التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل من أسلم على يديه رجل

          ░143▒ باب: فضل مَنْ أسلم على يديه رجلٌ.
          3009- ذكر فيه حديثَ أبي حازمٍ عن سهلٍ قال النَّبيُّ صلعم يوم خَيبرَ: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ...) الحديث، إلى أن قال: (فَوَالله لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ).
          هذا الحديث يشبهه في المعنى قوله صلعم: ((مَنْ سنَّ سنَّةً حسنة كان له أجرها وأجر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص مِنْ أجورهم شيئًا))، ورُوي في الحديث مرفوعًا: ((إنَّ العالم إذا لم يعمل بعلمه يأمر الله به إلى النَّار يوم القيامة، فيقوم رجلٌ قد كان علَّمه ذلك العالمُ علمًا دخل به الجنَّة فيقول: يا ربِّ هذا علَّمني مَا دخلت به الجنَّة فهب لي معلِّمي، فيقول ╡: هبوا له معلِّمه)).
          فائدةٌ: (حُمْرُ النَّعَمِ) كِرامها وأعلاها منزلةً، قاله ابن الأنباريِّ.
          وقال أبو عُبيدٍ عن الأصمعيِّ: بعيرٌ أحمر إذا لم يخالط حمرته شيءٌ، فإنْ خالطت حمرتَه قُنُوءٌ فهو كُمَيْتٌ، والمراد بحُمر النَّعم: الإبل خاصَّةً، وهي أَنْفَسُها وخيارها، قال الهَرَويُّ: يُذكَّر ويُؤنَّث، وأمَّا الأنعام: فالإبل والبقر والغنم، قال الجَوهريُّ: الأنعام تُذكَّر وتُؤنَّث، وقد سلف لنا مرَّةً الخوضُ في ذلك فليُراجع منه [خ¦2942].