-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░84▒ (بابُ: مَنْ عَلَّقَ سَيْفَهُ بِالشَّجَرِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ القَائِلَةِ)
2910- ذكر فيه حديثَ جابرٍ: (أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ _صلعم_ قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ _صلعم_ قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ القَائِلَةُ / فِي وَادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ...) ثُمَّ ذكر أنَّه علَّق سيفه بسَمُرَةٍ وذكر قصَّة الأعرابيِّ معه، ثُمَّ ترجم له بعدُ باب: تفرُّق النَّاس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشَّجر [خ¦2913] ثُمَّ ساقه أيضًا، وفي لفظٍ: كان قَتَادة يذكر أنَّ قومًا مِنَ العرب أرادوا أن يفتكوا برسول الله _صلعم_ فأرسلوا هذا الأعرابيَّ ويتلو: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ} الآية [المائدة:11]. قال البُخاريُّ [خ¦4135]: قال مسدَّدٌ عن أبي عَوانة عن أبي بشرٍ: اسم الرَّجل غَوْرَثُ بن الحارث، ورواه ابن أبي شيبة عن أسود بن عامرٍ، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة عن محمَّد بن عمرٍو عن أبي سَلَمة عن أبي هريرة قال: كنَّا إذا نزلنا طلبنا للنَّبيِّ _صلعم_ أعظم شجرةٍ وأظلَّها، قال: فنزلنا تحت سَمُرةٍ، فجاء رجلٌ وأخذ سيفه وقال: يا محمَّد مَنْ يعصمك منِّي؟ قال: ((الله)) فأنزل الله _تعالى_: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67] ولم يذكر فيه أنَّ أحدًا كان يحرسه، بخلاف ما كان عليه في أوَّل أمره، فإنَّه كان يُحرس حتَّى نزل: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
وروى الواحِديُّ مِنْ حديث الحِمَّانيِّ عن النَّضْر عن عِكْرمة عن ابن عبَّاسٍ: كان رسول الله _صلعم_ يُحرس، فكان عمُّه أبو طالبٍ يرسل معه كلَّ يومٍ رجالًا مِنْ بني هاشمٍ يحرسونه، فلما نزل عليه: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} قال: يَا عَمَّاهُ إنَّ اللهَ عَصَمَنِي مِنَ الجِنِّ والإِنْسِ، قال: وقالت عائشةُ: سَهر النَّبيُّ _صلعم_ ذات ليلةٍ فقال: ((أَلا رجلٌ صالحٌ يحرسُنِي؟)) فجاء سعدٌ وحُذيفة، فنام حتَّى سمعتُ غطيطه، فنزلت هذه الآية، فأخرج رأسه مِنْ قبَّة أدمٍ فقال: ((انْصَرِفَا فَقَدْ عَصَمَنِي اللهُ))، وعند البَيْهَقيِّ:فسقط السَّيف مِنْ يد الأعرابيِّ، فأخذَه رسول الله _صلعم_ وقال: مَنْ يمنعك منِّي؟ فقال: كنْ خيرَ آخذٍ، فقال: ((فتُسْلِم؟)) قال: لا، ولكن أعاهدك على ألَّا أقاتلك، ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك، فخلَّى سبيله، فأتى أصحابَه، فقال: جئتكم مِنْ عند خير النَّاس.
إذا تقرَّر ذلك فهنا أمورٌ:
أحدها: كانت هذه الواقعة قَبْلَ نجدٍ كما سلف، وعند الإسماعيليِّ: قبلَ أُحُدٍ، وذكر ابن إسحاقَ أنَّ ذلك كان في غزوته إلى غَطَفان لثنتَي عشرة مضت مِنْ صَفرٍ، وقيل: في ربيعٍ الأوَّل سنة اثنتين وهي غزوة ذي أَمَر، وسمَّاها الواقديُّ غزوة أَنْمَارٍ، ويُقال: كان ذلك في ذات الرِّقاع، وأنَّه _◙_ نزع ثوبيه ونشرهما على شجرةٍ ليجفَّا مِنْ مطرٍ كان أصابه، واضطجع تحتها، فقال الكفَّار لِدَعْثُورٍ _وكان سيِّدَهم وكان شجاعًا_: قد انفرد محمَّدٌ فعليك به، فأقبل ومعه صارمٌ حتَّى قام على رأسه، فقال: مَنْ يمنعك منِّي؟ فقال رسول الله _صلعم_: ((الله)) فدفع جبريلُ في صدره، فوقع السَّيف مِنْ يده، فأخذه رسول الله _صلعم_ وقال: ((مَنْ يمنعك أنت اليوم منِّي؟)) فقال: لا أحد، فقال: ((قم فاذهب لشأنك)) فلمَّا ولَّى قال: أنت خيرٌ منِّي، فقال _◙_: ((أنا أحقُّ بذلك منك)) ثُمَّ أسلم بعد. وفي لفظٍ: وأنا أشهد ألَّا إله إلَّا الله، وأنَّك رسول الله ثُمَّ أتى قومه فدعاهم إلى الإسلام. قلتُ: فيجوز تعدُّد الواقعة، وذكرها الحاكم في غزوة خيبرَ مِنْ حديث جابرٍ، ولعلَّه أشبه لأنَّه قيل: إنَّ آية العصمة كان بعد بنائه بِصَفِيَّة أو ليلة البناء.
ثانيها: اسمه غَوْرَث بن الحارث كما سلف، وسمَّاه الخطيب غورك بالكاف بدل الثَّاء، وللخَطَّابيِّ: غُوَيْرِث بالتَّصغير، وذكر القاضي عياضٌ أنَّه مضبوطٌ عند بعض رواة البُخاريٍّ بعينٍ مهملةٍ، قال: وصوابه بالمعجمة، وقال الجَيَّانيُّ: هو فَوْعَلُ مِنَ الغَرْثِ، وهو الجوع.
ثالثها: قد أسلفنا أنَّ جبريل _صلعم_ دفعه في صدره فوقع السَّيف، وعند الخطَّابيِّ: لمَّا همَّ بقتله أخذته الزُّلْخَة: يعني: رجفًا في صلبه، فندَر السَّيف مِنْ يده.
رابعها: معنى: اخْتَرَطَ سَيفيْ وَأَنَا نَائِمٌ أي اسْتَلَّه بسرعةٍ، وأصله مِنْ خرطتُ العودَ أخرُطه وأخرِطه خَرْطًا، ذكره القزَّاز، وقال الدَّاوُديُّ معناه: سلَّهُ.
وقوله: (وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا) أي جرَّده، ومثلُه مُصْلَتٌ: مخرَجٌ مِنْ جفنه، وقال القُرْطُبيُّ في «شرح مختصره»: قوله: (وَالسَّيْفُ صَلْتٌ فِي يَدِهِ) رُوي برفع (صَلْتٌ) ونصبه، فمَنْ رفعه جعله خبر المبتدأ الَّذي هو السَّيف، و(فِي يَدِهِ) متعلِّقٌ به، ومَنْ نصب جعل الخبر في المجرور ونصب صلتًا على الحال أي مُصلَتًا، والمشهور فتح لام (صَلتَ)، وذكر القُتَبيُّ أنَّها تُكسر في لغةٍ، وقال ابن عُدَيسٍ: ضربه بالسَّيف صَلتًا وصُلتًا بالفتح والضَّمِّ، أي: مجرَّدًا، يُقال: سيفٌ صلتٌ ومنصلتٌ، وإصْليتٌ: متجرِّدٌ ماضٍ.
وقوله: (فَشَامَ السَّيْفَ) أي أغمده، ويطلق أيضًا في اللُّغة على سلَّه، والمراد هنا: أغمده، وغمده وأغمده بمعنًى، قال المبرِّد: هو مِنَ الأضداد، سلَّه وأغمده، وبه جزم ابن بَطَّالٍ أيضًا.
خامسها: في هذا نزل: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} الآية [المائدة:11] كما سلف، وقيل: فيه نزلت: {وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح:24] وعُورض هذا بقوله: {بِبَطْنِ مَكَّة} ولم تكن هذه القصَّة في بطن مكَّة، وهذا ظاهرٌ.
وقوله: (مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟) استفهامٌ مَشوبٌ بالنَّفي، كأنَّه قال: لا مانع لي منك، فلم يبالِ بقوله، ولا عرَّج عليه ثقةً بالله وتوكُّلًا عليه.
سادسها: في فوائده: فيه _كما قال المهلَّب_ أنَّ تعليق السَّيف والسِّلاح في الشَّجر صيانةً لها مِنَ الأمر المعمول به، وفيه أنَّ تعليقها على بعدٍ مِنْ صاحبها مِنَ الغَرر لا سيَّما في القائلة واللَّيل، لما وصل إليه هذا الأعرابيُّ مِنْ سيفه ◙، وفيه تفرُّق النَّاس عن الإمام في القائلة، وطلبهم الظِّلَّ والرَّاحة، ولكن ليس ذلك في غير رسول الله _صلعم_ إلَّا بعد أن يبقى معه مَنْ يحرسه مِنْ أصحابه لأنَّ الله _تعالى_ كان قد ضمن لنبيِّه العصمة، قاله ابن بَطَّالٍ، قال: وقيل: إنَّ هذه القصَّة كانت سبب نزول هذه الآية، ثُمَّ ساق ما أسلفناه عن ابن أبي شَيبة.
وفيه أنَّ حراسة الإمام في القائلة واللَّيل مِنَ الواجب على النَّاس، وأنَّ تضييعه مِنَ المنكر والخطأ، وفيه جواز نوم المسافر إذا أَمِنَ، وفي تبويب البُخاريِّ هنا مَا يشعر بأنَّ المجاهد إذا أمن نام ووضع سلاحه، وإن خاف استوفز، وفيه دعاء الإمام لأتباعه إذا أنكر شخصًا، وشكوى مَنْ أنكره إليهم، وفيه ترك الإمام معاقبة مَنْ جفا عليه وتوعَّده إن شاء، والعفو عنه إن أحبَّ، وفيه صبرُ سيِّدنا رسول الله _صلعم_ وحلمُه وصفحُه عن الجهَّال، وفيه شجاعتُه وبأسه وثبات نفسه ويقينه أنَّ الله ينصره على الدِّين كلِّه، ولمَّا شاهد الرَّجل تلك القوى الَّتي فارق بها عادة النَّاس في مثل تلك الحالة تحقَّق صدقَه، وعلم أنَّه لا يصل إليه بضررٍ، وهذا مِنْ أعظم الخوارق للعادة، فإنَّه عدوٌّ متمكِّنٌ بيده سيفٌ مشهورٌ وموتٌ حاضرٌ، ولا تغيَّرَ له _◙_ حالٌ ولا جزع، وهذا مِنْ معجزاته عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام. /
فائدةٌ: (الدُّؤَلِيُّ) في إسناد البابين _بضمِّ الدَّال وفتح الهمزة_ نسبةً إلى الدِّيل مِنْ كنانة، واسمه: (سِنَانُ بْنُ أَبيِ سِنَانٍ)، قال الأخفش فيما حكاه أبو حاتم السِّجِسْتَانيُّ: جاء حرفٌ واحدٌ شاذٌّ على وزن فعل وهو الدُّؤل، وهو دُوَيْبَّةٌ صغيرةٌ تشبه ابن عرسٍ، وبها سُمِّيت قبيلة أبي الأسود الدُّؤليِّ، وهي مِنْ كنانة، إلَّا أنك تقول: الدُّؤلي فتفتح، استثقلوا كسرتين بعد ضمَّةٍ وياء النَّسب، وقال سِيبَوَيه: ليس في كلام العرب في الأسماء ولا في الصِّفات بنيةٌ على وزن فعل، وإنَّما ذلك مِنْ بنية الفعل.