بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

المقدمة

          ♫
          وصلَّى الله على سيدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم(1)
          قَالَ العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى(2) عَبْدُ اللهِ بْنِ سَعْد بْنِ أَبِي جَمْرَةَ الأَزْديُّ ☼ تعالى بفضلِه ومِنِّه(3).
          الحمدُ للهِ الذي فَتَق رَتْق ظُلماتِ جهالاتِ القلوب، بيدِ أنوار بركاتِ معجزاتِ آثار النبوَّة، الهاشميَّة القرشيَّة، القاسميَّة المحمَّديَّة، فكشفَ لنا بمدلولاتِ جواهرِ دُرَرِ ألفاظها، عن حُسْنِ حكمةِ خالقِها، بما به تَعَبَّد بَرِيَّته، التي خلقها لعبادتهِ، وأطلعها بصدْقِ نقلها على(4) جُمَلٍ مِن غَيْبِهِ، وما أَعَدَّ لمن اتَّبع ما به تَعبَّدها، وعظيم(5) إحسانهِ عليهم وإنعامِه(6)، وعلى خطيرِ ما توعَّد به لمن كذَّبَ بها(7)، أو تركَها، مِن نِقَمه وعقابِه، فمِنها نصًّا ظاهرًا، ومنها معنىً باطنًا، باديًا بإشارة رائقةٍ، وبِشارة فائقةٍ، تُثمر(8) لسامِعِها مِن فنون معانيها، بشارةً تتبعُها بشارة، ويصدِّق(9) بعضُها بعضًا، تُهَيِّج(10) الفَرَحَ بَدْءًا وعَوْدًا، وتبهجُ النفوس بحسنِ أخبارها مسَاقًا ونَظمًا، وجميعها تصديقًا لوعدِ مَن لا يُخْلِف وعدًا، كما أخبر ╡ في التنزيل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107].
          صلَّى الله عليه وعلى مَن اختارهم لصحبتهِ، وخصَّهم بنُصرتهِ، وجعلَهم للخيرات وموجِباتها أصلًا وفرعًا، فقال عزَّ مِن قائل: {وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح:26] صلاةً تفوق الشَّمسَ نورًا، والْمِسكَ عَرْفًا، والقمرَ بَهاءً وحُسْنًا، ما(11) دام للعيون في الحُسْنِ شُغلًا، وللقلوب للخير(12) مَيلًا(13)، وسلَّمَ ووالى، ورفع وأعلى.
          أمَّا بعدُ، فلمَّا كان مِن متضمَّن ما أودعنا برنامجَ الكتاب الذي سمَّيناه: بجمع النهاية(14) في بَدْء الخَيْر وغاية(15)، إشارةٌ إلى تكثير فوائد أحاديثِهِ، وتعميم محاسنِهِ، وكنتُ عزمتُ على تبيينها، لأن أُتْبِع(16) خيرًا بخير(17)، فيكون ذلك أصله، وهذا ثمره وفنَنُه(18)،فإنَّ كمال / فائدة الثِّمار باجتناءِ الثَّمر، ويعرف مقتنيه(19) قَدْر الفائدة، بل الفوائد التي فيه. ولَمَّا كان الإمامُ صاحبُ الأصل، وهو البخاريُّ، ☼، قد جعل لكلِّ وجهٍ ممَّا يدلُّ عليه الحديث الواحد بابًا، ولربَّما كرَّر الحديث الواحد في أبوابٍ شَتَّى مِرارًا، ولربَّما قطع الحديث، وأتى في(20) كلِّ بابٍ منه بِقَدْر الحاجة إليه، فرأيت أن أجعل كلَّ(21) حديث مِن تلك الأحاديث التي جمعتُ بنفسهِ مَقام باب، وهو بابٌ وأيُّ باب؟ ومفتاحهُ ظاهرُ الحديث، والأبواب التي تتفرَّع منه وجوهٌ تَتْبعه.
          ثمَّ تتبَّعتُ ألفاظَ الحديث، لأقتبسَ مِن بركات تلك الألفاظ العَذْبة الزُّلال، ما يكون منه رِيًّا لظمأِ(22) جهالاتِ الفؤاد، لأنَّهُ ◙ ، لا يكون منه زيادةُ حرفٍ، أو نقصُ حرفٍ مِن الحروف، إلَّا لمعنىً مفيد، لأنَّهُ لا ينطِق عن الهوى، ولذلك قال جُلُّ العلماء: لا يُنقل الحديثُ إلَّا بالفاء والواو، كما يُنْقَل(23) الكتاب العزيز. لأنَّه كله عن الله، إمَّا وحيٌ بواسطة الملَك، وهو القرآن، أو ما(24) أخبرَ(25) في سُنَّتهِ أنَّهُ أخبرَ به عن ربِّه جلَّ جلاله،(26) مِن عِلْم غيبهِ، وإمَّا وحيُ إلهام، وهي السُّنَّة وقد جعل، ╡ ، ذلكَ حُكمًا نافذًا، فقال تعالى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ} [النساء:105] على العموم فيما أُنْزِلَ عليه، وفيما يَظْهر(27) له على المشهور مِن الأقاويل وأرجحها، وقالت طائفة مِن العلماء: يجوز نقل الحديث بالمعنى، بشرط فَهْم المعنى، وما يعرف حقيقة ما ذكرناه عن جُلِّ العلماء والأظهرَ مِن القولين اللَّذينِ(28) أشرنا إليهما إلَّا الصحابة ♥، وأئمة الدين ومَن تَبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
          أمَّا الصَّحابة ♥، فإنَّهم كانوا إذا وقَعَ لأحدهم شكٌّ في صيغة اللفظ، وإن كان لا يخلُّ بالمعنى يُبدون ذلك فيقولون: إخاله كذا؛ أو أظنُّهُ كذا؛ ولا ذاك(29) إلَّا لوجهين: /
          أحدهما: الصِّدق في حقيقة النَّقل.
          الثاني: المحافظةُ على بركة ذلك اللَّفظ الخاصِّ لئلَّا تفوتَهم بركتُه.
          ومثل ذلك ما حُكِي عن عبد الله بن عمر☻، أنَّه أدارَ راحلته بموضعٍ في طريق الحجِّ، فَسُئل: لِمَ فعلَ ذلك؟ فقال: لا أعرفُ، إلَّا أنِّي رأيتُ رسول الله، صلعم فَعَلَ ذلك، ففعلتُ كَما فَعلَ.
          فكانت ألفاظه وحركاته ◙ ، كلُّها عندهم بركاتٍ وأنوارًا. وكيف لا وقد حضَّ، ╡ ، على ذلك في كتابه، ونبَّه عليه حيث قال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31]. وعموم الأمر بالاتِّباعية يقتضي(30) حقيقةَ الاتِّباع في الدِّقِّ والجِلِّ مِن الفعل والقول وغير ذلك، وهذا النوع مِن أفعال الصَّحابة كثير، ومَن تَتَبَّعه(31) وَجَده.
          وأمَّا أئمة الدِّين، ▓، فإنَّهم كانوا يَحترمون الحديث أعظمَ الاحترام، حتَّى إنَّهُ كان عندهم مثلَ القرآن، ويستنبطونَ مِن ألفاظه وحروفه أحكامًا، وأيَّ أحكام؟ وعليها يَبنون قواعدَ مذاهبهم(32).
          أمَّا احترامهم للحديث فمثل ذلك ما حُكِي عن مالك، ☼، حين أتاه الخليفةُ إلى بيته، فأبطأَ عليه بالخروج، فلمَّا أن خرج قال له الخليفة: يا مالكُ، ما زِلتَ تُذِلُّ الأمراء. فقال: لا، والله، إلَّا أنِّي سمعتُك، فعلمتُ أنَّك لم تأتِ إلَّا لتسألني عن الحديث، وكنتُ على غير طَهارة، فكرهتُ أن أتكلَّم فيه، وأنا على غير طَهارة، فما عملتُ إلَّا أن توضَّأتُ وخَرَجتُ.
          ومِن ذلك أيضًا ما حُكِي عنه أنَّهُ كان إذا طلبه الفقهاء لأن يدرِّسهم يسألهم: ماذا يريدون؟ فإن أخبروه أنَّهم يريدون الفِقهَ خرج على الحالة التي يجدونه عليها. وإن أخبروه أنَّهم يريدون الحديثَ تطهَّر وتطيَّب، ولبسَ أحسنَ ثيابه، وتبخَّر(33) بالمسك والعُود، ثمَّ جلس للحديث. ومثل هذا عنه كثير، فلمَّا كان شأنه التعظيمَ لهذا(34) سُمِّي أمير المؤمنين في الحديث.
          وأمَّا استنباطهم للأحكام مِن / ألفاظ الحديث وتتبُّع فوائده، فمثل ذلك ما رُوِيَ عن مالك، ☼،(35) في الأحك م التي استخرجهنَّ(36) مِن قوله ◙ : «فَإِذا وَقَعتِ الحُدودُ، وصُرِفَت الطُّرُقُ فَلا شُفْعة»، فأخذ مالك، ☼، مِن هذا الحديث(37) ثلاثةَ أحكام:
          الأول: أنَّ الشُّفعة لا تكون إلَّا بين الشُّركاء، لا للجار وإن كان ملاصِقًا، لأنَّهُ لا يسمَّى شريكًا.
          الثاني: أنَّ الشُّفعة لا تكون إلَّا فيما ينقسِم، وما لا ينقسِم لا شُفعةَ فيه، بدليل قوله: ((فإذا قسمت)).
          الثالث: أن لا تكون إلَّا في الأرض أو ما شاكلها،(38) بدليل قوله: ((فَإذا صُرِفَت الطُّرُق))، لأنَّ(39) الطُّرُق لا تكون إلَّا في الأرض.
          ومثل هذا عنه وعن غيره مِن الأئمة كثير، ومَن يتتبَّعه(40) يجده.
          فبقيت النَّفس متشوِّفةً على الدوام لِمَا ذكرت أوَّلًا، وهو أن تُلْحِق خيرًا بخير،(41) يتردَّد(42) في ذلك تردادًا(43) تنقطع به الأيام تسويفًا، إلى أن رغب منِّي بعض قُرَّاء الأصل(44) إبداء تلك المعاني، وما كانت النفس في ذلك أكَنَّتْ، فأجبتُه إلى ذلك رَجاء أن ينفعني الله وإيَّاه بذلك، ومَن قرأه بَعْدُ فصدَّقَ(45) ورقَّ.
          هذا الكتاب يحتوي على جمل مِن دُرَر(46) فرائض الشريعة وسُنَنِها ورَغائبها وآدابها وأحكامها، والإشارةِ إلى الحقيقة بحقيقتها، والإشارةِ إلى كيفيَّة الجمع بين الحقيقة والشريعة، وتبيين الطريق(47) الناجية التي أشار ◙ إليها، والإشارةِ إلى بيان أضدادها، والتحذير عنها، وربَّما استدللتُ على بعض الوجوه التي ظهرت مِن الحديث بآيٍ وبأحاديث تناسبها وتقوِّيها، فمنها باللفظ، ومنها بالمعنى. وأتبعتُ بعض ذلك بحكاياتٍ(48) ليَنشَحِذَ(49) الفهم بها، وليتبيَّن(50) بها المعنى. وربَّما أشرتُ في بعض المواضع إلى شيءٍ مِن توبيخ النفس على غفلتها، لعلَّها تنتبه مِن غَيِّها(51).
          وأودعتُ فيه شيئًا مِن بيان طريقة الصَّحابة وآدابها، وما يستنبط مِن حُسْنِ عباراتهم، وتحرُّزهم(52) في نقلهم، وحُسنِ مخاطبتهم، وما يُستنبط / مِن ذلك مِن آداب الشريعة إذا تعرَّض لفظ الحديث لشيءٍ(53) مِن ذلك، لأنَّهُ لا ينبغي أن يُغفَل عن شيءٍ مِن ذلك، لأنَّهم هم الصَّفوة المقرَّبون، والخِيرة المرفوعون(54)، وقد قال(55) العلماء في معنى قوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى(56)} [النساء:115] إنَّ المراد بذلك: الصَّحابة والصَّدر الأول، ولأنَّهم هم الذين تلقَّوا مواجهة الخطاب بذواتهم السَّنيَّة وانتَفَعوا بحسنِ السؤال عمَّا وقع في النُّفوس مِن بعض الإشكال، فجاوبهم ◙ بأحسن جواب، وبيَّن لهم بأتمِّ تبيان(57) فسمعوا وفهِموا، وعملوا وأحسَنوا، وحَفِظوا وضَبطوا، ونَقلوا وصَدَقوا، فلهم الفضل العظيم(58) علينا، إذْ بهم وُصِل حبلُنا بحبلِ سيِّدنا صلعم، وبحبل مولانا، جلَّ جلاله، فلهُم اليدُ العليا حقًّا وسَبْقًا، فجزاهم الله عنَّا أفضل ما جزى محسِنًا قد أحسنا.
          وكيف نُغْفِلُ(59) ألفاظهم وما قلنا العُشر مما يجب علينا؟ وإن ملحدٌ(60) تعرَّض إليهم، وكفر نعمةً قد أنعم(61) الله بها عليهم، فجهلٌ(62) منه وحِرمانٌ، وسوءُ فهمٍ وقِلَّةُ إيمان، لأنَّه لو كان يلحقهم تنقيصٌ(63) لَمَا بَقِي في الدِّين(64) ساقٌ قائمة، لأنَّهم هم النَّقَلة إلينا، فإذا جُرح النَّقَلةُ الكرام دخل في الأحاديث والآي الأمرُ الْمَخُوفُ الذي به ذهابُ الأنام(65)، لأنَّهُ لا وحي بعد رسول الله صلعم، وقد قال ╡ في كتابه: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19]، وعدالةُ المبلِّغ شرط في صِحة التبليغ، وقد قال ╕: «تركتُ فيكم الثَّقَلَيْنِ(66) لن تَضِلُّوا ما تَمسَّكتُم بهما: كتابَ الله وعِترتي(67) أهلَ بيتي». فمِنهم(68) ورَدْنا ماءَها السَّلسبيلَ وعذبَها الزُّلال، وحُسنُ المنبع والمقرِّ شرطٌ في صَفَاء(69) الشَّراب(70). وما أشكلَ على بعض النَّاس منِ بعض الآثار فلتشبُّههم(71) بنا، والجهلِ بطريقتهم(72) العُليا، وكيفَ الإشكال وقد قال ╕: «أصحابي / كالنُّجوم(73) بأيِّهم اقتَدَيتُم اهتَدَيتُم(74)»، وما مِن نَجم إلَّا وله نور وضياء، جعلنا الله ممَّن أحبَّهم، واتَّبع طريقتهم بمَنِّه وكرمه(75).
          وبعد هذا، فإنِّي ما أبرِّئ نفسي مِن الهفَوات، لكنِّي جعلتُ قُدوتي في ذلك ما قاله الإمام، وهو ابن عباس ☻، حين سُئل عن زواج التفويض إذا مات الرجل قبلَ الدخول،(76) وقبل أن يَفْرِض لها، فبقي شهرًا لم يجاوب في ذلك بشيءٍ، فقيل له: يا صاحب رسول الله، صلعم : ما لنا غيرَك يجاوب في المسألة، فقال: «إذ وعزمتم فأجتهدُ، فإن أصبتُ فبفضل الله ورحمته(77)، وإن أخطأت فمنِّي ومِن الشَّيطان»، وصَدَق الله ورسوله صلعم، فجعلتُه ☺ وأصحابه، وسيلةً إلى الله فيما أمَّلته.
          وسمَّيتُ الكتاب: «بَهجة النُّفوسِ وَتحلِّيها وَمَعرفة مَا عليها ولها(78)».
          وبالله أستعينُ، ولا حولَ ولا قُوَّة إلا بالله(79)، وهو حسبي ونِعْم الوكيل، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآله وسلَّم أفضلَ التسليم(80).


[1] زاد في (ل): ((رب يسِّر وأعن))، والعبارة في (م): ((بسم الله الرحمن الرحيم، رب يَسِّر وأعن)).
[2] في (ج): ((إلى ربه))، وفي (م) و(ف): ((قال الشيخ أبو محمد))، وفي (ل): ((قال الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المحدث العارف بالله تعالى سيدي أبو محمد)).
[3] في (ل): ((أبي جمرة طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه))، وفي (ف): ((☺ ورضي عنا به)).
[4] في (ج): ((عن)).
[5] أشار في (ل) إلى نسخة: ((وبعظيم)). وفي (المطبوع): ((من عظيم...)).
[6] في (م): ((وإنعامه عليهم))، وفي (ف): ((إحسانه عليهم وإنعامه عليهم)).
[7] في (ج): ((لمن كذبها)).
[8] في (ج): ((يُثمر)).
[9] في (م): ((وتصدِّق)).
[10] في (ل): ((وتهيج))، وبعدها في (ف): ((للفرح)).
[11] قوله: ((ما)) ليس في (ج).
[12] في (ف): ((إلى الخير)).
[13] في (المطبوع): ((في الحسن شُغلٌ، وللقلوب إلى الخيرِ ميلٌ)).
[14] في (ط) و(ج) و(ف): ((ببدء النهاية)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[15] في (ط) و(ج) و(ل): ((وغايته))، وفي (المطبوع): ((والغاية)).
[16] في (ج): ((تبيينها لأتبع)).
[17] في (م): ((خبرًا بخير)).
[18] وجاءت الرُّسل ‰، بتبيين هذه الدار وغرورها وما فيها، وبالزُّهد فيها {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 18-19] لكن الله ╡ بحكمته، يضلُّ بذلك مَن يشاء _ بحسب ما قدَّر عليه مِن سوء فهمه _ ويهدي مَن يشاء بفضله، ولذلك قال تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} [البقرة: 26] أي: بسببه لأنَّه هَدْيٌ كلُّه، لكن العرب تضيفُ الشيء إلى الشيء بأدنى ملابسة بينهما.
ولذلك قال صلعم : (إنما أنا قاسِمٌ، واللهُ يُعْطِي مَن يَشَاء) أي: أنا قاسم لكم الأمور والأحكام على نحو ما أُمِرت به، والله يهدي مَن يشاء ويضلُّ مَن يشاء، يعطي ما شاء على نحو ما شاء، فلا يُسْأَل عمَّا يَفْعَلُ وهم يُسألون. وكذلك جميع الرُّسل ‰، فما مِن لفظةٍ مِن جميع الكتب كلِّها أو كلام الرُّسل كلِّهم، صلوات الله وسلامه عليهم، إلَّا وقوله: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي) قائمٌ معها مخبرٌ عمَّا أحدثت، فظنُّ سماعها معها، فالله عند ذلك العبد بحسب ما أحدثت تلك اللَّفظة عنده.
[19] في (المطبوع): ((مجتنيهِ)).
[20] في (ف): ((من)).
[21] في (ف): ((في كل))، و في (ج): ((لكلِّ)).
[22] في (ج): ((لطفي)).
[23] في (ف): ((بالفاء والواو أو كما قال ينقل)) وفيها بعض الطمس، ووضَّح العبارة في الحاشية كالمثبت في المتن.
[24] في (ل): ((وما)).
[25] زاد في (ف): ((لنا ◙)).
[26] في (ف): ((عن الله ╡)) وأشار إلى نسخة: ((عن ربه)).
[27] في (ف): ((يظهره)).
[28] في (ف): ((التي))، وفي (ط) و(ج): ((الذين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[29] في (ج): ((ولا ذلك)).
[30] في (ط) و(م) و(ف): ((تقتضي)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[31] في (ج): ((ومن تبعه)).
[32] في (ج): ((مذهبهم)).
[33] في (ج): ((أحسن ثيابه ويخرج ويتبخر)).
[34] في (م): ((بهذا)).
[35] زاد في (ج): ((من هذا الحديث)).
[36] في (م) و(ل) و(ف) و(ج): ((استخرج)).
[37] قوله: ((الحديث)) ليس في (ل) وهي نسخة مشار إليها فيها.
[38] قوله: ((بدليل قوله: فإذا... أو ما شاكلها)) ليس في (ف).
[39] في (م): ((ولأن)).
[40] في (ج): ((ومن تتبعه)).
[41] في (م): ((خبرًا بخبر)).
[42] في (ل): ((تتردد)).
[43] في (ف): ((تردُّدًا)).
[44] في (ف) و(ج): ((بعض من قرأ الأصل)).
[45] في (ف): ((فصرف))، وفي (ج): ((فصدف)).
[46] قوله: ((درر)) ليس في (م).
[47] في (ف): ((الطرق)).
[48] صورتها في (ط): ((تحايات)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[49] في (ط): ((ليتنجز))، في (ف) والمطبوع: ((ليشحذ))، وفي (ج): ((لتشحذ)).
[50] في (ج): ((وليبين)).
[51] في (م): ((تنتبه عمَّن غشها))، وفي (ل) و(ف): ((تنتبه عن غيها))، وفي (ج): ((تنته عن غيها))، وفي المطبوع: ((تنتهي من غيها)).
[52] أشار في (ل) إلى نسخة: ((وتحذرهم)).
[53] في (م): ((بشيء)).
[54] في النسخ: ((المرفعون)) والمثبت نسخة في (ل) وهو كذا في المطبوع.
[55] في (م): ((قالت)).
[56] قوله: ((ما تولى)) ليس في (ف).
[57] في (ج): ((بيان)).
[58] في (م): ((العميم)).
[59] في (ل) و(ج): ((تغفل)).
[60] في (م): ((واف ملحدٍ)).
[61] في (ج): ((أنعمها)).
[62] في (ج): ((بجهلٍ)).
[63] زاد في (ج): ((في الدين)).
[64] في (ط): ((الدنيا)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[65] أشار في (ل) إلى نسخة: ((الإيمان)).
[66] قوله: ((تركت فيكم الثقلين)) ليس في (ف).
[67] في (ل) و(ج): ((وعثرتي)).
[68] في (ط): ((فبهم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[69] في (م): ((صفات)).
[70] في (ف): ((الأشراب))، و في (ج): ((الثمرات)).
[71] في (م) و(ل): ((فلتشبيههم)) وكذلك (المطبوع)، وفي (ف): ((فتشبيههم)). وقوله بعدها: ((بنا)) ليس في (ط)، والمثبت من النسخ الأخرى.
[72] في (م): ((بطريقهم)).
[73] في (ل) و(ف) و(ج): ((مثل النجوم)).
[74] قال ابن القيم: روي من طرق ولا يثبت شيء منها. «إعلام الموقعين» [2 /242].
[75] في (م) و(ل) و(ف): ((طريقهم))، وقوله: ((بمنه وكرمه)) من (ف).
[76] في (ل): ((الدخل)) وأشار إلى نسخة فيها: ((الدخول)).
[77] قوله: ((ورحمته)) ليس في (م).
[78] في (ف): ((وتحليتها بمعرفة ما لها وعليها)). وفي (المطبوع): (بمعرفة ما لها وعليها).
[79] في (ف): ((إلا به)).
[80] في (ف): ((وآله أفضل الصلاة والتسليم)).