التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من حبسه العذر عن الغزو

          ░35▒ (بابُ: مَنْ حَبَسَهُ العُذْرُ عَنِ الغَزْوِ)
          2838- ذكر فيه حديث زُهَيْرٍ عنْ حُمَيْدٍ عنْ أنسٍ: (رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صلعم).
          2839- وفي رواية حمَّادٍ _هُوَ ابْنُ زَيْدٍ_ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّه _◙_ كَانَ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ. وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلعم، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: والأوَّلُ أَصَحُّ).
          هذا الحديث مِنْ أفراده وانفرد مسلمٌ به عن جابرٍ وقال: ((حَبَسَهُمُ المَرَضُ)) وفي روايةٍ: ((إِلَّا شَركُوكُمْ فِي الأجْرِ))، ولمَّا ذكر الإسماعيليُّ حديث حُميدٍ عن أنسٍ ساقه مِنْ حديث عفَّانَ: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة، أخبرنا حُميدٌ عن موسى بن أنسٍ عن أبيه أنسٍ فذكره، ثُمَّ قال: وحمَّادٌ عالمٌ بحديث حُميدٍ، متقدِّمٌ فيه على غيره، ووصله أيضًا أبو نُعيمٍ مِنْ حديث حجَّاجٍ عن حمَّادٍ به، وعند الإسماعيليِّ: ((وَهُمْ مَعَكُمْ بِالنِّيَّةِ)) ولأبي داودَ: ((ولا أنفقتم نفقةً)).
          وهذا الحديث دالٌّ على أنَّ مَنْ حبسَه العذرُ عنْ أعمال البرِّ مع نيَّته فيها، أنَّه يُكْتَب له أجر العامل بها كما قال _◙_ فيمن غلبه النَّومُ عن صلاةِ اللَّيل أنَّه يُكْتب له أجرُ صلاته، وكان نومه صدقةً عليه، وقد سلف هذا المعنى قريبًا.