التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب بغلة النبي البيضاء

          ░61▒ (بابُ: بَغْلَةِ النَّبِيِّ _صلعم_ البَيْضَاءِ
          قَالَهُ أَنَسٌ وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ إِلَى النَّبِيِّ _صلعم_ بَغْلَةً بَيْضَاءَ).
          2873- ثُمَّ ساق حديثَ عمرو بن الحارث: (مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ _صلعم_ إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ وَسِلاحَهُ وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً) وقدْ سلف [خ¦1481].
          2874- وحديثَ البراء: قال رجلٌ: (يَا أَبَا عُمَارَةَ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لا، وَاللهِ مَا وَلَّى النَّبِيُّ _صلعم_ وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ...) الحديثَ.
          وقد سلف قريبًا في باب: مَنْ قاد دابَّة غيره في الحرب [خ¦2864]، وتعليق أبي حُميدٍ أسنده في الجزية كما سيأتي [خ¦3161]، وفيه جوازُ ركوب العلماء والأمراء الدَّوابَّ والبغال، وأنَّ ذلك مِنَ المباح وليس مِنَ السَّرف لأنَّ الإمام يلزمه التَّصرُّف والتَّعاهد لأمور رعيَّته والجهاد بنفسه والنَّظر في مصالح المسلمين، وكذلك له أن يتَّخذ السِّلاح، وكلَّ ما به إليه حاجةٌ مِنَ الآلات والقوت لأهله مِنَ الخُمس.
          وقوله: (سَـُِرَْعَانُ النَّاسِ) قال ابن التِّيْنِ: ضُبط بكسر السِّين وضمِّها. قلت: ويجوز فتح السِّين مع فتح الرَّاء وسكونها، وهم الَّذين واجهوا العدوَّ، فلمَّا ولَّى أولئك ضاقت عليهم الأرض، والنَّبْلُ قال الزُّبَيْديُّ في «مختصر كتاب العين»: لا واحد لها مِنْ لفظها وإنَّما واحدها سهمٌ.