التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ما قيل في قتال الروم

          ░93▒ (بابُ: مَا قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ)
          2924- ذكر فيه حديث عُمَيْرِ بنِ الأسْودِ العَنْسِيِّ عن أمِّ حَرَامٍ في غزوها في البحر، وفي آخره: أنَّ (أَوَّل جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ، قُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لَا).
          هذا الحديث سلف غير مرَّةٍ [خ¦2788]، و(العَنْسِيَّ) هذا منسوبٌ إلى قبيلةٍ مِنَ العرب يُقال لهم: بنو عنْسٍ وهم بالشَّام، وبنو عبسٍ بالكوفة، والعيش بالبصرة، ذكره ابن بَطَّالٍ.
          وقوله: (وَهُوَ نَازِلٌ حِمْصَ) حمصُ مِنَ الشَّام، رأيتها في رحلتي إليها، قال الدَّاوُديُّ: وفي هذه الأحاديث رغبة الصَّحابة في المقام بالشَّام.
          وقوله: (أَوْجَبُوا) يعني الجنَّة، ومنه قوله _◙_ في الدُّعاء: ((أسألُك مُوجباتِ رحمتك)) قال المهلَّب: وفيه فضلُ معاويةَ لأنَّه أوَّلُ مَنْ غزا الرُّوم، وابنه يزيد غزا مدينة قيصر، وقال ابن التِّيْنِ: قيل: فيه فضل يزيدَ لأنَّه أوَّل مَنْ غزاها، ولعلَّ يزيد لم يحضر مع الجيش، وأراد الشَّارع مَنْ يغزو بنفسه أو أراد الجماعة فغلب، وإن كان فيهم واحدٌ أو قليلٌ غير مغفورٍ لهم.