-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░46▒ (بابُ: اسْمِ الفَرَسِ وَالحِمَارِ)
ذكرَ فيه أربعةَ أحاديثَ:
2854- أحدها: حديثُ أبي قَتَادة في قصَّة الحمار الوحشيِّ وأنَّه كان راكبًا على فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ الجَرَادَةُ، وقد سلف [خ¦1821].
2855- ثانيها: حديث أُبَيِّ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: (كَانَ لِلنَّبِيِّ _صلعم_ فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: اللُّحَيْفُ) وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اللُّخَيْفُ بالخاء، وهو مِنْ أفراده.
2856- ثالثها: حديث معاذٍ: (كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ _صلعم_ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى الله؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ الله عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى الله أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).
2857- رابعها: حديث أنسٍ قال: (كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ _صلعم_ فَرَسًا لَنَا يُقَالُ لَهُ مَنْدُوبٌ، فَقَالَ: مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا) وقدْ سلف [خ¦2820].
ثُمَّ الكلام مِنْ وجوهٍ:
أحدها: شيخ البُخاريِّ في الأوَّل: محمَّد بن أبي بكرٍ وهو الصَّواب، قال الجَيَّانيُّ: وفي نسخة أبي زيدٍ المَرْوَزيِّ: <محمَّد بن بكرٍ> وهو خطأٌ، والصَّواب الأوَّل وهو المُقَدَّميُّ، قال: وليس في شيوخ البُخاريِّ محمَّد بن بكرٍ.
ثانيها: اختُلف في ضبط (اللحيف)، فضبطه عامة الشُّيوخ كما قال صاحب «المطالع»: بضمِّ اللَّام وفتح الحاء المهملة، قلتُ: وعليه اقتصر الهَرَويُّ، سُمِّي بذلك لطول ذنبه، فُعَيلٌ بمعنى فاعلٍ، فكأنَّه يلحف الأرض بجريه، يُقال: لحفتُ الرَّجل باللِّحاف: إذا طرحتَه عليه، قال: وعن ابن سِرَاجٍ: فتح اللَّام وكسر الحاء على وزن رغيفٍ، وقال ابن السِّكِّيت: سُمِّي اللُّحَيف لكثرة سبائبه يعني ذنبه، وقال ابن الجَوزيِّ: بنونٍ وحاءٍ مهملةٍ، وقال في «المغيث»: بلامٍ مفتوحةٍ وجيمٍ مكسورةٍ، / قال أبو موسى: المحفوظ بالحاء، فإن رُوي بالجيم فيُراد به السُّرعة لأنَّ اللَّجيف سهمٌ نصلُه عريضٌ، قاله صاحب «التَّتمَّة»، وصحَّ عن البُخاريِّ أنَّه قال: إنَّه بالخاء المعجمة، قال ابن الأَثير: ولم يتحقَّقه والمعروفُ الأوَّل، وهذا الفرس أهداه لرسول الله _صلعم_ ربيعةُ بن البراء فأثابه عليه فرائض مِنْ نَعَمِ بني كِلابٍ، وقال ابن أبي خَيْثَمة في «تاريخه»: أهداه له فَرْوَة بن عمْرٍو الجُذَاميُّ مِنْ أرض البَلْقاء.
ثالثها: (عُفَيْرٌ) تصغير أَعفَرَ، إلَّا أنَّهم أخرجوه عن بناء أصله، كما قالوا في تصغير أسود: سُويدٌ، وهو بعينٍ مهملة على المشهور، وزعم القاضي عِياضٌ أنَّه بغينٍ معجمةٍ، ورُدَّ ذلك عليه، قال ابن عَبْدُوسٍ في أسماء خيله ودوابِّه _صلعم_: كان أخضر أُخذ ذلك مِنَ العفر وهو التُّراب، وكذا قال الخطَّابيُّ: سُمِّي بذلك لعُفرة لونه، والعُفْرة: حمرةٌ يخالطها بياضٌ، يُقال له: أعفرُ ويَعْفورٌ، وأخضرُ ويَخْضورٌ، وأصفرُ ويَصْفورٌ، وأحمر ويَحْمورٌ، وقال ابن بَطَّالٍ: عُفَيْرُ مِنَ العُفْرة وهو تصغير أعفر، وقال الدِّمْياطيُّ: إنَّه شُبِّه في عَدْوه باليَعْفُور وهو الظَّبي، وهذا الحمار أهداه لرسول الله _صلعم_ المُقَوقِسُ، وأهدى له فَروةُ بن عمرٍو حمارًا يُقال له: يعفورٌ، ويُقال: هما واحدٌ، حكاه ابن عَبْدُوسٍ، قال الواقديُّ: نَفَقَ يعفورٌ مُنْصَرف رسول الله _صلعم_ مِنْ حَجَّة الوداع، وذكر السُّهَيْليُّ أنَّه طرح نفسه في بئرٍ يوم مات رسولُ الله صلعم، وذكر ابن عساكرَ عن أبي منصورٍ: لمَّا فتح رسول الله _صلعم_ خيبرَ أصاب حمارًا أسود، فقال له _◙_: ((ما اسمك؟)) قال: يزيدُ بن شهابٍ _وعند السُّهَيْليِّ زيادُ بن شهابٍ_ أخرج الله مِنْ نسل جدِّي ستِّين حمارًا، كلُّهم لم يركبهم إلَّا نبيٌّ، وقد كنت أتوقَّعك أن تركبني لأنَّه لم يبقَ مِنْ نسل جدِّي غيري ولا مِنَ الأنبياء غيرُك، فذكر حديثًا طويلًا فيه: فلمَّا توفِّي رسولُ الله _صلعم_ جاء إلى بئرٍ كانت لأبي الهيثم بن التَّيِّهانِ، فتردَّى فيها جزعًا على رسول الله، فصارت قبره، قال أبو القاسم: هذا حديثٌ غريبٌ، وفي إسناده غيرُ واحدٍ مِنَ المجهولين، وقال ابن حِبَّان في «ضعفائه»: لا أصلَ لهذا الحديث، وإسناده ليس بشيءٍ.
فائدةٌ: رُوِّينا في «الإرداف» لابن مَنْدَهْ أبي زكريَّا يحيى أنَّه _◙_ كان له حمارٌ آخر أعطاه إيَّاه سعد بن عُبادة.
ثانيةٌ مهمَّةٌ في عدد أفراسه: عند ابن سعدٍ أوَّل فرسٍ ملكه رسول الله _صلعم_ فرسٌ ابتاعه بالمدينة مِنْ رجلٍ مِنْ بني فَزارة بعشرة أواقيَّ، وكان اسمه عند الأعرابيِّ الضَّرِس، فسمَّاه رسول الله: السَّكْب، وأوَّل ما غزا عليه أُحدًا، وكان أغرَّ محجَّلًا طلق اليمين، وفي «المنمَّق» لمحمَّد بن حبيبٍ البغداديِّ: كان كُمَيْتًا، وللطَّبرانيِّ عن ابن عبَّاسٍ: كان أدهمَ، وله أيضًا السَّكْب، سُمِّي بذلك لأنَّ لونه يشبه لون الشَّقائق، وللواقِديِّ: كان له أيضًا فرسٌ أشقرُ يُسمَّى: المُرْتَجِزَ وهو الَّذي شهد له فيه خُزيمة، وكان لأعرابيُّ مِنْ بني مرَّةَ، ولابن أبي عاصمٍ: كان أشقرَ، سمِّي المُرْتَجِزَ لحسن صهيله، وزعم ابن قُتيبة أنَّ الَّذي شهد فيه خُزيمة الظَّرِبُ، وفي روايةٍ: ((النَّجِيْب))، والأعْرَابيُّ قيل: هو سواء بن الحارث بن ظالمٍ المُزَنيُّ، وقيل: هو سواء بن قيسٍ المحاربيُّ، وذكر الرُّشاطيُّ أن الْمُرْتَجِز أهداه له عُصَيم بن الحارث بن ظَالم الْمُحَاربيُّ فأثابه _◙_ ناقةً تدعى القرعى.
وعند الواقِديِّ: كان له _◙_ أفراسٌ ثلاثةٌ عند سهل بن سعد: لِزَازٌ وَالظَّرِبُ وَاللُّحَيفُ، أهدى الظَّرِبَ له فَرْوةُ بن عمرٍو الجُذاميُّ، وفي «تاريخ ابن عساكر»: أهداه له ربيعة بن أبي البراء، وذكر أبو سعيدٍ النَّيسابوريُّ في «شرف المصطفى» أنَّه كان لجنَادة بن المعَلَّى المحاربيِّ، وذكر ابن الجوزيِّ أنَّ لِزازًا أهدى له المُقَوقِسُ، وعند السُّهَيليِّ: كان معه في المُرَيسِيع، وذكر سليمان بن بَنين النَّحويُّ المصريُّ أنَّه مِنْ هدايا المقَوقِس، قال: وكان تحته ببدرٍ، وفيه نظرٌ لأنَّ هدايا المقوقس لم تأتِ إلَّا بعد سنة ستٍّ.
وعند ابن سعدٍ: كان له فرسٌ يُقال له: الوَرْد أهداه له تميمٌ الدَّاريُّ، فأعطاه عمرَ، فحمل عليه في سبيل الله فوجده يُباع... الحديثَ، وعنده أيضًا: والمراوح أهداه له الرَّهاويُّون، وعند ابن حَبيبٍ: وكان له فرسٌ يُقال له: ذو اللِّمَّة.
وعند ابن خَالَوَيْه: والمُرْتَجِل والسِّرْحان والعسوب، ذكره قاسم بن ثابتٍ في «الدَّلائل»، وكذلك اليَعْسُوب والبَحْر، قال ابن بَنين: اشتراه مِنْ تجَّارٍ قدموا به مِنَ اليمن، والشَّحَّاء والسجل، قال ابن الأثير: أخاف أن يكون أحدهما تصحيف مِنَ الآخر، ومُلَاوِح ذكره في «شرف المصطفى» قال: وكان لأبي بُرْدَة بنِ نِيار، ومَنْدُوبٌ ذكره أبو عبد الله محمَّد بن عليِّ بن حضر بن عسكر المالقيُّ في «ذيل التَّعريف» وسبحة، ففي «سنن الدَّارَقُطْنيِّ» عن أنسٍ: كانت له فرسٌ يُقال لها: سبخة، وذو العُقَّال ذكره ابن عساكر، والسَّقْب، ففي «الجهاد» لابن أبي عاصمٍ عن ابن عبَّاسٍ: كان لرسول الله _صلعم_ فرسٌ أدهمُ يُسمَّى: دُلْدُلَ، وفي «المستدرك»: كان له بغلةٌ يُقال لها: دُلْدُلُ، وقال الواقديِّ: عن موسى بن محمَّدٍ، عن أبيه: هي أوَّل بغلةٍ رُئِيت في الإسلام، أهداها له المقوقِس وبقيت إلى زمن معاوية، وفي «تاريخ دمشق»: قاتل عليها عليٌّ في خلافته الخوارج، وعند ابن إسحاقَ: كانت في منزل عبد الله بن جعفرٍ يحشُّ لها الشَّعير لأنَّ أسنانها ذهبت، وكان شهباءَ.
وعند الواقديِّ: أهداها له فَرْوَةُ الجُذامي، وعند الْمَرْزُبَانيِّ: لمَّا أهداها لرسول الله _صلعم_ طلبه الحارث بن أبي شِمْرٍ الغَسَّانيُّ، فلمَّا ظَفِرَ به صَلَبه، وفي مسلمٍ: أهدى ابن العَلْمَاء _يعني يوحنَّا بن رؤبة_ له في تَبوك بغلةً بيضاء، فكتب له النَّبيُّ _صلعم_ يجيرهم وأهدى له بُرْدًا، وعند ابن سعدٍ: وأرسل إليه صاحبُ دُومةَ بغلةً.
وفي الثَّعلبيِّ بإسنادٍ فيه ضعفٌ عن ابن عبَّاسٍ: أهدى كسرى بغلةً لرسول الله _صلعم_ فركبها بِجُلٍّ مِن شعر وأردَفه خلفه، وفيه نظرٌ لأنَّ كسرى مزَّق كتابه، وفي «أخلاقه ◙» لأبي الشَّيخ ابن حيَّان: عن ابن عبَّاسٍ أنَّ النَّجاشيَّ أهدى له _◙_ بغلةً فكان يركبها، وهو غريبٌ، ورَوى الطَّبَريُّ عن ابن عبد الرَّحيم البَرْقيِّ: حدَّثنا عمرو بن أبي سَلمة عن زهيرِ بن محمَّدٍ قال: اسم راية رسول الله _صلعم_: العُقَاب، وفرسه: المُرْتَجِز، وناقته: العَضْبَاء والجَدْعَاء، والحمار: يَعْفُورٌ، والسَّيف: ذو الفَقَار، والدِّرع: ذات الفُضُول، والرِّداء: الفتح، والقَدَح: الغَمْر.
رابعها: فقه الباب: جوازُ تسمية الدَّواب بأسماءٍ تخصُّها غيرِ أسماء أجناسها.
وقوله: / (وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا) أي واسعَ الجَرْي، قال الأصمعيُّ: يُقال: فرسٌ بحرٌ وفيضٌ وحثٌّ وغَمرٌ، وقال نِفْطَوَيه: معناه كثيرُ الجري لا يفنى جريُه كَما لا يفنى ماء البحر، فإذا كان ذلك مِنْ فعله _صلعم_ في أملاكه وكان الرَّبُّ _جلَّ جلاله_ قد ندب خلقه إلى الاستنان به والتَّأسِّي فيما لم ينهَهم عنه، فالصَّواب لكلِّ مَنْ أنعم الله عليه وخَوَّله رقيقًا أو حيوانًا مِنَ البهائم أو الطَّير أو غير ذلك أن يسمِّيَه باسمٍ كما فعل صلعم، وعُلم بذلك أنَّ المولَّدين لمَّا ادَّعَوا أنساب الخيل لم يتعدَّوا في ذلك، إذ كان لها مِنَ الأسماء ما لبني آدم تميَّزوا بها مِنْ أعيانها وأشخاصها، إذ الأسماء إنَّما هي أماراتٌ وعلاماتٌ يُفصل بها بين مسمَّياتها، وذكر هنا في حديث أبي قَتَادة: أنَّه _◙_ أخذ منه رجلَ الحمارِ وأكله، وهو حجَّةٌ على أحد قولي أبي حَنِيفةَ وغيره الَّذين منعوا المُحرِم مِنْ أكل لحم الصَّيد وإن لم يُصَد مِنْ أجله.
وفيه إردافُ النَّبيِّ _صلعم_ أفاضل الصَّحابة، ومعاذٌ أحد الأربعة الَّذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلعم، وزيدُ بن ثابتٍ وأُبيٌّ وأبو زيدٍ الأنصاريُّ، ويُقال: إنَّه يأتي يوم القيامة يقدم العلماء برتوةٍ، مَات ابن ثلاثٍ وثلاثين.
وفيه جوازُ الإرداف على الدَّابَّة والحملِ عليها ما أقلَّت ولم يضرَّ بها.
فائدةٌ: الخيل: جمعٌ لا واحد له، وجمعه: خيولٌ، قاله في «المخصَّص»، وكان أبو عُبَيْدٍ يقول: واحدها خايل لاختيالها، فهو على هذا الاسم للجمع عند سِيبَوَيه، وجمعٌ عند أبي الحسن، قال في «المحكم»: وقول أبي عُبيدٍ ليس بمعروفٍ، قال: وقول أبي ذؤيب:
فَتَنَازَلا وَتَواقَفَت خَيْلَاهُما وكِلَاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ
ثنَّاه على قولهم: هما لَقاحان أسودان وجِمالان، والجمع: أخيالٌ عن ابن الأعرابيِّ والأوَّل أشهر، وقال ابن رضوان أبو عبد الله في «الاحتفال»: وقد جاء فيه الجمع أيضًا عَلى أَخْيُلٍ في شعر الحُطَيئة، وإذا صغَّرت قلتَ: خُيَيْلة، ولو حذفها لكان وجهًا، والخَول _بالفتح_: جماعة الخيل.