التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب غزو المرأة في البحر

          ░63▒ (بابُ: غَزْوِ المَرْأَةِ فِي البَحْرِ)
          2877- 2878- ذكر فيه حديثَ أنسٍ في قصَّة أمِّ حَرامٍ، وقد سلف غير مرَّةٍ [خ¦2788]، وسقط في البُخاريِّ هنا بين أبي إسحاق إبراهيم بن محمَّدٍ الفَزَاريِّ وعبد الله الأنصاريِّ الرَّاوي / عن أنسٍ زائدةُ بن قُدامةَ الثَّقفيُّ، نبَّه عليه أبو مَسعودٍ الدِّمشقيُّ، قال الجَيَّانيُّ: وتأمَّلته في كتب أبي إسحاق عن عبد الله، فليس هو فيه، ومع هذا فالحديث محفوظٌ لزائدةَ عن أبي طُوَالة عبد الله، رواه عنه حسين بن عليٍّ الجُعْفيُّ وغيره، وقد رواه معاويةُ بن عمرٍو أيضًا عَن زائدةَ عنه.
          ومعنى: (وَقَصَتْ بِهَا) نَفَرَت قاله الدَّاوُديُّ، وقال الهَرَويُّ: ركب فرسًا فجعل يتوقَّص به، أي: ينزو به ويقارب الخطو، والنَّزو: الوَثَبَانُ، وقال أبو عُبيدٍ وابن فارسٍ: إنَّه كسرُ العنق، وبيَّنَه قوله بعد هذا [خ¦2894]: فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا.
          وقول أنسٍ: (فَتَزَوَّجَتْ عُبَادَةَ فَرَكِبَتِ البَحْرَ مَعَ بِنْتِ قَرَظَةَ) ظاهره أنَّها تزوَّجته بعد هذه الرُّؤيا، وقد سلف ما ظاهره أنَّها كانت زوجةً له قبل ذلك، فيجوز أن يكون طلَّقها ثُمَّ تزوَّجها، وفيه جوازُ جهاد النِّساء في البحر، وقد سلف واضحًا [خ¦2877].