-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░170▒ باب: هَلْ يَسْتَأْسِرُ الرَّجل وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْسِرْ وَمَنْ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ.
3045- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَن الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: (بَعَثَ رَسُولُ الله صلعم عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بن الخَطَّاب فَانْطَلَقُوا حتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ...) الحديث.
وفيه قصَّة خُبَيبٍ بكمالها، وهو مِنْ أفراده، وعند الدَّارَقُطْنيِّ: قال يونسُ _مِنْ رواية أبي صالحٍ عن اللَّيث عن يونس_ وابنُ أخي الزُّهْريِّ وإبراهيمُ بن سعدٍ: عُمَر بن أبي سفيان بضمِّ العين، غير أنَّ إبراهيمَ نسبه إلى جدِّه فقال: عُمر بن أَسِيدٍ، قال البُخَاريُّ في «تاريخه»: الصَّحيح: عَمرٌو.
إذا تقرَّر ذلك فالكلام عليه مِنْ وجوهٍ:
أحدها: هذه السَّرية تُسمَّى سريَّة الرَّجِيعِ، قال ابن سعدٍ: كانت في صفرٍ على رأس ستَّةٍ وثلاثين شهرًا، وعن أبي هريرة وعاصم بن عمرَ قالا: قدِم على رسول الله صلعم رهطٌ مِنْ عَضَلٍ والقَارَة _وهم مِنَ الهُون بن خُزَيمةَ_ فقالوا: يا رسول الله إنَّ فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا مِنْ أصحابك يفقِّهونا ويُقرِئونا القرآن. فبعث معهم عشرة رهطٍ: عاصمَ بن ثابتٍ، ومَرْثَدَ بن أبي مَرثدٍ، وعبد الله بن طارقٍ، وخُبَيْب بن عَديٍّ، وزيد بن الدَّثِنَة، وخالد بن البُكَيْر، ومُعَتِّب بن عُبيدٍ _وهو أخو ابن طارقٍ لأمِّه_ وأمَّر عليهم عاصمًا وقال قائلٌ: مَرْثد بن أبي مَرثدٍ، وكذا في «الإكليل»، قال الواقِديُّ: والرَّجِيعُ على سبعة أميالٍ مِنْ عُسْفان، حدَّثني موسى بن يعقوب عن أبي الأَسود قال: بعث رسول الله صلعم أصحاب الرَّجِيعِ عيونًا إلى مكَّة ليخبروه، وعند موسى بن عُقبة كذلك عن الزُّهْريِّ قال: وكانوا ستَّةً، وفي «الدَّلائل» للبَيْهَقيِّ: ((بعث صلعم عاصم بن ثابتٍ إلى بني لِحْيان بالرَّجيعِ، وذكرها ابن إسحاق في صفرٍ سنة أربعٍ، وعدَّهم ستَّةً، وأميرهم مَرْثَدٌ)). وقال عبد الحقِّ في «جمعه»: إنَّها كانت في غزوة الرَّجيع، وكانت غزوة الرَّجيع بعد أُحدٍ.
ثانيها: (أسِيدٌ) بفتح الهمزة وكسر السِّين، و(جارِيَةَ) بالجيم.
وقوله: (جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ) قال الدِّمْياطيُّ بخطِّه: لم يكن جدَّه وإنَّما كان خالَه، لأنَّ عاصمَ بن عمر بن الخَطَّاب أمُّه جميلةُ بنت ثابتِ بن أبي الأقلَحِ أخت عاصم بن ثابتٍ، وكان اسمها عاصية فسمَّاها رسول الله صلعم جميلة.
و(بنو لِحْيَان) مِنْ هُذَيل بن مُدْرِكَة بن إلياسَ بن مُضرٍ بكسر اللَّام، وحكى صاحب «المطالع» فتحها، وعند الدِّمْياطيِّ: إنَّهم مِنْ بقايا جُرْهُمَ دخلوا في هُذَيلٍ، وعن ابن دُرَيدٍ: اشتقاقه مِنَ اللَّحْي مِنْ قولهم: لَحَيْتُ العُودَ، ولَحَوْتُهُ إذا قشرتَه.
و(الْهَدَأَةِ) بفتح الهاء والهمزة، موضعٌ بين عُسْفان ومكَّة كما ذُكر.
وقوله: (فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِئَتَيْ رَجُلٍ) هو بفتح الفاء، وكذا ضبطه الدِّمْياطيِّ، وضبطه بعض شيوخنا بتشديدها، وفي روايةٍ: ((فنُفِر إليهم بقريبٍ مِنْ مئة رجلٍ)) بتخفيفها، فكأنه قال: نفروا مئتي رجل، ولكن ما تبعهم إلَّا مئةٌ. وفي روايةٍ: فنفذوا بالذَّال المعجمة.
وقوله: (فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ) أي: اتَّبعوها، قال ابن التِّيْنِ: ويجوز بالسِّين.
وقوله: (فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ) كذا هو في «الصَّحيح» و«شرح ابن بَطَّالٍ»، وذكره بعض الشُّرِّاح بلفظ: ((فلمَّا أحسَّ)) ثُمَّ قال: أي علم، وفي أبي داود: ((حسَّ)) بغير ألف.
و(الفَدْفَدُ) بفاءين مفتوحتين بينهما دالٌ مهملةٌ ساكنةٌ، وهو الموضع المرتفع الَّذي فيه غلظٌ وارتفاعٌ، وقال ابن فارسٍ: إنَّه الأرض المستوية، وظاهر الحديث أنَّه مكانٌ مشرفٌ تحصَّنوا فيه، ولأبي داود: ((قَرْدَد)) بقافٍ مفتوحة ثُمَّ راءٍ ساكنةٍ ثُمَّ دالٍ مفتوحةٍ مهملةٍ وأخرى مثلها، وهما سواءٌ.
ثالثها: الثَّالث الَّذي قال: (هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ) سمَّاه ابن إسحاق: عبد الله بن طارقٍ بدريٌّ، وقتله هؤلاء رميًا بالحجارة بالظَّهْران، وكان خُبَيبٌ قَتل الحارث بن عامرٍ يوم بدرٍ، كما ذكره البُخَاريُّ، وهو بضمِّ الخاء المعجمة، ذكره البُخَاريُّ وغيره في البدريِّين، وقال الدِّمْياطيُّ: إنَّ الحارث بن عامرٍ إنَّما قتله خُبَيب بن يَسَاف بن عُيَينة ببدرٍ، لأنَّ خُبَيب بن عَديٍّ لم يشهد بدرًا.
وقوله: (فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ).
وقال ابن إسحاق: ابتاع خُبيبًا حُجَيْرُ بن أبي إهابٍ أخو الحارث لأنَّه ابتاعه لعُقبة بن الحارث ليقتله بأبيه، وقيل: اشتَرك في ابتياعه أبو إهاب / بن عَزيز وعكرمةُ بن أبي جهلٍ والأخنسُ بن شَرِيق وعُبيدة بن حَكيمٍ بن الأوقَص وأميَّة بن أبي عُتبة وبنو الحضرميِّ وصفوان بن أميَّة، وهم أبناء مَنْ قُتل مِنَ المشركين ببدرٍ، ودفعوه إلى عُقبة فسجنه حتَّى انقضت الأشهرُ الحرم فصلبوه بالتَّنْعيم، فكان أوَّلَ مَنْ صُلب في ذات الله، وأوَّلَ مَنْ صلَّى ركعتين عند القتل وقيل: زيد بن حارثة حين أراد المُكْرِي الغدر به فيما ذكر في «مرشد الزُّوَّار».
و(الدَّثنَة) بدالٍ مهملةٍ مفتوحةٍ ثُمَّ ثاءٍ مثلَّثةٍ مكسورةٍ وساكنةٍ ثُمَّ نونٍ مفتوحةٍ، قتله صفوان بن أميَّة بأبيه.
وقوله: (فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عِيَاضٍ أنَّ بِنْتَ الحارثِ أخبرَتْهُ) القائل: فأخبرني عبيدُ الله هو الزُّهْريُّ كما نبَّه عليه الدِّمْياطيُّ، لا كما قاله بعض الشُّرَّاح إنَّه عمرٌو، و(عُبيد الله) هذا: هو القاريُّ مِنَ القَارَة تابعيٌّ، ولم يذكره أحدٌ في رجال البُخَاريّ كما ادَّعاه الدِّمْياطيُّ، نعم ذكره المِزِّيُّ، وهو والد محمَّدٍ، وسمَّى ابنُ إسحاق ابنةَ الحارث ماويَّة، وقيل: مارية، وهي مولاة حُجَير بن أبي إهابٍ، وكانت زوجَ عُقبة بن الحارث، وسمَّاها ابن بَطَّالٍ جُوَيريَة، وفي «معجم البَغَويِّ»: هي ماويَّة بنت حُجير بن أبي إهابٍ، وللواقِديِّ: هي مولاة بني عبد مَنافٍ.
قال الحُمَيديُّ في «جمعه»: رواية عُبيد الله عنها هنا إلى قوله: (فَلَمَّا خَرَجُوا بِه مِنَ الْحَرَمِ)، والابن الَّذي خيف عليه مِنَ الموسى هو أبو الحسين بن الحارث بن عامر بن نَوفلٍ، وهو جدُّ عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي حُسينٍ المكِّيِّ شيخ مالكٍ. وجاء: ((وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا)) هو بفتح الباء الموحَّدة، والبَدَد: التَّفرُّق، قال السُّهَيليُّ: ومَنْ رواه بكسر الباء فهو جمع بِدَّة، وهي: الفرقة والقطعة مِنَ الشَّيء المتبدِّد، ونصبُه على الحال مِنَ المدعوِّ، وبالفتح مصدرٌ.
والمَصْرَعُ: موضع سقوط الميِّت، والشِّلْوُ: العضو مِنَ اللَّحم، وعن الخليل أنَّه الجسد مِنْ كلِّ شيءٍ، قال صاحب «المطالع»: وهو متعيِّنٌ هنا _يعني أعضاء جسدٍ_ إذ لا يُقال: أعضاء عضوٍ.
والأوْصَالُ: جمع وَصْلٍ قاله الدَّاوُديُّ، والمُمزَّعُ _بضمِّ الميم وبالزَّاي وعينٍ مهملةٍ_: المفرَّق، ويُروى أنَّ الَّذي قتل خُبَيبًا هو أبو سِرْوَعة بكسر السِّين، وقيل: بفتحها وفتح الرَّاء، وقيل: بضمِّها، وقيل إنَّه عُقبة بن الحارث وقيل: أخوه، وكلاهما أسلمَ بعد ذلك، وكان عاصمٌ قُتل يوم أُحدٍ فَتَيَينِ مِنْ بني عبد الدَّار أخوين، أمُّهما سُلافة بنت سعد بن شهيدٍ، وهي الَّتي نذرت إن قدرت على قحف عاصمٍ لتشربنَّ فيه الخمر.
و(الظُّلَّةِ) السَّحابة، وقيل: كلُّ ما غطَّى وسَتَر، وقال القزَّاز: ما يُستظلُّ به مِنْ ثوبٍ أو شجرٍ.
و(الدَّبْرِ) الزَّنابير، واحدها دَبْرةٌ، وقال ابن فارسٍ: هي النَّحل وجمعه دُبُورٌ، وقال ابن بَطَّالٍ: الدَّبْرُ: جماعة النَّحل لا واحد لها، وكذلك الثَّوْل والخَشْرَم لا واحد لشيءٍ منها، كما يُقال لجماعة الجراد: رِجْلٌ، ولجماعة النَّعام: خِيطٌ، ولجماعة الظِّباء: إِجْلٌ، وليس لشيءٍ مِنْ ذلك واحدٌ. ولم يرُع ذلك المشركين وصدَّهم اللهوُ كما سبق في علم الله، والشِّعر الَّذي أنشده خُبيبٌ قال ابن هشامٍ في «السِّيرة»: أكثر أهل العلم بالشِّعر ينكرها له.
رابعها: في فوائده: فيه أنَّه جائزٌ أن يستأسر الرَّجل إذا أراد أن يأخذ برخصة الله في إحياء نفسه، كما فعل خُبَيبٌ وصاحباه، وقال الحسن البصريُّ: لا بأس أن يستأسر الرَّجل إذا خاف أن يُغلب، وقال الأوزاعيُّ: لا بأس للأسير المسلم أن يأبى أن يمكِّن مِنْ نفسه ويمدَّ عنقه للقتل.
وفيه الأخذ بالشِّدَّة، والإنابة مِنَ الأسر، والأنفة مِنْ أن يجري عليه مُلك كافرٍ، كما فعل عاصمٌ، وأحد صاحبي خُبَيب حين أبى مِنَ السَّير معهم حتَّى قتلوه، وقال الثَّوْريُّ: أكره للأسير المسلم أن يمكِّن مِنْ نفسه إلَّا مجبورًا.
وفيه استنان الرَّكعتين لكلِّ مَنْ قُتل صبرًا.
وفيه استنان الاستحداد لِمَنْ أُسر ولِمَنْ يُقتل، والتَّنظيف لِمَنْ يضيع بعد القتل لئلَّا يُطَّلع منه على قبح عورةٍ.
وفيه أداء الأمانة إلى المشرك وغيره، وفيه التَّورُّع مِنْ قتل أطفال المشركين، رجاء أن يكونوا مؤمنين.
وفيه الامتداح بالشِّعر في حين ينزل بالمرء هوانٌ في دينٍ أو ذلَّةٍ ليسلِّي بذلك نفسه ويرغمَ بذلك أنف عدوِّه ويجدِّد في نفسه صبرًا وأنفةً.
وأمَّا قولها: (يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بالْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا) قال ابن بَطَّالٍ: هذا ممكنٌ أن يكون آيةً للهِ على الكفَّار وبرهانًا لنبيِّه، وتصحيحًا لرسالته عند الكافرة وأهل بلدها الكفَّار، مِنْ أجل ما كانوا عليه مِنْ تكذيب رسول الله صلعم، وأمَّا مَنْ يدَّعي اليوم مثلَ هذا بين ظهرانَي المسلمين فليس له وجهٌ، إذ المسلمون كلُّهم قد دخلوا في دين الله أفواجًا وآمنوا بمحمَّدٍ وأيقنوا به، فأيُّ معنًى لإظهار آيةٍ عندهم؟ وعلى ما يستشهد بها فيهم، لأنَّه قد يَشكُّ المرتاب ومَنْ في قلبه جهلٌ، فيقول: إذا جاز ظهور هذه الآيات مِنْ غير نبيٍّ فكيف يصدِّقها مِنْ نبيٍّ وغيرُه يأتي بها؟ فلو لم يكن في رفع هذه إلَّا رفعُ الرَّيب عن قلوب أهل التَّقصير والجهل، لكان قطعُ الذَّريعة واجبًا والمنع منها لازمًا لهذه العلَّة، فكيف ولا معنى لها في الإسلام بعد تأصُّله، وعند أهل الإيمان بعد تمكُّنه؟ إلَّا أن يكون مِنْ ذلك ما لا يخرق عادةً ولا يقلب عينًا، ولا يَخرج عن معقول البشر، مثل أن يُكرم الله عبدًا بإجابة دعوةٍ مِنْ حينه في أمرٍ عسيرٍ وسببٍ ممتنعٍ ودفع نازلٍ وشنعةٍ قد أظلَّت فيصرفها بلطفه عن وليِّه، وهذا ومثله ممَّا يظهر فيه فضل الفاضل وكرامة الوليِّ عند ربِّه، قال: وقد أخبرني أبو عِمران الفقيهُ الحافظ بالقَيروان أنَّه وقَّفَ أبا بكر بن الطَّيِّب الباقلانيَّ على تجويزه لهذه المعجزات، فقال له: أرأيت إن قالت لنا المعتزلة: إنَّ برهانًا على تصحيح مذهبنا وما ندَّعيه مِنَ المسائل المخالفة لكم ظهورُ هذه الآية على يدي رجلٍ صالحٍ منَّا؟ قال أبو عِمران: فأطرق عنِّي ومطلني بالجواب، ثُمَّ اقتضيته في مجلسٍ آخر فقال لي: كلُّ ما اعترض مِنْ هذه الأشياء شيئًا مِنَ الدِّين أو السُّنن، أو ما عليه صحيح العلم فلا يُقبل أصلًا على أيِّ طريقٍ جاء، فهذا آخر ما رجع إليه ابن الطَّيِّب.
وأمَّا حماية الله عاصمًا مِنَ الدَّبر فلئلَّا ينتهك حرمَتَه عدوُّه، فهذه الكرامة الَّتي تجوز، مثل ذلك غير منكَر، لأنَّ الله تعالى حماه على طريق العادات، ولم يكن قلبَ عينٍ ولا خرقَ عادةٍ، هذا وشبهُه جائزٌ.
وفيه علامةٌ مِنْ علامات النُّبوَّة بإجابة دعوة عاصمٍ بأنْ أخبر الله نبيَّه بالخبر قبل بلوغه على ألسنة المخلوقين.