-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░78▒ (بابُ: التَّحْرِيضِ عَلَى الرَّمْيِ، وَقَوْلِ اللهِ _╡_: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60]).
2899- ذكر فيه حديثَ سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ: (مَرَّ النَّبِيُّ _صلعم_ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلانٍ، فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ _صلعم_: مَا لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟ قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ فَقَالَ: ارْمُوا وأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ).
2900- وحديثَ أبي نُعَيْمٍ: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمن بْنُ الغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ _صلعم_ يَوْمَ بَدْرٍ، حِينَ صَفَفَنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا: إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ).
الشَّرح: أمَّا الآية فالقوَّة المذكورة فيها هو الرَّمي، كما أخرجه مسلمٌ مِنْ حديث عُقبة بن عامرٍ قال: سمعت رسول الله _صلعم_ يقول وَهو على المنبر: (({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] ألَا إنَّ القوَّةَ الرَّمي ثلاثًا)) وقال ابن المُنْذِرِ أيضًا: إنَّه ثابتٌ، والقوَّة: التَّقوِّي بإعداد ما يحتاج إليه مِنَ الدُّروع والسُّيوف وسائر آلات الحرب، إلَّا أنَّه لمَّا كان الرَّمي أنكأها في العدوِّ وأنفعها على ما هو مشاهدٌ فَسَّرها به وخصَّها بالذِّكر وأكَّدها ثلاثًا.
وفيه أيضًا مِنْ هذا الوجه مرفوعًا: ((مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا)) وفي رواية الحاكم ((فَهِيَ نعمةٌ كفَرَها)) ثُمَّ قال: صحيح الإسناد، ولأبي داود: ((إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ فِي الْجَنَّةِ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ به، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنَبِّلَهُ، فَارْمُوا وارْكَبُوا، وأَنْ تَرْمُوا أحبُّ إليَّ منْ أنْ تَرْكَبُوا، ليسَ مِنَ اللهوِ إلَّا ثلاثٌ: تَأْدِيبُ الرَّجل فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَمَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا أَوْ قَالَ كَفَرَهَا)) وللتِّرمِذيِّ مِنْ طريقٍ منقطعةٍ: ((أَلا إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمُ الأرْضَ، وَسَتُكْفَوْنَ الْمُؤْنَةَ، فَلا يَعْجِزَنَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِسَهْمِه)).
وحديث سَلَمة مِنْ أفراده، وفي روايةٍ للحاكم: ((فَلَقَدْ رَمَوْا عَامَّةَ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَلَى السَّوَاءِ مَا نَضَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا)) وقال في أوَّله: ((حَسَنٌ هَذَا اللهو)) مرَّتين أو ثلاثًا، ثُمَّ قال: صحيح الإسناد، وروى ابن مُطَيْرٍ في كتاب «الرَّمي» بإسناده عن أبي العالية عن ابن عبَّاسٍ أنَّه _◙_ مرَّ بنفرٍ يرمون فقال: ((رميًا بني إسماعيل، فإنَّ أباكم كان راميًا)) وروى ابن حِبَّان في «صحيحه» مِنْ حديث أبي هريرة: خرج النَّبيُّ _صلعم_ وأسلمُ يرمون، فقال: ((ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابنِ الأدْرَعِ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ قِسِيَّهُمْ، قَالوا: مَنْ كُنْتَ مَعَهُ غَلَبَ، قَالَ: ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ)).
قلتُ: وابن الأدرع اسمه مِحْجَنٌ كما أفاده ابن عبد البرِّ، وفي حديث سلمة هذا تقويةٌ لما رواه ابن سعدٍ مِنْ حديث ابن لَهيعة، عن عبد الرَّحمن بن زياد بن أَنْعُمَ، أخبرني بكر بن سَوَادَة، سمع عليَّ بن رَباحٍ يقول: قال رسول الله _صلعم_: ((كلُّ العربِ مِنْ ولدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ))، وذكره ابْن هشامٍ أيضًا عَن بعض أهل اليمن يعني النَّسَّابين، وفي كتاب الزُّبَير: حدَّثني إبراهيم الحَزَاميُّ حدَّثني عبد العزيز بن عِمران، عن معاوية بن صالحٍ الحِمْيَريِّ عن ثورٍ عن مكحولٍ قال رسول الله _صلعم_: ((العرب كلُّها بنو إسماعيل إلَّا أربع قبائل: السُّلْف والأوزاعُ وحَضْرَمَوْتُ وثَقيفُ)) ورواه صاعدٌ في «فصوصه» مِنْ حديث عبد العزيز بن عِمران عن معاويةَ قال: أخبرني مكحولٌ عن مالك بن يُخَامِرَ وله صحبةٌ، فذكره.
قال ابن عبد البرِّ: قالوا: قَحطان بن تَيْمَنَ بن هَمَيْسَعَ بن نَبْت وهو نَابت بن إسماعيل، وقيل: قَحْطان بن يمن بن هَمَيْسَعَ بن نَابِتٍ، وقيل: قَحْطان بن هَمَيْسَعَ بن أَصْيافَ بن هَمَيْسَعَ بن أَصْياف بن هَمَيْسَعَ بن أصياف بن هُودِ بن شَرْوَان بن الميثان بن العَامِلِ بن مِهْرانَ بن يحيى بن يَقْظانَ بن سادب وهو نابِتُ بن تَيْمَنِ بن النَّبْت بن إسماعيل _◙_ ومَنْ جعل قَحطان مِنْ ولد إسماعيل يشهد له قولُ المنذر بن حَرامٍ جدِّ حسَّان بن ثابتٍ حيث يقول:
وَرِثْنا مِنَ البُهْلُول عَمْرِو بنِ عَامرٍ وَحَارِثَةَ الغِطْرِيفِ مَجْدًا مُؤَثَّلا
مَآثِرَ مِنْ نَبْتِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ ونَبْتِ بنِ إسماعيلَ مَا إنْ تحوَّلا /
وحديث أبي أُسَيْدٍ _بضمِّ الهمزة_ ذكره في المغازي [خ¦3984] عن عبد الله بن محمَّدٍ الجُعْفِيِّ، عن أبي أحمد الزُّبَيريِّ، عَن ابن الغَسِيل، عن حمزة والزُّبَير بن المُنْذِرِ بن أبي أُسيدٍ عن أبيهما، وخالف في ذلك أبو نُعَيْمٍ الحافظ فأدخل بين حمزة وابن الغَسِيل عبَّاسَ بن سهل بن سعدٍ مِنْ طريق أبي أحمد الزُّبَيريِّ، عن عبد الرَّحمن عن عبَّاسٍ عن حمزة عن أبيه، ورواه الطَّبَرانيُّ مِنْ طريق يحيى الحِمَّانيِّ وأبي نُعَيْمٍ الدُّكَيْنِيِّ عن ابن الغَسِيل، عن عبَّاسٍ وحمزة بن أبي أُسيدٍ، وقال أبو نُعيمٍ مرَّةً: عن المنذر بن أبي أُسَيدٍ، ولم يقل: الزُّبَير بن المُنْذِرِ بن أبي أُسَيدٍ، وكأنَّه أشبه لقوله: عن أبيهما.
فائدةٌ: قيل: سُمِّي الغَسِيل لأنَّ الملائكة غسلته، وعبد الرَّحمن قيل: عاش مئةً وستِّين سنةً حكاه ابن التِّيْنِ.
إذا تقرَّر ذلك فمعنى (يَنْتَضِلُونَ) _بالضَّاد المعجمة_: يرتمون، يُقال: ناضلت الرَّجل: رَمَيْتُه، والنَّضل: الرَّمي مع الأصحاب، وقال ابن فارسٍ: نضل فلانٌ فلانًا في المراماة إذا غلبه، وناضلت فلانًا: غلبته، وانتضل القوم وتناضلوا إذا رموا للسَّبق، ثُمَّ فيه فوائدُ:
الأولى: قوله (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ) فيه دِلالةٌ عَلى رجحان قول مَنْ قال مِنْ أهل النَّسب: إنَّ اليمن مِنْ ولد إسماعيل وأسلم مِنْ قحطان، وقد سلف واضحًا.
الثَّانية: قوله: (فَإِنَّ أَبَاكُمْ) فيه أنَّ الجدَّ وإنْ علا يُسمَّى أبًا.
الثَّالثة: أنَّ السُّلطان يأمر رجاله بتعلُّم الفروسيَّة ويحضُّ عليها.
الَّرابعة: أنَّ الرَّجل يطلب الخلال المحمودة ويتبعها ويعمل بها قال:
لَسْنا وَإِنْ كَرُمَتْ أَوَائلُنا يومًا على الأحْساب نَتَّكُلُ
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنا تَبْنِي ونَفْعَل مِثْلَ ما فَعَلُوا
الخامسة: قوله: (حِينَ صَفَفنَا لِقُرَيْشٍ) وفي بعض النُّسخ: <أَسْفَفْنَا> حكاه الخَطَابيُّ ثُمَّ قال: فإن كان محفوظًا فمعناه القرب منهم والتَّدلِّي عليهم كأنَّ مكانهم الَّذي كانوا فيه أهبط مِنْ مصافِّ هؤلاء، ومنه قولهم: أَسَفَّ الطَّائرُ في طيرانه إذا انحطَّ إلى أن يقارب إلى وجه الأرض، ثُمَّ يطير صاعدًا.
السَّادسة: (أَكْثَبُوكُمْ) _بثاءٍ مُثلَّثةٍ ثُمَّ باءٍ موحَّدةٍ_ أي: دنَوا منكم وقاربوكم، وفي «الغريبين» حذف الألف، فلعلَّهما لغتان، وقال ابن فارسٍ: أَكْثَبَ الصَّيدُ إذا أمكن مِنْ نفسه، وهو مِنَ الكثب وهو القرب، وقال الدَّاوُديُّ معنى (أَكْثَبُوكُمْ) كثروا وحملوا عليكم، وذلك أنَّ النَّبل إذا رُمي في الجمع لم يُخطئ، ففيه ردعٌ لهم، ونقل ابن بَطَّالٍ عن «الأفعال» أنَّ العرب تقول: أَكْثَبَكَ الصَّيدُ: قربَ منك، والكَثَبُ: القُرْبُ، فمعنى أَكْثَبُوكم: قَرُبوا منكم.
السَّابعة: أنَّ السُّلطان يُعْلِم المجوِّدين بأنَّه معهم، أي: مِنْ حزبهم، ومحبٌّ لهم كما فعل _◙_ للمجوِّدين في الرِّماية، فقال: (وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلانٍ) أي أنا محبٌّ لهم ولفعلهم، كما قال: ((المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ)).
الثَّامنة: أنَّه يجوز للرَّجل أن يبينَ عن تفاضل إخوانه وأهله وخاصَّته في محبَّته ويُعْلِمَهم كلَّهم أنَّهم في حزبه ومودَّته كما قال _◙_: (أَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ) بعد أن كان أفرد إحدى الطَّائفتين.
التَّاسعة: أنَّ مَنْ صار السُّلطان عليه في جملة الحزب المناضلين له ألَّا يتعرَّض لمناوأته كما فعل القوم حين أمسكوا لكونه _◙_ مع مناضليهم خوف أن يرموا فيَسْبِقوا فيكون _◙_ مع مَنْ سُبق، فيكون ذلك جنفًا على رسول الله _صلعم_ فأمسكوا تأدُّبًا فلمَّا أعلمهم أنَّه معهم أيضًا رمَوا لسقوط هذا المعنى.
العاشرة: أنَّ السُّلطان يجب أن يعلم بنفسه أمورَ القتال اقتداءً به ◙.
فائدةٌ: في فضل الرَّمي والتَّحريض عليه غير ما سبق، ولنذكر منها خمسةَ أحاديثَ:
أحدها: حديث أبي نَجِيحٍ عمرو بن عَبْسة مرفوعًا في فضل مَنْ رمى بسهمٍ في سبيل الله، أخرجه التِّرمِذيُّ وقال: حسنٌ صحيحٌ.
ثانيها: حديث كعب بن مُرَّة: ((مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَلَغَ الْعَدُوَّ أَوْ لَمْ يَبْلُغْ كَانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ)) أخرجه النَّسَائيُّ، ولابن حِبَّان: ((مَنْ رَمَى فبَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَتَهُ)) فقال عَبْدُ الرَّحمن بْنُ النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ ما الدَّرجةُ؟ قال: ((أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مئة عَامٍ)).
ثالثها: حديث عقبة، وقد سلف أوَّل الباب، ورُوِّيناه في «الخِلَعِيَّات» مِنْ حديث الرَّبِيع بن صُبَيْحٍ عن الحسن _يعني ابن أبي الحسناء فيما صوَّبه الخطيب_ عن أنسٍ: ((يُدخِلُ اللهُ بالسَّهْمِ الجنَّةَ ثلاثةً: الرَّاميَ بهِ، وصانعَه، والمحتسبَ به)) وفي لفظٍ: ((مَنِ اتَّخذ قوسًا عربيَّةً وجبيرها _يعني كنانته_ نفى عنه الفقر)) وفي لفظٍ: ((أربعين سنةً)).
رابعها: حديث عليٍّ ☺: رأى رسول الله _صلعم_ رجلًا يرمي بقوسٍ فارسيَّةٍ فقال: ((ارمِ بها)) فنظر إلى قوسٍ عربيَّةٍ فقال: ((عليكم بهذهِ وأمثالها، فإنَّ بهذه يُمَكِّنُ اللهُ لكمْ في البلادِ ويزيدُكُم في النَّصْرِ)) أخرجه أبو داود مِنْ حديث أبي راشدٍ الحُبْرَانيِّ عنه، وإنَّما نهى عن القوس الفارسيَّة لأنَّها إذا انقطع وترها لم ينتفع بها صاحبها، والعربيَّة إذا انقطع وترها كان له عصًا يَنتفع بها، حكاه البَيْهقيُّ.
خامسها: حديث أبي عبيدة عن أبيه عبد الله قال: قال رسول الله _صلعم_ يوم الطَّائف: ((قاتلوا أهل الصِّنع فمَنْ بلغ بسهمٍ فإنَّه درجةٌ في الجنَّة)) أخرجه الطَّبَرانيُّ، والله أعلم.