التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الصبر عند القتال

          ░32▒ (بابُ: الصَّبْرِ عِنْدَ القِتَالِ)
          2833- ذكر فيه حديثَ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ: (أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، كَتَبَ فَقَرَأْتُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ _صلعم_ قَالَ: إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا)، هذا الحديث بعضٌ مِنْ حديثه المذكور في باب: الجنَّةُ تحت بارقة السُّيوف [خ¦2818]، ولا شكَّ أنَّ الصَّبر سببٌ لكلِّ خيرٍ، وقد نصَّ الله _تعالى_ عليه في غير موضعٍ مِنْ كتابه، فأمر بالصَّبر عند اللِّقاء رجاء بركته، ولئلَّا يأنس بالكسل والفَشل اللَّذان هما آفةُ الحرمان دنيا وأخرى، والصَّبر على مطلوبات الدُّنيا والآخرة ضمانٌ لإدراكها.
          وقوله: (فَاصْبِرُوا) معناه الحضُّ والنَّدب لأنَّ الَّذي فرض الله على المسلمين عند اللِّقاء إنَّما هو عند المثلين فما كان أكثر فإنَّما هو ندبٌ وحضٌّ.