بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: من استطاع الباءة فليتزوج

          87-قوله: (كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صلعم، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ...) الحديثُ. [خ¦1905] /
          ظاهرُهُ(1) يدلُّ على الأمرِ بالنكاحِ، وأنَّهُ مِن سنَّةِ النبيِّ صلعم لأنَّهُ ◙ قَالَ: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ)، والباءَةُ في لسانِ العربِ بالألفِ الممدودةِ هي(2): القدرةُ على التَّكسُّبِ والنفقةِ على الأهلِ.
          وقَولُهُ ◙ : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ) فيهِ(3) دليلٌ على أنَّ الصومَ يُقلِّلُ مادةَ النكاحِ ويُضعِفُها؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ مَن لم يقدرْ على التأهُّلِ بهِ، وقَالَ ◙ : (فَإِنَّهُ وِجَاءٌ) والوِجاءُ عندَ العربِ: هو رضُّ(4) الأُنثَيَينِ، كانتِ العربُ تأخذُ الفُحولَ مِن الغنمِ فتفعلُ ذلكَ بهم(5)، وهوَ الذي يُقَالَ لهُ في الغنمِ: الخَصِيُّ لمن فُعِلَ به هذا، لكنَّ هذا الفعلَ يَذهَبُ بمادةِ(6) النكاحِ بالكليَّةِ.
          وإنما شبَّهَ النَّبِيُّ صلعم الصومَ بهِ؛ لأنَّ بينهُ وبينهُ في الشبهِ شيئًا ما، وليسَ مِن شرطِ المثالِ أو الشَّبَهِ أنْ يكونَ ذلكَ فيهِ مِن كلِّ الجهاتِ، بل يكونُ(7) في صفةٍ دونَ أُخرى، والصومُ قد أخذَ مِن ذلكَ شيئًا مَا وهو كونُه يضعفُ ما يجدُه المرءُ من تلكَ الحرارةِ القويَّةِ التي تغلبُه، وأما كلُّه فليسَ يرتفعُ كما يرتفعُ مِنَ الغنمِ، ولأجلِ هذا أمرَ النبيُّ(8) صلعم بالصومِ للشبابِ على ما جاءَ في روايةٍ غيرِ هذهِ؛ لأنَّ الشبابَ لهُ مِن شهوةِ النكاحِ ما قد تغلبُ عليهِ بخلافِ الكبيرِ، فإنَّ تلكَ المادةِ الكُبرى ليستْ عندَه، وإنما معهُ منها ما يقدرُ على(9) أنْ يدفعَه عنهُ.
          ولأجلِ هذا قَالَ ◙ : (فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ)، ولم / يقلْ بأنَّهُ يُغِضُّ البصرَ ويُحصِنُ الفرجَ؛ لأنَّ المرءَ مأمورٌ ابتداءً بغضِّ البصرِ وتحصينِ الفرجِ، ولو كانَ معهُ ممَّا تقدَّمَ كثيرٌ يُؤمَرُ بغضِّ البصرِ وتحصينِ(10) الفرجِ شرعًا، لكن بوجودِ الأسبابِ المُعِينَةِ على ذلكَ يسهلُ(11) عليهِ الأمرُ، وعلى الشبابِ في هذا مُجاهدةٌ ولا يُقدَرُ عليهِ إلا مع الدِّينِ القويِّ، فإذا كثرَ(12) الصومُ قلَّتْ تلكَ المادةُ التي تغلبُه فكانَ ذلكَ عونًا له على غضِّ البصرِ وتحصينِ الفرجِ الذي أُمِرَ بهِ.
          وفي هذا دليلٌ على أنَّ المرءَ مأمورٌ بعملِ الأسبابِ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ بالتسبُّبِ في رفعِ حرارةِ ما يجدُ(13) الإنسانُ مما أشرنا إليهِ بالتأهُّلِ(14)، فإنْ لم يقدِرِ الإنسانُ(15) على ذلكَ فليَصُمْ، فكذلكَ(16) كلُّ ما يكونُ للإنسانِ فيهِ ضررٌ أو نفعٌ فلهُ أن يتسبَّبَ في زوالِه عنهُ أو في إيقاعِه(17) بأيِّ وجهٍ قَدَرَ عليهِ من الوجوهِ الشرعيةِ.
          لكنْ يعارضُ هذا قَولُهُ صلعم حينَ سألَهُ أبو هريرة ☺ فقَالَ: إنِّي رجلٌ شابٌ وأخافَ على نفسي العَنَتَ، ولا أجدُ للنساءِ طَوْلًا، فكرَّرَ أبو هريرةَ ذلكَ ثلاثًا، والنَّبِيُّ صلعم لم يردَّ عليهِ جوابًا، فقَالَ له(18) ◙ في الثالثةِ: «جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاقٍ، فَاقْتَصِرْ(19) عَلَى ذَلِكَ أَوْ زِدْ» [خ¦5076]. فأمرَ(20) ◙ هنا بترك التسبُّبِ والاستسلامِ للقضاءِ، وأمرَ في الحديثِ الذي نحنُ بسبيلِه بالتسبُّبِ في زوالِ الأمرِ والجدِّ فيهِ.
          والجمعُ بينهما هو أنَّ أبا هريرةَ ☺(21) مِن أهلِ الصُّفَّةِ(22)، وأهلُ الصُّفَّةِ أبدًا مِن شأنِهمُ الجوعُ، وقد كانَ أبو هريرةَ / ☺ يُغْشَى عليهِ مِن شدَّةِ(23) الجوعِ، فهو لمْ يُزِلْ(24) عنهُ ذلكَ الأمرَ بالصومِ مِن شدَّةِ ما كان عندَه مِن الحرارةِ للنكاحِ، فعندَ العجز عن السببِ(25) وكونِه لا يدفعُ(26) ما كانَ هناكَ أَمَرَهُ صلعم بالتوكُّلِ والاستسلامِ، وقدْ قَالَ ◙ لرجلٍ حينَ سألَهُ(27): أُرسِل ناقَتي؟ فقَالَ(28) ◙ : «قَيِّدْهَا وَتَوَكَّلْ(29)»، فقد بَيَّن ◙ في الحديثِ الذي نحنُ بسبيلِه حكمَ الشريعةِ، وبَيَّن في قصةِ أبي هريرةَ ☺ حكمَ الحقيقةِ وهو التسليمُ.
          فعلى هذا فيَحتاجُ المرءُ أبدًا أنْ يكونَ مستسلمًا لقضاءِ اللهِ ╡ وقَدَرِه بعدَ بذلِ الجُهدِ في الأسبابِ الشرعيةِ التي قد أَجرى اللهُ العادةَ أنْ يُنجِّيَ(30) بها، ثم بعدَ ذلكَ لا يُعَوِّلُ عليها ولا يظنُّ(31) أنَّها هيَ المُنجِيَةُ(32)، وإنما ينظرُ النجاةَ(33) من طريقِ الفضلِ لا بعملِه(34) كما قَالَ ابراهيمُ ◙ : {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} [الأنعام:80] بعدَ بذلِ جهدِه في الإيمانِ والتحقُّقِ(35) بهِ لم يعوِّلٍ عليهِ وكانَ واقفًا مع المشيئةِ.
          وقد كانَ عيسى ◙ على قُبَّةِ(36) جبلٍ، فأتاهُ إبليسُ اللعينُ فقَالَ لهُ: أنتَ تقولُ إنَّك لن(37) يُصيبَكَ إلا ما كتبَ اللهُ لكَ، فارمِ بنفسِكَ من قُبَّةِ(38) هذا الجبلِ، فقَالَ لهُ عيسى ◙ : المولى يُجرِّبُ العبدَ، وليسَ العبدُ يُجرِّبُ مولاهُ(39).
          وقدْ كانَ عثمانُ بن عفانَ ☺ في حائطٍ لهُ(40) تُعمَلُ، فجاءَهُ رجلٌ فقَالَ لهُ: أنتم تقولونَ: إنَّ اللهَ هوَ يرزقُ وهوَ يمنعُ، فما ينفعُ(41) تسبُّبُك وعملُك؟ فقَالَ لهُ(42) ☺: هوَ كما يقولونَ، واشتَغَلَ بعمله. /
           فهذهِ أبدًا سيرةُ(43) الأنبياء ╫ والسلفُ رضوان الله عليهم، ومَن خرجَ عن ذلكَ فقد ضلَّ عن الطريقِ؛ لأنَّه إذا ظنَّ أن بعملِه ينجو فقد هلكَ(44)؛ لأنَّه قد حصرَ القدرة وذلك ضلالٌ(45)، وقد قَالَ ◙ : «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا(46) عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلهِ وَرَحْمَتِهِ(47)» [خ¦5673].
          وقدْ قَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف:186]، فإذا أرادَ اللهُ ╡ أن يكونَ صاحبُ هذا العملِ منَ الضالِّينَ(48) وممن يُختَمُ لهُ بالشقاءِ فَمَنْ يقدِرُ على غيرِ ذلكَ؟ كما كانَ بِلعامُ بنُ بَاعُوراءَ وغيرُه، لا رادَّ لأمرِه يفعلُ ما يريدُ، ولا(49) يُسْأَلُ عمَّا يفعلُ.
          وأيضًا فإنَّهُ إذا ظنَّ أنَّ بعملِه يصلُّ إلى مرغوبِه فقد قطعَ بأنَّ لهُ عملًا صحيحًا وذلك محضُ الضَّلالِ؛ لأنَّه زكَّى نفسَهُ بذلكَ، وقد قَالَ تَعَالَى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، وقد قَالَ ◙ : «لَا تُزَكُّوُا عَلَى اللهِ أَحَدًا(50)». قَالَ ذلكَ في رجلٍ ماتَ وأثنى الصحابةُ عليهِ بخيرٍ بعدَ موتِه ثمَّ(51) قَالَ لهم بعدَ ذلك: «ولكنْ قُولُوا: إِخَالُهُ كَذَا»، لكنْ يُعارِضُ هذا قَولُهُ ◙ : «إذا رأيتُمُ الرجلَ يواظِبُ المسجدَ فاشْهَدُوا لَهُ بالإيمانِ»(52)، والشهادةُ لهُ بالإيمانِ تزكيةٌ في حقِّه.
          والجوابُ عن ذلكَ: أنَّهُ صلعم قَالَ لهم(53): (اشْهَدُوا لَهُ بالإيمانِ)، أي: اشهدوا / بما ظهرَ لكم مِن أمرِه، وأمَّا الباطِنُ والعاقبةُ فليسَ لكمْ إلى ذلكَ سبيلٌ، والأمرُ في ذلكَ إلى الله ╡ ، هو يزكِّي من يشاء بفضلِه ويعذِّبُ مَن يشاءُ بعَدلِه، وقدْ قَالَ تَعَالَى على لسانِ نبيِّهِ ◙ في كتابه: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ(54)} [الأحقاف:9]، وقد قَالَ تَعَالَى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء:23]، هذهِ الآيةُ خضعتْ لها الرقابُ وذلَّتْ لها معْ كثرةِ الأعمالِ وإخلاصِها فَرَقًا من هذهِ الآيةِ فلم تَبْقَ النجاةُ(55) إلا بفضلِ اللهِ وكرمِه لا بالعملِ ولا بكثرتِه، لكنْ بقيَ(56) العملُ فيهِ بشارةٌ للمؤمنِ وتيسيرٌ لهُ على مرادِه لِقَولِهِ تَعَالَى:{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل:7]، و{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:10].
          فمَن رأى أنَّهُ قد يُسِّرَ لأفعالِ البرِّ استبشرَ وقَوِيَ رجاؤُه في فضلِ اللهِ، لتضَمُّنِ(57) هذهِ الآيةِ ولِقَولِهِ تَعَالَى بعدَ وصفِ مَن يُسِّرَ لليُسرَى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ} [البقرة:218]، فجعلَ الرجاءَ إنما يكونُ لمن فيهِ ما وصفَ، وما تكونُ تلكَ الأوصافُ إلا لمَن يُسِّرَ لليُسرَى، ومَن رأى أنَّهُ قد يُسِّرَ لأفعالِ أهلِ الشقاءِ فليعلمُ(58) أنَّه قدْ يُسِّرَ للعُسرى، فيَحتاجُ عندَ ذلكَ أنْ يُقْلِعَ عمَّا هوَ بسبيلِه ويرجعَ إلى ربِّه بالتوبةِ والاستغفارِ مع الاستعانةِ(59) باللهِ لعلَّهُ أن يتقبَّلَه(60) وأن يَصرِفَ عنهُ ما هو فيهِ منَ الشقاءِ وأنْ ييسرَهُ للخيرِ بمنِّهِ وفضلِهِ.
          فقد اجتمعَ الحديثانِ بهذا(61) البحثِ وأنَّ المرادَ عملُ الأسبابِ مع تركِ(62) التعلُّقِ بالتعويلِ عليها ورؤيةِ المنِّ والفضلِ للمُنْعِمِ بها مع كثرةِ اللجأ إلى اللهِ / والاستعانةِ بهِ في دفعِ الضرَّاءِ(63) وفي تمامِ النعمةِ والاستسلامِ لقضائِه ╡ خيرِهِ وشرِّهِ حُلْوِهِ ومُرِّهِ.
          لكنَّ الاستسلامَ هنا يحتاجُ فيه إلى تقييدٍ لِقَولِهِ صلعم : «المؤمنُ تَسُرُّهُ(64) حَسَنَاتُهُ، وَتَسُوؤُهُ سَيئاتُهُ»(65)، فيكونُ المؤمنُ أبدًا على هذا مُستسلِمًا لقضاءِ اللهِ ╡ وقَدَرِه مهما أتاهُ أمرٌ رضِيَ بهِ، ومهما أقامَهُ اللهُ ╡ في شيءٍ لم يطلبْ غيره ولم يختر الانتقَالَ عنهُ حتى يكونَ اللهُ ╡ هو الذي ينقلُه عنهُ.
          وقدْ سُئِلَ بعضُ أهلِ الصوفيةِ(66): بمَ نلتَ هذ المقامَ؟ فقَالَ: ما أقامَني اللهُ ╡ في مقامٍ فاخترتُ التحوُّلَ عنه حتى يكونَ هوَ الذي يُحوِّلُني عنهُ.
          ولأجلِ النظرِ إلى هذا المعنى رَبِحَ مَن رَبِحَ وفازَ من فازَ، ثم يكونُ أبدًا يتفقَّدُ أمرَهُ، فإنْ أُقِيْمَ في شيءٍ مِنَ المخالفةِ أو البِدَعِ لم يرضَ بذلكَ، إذْ مِن شرطِ المؤمنِ أنْ لا يسرُّهُ ذلكَ فيستغيثُ عندَ ذلكَ بربِّه(67) ويقلعُ عمَّا هو بسبيلِه ويعملُ جهدَه في التخلُّصِ منه امتثالًا للأمرِ، وقدْ قَالَ سبحانهُ: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر:7]، فما لم يرضَهُ المولى لعبدِه فلا يرضاهُ العبدُ(68) لنفسِه(69).
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ العالمَ يجبُ عليهِ أنْ يُعلِّمَ قبلَ أنْ يسألَ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم قد علَّمَ هؤلاءِ ما يفعلونَ لِمَا بهم قبلَ سؤالِهم إياهُ، لكنْ يُعارِضُ هذا حديثُ الأعرابيِّ المشهورِ الذي لم يعلِّمْهُ حتى طلبَ منه ذلكَ(70)، وقد تقدَّمَ. /
           والجمعُ بينهما هو: أنْ ينظرَ المرءُ صاحبَه ويتفرَّسَ فيهِ، فإنْ ظهرَ لهُ مِن حالِه أنهُ يقبلُ ما يُقَالُ لهُ فليُعلِّمُه قبلَ السؤالِ، كما فعلَ النبيُّ صلعم في هذا الحديثِ، وإنْ ظهرَ لهُ مِن حالِه أنَّهُ لا يقبلُ منهُ، أو قدْ يسمعُ منه الآنَ ثم يتركُه أو ينساهُ(71) فهذا لا تعليمَ عليهِ حتى يَسألَ كما(72) فعلَ النَّبِيُّ صلعم معَ الأعرابيِّ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ المرءَ مأمورٌ أنْ ينظرَ في كلِّ أفعالِه ما هوَ أقربُ إلى ربِّه فيبادِرَ إليهِ ويتركَ ما هو أدنى منه في الثوابِ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ أوَّلًا بالنكاحِ الذي هوَ أعظمُ(73) في الثوابِ(74) والأجرِ منَ الصيامِ، ولم يأمرْ أولًا بالصيامِ حتَّى يُعدَمَ المرءُ الطَّوْلَ(75) إلى النكاحِ الذي هو أعظمُ ثوابًا. وقد قَالَ ◙ : «تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا أُبَاهِي بِكُمُ الأممَ يومَ القِيَامةِ»(76).
          فإذا كانَ النكاحُ بهذهِ النيَّةِ فلا شكَّ في فضيلته على غيرِهِ. وقد قَالَ صلعم : «لَا رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلَامِ»(77). والرهبانيَّةُ هي تركُ النساءِ، فلو كانَ تركُ النساءِ أفضلَ لكانَ ذلكَ شُرِعَ في الإسلامِ، إذ(78) هوَ خيرُ الأديانِ الذي شرعَه اللهُ ╡ إلى نبيهِ(79) محمدٍ صلعم، وقدْ قَالَ عمرُ بنُ الخطابِ(80) ☺: (إِنِّي لأطَأ(81) النساءَ وما لي إليهنَّ حاجَةٌ، وأطأهُنَّ وما لِي إليهنَّ شهوةٌ(82)، قَالوا: ولم ذلكَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قَالَ: رجاءَ أنْ يُخرِجَ اللهُ(83) مِن ظَهري مَن(84) يكثِّرُ بهِ محمدٌ صلعم / الأُمَمَ يومَ القيامةِ)، فلأجلِ(85) ما فيهِ مِنَ الفضلِ على غيرِه قدَّمَه النبيُّ صلعم أوَّلًا وابتدأَ بهِ.
          وفيهِ دليلٌ(86) أنَّ المرءَ لا يأخذُ مِنَ الأمورِ كلِّها إلا ما يعلمُ أنَّهُ يقدرُ عليها ويتخلَّصُ منها؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ مَن لم يستطعِ النكاحَ بالصيامِ، ولم(87) يأمرهُ بأنْ يحتالَ على النكاحِ ويتسبَّبَ في تحصيلِه لكونِهِ أفضلَ، وإنما أمرَهُ بالصومِ.
          وفي هذا(88) دليلٌ على أنَّ(89) الفضيلةَ(90) في الأعمالِ لا تُنظرُ مِن جهتِها إلا مِن جهةِ عاملِها؛ لأنَّ هذا الذي لم يستطع النكاحَ أَمَرَهُ النبيُّ صلعم بالصومِ، والنَّبِيُّ ◙ لم يأمرْ أحدًا(91) إلا بما هوَ أقربُ في حقِّه إلى ربِّه.
          وإنْ نظرنا إلى فضيلةِ(92) الصومِ في حقِّ هذا المأمورِ بهِ فذلكَ ظاهرٌ مِن حيثُ لا يُجهَلُ ولا يخفَى؛ لأنَّهُ إذا لم يستطعِ النكاحَ مِن قلَّةِ ذاتِ اليدِ فالصومُ يعينُه على ما هوَ بسبيلِه؛ لأنَّ فيهِ الإقلالَ مِنَ النفقةِ والإضعافَ لمادةِ النكاحِ، فإذا خفَّ عنهُ هذانِ الأمرانِ فقد سكنَ خاطرُه، وقلَّتِ الوساوسُ عنه، فكانَ(93) باطنُه مشتغلًا بآخرتِه مُقبلًا بكليَّتهِ على ربِّه وهو المطلوبُ، بخلافِ(94) لو أمرَ بالنكاحِ لكانَ ذلكَ تبديدًا لحالِه واشتِغالًا عن ربِّه؛ لأنَّهُ يُدبِّرُ ويحتالُ في التكسُّبِ والنفقةِ وهو عاجزٌ عنها فتكثرُ عليهِ الوساوس(95) ويتعمَّرُ باطنُه بتدبيرِ / دنياهُ ويخربُ مِن تدبيرِ آخرتِه.
          وإنما ينظرُ الأفضلَ في الأعمالِ مِن جهةِ ما فضَّلَها الشارعُ ◙ حينَ القدرةِ على كليهما، وأمَّا معَ العجزِ عن بعضِهما فالذي بقيَ منهما(96) ويقدرُ عليهِ هوَ(97) أفضلُ في حقِّ المرءِ حتى قَالَ بعضُ العلماءِ في رجلٍ فقيرٍ ليسَ لهُ غيرُ درهمٍ واحدٍ فتصدَّقَ بهِ، ورجلٍ لهُ مالٌ فتصدَّقَ منهُ بألفِ دينارٍ: إنَّ صاحبَ الدرهمِ أفضلُ، وبيان فضيلتهِ أنَّ صاحبَ الدرهمِ ليسَ لهُ غيرُه ونيتُه أنْ لو كانَ قادِرًا على أكثرَ إلا وخرجَ عنهُ(98)، والآخرُ تصدَّقَ وبقيَ لهُ بما(99) يتَّسعُ فيهِ، فهذا الذي خرجَ عن كلِّ ما عندَهُ أفضلُ(100)؛ لأنَّ الدرهمَ الواحدَ بالنسبةِ إلى الفقيرِ(101) مالٌ كثيرٌ(102)، فكذلكَ الصومُ لمَن لم يستطعِ الباءَةَ مع الذي يستطيعُها بهذهِ المزيَّةِ، وكذلكَ يُتتبَّعُ هذا في كلِّ الأفعالِ(103)، بالنظرِ إلى هذا البحثِ(104)، وهو يجري في كلِّ ذلكَ كانتِ الأفعالُ كلُّها(105) دنيويةً أو أُخرويةً.
          وإنْ وقعَ التحقيقُ لم يبقَ في الأفعالِ كلِّها ما يكونُ دنيويًا إذا حَسُنَتِ النِّيَّةُ فيهِ، ولا أعظمَ من(106) أنْ يكونَ للدنيا خالصًا(107) مِن التسبُّبِ فيها، والمتسبِّبُ فيها لا يخلو مِن أحدِ أمرينِ: إمَّا أنْ يكونَ بالأهلِ(108) أو بغيرِ أهلٍ، فإن كانَ بغيرِ أهلٍ وكانتْ نِيَّتُهُ أنْ يجعلَ(109) ذلكَ عونًا على طاعةِ ربِّه كانَ لهُ في ذلكِ مِنَ الأجرِ كثيرٌ؛ لِقَولِهِ ◙ : «مَنْ باتَ تَعْبَانًا مِنْ طَلَبِ / الحلَالِ باتَ مَغْفُورًا لَهُ»(110)، وليلةُ القدرِ تُرقَبُ في السنةِ كلِّها رجاءً في مغفرةِ الذنبِ، وهذا قدْ تحصَّلَ لهُ ذلك بهذا الفعلِ الذي فعلَ، فلا شكَّ أنَّه(111) للآخرةِ لا غيرُ.
          وإنْ كانَ صاحبُه ممَّن لهُ أهلٌ وعيالٌ كانَ لهُ منَ الخيرِ ما هوَ أكثرُ ممَّن(112) تقدَّمَ. لِقَولِهِ ◙ : «إنَّ مِنَ الذنوبِ ذُنُوبًا(113) لا يُكَفِّرُهَا إِلَّا الكَدُّ عَلَى العيالِ»، وذلكَ بشرطِ أنْ يكونَ على لسانِ العلمِ، فأخبرَ ◙ أنَّ ثَمَّةَ(114) ذنوبٌ(115) لا يُكفِّرُها شيءٌ أصلًا لا الوقوفُ بعرفةَ، ولا قيامُ ليلةِ القدرِ، ولا غيرُ ذلكَ؛ لأنهُ أتى بــ (لا) وهيَ للنفيِ عدا ما ذُكِرَ فبَقِيَ التصرُّفُ كلُّه للآخرةِ لا غيرُ، لكن على(116) الشروطِ المذكورةِ.
          ولأجلِ(117) النظرِ إلى هذا المعنى وتحقُّقِ النِّيَّةِ بهِ(118)، وفيهِ سادَ أهلُ الصوفيةِ(119) وامتازوا بعلوِّ الدرجاتِ والفضلِ على غيرِهم، وهُم وغيرُهم في الأعمالِ سواءٌ؛ لأنَّهم لا يتحرَّكونَ حركةً إلا للهِ وباللهِ، يرونَ(120) أنَّ كلَّ ما يحركونَ بهِ ألسنتُهم هو قربةٌ إلى ربِّهم لأجلِ نظرِهِم إلى ما أشرنا إليهِ.
          وممَّا(121) يُبيِّنُ ذلكَ بعضُ حكاياتِهم: فإنَّهُ قد رُوِيَ عن بعضِهم أنَّهُ لمَّا(122) احتاجَ الناسُ إلى الاستسْقاءِ من كثرةِ القحطِ أرسلَ إلى أخٍ لهُ في اللهِ يسألُه أنْ يرغبَ إلى اللهِ(123) ╡ ويتوسَّلَ إليهِ لعلَّه أنْ يرحمَ عبادَه، فلمَّا أنْ أتَى الْمُرْسَلُ وجدَ(124) السيدَ الْمُرْسَل إليهِ في تسبُّبٍ(125) مِن أسبابِ الدنيا مَشغولًا بهِ، يدخلُ ليلًا إلى منزلِه ويخرج نَهارًا إلى تسبُّبِهِ، فتعجَّبَ الرجلُ مِن ذلكَ(126) كيفَ يكونُ في التسبُّبِ على هذا الحالِ وهو يُسْتَسْقَى / بهِ؟ فمكثَ معهُ ثلاثًا وهوَ لم يعطِه جوابًا، ثمَّ أرادَ الرجلُ الانتقَالَ، فسألَه الجوابَ، فقَالَ لهُ: قلْ لهُ: لو تعلمُ أنهُ يخرجُ مِنِّي(127) نَفَسٌ لغيرِ اللهِ لقتلتُ نفسِي. هذا هوَ حالُه معَ ربِّه.
          ومَن رآهُ مِنَ العوامِ يظنُّ أنَّهُ مستغرقٌ في دنياهُ وهوَ عَرِيٌّ عنها، خالي القلبِ منها، هوَ مع الناسِ ببدنِهِ ومعَ اللهِ بقلبِهِ وروحِهِ(128)، كلُّ ذلكَ أصلُه النيةُ وتحريرُها والوقوفُ معها، ولولا ذلكَ لكانُوا في تصرُّفِهم وتكسُّبِهم هم وغيرُهم سواءٌ في الأجرِ وغيرِه.
          وقد قَالَ ◙ : «إِنَّمَا(129) الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» [خ¦1]، فكانوا ♥ بهذا المعنى الذي وقعوا عليهِ مثالُهم ما قَالَ ╡ في كتابه: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88]، فكذلكَ يراهُم العاميُّ(130) في تسبُّبِهم وتكسُّبِهم(131)، أو يراهُم يُؤنِسُونَه ويتحدَّثونَ(132) معهُ في جَلِيِّ الأمورِ وخفيِّها فيظنُّ أنَّهمْ معهُ بالكليَّةِ، وليسَ كذلك وإنَّما أبدانُهم هي تلكَ وأسرارُهم تجولُ في الملكوتِ.
          وقد يكونُ منهم مَن يقطعُ مِنَ المقاماتِ ما قدِّرَ لهُ وهو معَ أصحابِه يحدِّثُهم ويُؤنِسُهم، لكنْ لا يكونُ هذا إلا لأهلِ القوةِ والتمكينِ منهم في الأحوالِ الذينَ كشفَ اللهُ لهم غواشيَ فِطَنِ أفهامِهم ففهمُوا عنهُ ما أرادَ(133) منهم فأجابوا إليهِ مُسرعينَ، وهمُ الذينَ حصلَ لهم أوفرُ نصيبٍ مِن ميراثِ نبيِّهم ◙ ؛ لأن / الله ╡ قَالَ في حقِّه ◙ : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17].
          وقَالَ ◙ : «تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»[خ¦1147] فكانَ ◙ في النومِ لا يغفلُ وحينَ اطَّلعَ على ما أطلعَه اللهُ عليهِ لم يُلْهِهِ ذلكَ ولم يشغَلْهُ عن أدبِ العبوديةِ وكانَ ◙ يمزحُ مع(134) النساءِ والصبيانِ(135) ويُؤنِسُهم ويأخذُ معهم في تدبيرِ أمورِهم وسرُّهُ في الملكوتِ يجولُ حيثُ أرادَ اللهُ ╡ بهِ(136)، ومَن تقدَّمَ وصفُهم أخذوا مِن هذا أوفرَ نصيبٍ، لكنَّ ذلكَ المقامَ الخاصَّ بهِ ◙ لا سبيلَ لأحدٍ للوصولِ إليهِ.
          ومما يشهدُ لهذا المعنى ما حُكِيَ عن بعضِهم أنَّهُ مرَّتْ بهِ فكرةٌ(137) فَسُرِى بِسِرِّهِ(138) إلى قابِ قوسينِ، فسمعَ النداءَ: هنا سُرِي بذات محمد السَّنِيَّة حيث سُرِي بِسِرِّك ولسان الحال ينادي للتابع(139) وللمتَّبع بينكما ما بينكما في الاتباعية.
          ومما يشهد لذلك أيضًا ما حُكِي عن إبراهيم بن أدهم ☼ أنَّه كان نائمًا(140) في مسجد وواحد ممن كان يلوذ به قائم يصلِّي، فرأى بعض مَن كان هناك مِن أهل الفضل(141) شيطانين خارجَ المسجد وأحدهما يقول لصاحبه: ألا تدخل فتوسوس لهذا(142) المصلي؟ فقَالَ له الآخر: يحرقني نَفَس هذا النائم فهو لم يعبأ بهذا المصلي ولم يقدر على(143) الدخول إلى المسجد خيفةً من(144) نَفَس إبراهيم لئلا يحرقه، ولا ذاك إلا لحضورهم في كلِّ أحوالهم وفي كلِّ أزمانهم(145) فنسأل الله بمنه وفضله أن لا يحرمنا / مِن بركاتهم، وأن يمنَّ علينا مما(146) مَنَّ به عليهم.
          وفيه دليل على أنَّ الموجب للنظر(147) هي قوة شهوة الجماع يؤخذ ذلك مِنْ قَولِهِ ◙ : (أَغَضُّ لِلْبَصَرِ) ومما يقوِّيه قَولُهُ ◙ : «وَزِنَا(148) العينِ النَّظَرُ، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أو يُكَذِّبُه» [خ¦6612].
          ووجه آخر وهو: أنَّه لَمَّا كان غضُّ البصر مطلوبًا بمقتضى الآية أمر مَن لم يقدر على ذلك بالتسبُّب.
          وبحث ثالث هو أن يقَالَ(149): هلَّا يكون غضُّ البصر إلَّا بهذينِ(150) الأمرين لا غير؟
          فَالجَوابُ: إنَّ هذين أكبره(151) وقد يكون غضُّ البصر بأن يغطي رأسه حتى لا يرى أحدًا إن كان المَعْنيُّ الجارحة، وإن كان المَعْنيُّ الجارحة(152) مع سكون الفكرة في ذلك الشأن فهذا قد يزيله نوع آخر مثل شدة الخوف والتألُّم كما روي عن الثوري(153) ☼ أنَّه كان إذا(154) مرَّ به خاطر لغيرِ الله يضرب نفسه بقضيب فربما كان يقطع(155) على نفسه في اليوم الواحد جملة مِن(156) القضبان.
          ووجوهٌ كثيرةٌ لكنِ الذي أشارَ إليهِ النبيُّ(157) صلعم هوَ أعلاها وأيسرها، ويكونُ مِن بابِ التنبيهِ بالأعلى على الأدنى.
          وفيهِ فائدةٌ أُخرى: أنَّه دواءٌ وهو في نفسِه قُربةٌ، فالذي يقدرُ على أنْ(158) يكونَ دواؤه طاعةٌ فهو أولى، ومِن هذا البابِ قَولُه ◙ : «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة، وادْفَعُوا البَلَاءَ بِالصَّدَقَةَ(159)»، وما ذكرنا هذا إلا مِن أجلِ أنْ لا يقدر بعض الناس على أحد(160) هذينِ الوجهينِ أو يفعلُهما ولا يقع له / بهما غضُّ بصرٍ ولا [حِفْظُ] فرجٍ أنْ يقولَ(161): قد امتثلتُ(162) السُّنَّةَ وما يلزمُني أكثرُ، ويترك نفسَه سائبةً(163)، هذا لا يحِلُّ، وإنما هذا منهُ صلعم تنبيهٌ على التسبُّبِ في توفيةِ ما أُمِرَ العبدُ بهِ.
          وبحث آخر، وهو(164): أنَّهُ ليسَ الأمرُ _أعني الحفظَ_ مختصًّا(165) بهذينِ العضوينِ ليسَ إلَّا، بل الجوارحُ كلُّها مطلوبةٌ بالحفظِ لِقَولِهِ تَعَالَى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36]، وإنما نَبَّه(166) صلعم بهذينِ العضوينِ لأنَّهما إنما تعظمُ الفائدةُ فيهِما؛ لأنَّهُ مَنِ استقامَت لهُ هاتانِ فالغالبُ(167) استقامةُ الغيرِ، ومَن لم يستقمْ منهُ هاتانِ فلا يمكنُ استقامةُ باقي الجوارحِ.


[1] في (ج): ((ظاهر)).
[2] صورتها في الأصل (ط): ((هو))، وفي (ج): ((بالألقف الممدود هي))، في (م): ((المدود هي)).
[3] قوله: ((فيه)) ليس في (ج).
[4] في (ج): ((مرض)).
[5] في (ج) و(م): ((بها)).
[6] في (ج): ((عادة)).
[7] في (ل): ((تكون)).
[8] قوله: ((النبي)) ليس في (ج) و(ل).
[9] قوله: ((على)) ليس في (م).
[10] في (ج): ((يحصن)).
[11] في (ج): ((ليسهل)).
[12] في (ج): ((أكثر)).
[13] في (ج) و(م) و(ل): ((يجده)).
[14] في (ج): ((بالتأمل))، وفي (م): ((بالتأهب)).
[15] قوله: ((مما أشرنا إليهِ بالتأهُّلِ فإنْ لم يقدِرِ الإنسانُ)) ليس في (ل).
[16] في (م): ((فذلك)).
[17] 1في (ل): ((اندفاعه)).
[18] قوله: ((له)) ليس في (ل).
[19] صورتها في (م): ((فاحتط)).
[20] في (ل): ((فأمره)).
[21] زاد في (م): ((هو)).
[22] في الأصل (ط) و(ل) في الموضعين: ((الصوفة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[23] في (م): ((كثرة)).
[24] قوله: ((يزل)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[25] في (ج) و(م): ((من التسبب)).
[26] في (ج) و(م): ((يرفع)).
[27] زاد في (ج): ((فقال)).
[28] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((له)).
[29] في (ج): ((اعقلها وأتوكل))، وفي (م): ((اعقلها وتوكل))، والحديث أخرجه ابن حبان ░731▒، والحاكم في المستدرك ░3/623▒، والقضاعي في مسند الشهاب ░633▒ من حديث عمرو بن أمية.
[30] في (ج) و(ل): ((ينجا)).
[31] في الأصل (ط) و(ل): ((ويظن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[32] في الأصل (ط) و(ل): ((الناجية)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[33] في (ج) و(ل): ((النجاء)).
[34] في (ل): ((بعلمه)).
[35] في (م): ((والتحقيق)).
[36] في (م): ((تلَّة)).
[37] في (م): ((لم)).
[38] في (م): ((تلَّة)).
[39] في (م) و(ل): ((المولى)).
[40] قوله: ((له)) ليس في (ل).
[41] في (ج): ((ينفعك)).
[42] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[43] في (ج) و(م): ((سير)).
[44] قوله: ((فقد هلك)) ليس في (ل).
[45] قوله: ((وذلك ضلال)) ليس في (ج).
[46] في (ج) و(م): ((أحد)).
[47] في (ج) و(م): ((بفضل رحمته)).
[48] في الأصل (ط): ((الصالحين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[49] في (م): ((لا)).
[50] في (م): ((أحدٌ))، والحديث لم نقف عليه بهذا اللفظ.
[51] قوله: ((ثم)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[52] أخرجه أحمد ░11651▒، والترمذي ░2617▒ و░3093▒، وابن حبان ░1721▒ من حديث أبي سعيد الخدري.
[53] قوله: ((لهم)) ليس في (ل).
[54] قوله: ((وقد قال تعالى على لسان... ولا بكم)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[55] في (ج) و(ل): ((يبق النجاء)).
[56] في (ج) و(م): ((يبقى)).
[57] في (ج) و(م): ((لمتضمن))، وفي (ل): ((لتضمين)).
[58] في (ل): ((فيعلم)).
[59] في (ج): ((الاستغاثة)).
[60] في (ج): ((ينقله)).
[61] في (م): ((في هذا)).
[62] في (م): ((ذلك)).
[63] في (م): ((الضَّرر)).
[64] في (ل): ((تستره))، وفي (ج): ((المؤمن من تسره)).
[65] أخرجه أحمد ░177▒، وابن ماجه ░2363▒، وابن حبان ░5586▒ من حديث عمر ☺.
[66] في (ج) و(ل): ((الصوفةِ)).
[67] قوله: ((بربه)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[68] في (ل): ((المؤمن)).
[69] قوله: ((قال سبحانه:{وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} فما لميرضه المولى لعبده فلا يرضاه العبد لنفسه)) ليس في (م).
[70] قوله: ((الذي لم يعلمه حتى طلب منه ذلك)) ليس في (م).
[71] في (ج): ((أوينسى))، وفي (م): ((وينساه)).
[72] صورتها في (م): ((عمَّا)).
[73] زاد في (م): ((أولًا)).
[74] قوله: ((لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ أولًا بالنكاحِ الذي هوَ أعظمُ في الثوابِ)) ليس في (ل).
[75] في (ج): ((حتى تقدم المرء للطفل)).
[76] هو في مصنف عبد الرزاق ░10391▒.
[77] عيون الأخبار للدينوري ░2/132▒.
[78] في (م): ((الذي)).
[79] في (ج) و(م): ((لنبيه)).
[80] قوله: ((ابن الخطاب)) ليس في (ج).
[81] في (ج) و(م): ((لأتزوج)).
[82] قوله: ((وأطأهن ومالي إليهن شهوة)) ليس في الأصل (ط) و(ل) و(م)، وبعدها في (ج): ((فقالوا))، وفي (ل): ((فقال)).
[83] قوله: ((الله)) ليس في (ل).
[84] قوله: ((من)) ورد في (ل): ((ما)).
[85] في (ج): ((فالأجل)).
[86] زاد في (م): ((على)).
[87] في (ج): ((ولو)).
[88] قوله: ((هذا)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[89] قوله: ((أن)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[90] في (ل): ((الفضلية)).
[91] في (ط): ((أحد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[92] في (ل): ((فضلية)).
[93] في (ج): ((فكانت)).
[94] زاد في (م): ((ما)).
[95] في (ل): ((فيكثر عليه الوسواس)).
[96] في (ج): ((بقي منهما)) ليس في (ج).
[97] قوله: ((منهما ويقدر عليه هو)) ليس في(م).
[98] في (ج) و(م): ((أن لو كان قادرا على أكثر لخرج عنه)).
[99] في (م): ((ما))، قوله: ((بما)) ليس في (ل).
[100] في الأصل (ط): ((فهذا أفضل...)) والمثبت من (ج) و(ل)، وقوله: ((أفضل)) ليس في (م).
[101] صورتها في (م): ((الفقر)).
[102] قوله: ((كثير)) ليس في (ج) و(م).
[103] في (ل): ((الأوقات)).
[104] في (ج): ((هذا)) بدل قوله: ((إلى هذا البحث)).
[105] العبارة في (م): ((وهو بجري في الأفعال كلها كانت الأفعال)).
[106] قوله: ((من)) ليس في (ج).
[107] قوله: ((خالصًا)) ليس في (م).
[108] في (م): ((بأهل)).
[109] في (م): ((نيَّتُه تجعل))، وفي (ج): ((ولا نية أن يفعل)).
[110] أخرجه ابن عساكر في تاريخه ░14/10▒ من حديث المقدام بن معدي كرب.
[111] في (ط): ((أن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[112] في (م): ((من الخير أكثر ممَّا)).
[113] في (ج) و(م): ((ذنوب)).
[114] في (ج): ((ثمَّ)).
[115] في (م): ((أنْ ثمَّ ذنوبًا)).
[116] زاد في (ل) قوله: ((تلك)).
[117] في (ج): ((ولا يدخل)).
[118] في (م) و(ل): ((فيه)).
[119] في (ج) و(ل): ((الصوفة)).
[120] في (ج) و(م) و(ل): ((ويرون)).
[121] في (ل): ((وما)).
[122] زاد في (ج) و(ل): ((أن)).
[123] في (ج): ((لله)).
[124] في (م): ((فلمَّا أتى هذا المرسل وجد هذا)).
[125] في (م): ((سببٍ)).
[126] زاد في (م): ((وقال)).
[127] في (ج): ((يعلم أنه يخرج منه)).
[128] في (م): ((وبروحه)).
[129] قوله: ((إنما)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[130] في (ج): ((العاميين)).
[131] في (م): ((أو تكسبهم)).
[132] في (م): ((أو يتحدثون)).
[133] في (ج) و(م): ((أراده)).
[134] في (ج): ((في)).
[135] قوله: ((والصبيان)) ليس في (ل).
[136] قوله: ((به)) ليس في (م).
[137] في (ج): ((بكرة)).
[138] في (م): ((بسرٍ)).
[139] في الأصل (ط) و(ل): ((للتارك)).
[140] في (م): ((نائمٌ)).
[141] قوله: ((من أهل الفضل)) ليس في (م).
[142] في (ج) و(م): ((هذا))، وفي (ل): ((فتشوش هذا)).
[143] قوله: ((على)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[144] قوله: ((من)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[145] في (م): ((زمانهم))، وقوله: ((كل)) ليس في (ج).
[146] في (م): ((بما)).
[147] في (ج) و(ل): ((إلى النظر)).
[148] في (ل): ((زنا)).
[149] قوله: ((هو أن يقال)) ليس في الأصل (ط) و(ل) والمثبت مِن النسخ الأخرى.
[150] في (ج): ((الأبصر إلا بهذا)).
[151] في (ج): ((أكبر)).
[152] قوله: ((وإن كان المعنى الجارحة)) ليس في (ج).
[153] في (ج) و(ل): ((النووي)).
[154] قوله: ((إذا)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[155] في (ج): ((يكسر))، وفي (م): ((فربما كسر))، وفي (ل): ((فربما يقطع)).
[156] قوله: ((من)) ليس في (م).
[157] قوله: ((النبي)) ليس في (م) و(ل).
[158] في (ج) و(ل): ((أنه)).
[159] قوله: ((وادْفَعُوا البَلَاءَ بِالصَّدَقَةَ)) ليست في (ل)، وأخرجه البيهقي ░6385▒ من حديث ابن مسعود.
[160] في (ج): ((أن بعض الناس يعجز عن أخذ))، وفي (م): ((إلا من أجل أن يعجز بعض الناس عن أحد)).
[161] في (م): ((فرج فيقول)).
[162] في (ج): ((فيقول قد أمسكت)).
[163] في (ج) و(م): ((مهملة)).
[164] قوله: ((وهو)) ليس في الأصل (ط) و(ل).
[165] في (ج) و(ل): ((مختص))، وفي (م): ((يعني الحفظ مختصٌ)).
[166] ورد في (ل): ((ينبه أيضًا)).
[167] زاد في (م): ((له)).