التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قتال اليهود

          ░94▒ (بابُ: قِتَالِ اليَهُودِ)
          2925- ذكر فيه حديثَ ابنِ عمرَ أَنَّ النَّبِيَّ _صلعم_ قَالَ: (تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ).
          2926- وحديثَ أبي هريرة، عَنْ رَسُولِ اللهِ _صلعم_: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ).
          الشَّرح: المراد بقوله: (تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ) إذا نزل عيسى، فإنَّ المسلمين معه واليهود مع الدَّجَّال، وفيه ظهورُ الآيات بتكلم الجماد وما شاكله عند نزول عيسى الَّذي يستأصل الدَّجَّال واليهود معه، وفيه دليلٌ على بقاء دين محمَّدٍ _صلعم_ ودعوته بعد نزول عيسى بن مريم لقوله: (تُقَاتِلُونَ) ولا يكونون مخاطَبين بالقتال إلَّا وهم على دينهم لجواز علم النَّبيِّ _صلعم_ أنَّ الَّذين يقاتلون الدَّجال غير مَنْ يخاطب بالحضرة، ولكن خاطب مَنْ بالحضرة لمجيء مَنْ بعدهم على مذهبهم، وهذا في كتاب الله كثيرٌ، خاطب مَنْ بالحضرة بما يلزم الغائبين الَّذين لم يُخلقوا بعدُ، وفيه جوازُ مخاطبة مَنْ لا يسمع الخطاب ومخاطبة مَنْ قد يجوز منه الاستماع يومًا ما.
          وقول الحجر يحتمل أن يكون حقيقةً وينطقه الله بذلك، ويحتمل أن يكون مجازًا لأنَّه لا يبقى منهم أحدٌ، وهذا يكون عند نزول عيسى، كما سلف.