-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░155▒ باب: قتل النَّائم المُشرِك.
3022- 3023- ذكر فيه حديث البراء في قصَّة قتل أبي رافعٍ بطوله، ويأتي في المغازي [خ¦4039].
ثمَّ ساق عن البراء أيضًا أنَّ عبد الله بن عَتِيكٍ دخل عليه بيته فقتله وهو نائمٌ.
وفي لفظٍ: ((كان ابن عَتِيكٍ الأمير، وكان أبو رافعٍ في حِصنه بالحجاز)).
وفي لفظٍ: ((بعث ابن عَتِيكٍ وعبد الله بن عُتبة في ناس معهم)) وهو مِنْ أفراد البُخَاريِّ.
قال البُخَاريُّ لمَّا ذكره في المغازي بعد بني النَّضير وقبل أُحُدٍ: اسم أبي رافعٍ: عبد الله _ويُقال سلَامٌ_ ابن أبي الحُقَيق كان بِخَيبرَ، ويُقال: بحصنٍ له في أرض الحجاز، قال الزُّهْريُّ: هو بعد كعبِ بن الأشرف. يعني: بعد قتلِه.
وفي «طبقات ابن سعدٍ»: كانت في رمضان سنة ستٍّ مِنَ الهجرة، وقيل: في ذي الحجَّة سنة خمسٍ، وفي «الإكليل»: كان بعد بدرٍ وقبل غَزوة السَّوِيق، وقال النَّيْسابُوريُّ: كانت قبل دُومةِ الجَنْدَل، وقال ابن حِبَّان: بعد بدرٍ الموعد في آخر سنة أربعٍ، وقال أبو مَعْشَرٍ: بعد غزوة ذات الرِّقاع وقبل سريَّة عبد الله بن رَواحة.
وكان أبو رافعٍ قد أجلب في غَطَفان ومَنْ حوله مِنْ مشركي العرب وجعل لهم الجُعْل لحرب رسول الله صلعم، فبعث رسول الله صلعم ابنَ عَتِيكٍ وعبد الله بن أُنَيسٍ وأبا قَتَادة والأَسْود بن خُزَاعيٍّ ومسعود بن سِنَانٍ وأمرهم بقتله، فذهبوا إلى خيبر فكمنوا، فلما هدأت الرِّجل جاؤوا إلى منزله فصَعِدُوا درجةً له، وقدَّموا عبد الله بن عَتِيكٍ، لأنَّه كان يَرْطُن باليهوديَّة واستفتح وقال: جئت أبا رافعٍ بهديَّةٍ، ففتحت له امرأتُه، فلمَّا رأت السِّلاح أرادت أن تصيح فأشاروا إليها بالسَّيف فسكتت، فدخلوا عليه فما عرفوه إلَّا ببياضِهِ كأنَّه قُبْطِيَّةٌ، فَعَلَوه بأسيافهم، قال ابن أُنَيسٍ: وكنتُ رجلًا أعشى لا أبصر فأتَّكئُ بسيفي على بطنه حتَّى سمعت حسَّه في الفراش وعرفت أنَّه قضى، وجعل القوم يضربونه جميعًا ثُمَّ نزلوا، وصاحت امرأته فتصايح أهلُ الدَّار، واختبأ القوم في بعض مياه خَيبرَ، وخرج الحارث أبو زينبَ في ثلاثة آلافٍ في آثارهم يطلبونهم بالنِّيران فلم يجدوهم فرجعوا، ومكث القوم في مكانهم يومين حتَّى سكن الطَّلب ثُمَّ خرجوا إلى المدينة، وكلُّهم يدَّعي قتله، فأخذ رسول الله صلعم أسيافهم فنظر إليها فإذا أثرُ الطَّعام في ذباب سيف ابن أُنَيسٍ، فقال: ((هذا قتلَه)).
وفي «سِيَر ابن إسحاق»: لمَّا انقضى أمر الخندق وأمر بني قُرَيظةَ، وكان أبو رافعٍ ممَّن حزَّب الأحزاب على رسول الله صلعم استأذنتِ الخَزرج في قتل سَلَام بن أبي الحُقَيق فأذن لهم، فخرجوا وفيهم فلان بن سَلَمة.
وفي «دلائل البَيْهَقيِّ»: ((قتله ابن عَتِيك، وذَفَّف عليه عبد الله بن أُنَيس)).
وفي «الإكليل» حين ذكرهما إثر بدرٍ الكبرى مِنْ جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ عن ابن أُنَيسٍ قال: ظهرت أنا وابن عَتِيكٍ وقعد أصحابنا في الحائط، فاستأذن ابن عَتِيكٍ، فقالت امرأة ابن أبي الحُقَيق: إنَّ هذا لصوتُ ابن عَتيكٍ، فقال ابن أبي الحُقَيق: ثكلتكِ أمُّك! ابن عَتيكٍ بيثرب أنَّى هو عندك هذه السَّاعة، فافتحي فإنَّ الكريم لا يَردُّ عن بابه هذه السَّاعة أحدًا، ففتحتْ فدخلتُ أنا وابن عَتِيكٍ، فقال لابن عَتِيكٍ: دونك، فشهرتُ عليها السَّيف، فأخذ ابن أبي الحُقَيق وسادةً فاتَّقاني بها، فجعلت أريد أن أضربه فلا أستطيع فوخزته بالسَّيف وخزًا ثُمَّ خرجت إلى ابن أُنيسٍ فقال: أقتلته؟ قلت: نعم.
أخرجه مِنْ حديث إبراهيمَ بن إسماعيل بن مُجَمِّعٍ عن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن أبي كعب بن مالكٍ عن أبيه عن أمِّه بنت عبد الله بن أُنَيسٍ عن أبيها.
وعند ابن عُقبة: ((وكان معهم أيضًا أسعد بن حَرامٍ حليف بني سَوادة)).
قال السُّهَيليُّ: ولا نعرف أحدًا ذكره غيره، قلت: ذكره الحاكم أيضًا في «إكليله» عن الزُّهْريِّ، وعند الكلبيِّ: عبد الله بن أُنيسٍ هو ابن أسعد بن حرامٍ، وعند الواقِديِّ: كانت أمُّ ابن عَتِيكٍ الَّتي أرضعته يهوديَّةً بخَيبرَ، فأرسل إليها يعلمها بمكانه، فخرجت إلينا بجِرابٍ مملوءٍ تمرًا كبيسًا وخبزًا، ثُمَّ قال لها: يا أمَّاه أما لو أمسينا لبتنا عندك فأدخلينا خَيبر، فقالت: وكيف تطيق خَيبرَ وفيها أربعة آلاف مقاتلٍ؟ ومَنْ تريد فيها؟ قال: أبا رافعٍ، قالت: لا تقدر عليه، وفيه: قالت: فادخلوا عليَّ ليلًا، فدخلوا عليها ليلًا لمَّا نام أهل خَيبرَ في خَمَر النَّاس، وأعلمتْهم أنَّ أهل خَيبرَ لا يغلقون عليهم أبوابهم فَرقًا أن يطرقهم ضيفٌ، فلمَّا هدأت الرِّجل قال: انطلقوا حتَّى تستفتحوا على أبي رافعٍ، فقولوا: إنَّا جئنا له بهديَّةٍ، فإنَّهم سيفتحون لكم، فلمَّا انتهَوا عليه فخرج سهمُ ابن أُنَيسٍ.
وذكر البُخَاريُّ سهم عبد الله بن عُتبة وفيه نظرٌ، وأراد البُخَاريُّ في التَّرجمة بالنَّائم: المضطجع، وإلَّا فلا مطابقة بينها وبين الحديث، نبَّه عليه ابن المنيِّر، وقال الإسماعيليُّ: هذا قيل يقظان نبِّه مِنْ نومه.
إذا تقرَّر ذلك، فالكلام عليه مِنْ وجوهٍ:
أحدها: فيه: كما قال المهلَّب جواز / الاغتيال على مَنْ أعان على رسول الله صلعم بيدٍ أو مالٍ أو رأيٍ، وكان أبو رافعٍ يعادي رسول الله صلعم ويؤلِّب النَّاس عليه كما مضى، وهذا مِنْ باب الحرب خدعةٌ.
ثانيها: فيه جواز التَّجسُّس على المشركين وطلب غِرَّتهم.
ثالثها: فيه الاغتيال بالحرب والإيهام بالقول.
رابعها: فيه الأخذ بالشِّدَّة في الحرب والتَّعرُّض لعددٍ كثيرٍ مِنَ المشركين، والإلقاء إلى التَّهلكة باليد في سبيل الله، وأمَّا الَّذي نُهي عنه مِنْ ذلك فهو في الإنفاق في سبيل الله، ولئلَّا يُخلي يدَه مِنَ المال فيموت جوعًا وضياعًا، وهي رحمةٌ مِنَ الله ورخصةٌ، ومَنْ أخذ بالشدَّة فمباحٌ له ذلك، وأحبُّ إلينا ألَّا نأخذ بالشِّدَّة مِنَ المال لوقوع النَّهي فيه خاصَّةً.
خامسها: فيه الحكم بالدَّليل المعروف والعلامة المعروفة على الشَّيء؛ لحكم هذا الرَّجل بالنَّاعية _وفي نسخة <الواعية>_ على موت أبي رافعٍ، وبِصَوته أيضًا، قال صاحب «العين»:الواعية: الصَّارخة الَّتي تندب القتيل، والوَعى للصَّوت، والوعى: جلبةُ وأصوات الكلاب في الصَّيد إذا أنجدت، وقال الدَّاوُديُّ: الدَّاعيةُ الَّتي تدعو بالويل، وهي النَّائحة، وفي «الصَّحاح»: الوَغَى مثل الوَعى.
وقوله: (فَمَا بَرِحْتُ حتَّى سَمِعْتُ نَعَايَا أَبِي رَافِعٍ)، كذا الرِّواية وصوابه نَعَايِ مِنْ غير ألفٍ، كذا نقله النُّحاة أي: انعَ أبا رافعٍ، جعل دلالة الأمر فيه وعلامة الجزم آخرَه بغير تنوينٍ كما قالت العرب في نظير ذلك مِنْ أَدْركَهَا: دَرَاكِهَا، ومِنْ فطمت: فَطَامِ، وزعم سِيبويه أنَّه يطَّرد هذا الباب في الأفعال الثُّلاثية كلِّها أن يُقال فيها: فَعَالِ بمعنى افعلْ نحو حَذارِ ومَناعِ ونَزالِ، كما يقول: انزِل احذَر امنَع.
قال الأصمعيُّ: كانت العرب إذا مات فيها ميِّتٌ له قدرٌ ركب راكبٌ فرسًا وجعل يسير في النَّاس ويقول: نَعاءِ فلانًا، أي: انْعَهُ وأظهرْ خبر وفاته، قال أبو نَصرٍ: وهي مبنيَّةٌ على الكسر، وقال الدَّاوُديُّ: نعايا جمع ناعيةٍ، والأظهر أنَّه جمع: نعيٍّ، مثل: صَفيٍّ صفايا.
قال ابن فارسٍ: النَّعْيُ خبر الموت، وكذلك النَّاعي يُقال له: نَعِيٌّ، وقول الخَطَّابيِّ: هو مثل دَراكِ أي: أدرِكُوا فمعناه: انْعَوا أبا رافعٍ، إنَّما يصحُّ لو قال: نَعاءِ أبا رافعٍ، قال الأصمعيُّ: وإنَّما هو يا نَعاءِ العرب، تأويلها: انْعَ العربَ.
سادسها: قوله: (وَمَا بِي قَلَبَةٌ) قال الفرَّاء: أصله مِنَ القُلاب وهو داءٌ يصيب الإبل، وزاد الأصمعيُّ: تموت مِنْ يومها به، فقيل ذلك لكلِّ سالمٍ ليس به علَّةٌ، وقال ابن الأعرابيِّ: معناه: ليست به علَّةٌ يُقْلَب لها فينظر إليه، وأصل ذلك في الدَّوابِّ.
وذكر المفضَّل بن سَلَمة في كتاب «الفاخر» أنَّ الأصمعيَّ قال: ما به داءٌ، وهو مِنَ القُلاب داءٌ يأخذ الإبل في رؤوسها فيقلبها إلى فوق، وقال الفرَّاء: ما به علَّةٌ يُخشى عليه منها، وهو مِنْ قولهم: قلب الرَّجل إذا أصابه وجعٌ في قلبه، وليس يكاد يُفلتُ منه، وقال الطَّائيُّ: ما به شيءٌ يقلقله فيُقلَّب منه على فراشه. وقال النَّحَّاس في «زياداته» على «الفاخر»: حكى عبد الله بن مسلمٍ أنَّ بعضهم يقول في هذا: أي ما به حَوَلٌ، ثُمَّ استُعير مِنْ هذا الأصل لكلِّ سالمٍ ليست به آفةٌ، وقال يحيى بن الفضل: إذا وصفوا الرَّجل بالصِّحَّة قالوا: ما به قَلَبَةٌ، ولو كان كما قالوا لكان بالضَّعف والسُّقم أولى منه بالقوَّة، والصَّحيح قول الفرَّاء.
سابعها: قوله: (فَوُثِئَتْ رِجْلِي) هو بثاءٍ مثلَّثةٍ، ذكرها ثعلبٌ في باب المهموز مِنَ الفعل، يُقال: وُثِئت يده فهي موثوءةٌ ووَثَأْتها أنا.
وأمَّا ابن فارسٍ فقال: وقد يُهمز.
قال الخَطَّابيُّ: والواو مضمومةٌ على بناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعلُه.
قال القزَّاز: وهو وصمٌ يصيب العظم مِنْ غير أن يبلغ الكسر.
و(الرَّهْطُ) تقدَّم ذكر الاختلاف فيه [خ¦27].
وبعْثُه صلعم إيَّاهم لقتله دليلٌ على أنَّ مَنْ بلغته الدَّعوة لا تقدَّم له دعوةٌ عند قتاله، وهذه رواية العراقيِّين عن مالكٍ، وفي «المدوَّنة» عن مالكٍ روايتان، قال ابن القاسم: لا يبيَّتون حتَّى يُدْعَوا: غزوناهم أو أقبلوا إلينا.
وفيه الاحتيال في قتل المشرك.