-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░188▒ باب: مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَالرَّطَانَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم:22] {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4].
ذكر فيه ثلاثةَ أحاديثَ:
3070- أحدها: حديث جابرٍ: قلت: يا رسول الله ذبحْنا بُهيمةً لنا وطحنتُ صاعًا مِنْ شعيرٍ، فتعالَ أنتَ ونفرٌ، فصاح النَّبيُّ صلعم فقال: (يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ).
3071- ثانيها: حديث أمِّ خالدٍ بنت خالد بن سعيدٍ _يعني ابن العاصي_ واسمُها آمنة، قالت: أتيتُ النَّبيَّ صلعم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ الله صلعم: (سَنَهْ سَنَهْ) _فقَالَ عَبْدُ الله وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ_ قَالَت: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ الله صلعم: (أَبْلِي وَأَخْلِقي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقي) قَالَ عَبْدُ الله فَبَقِيَتْ حتَّى ذَكَرَ دهرًا، وذكره البُخَاريُّ في موضعٍ آخر، قال عِكرمة: سنا: الحسنة بالحبشيَّة.
3072- ثالثها: حديث أبي هريرة ☺ في تمر الصَّدقة، وقد سلف في الزَّكاة [خ¦1485].
الشَّرح: الرَّطانة: كلام العجم، وقال صاحب «الأفعال»: يُقال: رَطَنَ رَطَانةً إذا تكلَّم بكلام العجم، وقال ابن التِّيْنِ: هي كلامٌ لا يُفهم، وخصَّ بذلك كلام العجم، وعبارة «الصِّحاح»: الرِّطانة والرَّطانة: الكلام بالعجميَّة، تقول: رَطَنْتُ له بكلامٍ وراطنتُ إذا كلمَّتَه بها، وتَرَاطَنَ القومُ فيما بينهم.
وقوله: ({وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ}) الآية [الروم:22] اختلافهما مِنَ الآيات، وكان أصل اختلاف اللُّغات مِنْ هُودٍ، ألقى الله على ألسنة كلِّ فريقٍ اللِّسان الَّذي يتكلُّمون به ليلًا، فأصبحوا لا يحسنون غيره.
والبُهَيمَةُ كما قال الدَّاوُديُّ: مِنَ الأنعام، وقال ابن فارسٍ: البَهْمُ: صغار الغَنم.
والسُّؤْرُ: الوليمة بالفارسيَّة، كذا في بعض النُّسخ، أي: اتَّخذ دعوةً لطعام النَّاس، وقال الدَّاوُديُّ: هي كلُّ طعامٍ تُدعى إليه جماعةٌ، وقال جماعةٌ مِنْ أهل اللُّغة: الوليمة طعام العُرس، وقيل: السُّؤر الصَّنيع بلغة الحبشة، لكن العرب تكلَّمت بها فصارت مِنْ كلامها.
وأمَّا قوله: (فَأكَلُوْا وَتَرَكُوا سُؤْرًا) فهذه عربيَّةٌ يعني: بقيَّة، وكلُّ بقيَّةٍ مِنْ ماءٍ أو طعامٍ أو غيره فهو سؤرٌ.
وقوله: (فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ) قال الفرَّاء: معنى حيَّ عند العرب: هَلُمَّ وأقبل، فالمعنى: هلمُّوا إلى طعام جابرٍ وأقبلوا إليه، ومنه قول المؤذِّن: حيَّ على الصَّلاة أي: أقبلوا إليها، وفُتحت الياء مِنْ حيَّ لسكونها وسكون / الياء الَّتي قبلها، كما قالوا: ليتَ ولعلَّ، ومنه قول ابن مسعودٍ: إذا ذُكر الصَّالحون فحيَّ هلًا بعمرَ، معناه أقبلوا على ذكر عمرَ وقال أبو عُبيدٍ: أي ادعُ عمرَ.
وفيها ستُّ لغاتٍ: يُقال: حيَّ هلًا بالتَّنوين للتَّنكير، وحيَ هلَ منصوبةً مخفَّفةً مشبَّهة بخمسةَ عشرَ، وحيَّهلا بألفٍ مديدةٍ، وحيْ هلْ بالسُّكون، لكثرة الحركات ولشبهها بصهْ ومهْ وويح، وحيَّ هْل بسكون الهاء، وحيَّ أهلًا على عمر، وحيَّ هلًا على عمر، وقال صاحب «المطالع»: يقول: حيَّ على كذا، أي: هلمَّ وأقبل، يُقال: حيَّ على، وقيل: حيَّ هلمَّ، وهَلا: جئتنا، وقيل: أسرع، جُعل كلمةً واحدةً، وقيل: هَلا اسكن، وحيَّ أسرع، أي: عند ذكره واسكن حتَّى ينقضي.
وقال الدَّاوُديُّ: (فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ) أي: هلمُّوا أهلًا بكم أتيتُم أهلكم.
وقوله: (سَنَهْ) قد أسلفنا في البُخَاريِّ عن عبد الله _وهو ابن المبارك_ أنَّها بالحبشيَّة حسنةٌ، وفي رواية: <سَنَّا سَنَّا>، وفي أخرى: <سَنَّاهْ سَنَّاهْ>، قال صاحب «المطالع»: كلُّها بفتح السِّين وشدِّ النُّون إلَّا عند أبي ذرٍّ فإنَّه خفَّف النُّون، وعند القابِسيِّ كسر السِّين.
وقوله: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي) أي: أنعمي، والبلاء للخير والشَّرِّ، لأنَّ أصله الاختبار، وأكثر ما يُستعمل في الخير مقيَّدًا، ولأبي ذرٍّ والمَرْوَزيِّ: <أَخْلِفِي> بالفاء، والمشهور بالقاف مِنْ إخلاق الثَّوب، ومعناه: بالفاء أن يكتسب خَلَفَه بعد بلائه، يُقال: خلف الله لك، وأخلف رباعيٌّ وهو الأشهر ذكره عِياضٌ، وقال ابن بَطَّالٍ: هو كلامٌ معروفٌ عند العرب ومعناه الدُّعاء بطول البقاء، قال صاحب «العين»: يُقال: أبلِ وأخلفْ، أي: عشْ فخرِّقْ ثيابك وارقَعْها، وخلَفت الثَّوب، أي: أخرجت باليَه ولفَّقته.
وقوله: (زَبَرَنِي) هو بفتح أوله، يعني: انتهرني، عن أبي عليٍّ.
وقوله: (حَتَّى ذَكَرَ) كذا لأكثر الرُّواة بالذَّال المعجمة والرَّاء.
وقوله: (دَهْرًا) محذوفٌ في كتاب ابن بَطَّالٍ، وذكره ابن السَّكن أيضًا وهو تفسيرٌ لهذه الرِّواية، كأنَّه أراد بقي هذا القميص مدَّةً طويلةً مِنَ الزَّمان نسيها الرَّاوي فعبَّر عنها بقوله: (ذَكَرَ دَهْرًا) أي: زمانًا فنسيتُ تحديده، وقيل: هذا الضَّمير يرجع على الرَّاوي، يدلُّ عليه ما في روايةٍ أخرى: <فبقِيَت> يعني أمَّ خالدٍ، وقيل: في (ذَكَرَ) ضمير القميص، أي: بقي هذا القميص حتَّى ذكر دهرًا، كما يُقال: شيخ مسنٌّ يَذكرُ دهرًا، أي: يعقل زمانًا طويلًا قد مضى، ولأبي الهيثم: <دَكِنَ> بالنُّون ودالٍ مهملةٍ، والدُّكْنَة غُبْرةٌ كَدِرَةٌ مِنْ طول ما لُبس فيسودُّ لونه، ورجَّحه أبو ذرٍّ.
أمَّا فقه الباب فسمعناه في تأمين المسلمين لأهل الحرب بلسانهم ولغتهم أنَّ ذلك أمانٌ لهم، لأنَّ الله تعالى يعلم الألسنة كلَّها، وأيضًا فإنَّ الكلام بالفارسيَّة يحتاج إليه المسلمون للتَّكلُّم به مع رسل العجم، وقد أمر الشَّارع زيد بن ثابتٍ بتعلُّم لسان العجم، وكذلك أدخل البُخَاريُّ عن رسول الله صلعم أنَّه تكلَّم بألفاظ مِنَ الفارسيَّة كانت متعارفةً عندهم معلومةً، وفَهمها عنه الصَّحابة، فالعجم أحرى أن يفهموها إذا خُوطبوا بها، لأنَّها لغتُهم، وسيأتي زيادةٌ في بيان هذا في باب: قوله إذا قالوا: صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا بعد.
قال ابن التِّيْنِ: وإنَّما يُكره أن يتكلَّم بالعجميَّة إذا كان بعض مَنْ حضر لا يفهمها فيكون كمُناجي القوم دون ثالثٍ، قاله الدَّاوُديُّ، قال: ويلزمه إذا لم يعرفها اثنان فأكثر أن يجوز ذلك.
قال المهلَّب: وأمَّا دعاؤه بأهل الخندق أجمعَ لطعام جابرٍ فإنَّما فعله لأنَّه علم منهم حاجةً إلى الطَّعام، وعلم أنَّه طعامٌ قد أُذن له فيه ببركته ليكون آيةً وعلامةً للنُّبوَّة، فلذلك دعاهم أجمعَ، ولم يدع السَّادس إلى دار الخيَّاط، واستأذن الخيَّاطَ أن يدخل معهم ليكون لنا سنَّةً، ولأنَّه طعامٌ لم يُؤذن له في إتيانه، وإن كان كلُّ طعامه فيه بركةٌ، ولكنَّ بركةً تكون آيةً وعلامةً لنبوَّته فليس هذا مِنْ ذلك الطَّعام.
وأستحضر فوائد هذا الحديث:
منها مداعبة الشَّارع للأطفال ومخاطبتهم بما يخاطِب به الكبارَ الفقهاءَ إذا فهموا، وهذه المخاطبة وإن كانت للحسن ففيها تعريف المسلمين أنَّه لا يأكل الصَّدقة.
ومنها توقير الأئمَّة عن لعب الصِّبيان.
ومنها المسامحة للأطفال في اللَّعب بحضرة آبائهم وغيرهم، وكان صلعم على خُلُقٍ عظيمٍ.
ومنها إتيانهم بالبنات الصِّغار لبركة دعائه ولتثبُتَ لهنَّ الصُّحبة.
ومنها حمل الصِّبيان وتدريبهم على الشَّرائع والتَّجنُّب بهم الحرام والمكروه.
وسلف تفسير (كخ كخ) في الزَّكاة [خ¦1491]، وهما بفتح الكاف وكسرها وسكون الخاء وكسرها، وبالتَّنوين مع الكسر وبغيره، قال ابن دُرَيدٍ: يُقال: كَخَّ يَكِخُّ كخًّا إذا نام فغطَّ، وقال الدَّاوُديُّ: هي كلمة أعجميَّةٌ عُرِّبت.