو قال)) ليس في (ف) و (م) و (ل).
[187] في (ج): ((نفس التعلم)) وفي (م): ((بعض الطلب)).
[188] في (ط): ((الطالب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[189] في (ط): ((العباد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[190] في (ل): ((فالجواب)).
[191] قوله: ((لم يجعل أخفض....لأنَّ الشَّيء المقصود)) ليس في (ف).
[192] في (ل): ((في)).
[193] في (ف): ((فالحاصل من هذان)).
[194] في (ط): ((سببا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[195] في (ل): ((أتي)) والمواضع الذي بعده.
[196] في (ط): ((معروفًا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[197] قوله: ((الحال)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[198] قوله ((أغنت)) في (ل): ليست واضحة.
[199] في (ل): ((والتسهيل للجنة)).
[200] في (ج) و (ل): ((البساط))، وفي (ف): ((وهي البساط)).
[201] في (ف): ((استدللناه)).
[202] في (م): ((معرفةً)).
[203] في (م): ((جميع)).
[204] في (ف): ((الذي)).
[205] في (ف) و (م): ((ذلك))، وبعدها في (م): ((الوصف)).
[206] في (ط): ((معروفًا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[207] في (ف) و (م): ((وهو)).
[208] في (ف) و (م) و (ل): ((يعلمه)).
[209] قوله: ((أهل)) ليس في (ل).
[210] في (ف) و (م) و (ل): ((والأُنس)).
[211] في (م): ((والدين على)).
[212] في (م): ((ويرفع)).
[213] في (ط): ((بفعلهم)).
[214] في (م) و (ل): ((ويستغفر)).
[215] في (ل): ((والعامة)).
[216] في (ج): ((ومصابيح))، و في (ط): ((ومصباح)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[217] في (ف): ((يدل)).
[218] قوله: ((بالصيام)) زيادة من(ج) على النسخ.
[219] في (ط) و(ف): ((تصل)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[220] في (ج): ((العمال)).
[221] في (م): ((ذلك)).
[222] في (م): ((للتسهيل)).
[223] في (ل): ((تجعل)).
[224] في (ل): ((الجنة)).
[225] في (ف): ((الآخرة)).
[226] قوله: ((لو)) ليس في (ف).
[227] في (ف): ((يكون)).
[228] قوله: ((وأفضل)) زيادة من (ج) على النسخ.
[229] قوله: ((يقل)) ليس في (م).
[230] زاد في (ج): ((عن)).
[231] زاد في (ج): ((هو)).
[232] في (م): ((ما)).
[233] قوله: ((سبب)) ليس في (ف).
[234] في (ف): ((بنفسه)).
[235] في (ف) و (م) و (ل): ((للعمل كالعمل)).
[236] قوله: ((فهو للآخرة)) ليس في (ف) و (ل).
[237] قوله: ((فهو للآخرة)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[238] قوله: ((وإن نظرنا لغيره....الحديث فهو للآخرة ليس إلَّا)) ليس في (ف) و (ل).
[239] في (ف): ((علمًا)).
[240] زاد في (ف) و (م) و (ل): ((فإن رجعنا إلى صيغة لفظ الحديث فهو للآخرة ليس إلَّا، وإن نظرنا لغيره من الأحاديث)).
[241] صورتها في (م): ((ما ناله)).
[242] في (ف) و (م) و (ل): ((المعرف)).
[243] في (ل): ((أشرنا)).
[244] في (ف): ((تحقيقه)).
[245] في (ط) و(ف) و (ل): ((لا ينكس))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[246] في (ل): ((ما قاله هو قبل)).
[247] في (ط): ((خالطه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[248] زاد في (ف): ((وفضله)).
[249] قوله: ((وكرمه)) زيادة من (ج) على النسخ. وقوله: ((ويمنه وكرمه)) ليس في (ف).
[250] في (ف) و (م) و (ل): ((والجواب)).
[251] في (م): ((هذا)).
[252] في (ف): ((بعلم)).
[253] في (ل): ((لمجموعها)).
[254] في (م): ((سهل)).
[255] في (ف): ((الغسل)).
[256] في (ج) و(ف) زيادة ((كل)).
[257] قوله: ((من ضرورة)) زيادة من (ج) على النسخ.
[258] زاد في (م) و (ل): ((له)).
[259] في (ف): ((وأرجوك منهم)).
[260] في (ط) و (ف): ((فذلك)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[261] في (ل): ((أقرب)).
[262] في (م): ((فترك)).
[263] قوله: ((تعالى ╡)) ليس في (ف) و (م) و (ل).