-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░96▒ باب: قِتَالِ الَّذينَ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ
2929- ذكر فيه حديثَ أبي هريرة المذكور: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَةُ).
قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: ((صِغَارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَةُ)).
الشَّرح: هذا التَّعليق أسنده البُخَاريُّ في علامات النُّبوَّة [خ¦3587]، وفي لفظٍ: ((حتَّى تقاتلوا خُوزًا وكَرْمانَ مِنَ الأعاجم)) الحديث، وعند الإسماعيليِّ قال محمَّد بن عبَّادٍ: بلغني أنَّ أصحاب بابلَ ش نعالُهم الشَّعَرَ.
وعند البَكْريِّ في «أخبار التُّرك»: ((كأنَّ أعينَهم حَدَقُ الجَراد يتَّخذون الدَّرَقَ، حتَّى يربطوا خيولهم بالجبل)) وفي لفظٍ: ((حتَّى يقاتِل المسلمون التُّرك يلبسون الشَّعَر)) ولابن ماجَهْ مِنْ حديث أبي سعيدٍ الخُدْريِّ يرفعه: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تقاتلوا قومًا صغارَ الأعين عراضَ الوجوه كأنَّ أعينَهم حَدَقُ الجَراد كأنَّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقَة، ينتعلون الشَّعَر ويتَّخذون الدَّرَق ويربطون خيولهم بالنَّخيل)). ولأبي داود مِنْ حديث بُرَيدَة بإسنادٍ جيِّدٍ: ((يقاتلكم قومٌ صغار الأعين _يعني التُّرك_ تسوقونهم ثلاث مِرارٍ حتَّى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأمَّا في السِّياقة الأولى فينجو مَنْ هرب منهم، والثَّانية فينجو بعضٌ ويهلك بعضٌ، وأمَّا في الثَّالثة فيُصطَلَمون)).
وللبَيْهَقيِّ: ((إنَّ أمَّتي يسوقها قومٌ عِراض الوجوه كأنَّ وجوههم الحَجَف ثلاثَ مرَّاتٍ، حتَّى يلحقوهم بجزيرة العرب)) قالوا: يا نبيَّ الله مَنْ هم؟ قال: ((التُّرك، والَّذي نفسي بيده ليربطُنَّ خيولهم إلى سَواري مساجدِ المسلمين)).
ولأبي داودَ الطَّيالِسيِّ عن حَشْرَجِ بن نُبَاتَة حدَّثنا سعيدُ بن جُمْهَان، عن عبد الرَّحمن بن أبي بَكْرة عن أبيه، قال رسول الله صلعم: ((لينزلَنَّ طائفةٌ مِنْ أمَّتي أرضًا يُقال لها: البَصرة، فيجيء بنو قَنْطُورَاءَ، عراض الوجوهِ صغار الأعيُن، حتَّى ينزلوا على جسرٍ لهم)) الحديثَ، وذكر البَكْريُّ مِنْ حديث سليمان بن الرَّبيع العَدويِّ، عن عبد الله بن عمرٍو قال: ((يوشك بنو قَنْطُوراءَ بن كَرْكَرَ أن يسوقوا أهل خُراسان وأهل سِجِستان سوقًا عنيفًا...)) الحديثَ بطوله، قال: فقدمنا على عمرَ بن الخَطَّاب فحدَّثناه بما سمعنا مِنِ ابن عمرٍو، فقال: ابن عمرٍو أعلمُ بما يقول.
إذا تقرَّر ذلك فأشراط السَّاعة علاماتها، واحدها شرطٌ.
و(المَجَانُّ) التُّرس، وعبارة صاحب «المطالع»: التِّرَسَة، واحدها: مِجَنٌّ، سُمِّيت بذلك لأنَّها تستُر صاحبها، وهي _بفتح الميم وتشديد النُّون_ جمع مِجَنٍّ بكسر الميم.
و(المُطْرَقَةُ) بإسكان الطَّاء المهملة وتخفيف الرَّاء، وصوَّب بعضهم تشديد الرَّاء، حكاه في «المطالع» عن بعضهم، وهي التِّرَسة الَّتي أُلبست الأَطْرقة مِنَ الجلود وهي الأغشية منها، شبَّه عرض وجوههم وصلابتها وظهور وجناتهم بها، وقال الهَرَويُّ: (المُطْرَقَةُ) الَّتي أُطرقت بالعقب أي: أُلبست به، يُقال: طارق النَّعل: إذا صُيِّر خَصْفًا على خَصْفٍ، أي: رُكِّب بعضٌ على بعضٍ، وقيل: هو أن يقوَّر جلده بمقداره ويُلصَق به كأنَّه تُرسٌ على تُرسٍ، حكاه في «المطالع».
و(ذُلْفَ) _بذالٍ معجمةٍ مضمومةٍ_ أي: قصار، وهو الفَطَس وتأخُّر الأرنبة، وعبارة الخَطَّابيِّ: قِصر الأنف وانبطاحه، وقيل: غلظ واستواء الأرنبة، وقيل: تطامُنٌ فيها، ورواه بعضهم بالدَّال المهملة، قال صاحب «المطالع»: وقيَّدناه عن التَّميميِّ بالوجهين، والمعجمة أكثر، وقال ابن التِّينِ: ذُلْف الأنوف: صغارها، وقيل: تَشميرهُ عن الشَّفة إلى أصله، يُقال منه: رجلٌ أَذْلَف وامرأةٌ ذَلْفاء، والعرب تقول أَمْلَح النِّساء الذُّلْف، وقال ابن فارسٍ: الذُّلْف: الاستواء في طرف الأنف ليس بحدٍّ غليظٍ، وقال في «المخصَّص»: ويعتري الملاحة.
و(الأُنُوفِ) جمع أنْفٍ مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ، ورواه القزَّاز: ((الآنُف)) / وقال: مثل بَحْرٍ وأَبْحُرٍ، وفي «المخصَّص»: هو جمع المَنْخَر، وسُمِّي أنْفًا لتقدُّمه، وجمع الأَنْفِ: آنُفٌ وآنافٌ.
فائدةٌ: روى التِّرمِذيُّ مِنْ حديث الصِّدِّيق: ((إنَّ الدَّجَّال يخرج مِنْ أرضٍ بالمشرق يُقال لها: خُراسان يتبعه أقوامٌ كأنَّ وجوههم المَجَانُّ المُطْرَقة)) ثُمَّ قال: حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلَّا مِنْ حديث أبي التَّيَّاح.
أخرى: قال الخَطَّابيُّ: بنو قَنْطُوراء هم التُّرك، يُقال: إنَّ قَنْطُوراء اسم جاريةٍ لإبراهيم ولدت أولادًا جاء مِنْ نسلهم التُّرك، وقال كُراعٌ: التُّرك هم الَّذين يُقال لهم الدَّيْلَم.
وقال ابن عبد البرِّ في كتاب «القصد والأمم»: التُّرك فيما ذكروا هم ولدُ يافث، وهم أجناسٌ كثيرةٌ، ومنهم أصحاب مدنٍ وحصونٍ، ومنهم قومٌ في رؤوس الجبال والبراريِّ، ليس لهم عمل غير الصَّيد، ومَنْ لم يصدْ فَصَدَ وَدَجَ دابَّته وشوى الدَّم في مُصْرانٍ يأكله، وهم يأكلون الرَّخَم والغِرْبان، وليس لهم دِينٌ، ومنهم مَنْ يدين بالمجوسيَّة وهم الأكثرون، ومنهم مَنْ تهوَّد، وملكهم يلبس الحرير وتاج الذَّهب ويحتجب كثيرًا، وفيهم سحرٌ، وقال وَهبُ بن مُنَبِّهٍ: هم بنو عمِّ يأجوج ومأجوج، وقد قيل: إنَّ أصل التُّرك أو بعضهم مِنْ حِمْير، وقيل: إنَّهم بقايا قوم تُبَّعٍ ومَنْ هناك، كانوا يسمُّون أولادهم بأسماء العرب العاربة، فهؤلاء ومَنْ كان مثلهم يزعمون أنَّهم مِنَ العرب، وألسنتهم أعجميَّةٌ، وبلدانهم غير عربيَّةٍ دخلوا في بلاد العجم واستعجموا.
وقال ابن أبي الدِّمْنَة الهَمْدانيُّ في «إكليله»: أكثرهم يقول: التُّرك مِنْ ولد أَفْرِيدُون بن سام بن نوح، وسمُّوا تركًا لأنَّ عبد شمس بن يَشْجُبَ لمَّا وطئ أرض بابلَ أتى بقومٍ مِنْ أَحَامِرة ولد يافثَ فاستنكر خلقهم ولم يحبَّ أن يدخل في سبي بابل، فقال: اتركوهم، فسمُّوا التُّرك.
وقال صاعدٌ في «طبقاته»: التُّرك أمَّةٌ كثيرةُ العدد فخمة المملكة، ومساكنهم ما بين مشارق خُراسان مِنْ مملكة الإسلام وبين مغارب الصِّين وشمال الهند إلى أقصى المعمور في الشَّمال، وفضيلتهم الَّتي برعوا فيها وأحرزوا خصالها الحروب ومعالجة آلاتها. قال المسعوديُّ في «مروجه»: في التُّرك استرخاءٌ في المفاصل واعْوِجاجٌ في سيقانهم ولينٌ في عظامهم، حتَّى إنَّ أحدهم ليرمي بالنَّشَّاب مِنْ خلفه كرميِه مِنْ قُدَّام، فيصير قفاه كوجهه ووجهه قفاه، ومطاوعات فقار ظهورهم وحمرة وجوههم عند تكامل الحرارة في الوجوه على الأغلب مِنْ لونها وارتفاعها لغلبة البرد على أجسامهم.
وفي الحديث: علامةٌ للنُّبوَّة وأنَّه سيبلغ ملكُ أمَّته غاية المشارق الَّتي فيها هؤلاء القوم على ما ذكر في غير هذا الحديث، وكذلك خلقة وجوههم بالعيان عريضةٌ، وسائر ما وصفهم به صلعم كما وصفهم.
وفيه: التَّشبيه للشَّيء بغيره إذا كان فيه شبهٌ منه مِنْ جهةٍ ما، وإن خالفه في غير ذلك.
فائدةٌ: في كتاب «الفتن» لنُعَيْم بن حمادٍ: حدَّثنا يحيى بن سعيد عن ابن عيَّاشٍ أخبرني مَنْ سمع مكحولًا، عن رسول الله صلعم أنَّه قال: ((للتُّرك خَرْجتان: خَرْجةٌ منها بخَراب أَذْرَبِيجانَ، وخَرْجةٌ يخرجون في الجزيرة يَحتَقِبون ذوات الحِجَال، فينصر الله المسلمين، فيقع فيهم ذبح الله الأعظم لا يترك بعدها))، وفي لفظٍ: ((أحدُ الخَرجتين يخربون أَذْرَبِيجان، والثَّانية يشرعون منها على ثني الفرات، فيرسل الله على جيشهم الموت يفني دوابَّهم فيُرحلَهم، فيكون ذبح الله الأعظم)).
ثُمَّ روى ابن عيَّاشٍ بإسناده إلى عبد الله بن عمرٍو: يوشك بنو قَنْطُوراءَ يسوقون أهل خُراسان وأهل سِجِسْتان سوقًا عنيفًا حتَّى يُوثقوا دوابَّهم بنخل الأُبُلَّةِ، فيبعثون إلى أهل البصرة: أن خلُّوا لنا أرضكم أو ننزل بكم، فيفترقون على ثلاث فرقٍ: فرقة تلحق بالغرب، وفرقةٌ بالشَّام، وفرقةٌ تعدوها، وأمارة ذلك إذا طبَّقت الأرضَ إمارةُ السُّفهاء، وفي لفظٍ: ((الملاحم ثلاثٌ مضت ثنتان وبقيت واحدةٌ وهي ملحمة التُّرك بالجزيرة))، وسيأتي له تتمَّةٌ في باب: علامات النُّبوَّة [خ¦3587].