التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم

          ░8▒ (بابُ: فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَمَاتَ فَهُوَ مِنْهُمْ، وَقَوْلِ اللهِ _تعالى_: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} [النساء:100] {وَقَعَ}: وجب). /
          2799- 2800- ثُمَّ ساق حديثَ أنسٍ في قصَّة أمِّ حَرامٍ السَّالفَ [خ¦2788]، وفي آخره: (فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّأْمَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ) ومصداق هذا الحديث في الآية الأولى فنزلت على ما دلَّ عليه الحديث أنَّ مَنْ مات في سبيل الله فهو شهيدٌ، وقد أسلفنا هناك حديث عقبة بن عامرٍ فيه وأنَّه شهيدٌ، وفي حديث أنسٍ أنَّ حكم المنصرف مِنْ سبيل الله في الأجر مثل حكم المتوجِّه إليه في خطاه وتقلُّبه وحركاته وأنَّ له ثوابَ المجاهد في كل ما ينوبه ويشقُّ عليه ويتكلَّفه مِنْ نفقة وغيرها حتَّى ينصرف إلى بيته.
          وقوله: ({وَقَعَ}: وَجَبَ) مثل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [النمل:82] أي وجب، والآية قال سعيد بن جُبَيْرٍ: نزلت في ضَمْرة رجلٍ مِنْ خُزَاعة كان مصابًا ببصره فقال: أخرجوني، فلما صاروا به إلى التَّنعيم مات فنزلت، قال الأَزهريُّ: وأصل المهاجَرة عند العرب خروج البدويِّ مِنَ البادية إلى المدن.
          وقوله: (فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَافِلِينَ) أي راجعين مِنْ غزوِهم، وأتى به البُخاريُّ هنا لمَّا ذكر أنَّها صُرعت فكان لها بذلك كأجر مَنِ استُشهد.