التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا

          ░21▒ (بابُ: تَمَنِّي المُجَاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا)
          2817- ذكر فيه حديثَ أنس بن مالكٍ: (عَنِ النَّبِيِّ _صلعم_ قَالَ: مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الأرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ).
          هذا الحديث أخرجه أبو داود أيضًا، وفي لفظٍ له: ((لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادةِ))، وهذا الحديث أجلُّ ما جاء في فضل الشَّهادة والحضِّ عليها والتَّرغيب فيها، وإنَّما يتمنَّى الشَّهيد أن يُقْتل عشر مرَّاتٍ _والله أعلم_ لعلمه بأنَّ ذلك ممَّا يرضي الله _╡_ ويُقرِّب منه لأنَّ مَنْ بَذل نفسه ودمه في إعزاز دين الله ونصرةِ دينه ونبيِّه فلم يُبْقِ غاية وراء ذلك، وليس في أعمال البرِّ ما تُبذل فيه النَّفسُ غير الجهاد فلذلك عَظُم الثَّواب عليه والله أعلم.