التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب نزع السهم من البدن

          ░69▒ (بابُ: نَزْعِ السَّهْمِ مِنَ البَدَنِ)
          2884- ذكر فيه حديثَ أَبِي مُوسَى، قَالَ: (رُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْزِعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ المَاءُ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ _صلعم_ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ).
          هذا الحديث أخرجه مسلمٌ أيضًا وفي لفظٍ: فلما جئتُ رسولَ الله _صلعم_ وسألته أن يستغفر له، دعا بماءٍ فتوضَّأ ثُمَّ رفع يديه فقال: ((اللَّهمَّ اغفر لأبي عامرٍ عبدك)) حتَّى رأيت بياض إبطيه، ثُمَّ قال: ((اللَّهمَّ اجعلْه يومَ القيامة فوقَ كثيرٍ مِنْ خلقك، أو مِن النَّاس)).
          ومعنى (نَزَا) _بالزَّاي_ ظهر وارتفع وجرى ولم ينقطع، قاله أبو موسى، وعبارة ابن التِّيْنِ: النَزْوُ الوَثَبَانُ، معناه: خرج الماء، وقال صاحب «العين»: نَزَا يَنْزُو نَزْوًا ونَزَوانًا وتَنَزَّى: / إذا وثب، وقال أبو زيدٍ: النزاء والنُّقاز داءٌ يأخذ الشاء فتنزو منه وتنقُزُ حتَّى تموت.
          وفيه _كما قال المهلَّب_ جوازُ نزع السِّهامِ مِنَ البدن وإن خُشي بنزعها الموتُ، وكذلك البطُّ والكيُّ وما شاكله، يجوز للمرء أن يفعله رجاء الانتفاع بذلك، وإنْ كان في غبَّتها خشيةُ الموت، وليس مَنْ يصنع ذلك بمُلقٍ نفسه للتَّهلكة لأنَّه بين الخوف والرَّجاء، وإنَّما دعا له _◙_ لأنَّه علم أنَّه ميِّتٌ مِنْ ذلك السَّهم.