التوضيح لشرح الجامع البخاري

→كتاب الأذان←

          ░░10▒▒ باب بَدْءُ الأذَانِ.
          الأذان: الإعلام. وفي الشَّرع: الإعلام بدخول وقت الصَّلاة المكتوبة، واستفتحه البخاريُّ بقوله تعالى: ({وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآية [المائدة:58]) وقوله تعالى: ({إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة:9]) إمَّا للتبرُّك أو لذكر الأذان فيهما أو لأنَّ ذلك كان بدء الأذان، وأنَّ ذلك كان بالمدينة، فإنَّهما مدنيَّتان، والحديثان اللَّذان أوردهما عقب ذلك كانا بالمدينة؛ لقوله: (كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ) وقد قَالَ ابن عبَّاسٍ: الأذان نزل مع الصَّلاة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة:9] مع أنَّه قد رُوِي أنَّ الأذان كان ليلةَ الإسراء كما ذكره أحمدُ بن فارسٍ وغيره مطوَّلًا.
          وأصل مشروعيَّة الأذان رؤيةُ عبد الله بن زيدٍ في «السُّنَن» و«مستدرك الحاكم» وغيره، فوافق ما رآه صلعم تلك اللَّيلة، واقتضت الحكمة الإلهيَّة أن يكون الأذانُ على لسان غيره مِن المؤمنين لِما فيه مِن التنويه مِن الله بعبدِه والرَّفع لذكره والتفخيم لشأنه، قَالَ تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4].