التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق

          ░82▒ (بابُ: الحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالعُنُقِ)
          2908- ذكر فيه حديثَ أنسٍ: (كَانَ النَّبِيُّ _صلعم_ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ...) إلى أنْ قال: (وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ) وقد سلف [خ¦2820]، وذكره هنا لأجل قوله: (وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ) فأفاد به أنَّ السُّيوف كانت تُقَلَّد في الأعناق، بخلاف قول مَنِ اختار أن تُرْبَط في الحزام ولا تتعلَّق في العُنق، وليس في شيءٍ مِنْ هذا حرجٌ.
          وقوله: (عُرِيٌّ) هو بكسر الراء وتشديد الياء كما ضبطه ابن التِّيْنِ، ثُمَّ قال: وقال ابن فارسٍ: اعْرَوْرَيَتُ الفرسَ: ركبته عُريًا، وهي نادرةٌ، وضبطه بإسكان الرَّاء وتخفيف الياء.
          وقوله: (لَمْ تُرَاعُوا) قيل: لا تخافوا، فتكون: (لَمْ) بمعنى لا، كقول الهُذَليِّ:
رَفَونِي وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِدُ لَمْ تُرَعْ                     ............
          وقيل: تقديره: لم يكن خوفٌ فتراعوا.
          وقوله: (وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ) قَالَ الخَطَّابِيُّ: الفزع يكون لمعنيين: أحدهما الخوف، والآخر بمعنى الإغاثة، ومنه قوله للأنصار: ((لتقلُّونَ عندَ الطَّمع وتكثرون عند الفزع)) وقاله ابن فارس، وهو هنا: الذُّعر والخوف.