التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أخذ بالركاب ونحوه

          ░128▒ بَاب: مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ.
          2989- ذكر فيه حديث أبي هريرة ☺: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ).
          وقد سلف [خ¦2891].
          وموضع الحاجة منه قوله: (وَيُعِينُ الرَّجلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُهُ عَلَيْهَا) فإنَّه يدخل فيه الأخذ بالرِّكاب وغيره، ولا شكَّ أنَّ الأخذ بالرِّكاب مِنَ الفضائل، وهي صدقةٌ مِنَ الآخذ بالرِّكاب على الرَّاكب لأنَّه معروفٌ، وقد أخذ ابن عبَّاسٍ بركاب زيدِ بن ثابتٍ فقال له: لا تفعل يا ابن عمِّ رسول الله صلعم فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فأخذ زيدٌ بيد ابن عبَّاسٍ فقبَّلها، فقال له: لا تفعل فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بآل رسول الله صلعم.
          وقوله: (وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ) أي: ويُرفع له بها درجةٌ ويُحطُّ عنه خطيئةٌ، ولهذا حث الشَّارع على كثرة الخُطا إلى المساجد، وترك الإسراع في السَّير إليه.
          وقوله: (يُمِيطُ) أي: يزيل، يُقال: مَاطَ الرَّجلُ الشَّيْءَ يَمِيطُهُ مَيْطًا، وأَمَاطَهُ: إذا أزاله، ويُقال: أماط الله عنك الأذى، إذا دعوتَ له بزواله، قاله القزَّاز، وهو قول الكسائيِّ. وأنكره الأصمعيُّ وقال: مِطتُ أنا وأَمَطتُ غيري.