التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ما قيل في الرماح

          ░88▒ (بابُ: مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ
          وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ _صلعم_: جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي).
          2914- ثُمَّ ذكر حديثَ أبي قَتَادة في اصطياده الحمار الوحشيَّ السَّالف في الحجِّ [خ¦1825] وغيره، وموضع الشَّاهد قوله: (فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الحِمَارِ، فَقَتَلَهُ...). وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادة فِي الحِمَارِ الوَحْشِيِّ مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ، وقَالَ: (هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ؟).
          والتَّعليق عن ابن عمرَ ذكر عبد الحقِّ في «جمعه بين الصَّحيحين» أنَّ الوليد بن مسلمٍ رواه عن الأَوْزاعيِّ، عن حسَّان بن عطيَّة عن أبي مُنيبٍ الجُرَشيِّ عن ابن عمرَ به، ومعنى الباب كالأبواب قبله أنَّ الرُّمح مِنْ آلاته _◙_ للحرب، ومِنْ آلات أصحابه، وأنَّه مِنْ مهمِّ السِّلاح وشريف القدر لقوله: (جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي) وهذا إشارةٌ منه لتفضيله والحضِّ على اتِّخاذه والاقتداء به في ذلك، وفيه كما قال المهلَّب أنَّه _◙_ خُصَّ بإحلال المغانم، وأنَّ رزقه منها بخلاف ما كانت الأنبياء قبله عليه، وخُصَّ بالنَّصر على مَنْ خالفه ونُصِر بالرُّعب، وَجُعِلت كلمة الله هي العليا ومَنِ اتَّبعها هم الأعلَون، وأينما ثُقف المخالفون لأمره إلَّا بحبلٍ مِنَ الله _وهو العهد_ باء بغضبٍ مِنَ الله، وضُربت عليهم الذِّلَّة والصَّغار وهي الجزية.