التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق

          ░161▒ باب: الرَّجَز في الحرب ورفع الصَّوت في حفر الخندق.
          فيه سَهلٌ وأنسٌ عن النَّبيِّ صلعم، وفيه يزيد عن سَلَمة.
          3034- ثُمَّ ساق حديث البراء: (رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلعم يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ الله بن رواحةَ:
اللَّهمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا                     وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا                     وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الْأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا                     إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
          يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ).
          حديث البراء يأتي في باب: حفر الخندق [خ¦4104]، وكذا حديث أنسٍ [خ¦4099]، وحديث سهلٍ يأتي في فضل الأنصار [خ¦3797]، وحديث يزيد _وهو ابن أبي عُبيدٍ_ عن سَلَمة يشبه أن يكون ما رواه هو أيضًا عنه مِنْ قوله:
أنا ابنُ الأَكْوَعِ                     وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
          وفيه ابتذال الإمام وتولِّيه المهنة في التَّحصين على المسلمين لينشط النَّاس بذلك على العمل، ولذلك ارتجز هذا الرَّجز، ليذكِّرهم ما يعملون ولِمَنْ يعملون ويعرِّفهم أنَّ الأمر أعظم خطرًا مِنِ ابتذالهم وتعبِهم.
          وفيه: أنَّه لا بأس برفع الصَّوت في أعمال الطَّاعات إذا لم يكن مضعِّفًا عنها ولا قاطعًا دونها.
          وفي إسناد حديث البَراء: أبو الأحْوَصِ واسمه سَلَّامُ بن سُلَيْمٍ، وأبو إسحاق وهو عمرو بن عبد الله.