التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب حمل الزاد على الرقاب

          ░124▒ باب: حَمْلِ الزَّادِ عَلَى الرِّقَابِ
          2983- ذكر فيه حديث جابرٍ ☺: (خَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِئَةٍ نَحْمِلُ زَادَنا عَلَى رِقَابِنَا فَفَنِيَ زَادُنَا حتَّى كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا يَأْكُلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَةً).
          ثُمَّ ذكر قصة العَنبر، وقال هنا: (فَإِذَا حُوتٌ قَذَفَهُ البَحْرُ) وفي روايةِ مالكٍ: ((مثل الظَّرِب)) يعني: الجبل الصَّغير، وفي أخرى: ((ألقى البحر دابَّةً يقال لها: العَنْبر)). وفي أخرى: ((فنُصِب ضلعٌ مِنْ أضلاعها، فدخل الفارس تحته)) وذكر ذلك اعتبارًا لخلق الله وتفخيمًا مِنْ عِظَمِ قدرته ليخبر بذلك المخبرُ فيتذكَّر بذلك السَّامع.
          وهذه التَّمرة إنَّما كانت تغني عنهم ببركة سيِّدنا رسول الله صلعم وبركة الجهاد معه، وإنَّما بارك الله لهم في التَّمرة حتَّى وجدوا لها مسدًّا مِنَ الجَوعة متبيِّنةً في أجسامهم وصبرِهم حتَّى فقدوها على الجوع، لئلَّا تُخرق العادة عن رتبتها، ولا تخرج الأمور عن معهودها المتَّسق في حكمته ╡، مع أنَّه قديرٌ أن يخلق لهم طعامًا ويجعلَ لهم مِنَ الحجارة خبزًا، ومِنَ الجلاميد فاكهةً، لكنَّه مع قدرته على ذلك لم يخرجهم عن العادة، وفيه: ما ترجم له.